Sunday, August 24, 2008

تحقق الوعد وظهر الموعود-1(دكتور نبيل حنا)

الموعود

تبشر الكتب المقدسة إلى مجىء اليوم ’الموعود‘كما تصفه ’بيوم الله‘،وتشيرالآيات الخاصة لهذا اليوم المجيد بأنه يوم تحقق ملكوت الله ومشيئته على الأرض كما هى في السماء: فيقهر الشر وينتصر العدل، ويأكل الذئب مع الحمل في مرعى واحد، وتوضع نهاية للحروب والأحزان والآلام، وتشرق الأرض بنور ربها. سوف تتحقق كل هذه الوعود تدريجيًا بعد مجىء الموعود الذي وعدت به الكتب السماوية. ففى الانجيل المقدس يوصف هذا اليوم بقوله: " ثم رأيتُ سماءً جديدةً وأرضًا جديدةً لأنَّ السماءَ الأولى والأرضَ الأولى مضتا والبحر لا يوجدُ في مابعد. وأنا يوحنَّا رأيتُ المدينةَ المقدَّسةَ أورشليم الجديدة نازلة من السماءِ من عند الله مُهَيَّأةً كعروسٍ مزيَّنةً لرجلها. وسمعت صوتًا عظيمًا من السماءِ قائلا هوذا مسكنُ الله مع الناسِ وهو سيسكنُ معهم وهم يكونونَ له شعبًا والله نفسه يكون معهم إِلَهًا لهم." [ رؤيا يوحنَّا اللاهوتي 21: 1-3].

يشرح حضرة بهاءالله معنى المدينةَ المقدَّسةَ أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الله بقوله: وأما تلك المدينة فهي الكتب الإلهية في كل عهد. فمثلاً في عهد موسى كانت التوراة وفي زمن عيسى كان الانجيل. وفي عهد محمد رسول الله كان الفرقان. وفي هذا العصر البيان. وفي عهد من يبعثه الله كتابه الذي هو مرجع كل الكتب والمهيمن على جميعها. وفي هذه المدائن أرزاق مقدرة، ونعم باقية مقررة، تهب الغذاء الروحاني، وتطعم النعمة القدمية، وتمنح نعمة التوحيد لأهل التجريد. وتجود على من لا نصيب لهم بنصيب. وتبذل كأس العلم للهائمين في صحراء الجهل. وفي هذه المدائن مخزون ومكنون الهداية والعناية، والعلم والمعرفة، والإيمان والإيقان لكل من في السموات والارض. [بهاءالله، كتاب الإيقان ص 159].

تشير آيات هذا الفصل إلى أن الذي سيأتي مرة أخرى ليس هو بيسوع المسيح نفسه، ولكنه الموعودالمشار إليه،والذى سيأتي بإسم جديد. ففي الإنجيل المقدّس تشير الآيات إلى بعض أسماء أو ألقاب الموعود ومنها: بهاءالله أو مجدالله، روح الحق، روح القدس،رب الجنود،المُعزّي، ملك المجد، ابن الانسان الآتي فى مجد أبيه، يوم يهوه. وتشير بعض الألقاب بخصوص الموعود في القرآن الكريم إلى: المهدي، القائم، القيّوم، الدَّاعى والنبأ العظيم.

أعلن حضرة الباب- ( مظهر الله والمبشّر بمن يظهره الله)فى سنة 1844،أنه قد جاء اليوم الموعود الذي تنبّأت به جميع الكتب السماوية. وفي سنة 1863 أعلن حضرة بهاءالله أنه هو الموعود المنتظر،والذي بُشر به من قبل جميع الرسل والأنبياء ووصفوا يومه بيوم الله. وصف حضرة الباب” من يظهره الله بقوله: قل انّ من يظهره الله حجاب الله الاوّل إن انتم من وراء ذلك الحجاب غير الله لا تدركون، ومن دون ذلك الحجاب كلّ ما يظهر من عند الله تدركون والله غيب ممتنع متعالي محبوب ان تريدون الله فلتريدنّ من يظهره الله. [منتخبات آيات از آثار حضرت نقطهء اولی عزّ اسمه الأعلی، ص 63].

Powered By Blogger