Wednesday, January 28, 2009

يأتي المسيح على السحاب -ويأتي كااللص في الليل

المسيح

يأتي على السحاب- ويأتي كااللص في الليل

تشير الكتب المقدّسة أن الموعود سيأتي: ’على سحاب‘ ’في سحاب‘ ’مع سُحبِ‘ ’في ظُلَلٍ من الغمام‘ – و’ستنظره كلّ عينٍ‘. إذا أخذنا هذه الكلمات حرفيًّا ونزل شخص من السماء ’على سحاب‘ أو ’في سحاب‘ فمن الواضح أن هذه السحب تكون كافية بحجب الرؤيا عن البشر أينما كانوا. والأغرب من هذا أن الآيات تشير إلى أنه سيأتي ’على سحاب‘ أو ’في سحاب‘ بعد إظلام الشمس والقمر وتتساقط النجوم وتتزعزع قوّات السماء، ثم نرى بعد ذلك ’ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوّةٍ ومجدٍ كثيرٍ‘.

من الواضح إذًا أن هذه الآيات المذكورة في الكتب المقدسة استعمل فيها نوع من المجاز والتشبيه ولها معانيها الخاصة. تبين الكتابات البهائية المنزلة أن معنى السحاب هو الحجاب الذي يمنع البشر من مشاهدة أو معرفة المظهر الإلهي. فمن جملة هذه الحجب: حجب التعصّب والغرور والأوهام،الحجب التى خلقها الانسان من معتقداته وتقاليده،حجب الطقوس والشعائر والمفاهيم الشخصية الشائعة بين البشر، أو حتى رؤية المظهر الإلهي نفسه كشخص أو إنسان عادي بحدوده الجسمانية– أي، أن أى شئ يمنع الإنسان من معرفة وحقيقة المظهر الإلهي يعتبر سحاب أو حجاب.

وكما كانت الأحوال في عهودٍ سابقة، ففي هذه الدورة أيضًا نجد أن معظم البشر حجبوا أنفسهم من مشاهدة أو معرفة المظهر الإلهي الموعود بسبب ’ظلل الغمام‘على العقول.

وبالرغم من أن الكتب السماوية اشارت إلى موعد ظهور الموعود إلا انه اضيف شرط وهو: ’إن لم تسهر أُقدِمُ عليك كلصٍّ ولا تعلمُ أيَّة ساعةٍ أُقدمُ عليك‘ [رُؤْيا يوحنَّا اللاهوتي 3: 3]. وباستخدام العبارة المشروطة ’إن لم تسهر‘، توقعت الآية أن البشر سيكونوا نياما عند مجئ الموعود كلصٍّ في الليل وسيكون اللص في المنزل وصاحب المنزل لا يدرى به. إن الآيات في كل من الانجيل والقرآن تدل على أن الموعود سيأتي والناس في ’غفلة‘: ’وأنذرهُم يوم الحسرة إذ قُضِىَ الأمرُ وهم في غَفْلَةٍ وهم لا يؤمنون‘ [سورة مَريَمْ 19: 39]. أن الموعود سيأتي بغتةً والناس في غفلة منشغلين بأمور دنياهم ويكون الموعود في العالم ولاعلم للناس به. ولهذا السبب، بالإضافة إلى الأمثال والرموز في الكتب المقدسة بخصوص مجئ الموعود، الآيات المذكورة هي: كونوا ’مستعدّين‘
’اسْهَرُوا‘، و’طوبى لمن يسهر‘.

فكما كانت الأحوال في الدورات أو العهود السابقة، كان الرسول أو المظهر الإلهي الموعود موجود في العالم ولا دراية لمعظم البشر بوجوده، وحتى اللذين سمعوا عنه فمعظمهم لم يقبلوا الرساله الجديدة.


Wednesday, January 14, 2009

مفهوم-أخت هارون-آدم

أخت هارون

وردت ضمن الآية القرآنية المباركة في سورة مريم قوله تعالى: ﴿يا أخت هارون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغيّا﴾.

وأخت هارون هي مريم العذراء فعندما ولدت حضرة المسيح ورجعت به إلى قومها قالوا لها من أين جئتِ بهذا الطفل ونحن نعلم أنك غير متزوجة ولم يكن والدك رجلاً فاسدًا ولا أمك بغيًّا.

وقد اختلف العلماء في المقصود من أخت هارون فقال بعضهم أنها أخت موسى عليه السلام وهارون وكان اسمها مريم بنت عمران وأنها ليست مريم أمّ المسيح لأنه لم يكن لها أخ باسم هارون كما أن اسم والدها ليس (عمران). ويتفضل حضرة عبدالبهاء في لوح المرحوم معاون التجار النراقي قوله الأحلى مترجمًا: "سألت عن الآية المباركة الفرقانية يا أخت هارون. لأن حضرة هارون كان مشهورًا بالزهد والورع والتقوى وكذلك حضرة مريم لذا عرفت بين الناس بأخت هارون، أي كانت أخت هارون في التنزيه والتقديس. وكذلك خوطبت حضرة مريم بيا "بنت عمران" كما جاء في الآية. ومريم ابنة عمران من حيث التقديس والتنزيه أما والد مريم الحقيقي فلم يكن عمران كما جاء في الكتاب المقدس".
(قاموس الإيقان ج4 ص 1814)
آدم
لهذه الكلمة معنيان، الأول: الهيكل الإنساني البشري الذي خلقه الله أول ما خلق وهو بداية الجنس البشري ولا يمكن تحديد زمانه أو بدئه. أما الثاني: فهو مظهر أمر الله وكما قال بولص في رسالته الأولى إلى كورنثوس الأصحاح الخامس عشر... صار آدم الإنسان الأول نفسًا حيّة وآدم الأخير روحًا مُحييًا (46) لكن ليس الروحاني أولاً بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني (47) الإنسان الأول من الأرض ترابي. الإنسان الثاني الرب من السماء...

وفي لوح نزل من قلم حضرة عبدالبهاء أرواحنا له الفداء لجناب الملا عبد الغني قوله الأحلى مترجمًا: "... إن آدم في الأكوار الإلهية والأدوار المقدسة الرحمانية هو أول من آمن لأنه البديع الأول وبنو آدم هم نفوس دخلوا في ذلك الكور في ظل تلك الكلمة الرحمانية وهم بمنزلة سلالة ونسل حضرته".
(مائدة آسماني ج2 ص 108-109)

ويتفضل أيضًا في لوح ميرزا اسحق همداني قوله الأحلى مترجمًا: "إن قضية آدم أبو البشر المذكورة في الكتب
السّماويّة لها تأويل ويجب أن تفسّر، والمقصود من الإيجاد هو الخلق الروحاني والوجود الرحماني وإلا فبقليل من الملاحظة حتى الأطفال يدركون أن هذا الكون اللامتناهي... ليس منذ ستة آلاف سنة فقط، بل هو أقدم من ذلك بكثير..."
(مائدة آسماني ج2 ص41)

وفي الآثار الأمرية مترجمًا: أما ما سئل: كيف لا يوجد ذكر للأنبياء قبل آدم أبو البشر وسلاطين تلك الأزمنة في كتب التواريخ فإن عدم الذكر ليس دليلاً على عدم الوجود ونظرًا لطول المدة وانقلابات الأرض لم يبق له أثر وعدا عن ذلك فلم تكن قبل آدم أبو البشر قواعد التحرير والأساليب التي هي موجودة الآن بين الناس وكان هناك زمان لم توجد فيه أسلوب الكتابة قط بل أساليب أخرى.

وفي لوح للشيخ النجفي الإصفهاني مترجمًا: "آدم الترابي أصبح بالكلمة الإلهية عرشيًا وصياد السمك صار حائزًا للحكمة الربانية وحضرة أبو ذر راعي الغنم أصبح سيّد الأمم".
(أسرار الآثار ج1 ص13-14)
Powered By Blogger