Saturday, December 5, 2009

حول علامات مجئ السيد المسيح


حول علامات مجئ السيد المسيح

تحتوى الكتب المقدّسة على آيات عديدة بخصوص ظهور الموعود. ففى كلٌ من التوراة والإنجيل والقرآن علامات يمكن فهمها ظاهريًا كما هى، وعلامات باطنية يجب التفكّر والتمعّن فيها. من بين هذه العلامات،نجد نبوءات بتغيّرات في الكواكب والأبراج، كوارث طبيعيّة، زلازل، مجاعات، أمراض، انتشار الفسق والتدنى الأخلاقي، العجرفة، الظلم والشر، إنتشار المسيحية في جميع أنحاء العالم، عودة اليهودإلى أرض الميعاد، انتشار الثقافة والعلم في جميع أنحاء المعمورة. يصبح الدين لفظاً ، ويصيب البؤس شعوبٍ الأرض على يد حكّامها. وتهجر المرأة المرضعة رضيعها، وتضع كل حامل حملها ، ويهجر الإنسان أخيه وأمه وأبيه وزوجته وأولاده، ويصاب الإنسان بالقلق والهم والغم.

وبالرغم من وضوح هذه العلامات ، إلا أن هناك علامات آخرى يجب النظر إليها روحانياً. فمثلاً، كان اليهود ينتظرون تحقق جميع علامات مجئ السيد المسيح المذكورة في التوراة حرفيًا. ولكن هل إظلمّت الشمس أو تحوّل القمر إلى دمٍ؟ إذا فرضنا أن هذه النبوءات سوف تتحقق حرفيًا هذه المرة و’الشَمس والقمر يظلمان‘ و’النجوم تتساقط من السماء وقوّات السموات تتزعزع‘ فإذا حدث ذلك حرفيًا فكيف يمكننا بعد ذلك أن نرى ’ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوّةٍ ومجدٍ عظيم‘. هل من الممكن أن يبقى أي إنسان حي بعد اظلام الشمس والقمر وتساقط النجوم وتزعزع قوّات السماء؟ كما نعلم اليوم أن بعض النجوم هي أكبر بآلاف وملايين المرّات من الكرة الأرضية, فإذا إقترب نجم واحد فقط من الكرة الأرضية لدمّرت الأرض كلها من اقتراب هذا النجم، فما بالك بتساقط النجوم؟ إن المكان الوحيد الذي يمكن تمثيل هذه الأحداث فيه هو في استديوهات هوليود، إذا أردنا أن نعيش في عالم الخيال!.

أيضاً، نقرأ فى الإنجيل المقدس: ’لا يأتي ملكوت الله بمراقبة. ولا يقولون هو ذا ههنا أو هو ذا هناك لأن ها-هو ذا ملكوت الله داخلكم‘. فكيف يكون ممكنًا أن توصف بعض الآيات مجئ ملكوت الرب بعد اظلام الشمس والقمر وتساقط النجوم، وآية أخرى تقول أن ملكوت الله لا يأتي بمراقبة، وتقول الآية نفسها أن ملكوت الله ’داخلكم‘! ومن المحير أن آية أخرى تقول أن الرَّبِّ ’سيأتي كلصٍّ في الليل‘. أي سيكون مثل مجيء لص للمنزل ولا علم لصاحب المنزل بوجوده. من الواضح أن هذه الآيات لها معانيها الروحانية وأن الموعود سيكون في العالم ’داخلكم‘ كما كان الحال مع المظاهر الإلهية السابقة في العصور الماضية –فلم يكن معظم البشر على علم بظهور الموعود. أن اليوم الموعود من أعظم الأيّام ولكن الناس فى غفلة عنه ولا علم لهم بعظمة هذا اليوم ، ستستمر الشمس في الاشراق والغروب يومًا بعد يوم ويبقى القمر والنجوم لامعة في أبراجها.

توضح لنا الكتب البهائيّة المقدسة أن العلامات والرموز الخاصة بالموعود لها معانيها الخاصة وأن جميع هذه النبوءات قد تحققت، يقول حضرة بهاءالله: لَقَدْ قَامَ الْيَوْمَ عِيدٌ عَظِيمٌ فِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِذْ ظَهَرَ كُلُّ مَا وُعِدَ بِهِ فِي الْكُتُبِ الإِلَهِيَّةِ. وَهُوَ يَوْمُ الْفَرَحِ الأَكْبَرِ. يَجِبُ عَلَى الْكُلِّ أَنْ يَقْصِدُوا بِسَاطَ الْقُرْبِ بِكَمَالِ الْفَرَحِ وَالنَّشَاطِ وَالسُّرُورِ وَالانْبِسَاطِ. وَيُنَجُّوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ نَارِ الْبُعْدِ. [محموعة من ألواح حضرة بهاءالله نُزِّلت بعد الكتاب الأقدس، ص 96).

وكما نعلم، أن المِحَنْ والآلام المحيطة بالعالم اليوم لم تنتهي بمجئ الموعود، بل أنها في إزدياد وستستمر فى الإزدياد يوماً بعد يوم، وذلك بسبب إعتراض البشر ومعارضتهم لتعاليم حضرة بهاءالله، المظهر الإلهي لهذا العصر، وتمسّكهم بتعاليم غير ملائمة لتعاليم العصر الجديد، مثل ماكان في العهودٍ السابقة،فى تمسك البشر بالموروثات ورفضهم التعاليم الجديدة المنزلة. كما يقول القرآن الكريم: وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولاً [سورة الإسراء 17: 15]. وبسبب غفلة البشر ستستمر الشدائد والرزايا، يتفضل حضرة عبد البهاء: اعلم أن الشدائد والرزايا سوف تزداد يوماً بعد يوم وسوف يبتلى الناس بالبؤس والنكبات وتغلق أبواب السرور والراحة والاطمئنان من جميع الجهات وتقع حروب مهيبة ويحيط اليأس والقنوط بجميع الخلق إلى درجة يضطرون فيها إلى التوجه إلى الله. حينذاك تنير أنوار السعادة جميع الآفاق وترتفع صيحات "يا بهاء الأبهى" من جميع الأطراف والأكناف"(منتخبات من كتاب بهاءالله والعصر الجديدص299) ، ويتفضل حضرة بهاءالله: "وستتأزّم الأمور، وتشتدُّ إلى درجة ليس من المجدي شرحها الآن". [بهاءالله، ’منتخباتي از آثار حضرة بهاءالله‘ ص 83]. ويتفضل حضرته أيضًا: واذا تمّ الميقات يظهر بغتةً ما يرتعد به فرائص العالم اذاً ترتفع الاعلام و تغرّد العنادل علی الأفنان [بهاءالله، ’منتخباتي از آثار حضرة بهاءالله‘ ص 83].


Powered By Blogger