Monday, December 24, 2018

Thursday, November 15, 2018

صدر لي الآن 15/11/2018 مقالي "رسالة سماوية عالمية "


رسالة سماوية عالمية 
https://randaelhamamsy.wordpress.com/2018/11/15/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/

تبيان وبرهان (16)



تبيان وبرهان (16)

الدليل الرابع – قال تعالى( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)البقرة آية62
واليوم الآخر هو من اساء يوم القيامة ووجه التسمية بذلك هو انه زمن آخر من قد جاء من الرسل الى ذلك الوقت فزمن الرسول المتأخر بالنسبة الى ازمنة  الرسل السابقة يسمى باليوم الآخر وقد صرح العلامة ابن كثير بهذا المعنى في تفسير هذه الآية فقال" فكان ايمان اليهود انه من تمسك بالتوارة وسنة موسى عليه السلام حتى جاء عيسى فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة واخذ بسنة موسى فلم يدعها ولم يتبع عيسى كان هالكاً وايمان النصارى ان من تمسك بالانجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمناً مقبولاً منه حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم فمن لم يتبع محمداً صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والانجيل كان هالكاً قال ابن ابي حاتم روي عن سعيد بن جبير نحو هذا.أ.هـ.
فانظر لقول هذا الامام كيف يقول من تمسك بالتوراة وسنة موسى حتى جاء عيسى ولما جاء عيسى كان من تمسك يالتوراة واخذ سنة موسى ولم يدعها كان هالكاً. ذلك لانه لم يؤمن باليوم الآخر الذي كان في ذلك اليوم هو يوم عيسى عليه السلام ثم قال من تمسك بالانجيل منهم اي النصارى وشرع عيسى كان مقبولاً منه حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم فمن لم ابتع محمداً صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى كان هالكاً. لانه لم يؤمن باليوم الآخر الذي كان في ذلك اليوم هو يوم محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو نفس القول بأن القيامة قيام رسول بالدعوة وآخر رسول ارسل وزمنه يسمى باليوم الآخر أرأيت ياعمار كيف ان هذا القول قد صار واضحاً لا غبار عليه وهو الحق وما بعد الحق الا الضلال؟.
ألا يجب الآن على الامم اجمع ان تؤمن ببهاء الله صاحب هذا اليوم وتتمسك بشريعته فتنالها السعادة ويكتنفها العز فمن لم يؤمن به ويعمل بشريعته لم يؤمن باليوم الآخر ومن لم يؤمن باليوم الآخر فليس هو بداخل ضمن الذين ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) الذي صرحت به الآية فالايمان بالله وحده دون ان يؤمن باليوم الاخر غير كاف ولا منج ولا مدخل للجنة بل يلزم الايمان بالله واليوم الآخر معاً وهذه الآية اتت عامة مطردة لكافة الادوار التي تقدمت الدورة المحمدية والتي اعقبها والتي ستعقبها.
الدليل الخامس – لو اردنا تطبيق تفسير الآية بما هو الشائع بين الامة مما هو المراد، من الآخرة والقيامة على معتقدها في النصارى واليهود والصابئين نجد تناقضا بينهما.
عمار – كيف ذلك؟
زيد – كيف تعتقد الامة المحمدية في النصارى واليهود والصابئين؟... أهم ناجون ويدخلون الجنة بعد جحدهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم؟...
عمار – لا.. انهم غير ناجين لعدم ايمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وعدم اتباعهم شريعته..
زيد – أليس الشائع ان اليوم الآخر هذا الذي اشترطت الآية لنيل الاجر فيه والأمن من الخوف والحزن الايمان به مع الايمان بالله جل شأنه وان يعمل صالحاً بقوله جل من قائل( من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) هو اليوم الذي يكون فيه مجازات الناس ومكافاتهم على اعمالهم في هذا العالم بعد موتهم الطبيعي.
عمار – نعم...
زيد – وبمثل هذا تعتقد النصارى واليهود وسائر الطوائف ايضا وتفسير الآية بهذا التفسير يقتضي ان يكون النصارى واليهود والصابئون ناجين فكيف الافلات من هذا التناقض.
عمار – لا ادري
زيد – الافلات من هذا التناقض  يكون بالرجوع الى تفسير الصحيح المتقدم وهو انه ليس المقصود من اليوم الآخر هذا هو يوم المكافأة والمجازاة على اعمال الناس بعد موتهم الطبيعي بل هو قيام آخر رسول بالدعوة فنجد ان ليس هناك من تناقض بين كون النصارى واليهود غير ناجين وبين ان من يؤمن باليوم الاخر يكون ناجياً بل هناك تتطابق فالنصارى واليهود لما لم يؤمنوا بمحمد      صلى الله عليه وسلم في زمانه لم يكونوا مؤمنين باليوم الاخر الذي هو يوم القيامة المحمدية اذ ذاك فكانوا غير ناجين. فانظر كيف زال الاشكال.
الدليل السادس – اليك آية اخرى ما ان فسرت الآخرة فيها بالمعنى المتقدم المعروف بين الناس لفسد المعنى.
عمار – ما هي هذه الآية.
زيد – قال تعالى( ياايها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور) الممتحنة آية13. ومن المعلوم ان المراد من الذين غضب الله عليهم اليهود. فاذا فسرنا الآخرة بالحياة بعد الموت للمكافأت والمجازاة. وان هؤلاء اليهود قد يئسوا منها كما يئس الكفار من اصحاب القبور. ويأس الكفار من اصحاب القبور هو يأسهم من اصحاب القبور بعد موتهم. فيكون المعنى قد يئسوا من الحياة بعد الموت كما يئسوا من الحياة بعد الموت وهذا التفسير لا معنى له وهو كما قال الشاعر:
كأننا والماء من حولنا        قوم جلوس حولهم ماء
اما اذا فسرنا الاخرة على ما هو الحق وهو قيام الرسول الاخير بالدعوة فينطبق المعنى تماماً ويكون قد يئسوا من قيام رسول بشريعة جديدة بعد موسى عليه السلام كما يئس الكفار من اصحاب القبور بانهم لا يعودون الى الحياة فكذلك لا يأتي رسول كشرَّع بعد موسى... أرأيت كيف استقام المعنى وهذا هو عين اعتقادهم انه لا رسول مشرعاً يأتي بعد موسى عليه السلام. وهذا نفسه المعنيّ بقوله تعالى ( وقالت اليهود يد الله مغلولة . غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا) المائدة64 ويريدون بذلك ان الله تعالى لا يقدر ان يرسل احداً بتشريع بعد موسى(ع) تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
الدليل السابع – وهذه ايضا آية اخرى ما ان فسرت الاخرة فيها بما هو المشهور كان التفسير هذا مخالفا للواقع والحقيقة وهي قوله تعالى( وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به) الانعام آية 92
عمار – كيف؟
زيد – ألم ترى ان الله سبحانه وتعالى اخبر بان الذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون بالقرآن وهو الذي عناه بقوله(وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه) فاذا فسرنا الآية هذه بالآخرة المعلومة وهي الحياة بعد الموت الطبيعي فاليهود والنصارى يؤمنون بها فيقضي انهم يؤمنون بالقرآن وهم لم يؤمنوا به فخالف هذا التفسير الواقع والحقيقة واما اذا قلنا يؤمنون بدعوة الرسول الذي يأتي في الدار الاخره او الدورة الاخره فلا منافاة بين هذا التفسير ومنطوق الآية فكل احد آمن ببهاء الله يؤمن بالقرآن كما ان الامة المحمدية تؤمن بالانجيل والتوراة والامة المسيحية تؤمن بالتوراة. أرأيت كيف ان التفسير قد استقام ياعمار ؟
الدليل الثامن – قال تعالى( ان الساعة آتية أكاد احفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى) طه آية15و6 والساعة هي القيامة. فترى انه سبحانه وتعالى جعل سبب اخفاء الساعة هو لكي تجزى كل نفس بما تسعى اليه وهذا لا يتأتى مع تفسير الساعة بالساعة المعروفة التي هي فناء العالم وقيام الناس من قبورهم لاجل نيل المحسن مكافأته والمسيئ مجازاته فان اخفاء ( ان هناك مجازاة ومكافأة عندما يقوم الناس من قبورهم) لا يمكن ان يكون سببا في نيل الانسان المكافأة والمجازاة فيما يسعى اليه.
عمار – فانت كيف تطبقها على القيامة الحقيقية التي تقوم بها؟
زيد – لما كان قيام رسول بالدعوة هو فيام الساعة . وكان بقيامها تموت الامة السابقة وتقوم قيامتها. وكانت بنو اسرائيل على دين يوسف(ع) وكانوا يعتقدون ان لا سول يأتي بعد يوسف(ع) كما اخبر تعالى بقوله ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب)غافر34 فكانت الساعة التي هي قيام رسول آخر بعد يوسف(ع) امراً مخفياً عليهم فلما جاء موسى (ع) كان ذلك الاخفاء سبباً للسعي في معرفة صحة هذه الدعوة وكان السعي سبباً للجزاء. فكان الاخفاء سبباً لكي يجزى كل نفس بما تسعى اليه اما في طلب الحق فتجازى عليه بالجزاء الحسن واما في مقاومة الرسول فتجازى عليه بالجزاء السيئ. فهذه هي الساعة هذا والسعي في تحري الحقيقة واجب على كل عاقل سمع بدعوة مثل دعو موسى(ع) كدعوة حضرة بهاء الله جهد طاقته فينال السعادة وطيب الجزاء ويتخلص من الشقاء وسيئ الزاء باتباعه الحق وهذا السعي لتحقيق صحة هذه الدعوة ويكون باستخراج الادلة من مضامنها  والتنقيب عنها في الكتب السماوية التي يدين بها هذا المنقب. ومن فعل ذلك تنزل عليه هداية الله ويدخل ضمن من قال سبحانه وتعالى فيهم(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) العنكبوت69 فيدخل في زمرة من هداه الله جل جلاله لسبله وكان من المحسنين.
(فلا يصدنك عن) الاستجابة ل(ها من لا يؤمن بها) بالتقليد او ايراد الشبه. (فتردى) فتهلك فالخطاب وان كان موجهاً لموسى(ع) فالمراد به امته قال العلامة ابو البركات النسفي في تفسير هذه الآية الخطاب لموسى والمراد امته .أ.هـ.
الدليل التاسع – قال تعالى ( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث فها يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون) الروم آية55و56 (يوم تقوم الساعة) اي يوم القيامة (يقسم المجرمون) وهم غير المؤمنين برسول الوقت انهم ( لبثوا) شيئا في دينهم (غير ساعة)محتجين بصر مدة لبثهم فيه كانها كانت ساعة واحدة (كذلك كانوا) اي كذلك كان الذين ن قبلهم (يؤفكون) اي يصرفون عن الحق في مثل تلك الاعذار(وقال الذين اوتوا العلم) اي علم دين بهاء الله (والايمان) اي الايمان به ( لبثتم في كتاب الله) والخطاب للامة المحمدية أي لبثتم في اقامة كتاب الله وهو القرآن الكريم والعمل بشريعته المطهرة الى (يوم البعث) أي يوم بعث رسول آخر وتبعث النفوس من مراقد غفلتها الى الايمان به(فهذا يوم البعث) الذي وعدتم به وفيه تنتهي مدتكم المقدرة( ولكنكم كنتم لا تعلمون) ماهو المراد من البعث بل تتصورون اموراً وهمية حتى قامت القيامة وجاءت الساعة وانتم عنها غافلون لانصراف اذهانكم عن الحقيقة وترقب اموراً لا وجود لها وهذه الآية واضحة الدلالة على ان القيامة المشهورة بين الناس امر وهمي لا ظل له من الحقيقة ببرهانين.
البرهان الاول – انه لا يمكن ان تقوم القيامة المعروفة عند الناس وهي بأن يقوم الناس من قبورهم حفاة عراة غرلا ويحشرون الى ارض غير ارضهم ويوضع الصراط ويقفون للحساب وتوزن الاعمال ويساق اهل الجنة للجنة واهل النار للنار وتجري كل هذه الامور على ظاهرها ويبقى بعض من الناس يجهل ان القيامة قد قامت وان هذا اليوم هو يوم القيامة بعد ان تقع هذه الامور كلها عليهم انفسهم. حتى يأتي الذين اوتوا العلم والايمان فيقولون للمجرمين المكذبين هذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون فاذا كانت القيامة قد قامت والمجرمون والمكذبون من الناس لم يعلموا عنها شيئا حتى ينبههم عليها اولو العلم والايمان فاذن هذه الامور المشهورة بين الناس من احوال القيامة لا وجود لها البتة وان القيامة هي قيام رسول بالدعوة لان ذلك قد يقع ويقوم الرسول بالدعوة ويعلم الناس بقيامه وتجري الامور الاخرى الملازمة لمجيئ الرسول ولا يعلم الناس ان قيام الرسول هو القيامة وان الامور الاخرى الملازمة للرسول هي الامور التي تجري في القيامة لذلك جاء في القرآن الكريم ( وانذرهم يوم الحسرة اذ قضى الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون)مريم39 لان افكار الناس منصرفة الى القيامة الموهومة فيصح ان يقال ان هذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون.
البرهان الثاني – ان الذين ينبهون الناس ويقولون لهم ان هذا يوم البعث هم الذين اوتوا العلم والايمان وهذا انما يكون في هذا العالم الذي هو دار الاعمال اما قي القيامة المشهورة فالاعمال هناك لا تفيد احداً بشيء لان الصحف قد طويت والاقلام قد جفت فلا اعمال هناك فأي شيء يفيد المنبه حتى ينبه من لا يعلم او يستفيد المنبه من تنبيه المنبه له اما اذا كانت في هذه الدار فتفيد المنبه (بكسر الباء) اجر عمله والمنبه (بفتح الباء) الايمان والانقياد لله وهذا يصح اذا كان المراد من يوم البعث بعث رسول وبعث امة له والعلماء المؤمنون بذلك البعث يعلمون الامة السابقة ويفهمونها ان البعث قد صار وان هذا اليوم هو يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون بان هذا هو يوم البعث فتظنون اموراً وهمية هي البعث وهذا ينطبق تمام الانطباق على الواقع فالذين اوتوا العلم والايمان من انة بهاء الله يعلمون الامة المحمدية الحقيقة وغيرها من الامم ليزيلوا عنهم ما كانوا فيه من وهم .
فثبت بهذه الآية ايضاً ان القيامة المشهورة بين الناس ليست هي القيامة الحقيقية الواردة في القرآن وان القيامة تقوم والناس لا يعلمون بقيامها وان الذين اوتوا العلم من الذين آمنوا بالبعث الآخر هم الذين يخبرون الناس ويعلمونهم ان هذا هو يوم البعث وان البعث هو ارسال رسول بتشريع جديد وبعث الناس من موت الجهل والغفلة الى الحياة وهي الايمان بحضرة بهاء الله والاهتداء بهديه وان الامة المحمدية قد اقامت كتاب الله الى يوم البعث الذي هو نهاية مدتها وقد تم كل شيء وتحول الامر الى امة اخرى التي هي صاحبة الوقت فالبدار البدار باجابة الدعوة التي هي دعوة هذا الرسول الكريم حضرة بهاء الله لتنالوا رضاء الله .
الدليل العاشر – قوله تعالى ( يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) الحج آية1و2 قال العلامة البغوي في تفسير هذه الآية: " واختلفوا في هذه الزلزلة قال علقمة والشعبي هي من اشراط الساعة وقال الحسن والسدي هي زلزلة تكون يوم القيامة وقال ابن عباس زلزلة الساعة قيامها" ولما اخذ بتفسير يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" قال " وهذا يدل على ان الزلزلة تكون في الدنيا" ثم اخذ بالاستدلال لهذا الرأي فقال " لان بعد البعث لا يكون حمل". وثناه بالاستدلال للرأي الثاني فقال" ومن قال تكون في القيامة – اي الزلزلة – " قال هذا وجه تعظيم الامر على حقيقته كقولهم اصابنا امر يشيب فيه الوليد يريد بشدته".أ.هـ. ملخصاً.
فهذان الرأيان متناقضان ان فسرت الساعة بالساعة المعروفة بين الناس لان الرأي الاول يريد ان الزلزلة كائنة في هذا العالم وقبل يوم القيامة.
والرأي الثاني – ان الزلزلة كائنة في القيامة واما ان فسرتها بالساعة الحقيقية التي نحن نقول بها فلا خلاف بين هذين القولين وكلا الرأيين وجيه لان زلزلة الساعة هي قيامها وهي واقعة في هذا العالم فتطابق قولاهما وصحا ولم تجد بينهما اي اختلاف وان ذهول المرضعة عن رضيعها ووضع ذات الحمل فهو من هول البلايا الجسام والرزايا العظام التي قد احاطت العالم فلم تقتصر على امة دون امة ولا قطر دون قطر. فالقيامة اذن هي قيام مظهر الله على امره كما تقدم فهذه طائفة من ادلة القرآن قد اوضحت المراد من القيامة.
عمار – انها ادلة بينة واضحة لا غبار عليها.
زيد – فلنثني بالاستدلال ببعض الاحاديث النبوية. 



ونتابع في الجزء ال(17) الإستدلال ببعض الأحاديث النبوية


Tuesday, November 13, 2018

Wednesday, October 31, 2018

صدر لي الآن 31/10/2018 مقالي "رحلة عشق عبر الوديان السبعة 2-7"




   رحلة عشق عبر الوديان السبعة 2-7 

http://elsada.net/94386/

 

 

 

 

Friday, October 12, 2018

Sunday, October 7, 2018

صدر لي الآن 7/10/2018 مقالي "تبيان وبرهان (8) ج3 والأخير"


تبيان وبرهان (8) ج3 والأخير

http://www.alnoor.se/article.asp?id=343772

Saturday, October 6, 2018

تبيان وبرهان (15)





تبيان وبرهان (15)

بحث القيامة الكبرى وادلة الكتاب عليها
عمار – فما هي ادلتك على ان القيامة الكبرى هي قيام رسول لله بالدعوة .؟
زيد – اليك بعضها :
الدليل الاول – قد تقدم في بحث القيامة الصغرى اثبات ان كل انسان بعد موته الطبيعي ينال ثوابه او عقابه مباشرة بالبراهين القطعية والقيامة المشهورة بين النس كما مر تقريرك لها انما هي محاكمات ومحاسبات لكافة البشر فينال كل انسان ثوابه او عقابه بعدها حيث ان كل انسان قد نال ثوابه أو عقابه على الفور، ودخل فيما أعد له من جنة او نار. فهل بعد هذا، وقد تم كل شيئ يكون حساب آخر؟!.
عمار – كلا، اذ لا يوجد ما يحاسب عليه.
زيد – اذن، ليس هناك من قيامة أخرى تكون بعدالموت الطبيعي ، وثبت المطلوب:
وأعلم ياعمار!.. إن القيامى الشائعة بين النس هي القيامة الكبرى باوصافها واحوالها ، ولكنهم يرون أنها هي الي تكون بعد الموت الطبيعي، وينال الانسان فيها جزاءه الاخير ، من ثواب او عقاب. فجعلوا القيامتين قيامة واحدة. وجعلوا وقت قيامها، بعد موت الناس جميعهم وهذا امر متوهم لا وجود له لما علمت من ان نيل كل انسان ثوابه أو عقابه يكون بعد موته مباشرة وهي القيامة الصغرى. وان القيامة الكبرى تكون في هذا العالم كما ستعرفه انشاء الله من الأدلة الآتية .
والناس اذا ذكروا القيامة، ارادوا بها القيامة التي ينال بها الانسان المكافأة والمجازاة، بعد موته على اعماله وهذا اشبه بانهم يريدون بها القيامة الصغرى، غير انه وصفهم أياها باوصاف القيامة الكبرى وأحوالها وجعلهما في زمن هو بعد موت العالم الانساني، يجعل هذه القيامة أمراً وهمياً لا وجود له .
الدليل الثاني – ان القيامة المعروفة عند الناس عبارة عن وقوع امور وحدوث أحوال مذكور بعضها في القرآن وبعضها في الاحادث النبوية وبعض منها دائر على الالسنة وتجري كل هذه الامور على ظاهرها وتقع كلها كما ذكرت من نفخ الصور ةخراب العالم وهدم الجبال وتبدل الارض وغير الارض وطي السموات والنفخ بالصور ثانية وقيام الناس من قبورهم بعد تشققها عنهم وترد ارواحهم الى اجسامهم ثم يساقون الى المحشر حفاة عراة غرلا ويوضع الصراط والميزان ويأتي الله جل جلاله للفصل بين العباد الى آخر ماهو مشهور وذائع وهذه الامور كلها معروفة بين النس ومشهورة يتحدث فيها العالم كما يتحدث فيها الجاهل ويعرفها الصغير كما يعرفها الكبير لا يخفي شيئ منها على أحد وهذا خرف لتصريح آيات الكتاب الهزيز في ان الساعه لا يعلم احد من الناس ما هي ولا وقت وقوعها فاذا كان الامر كذلك كانت القيامة المعروفة بين الناس ليست هي القيامة التي جاء بها القرآن.
عمار – كيف؟
زيد – قال تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والارض ى تأتيكم الا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل انما علمها عند الله ولكن اكثر الناس لا يعلمون) الاعراف آية187
فقوله تعالى شأنه ( انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ) وقوله : ( قل انما علمها عند الله ) بيان واضح في حصر علمها ومعرفتها عنده تعالى فلا يكشف أمرها الناس ولا يظهر حقيقتها لهم الا هو وذاك وقتها المعين وقوله ( لا تأتيكم الا بغتة) يوضح لك ان الناس لا يعلمون وقت وقوعها ايضا لان المباغت في المجيئ لا يعلم زمن مجيئه قال العلامة البيضاوي في تفسير هذه الآية ( قل انما علمها عند ربي) استأثر به لم يطلع عليه ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً (لايجليها لوقتها) لا يظهر امرها في وقتها الا هو والمعنى ان الخفاء بها مستمر عن غيره الى وقت وقوعها واللام للتأقيت كاللام في قوله تعالى ( اقم الصلاة لدلوك الشمس) أ.هـ. فقوله ان اخفاء بها مستمر الى وقت وقوعها يعني ماهيتها وحقيقتها مجهولة للناس فاذا وقعت علمت ماهي وقال العلامة تقي الدين بن تيميه في كتابه " الا كليل في المتشابه والتأويل" بعد ان اورد الآية المارة وقوله تعالى( يسألك الناس عن القيامة قل انما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً) الاحزاب آية63 قال فاخبر انه ليس علمها الا عند الله وانما علم وقتها المعين وحقيقتها أ.هـ. يعني المجهول ههنا اثنان احدهما حقيقة القيامة اي ماهي وثانيهما وقتها المعين لوقوعها وهناك امر ثالث مجهول كذلك وهو انه تقع الواقعة وتقوم القيامة والناس في غفلة عنها لا يعلمون بوقوعها قال تعالى ( وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون) مريم آية39 فيوم الحسرة يوم القيامة اذ قضي الامر اي قامت القيامة بقيام الرسول بالدعوة وهم في غفلة لانصراف افكارهم عنها الى القيامة الموهومة التي تحللت افكارهم فلا يالفت انظار الناس لها ولا يخبرهم عن وقوعها الا الله جل وعلا. على لسان رسوله قال تعالى ( لا يجليها لوقتها الا هو).
ولما كانت القيامة الواردة في القرآن الكريم لا يعلمها احد والقيامة المشهورة عند الناس لا يجهلها احد اذن ثبت ان القيامة المذكورة في القرأن هي المشهورة بين الناس وهو المطلوب.
وليس المراد من عدم معرفة الناس القيامة انه لا احد يعلمها البتة بل قد يوجد من يعرفها ولكن على قلة وندور.
قال علماء الاصول لم يرد عام الا وهو مخصص الا في قوله تعالى ( وهو بكل شيئ عليم) البقرة آية29 فهو جل وهلا لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء والتخصيص يقع في الخبر كما يقع في الامر قال تعالى( وفي عاد اذ ارسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيئ اتت عليه الا جعلته كالرميم) الذاريات آية41و42 فلقد مرت هذه الريح على الجبال والارض ولم تجعلها رميما. فخصصت هذه بالبقاء من بين ما جعل رميما ففهم البعض النادر من العلماء لبعض الآيات الدالة على القيامة فهما حقيقياً لا ينافي حصر علمها به تعالى.
الدليل الثالث – قال تعالى ( كما بدأكم تعودون فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون) الاعراف آية29 و30.
قد يراد بالعود عود الروح الى تجردها عن البدن بعد مفارقته او عود البدن الى التراب او عودهم حفاة عراة غرلا كما فسره بعض المفسرين ولكن الآية تأبى ذلك كله لانها تصف العود الى التفرق الى فرقتين الفريق المهتدي والفريق الضال وعود الروح للتجرد عن البدن بعد مفارقته اياه يكون اما للمكافأة واما للمجازاة وانما يصيرون الى نتائج ضلالهم او هدايتهم ولا ضلالة ولا هداية هناك اما العود الى فرقتين فرقة الهداية وفرقة الضلالة فهي في هذا العالم فلننظر متى كنا منقسمين الى فرقتين ثم نعود لمثلها.
فبالبداهة نجد ذلك في زمن اول رسول ارسل للناس لقوله تعالى:( كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) البقرة آية213 فمن اتبع الرسول فقد هدي ومن بقي على ماهو عليه من الكفر حق عليه الضلالة فكلما ارسل رسول بتشريع جديد عاد الناس لفرقتين وقامت القيامة فكذلك العود ههنا قال العلامة البيضاوي في تفسير هذه الآية" وقيل كما بدأكم من تراب تعودون اليه وقيل كما بدأكم حفاة عراة غرلا تعودون باعادته فيجازيكم على اعمالكم فاخلصوا له العبادة وانما شبه الاعادة بالابداء تقريرا لامكانها والقدرة عليها وقيل كما بدأكم مؤمناً وكافراً يعيدكم فريقا هدى بان وفقهم للايمان وفريقا حق عليهم الضلالة بمقتضى القضاء السابق وانتصابه بفعل يفسره ما بعده اي وخذل فريقاً انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله تعليل لخذلانهم او تحقيق لضلالهم ويحسبون انهم مهتدون يدل على ان الكافر مخط~ والمعاند سواء في استحقاق الذم وللفارق ان يحمله على المقصر في النظر أ.هـ. فهذا العلامة البيضاوي قد اغفل الاقوال الثلاثة الاول واتم تفسيره على القول الرابع وهو كما بدأكم مؤمناً وكافراً الى آخره لاستصوابه اياه ولان الآية نفسها فسرت العود الى فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة والعود هو المعاد المعروف وهو القيامة ومعنى الآية كما بدأكم في اول الدورة للرسل فريقاً هدى فآمن وفريقاً بقى على كفره فحق عليه الضلالة كذلك تعودون في الدورة الثانية فريقاً هدى فآمن ببهاء الله وفريقاً لم يؤمن فحق عليهم الضلالة فهذا هو المعاد والقيامة وهي قيام مظهر الله على امره فيهتدي به من يهتدي ويؤمن به فيفوز بالنجاة والجنة ويضل من يضل لكفره به وابتعاده عنه فيحيق به العذاب ويدخل جهنم. وألفت نظرك ياعمار الى ماقاله السيد البيضاوي من ان استحقاق العذاب على من لا يؤمن فيشمل المخطئ والمعاند ذلك لان الآية قسمت الناس الى مهتد وضال والضال يستحق العذاب وهو يشمل المخطئ والمعاند والظاهر هو ان المخطئ لا يستحق العذاب. فأجاب البيضاوي عن ذلك بقوله يحمل على المخطئ المقصر بالنظر ذلك لانه يجب على الانسان اذا سمع بقيام رسول بالدعوة ان يتحرى الحقيقة على الفور والا عدّ مقصراً واستحق العذاب فلأجل ذلك قال وللفارق ان يحمله على المقصر بالنظر.
فانظر كيف ان هذا الامر عظيم فيجب فيه الاسراع الى تحري الحقيقة والفوز بالاسبقية في الايمان فمن تمعن في فهم الآية وفي تفسير المفسر السيد البيضاوي لها يعلم ماهو المعاد علماً يقيناً.
فالآية قد اوضحت المعاد ايضاحا لم يبق معه اي اشكال والدعوة هذه تكون مرتين متتاليتين الاولى دعوة السيد الباب والاخرى دعوة حضرة بهاء الله قال تعالى( يوم ترتجف الراجفة تتبعها الرادفة) النازعات آية 6و7 وقال تعالى( واذا الرسل أقتت لأي يوم اجلت لوم الفصل) المرسلات11-13 فالرسل لها اوقات معينة لارسالها ومتى يكون هذا الوقت والأجل يكون يوم الفصل وهو يوم القيامة فكلما جاء رسول بتشريع قامت القيامة.


ونتابع الدليل الرابع........


راندا شوقى الحمامصى - دور المظاهر الإلهية في نشوء الحضارات و نهضتها- موسى الكليم (2-5)

راندا شوقى الحمامصى - دور المظاهر الإلهية في نشوء الحضارات و نهضتها- موسى الكليم (2-5): راندا شوقى الحمامصى - دور المظاهر الإلهية في نشوء الحضارات و نهضتها- موسى الكليم (2-5)

Sunday, September 2, 2018

Tuesday, August 28, 2018

النظام العالمي الجديد ...ماهيته (1)


النظام العالمي الجديد ....ماهيته (1)
https://randaelhamamsy.wordpress.com/2018/08/28/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%AA%D9%87-1/

تبيان وبرهان (14)



تبيان وبرهان (14)

القيامة الوسطى
زيد – اما القيامة الوسطى وان كانت ليست من موضوع بحثنا ولكن ينبغي ان نعلمها حتى نفرق بينها وبين القيامات الاخرى كما قال العلامة الراغب الاصفهاني في كتابه مفردات القرآن " الساعة الوسطى وهي موت اهل القرن الواحد" وذلك نحو ما روى انه رأى عبد الله بن انيس فقال ( ان يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتى تقوم الساعة) وقيل انه آخر من مات من الصحابة أ.هـ.
وروى مسلم في صحيحه عن ابي سعيد قال " لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك سألوه عن الساعة فقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تأتي مائة سنة وعلى الارض نفس منفوسة اليوم.) اذن فالساعة الوسطى هي موت اهل القرن الواحد والجيل الواحد والموت هذا اما موت طبيعي كما جاء في الحديثين المارين او موت معنوي كما جاء في البخاري في كتاب الرقاق عن ابي هريرة "ر ض" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا ضُيعت الامانة فانتظروا الساعة) قالوا كيف اضاعتها قال ( اذل اسند الامر الى غير اهله) والساعة هذه هي هلاك اهل ذلك القرن التي ضيعت الامانه باسنادها الامر الى غير اهله وهذا هو موتهم المعنوي فهذه هي القيامة الوسطى.

طلوع الشمس من مغربها
عمار – ان من اشراط الساعة طلوع الشمس من مغربها لما روى مسلم في كتاب الايمان من صحيحه عن ابي هريرة "ر ض" ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت فرآها الناس آمنوا اجمعون فيومئذ ( لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً) . والشمس لم تزل تطلع من مشرقها فكيف تكون القيامة قد قامت.
زيد – المراد من الشمس هي شمس الرسالة ومن طلوعها من مغربها سطوع رسالة اخرى من نفس الامة التي غربت فيها شمس رسالة رسولها السابق اي التحق رسولها بالرفيق الاعلى فيها والمعنى انه عليه الصلاة والسلام يقول لا تقوم قيامتكم وهو يخاطب امته حتى تطلع شمس رسالة اخرى من بينكم والمراد بهذه الشمس حضرة الباب.
عمار – اما معنى طلوع الشمس من مغربها هو رجوعها القهقري واختلال نظام هذا العالم وخرابه .
زيد – اما ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فاذا طلعت فرآها الناس آمنوا اجمعون فاشترط للايمان بها رؤيتها ومعنى رؤيتها معرفة ان مدعي الرسالة هو رسول من عند الله حقا فمن عرفه فقد رأى شمس الرسالة ومن رآها آمن بها . قال العلامة البروسوي في تفسير روح البيان سورة الاعراف ص297 بعد ان اورد حديث ( من رآني فقد رأى الحق) قال حكي ان السلطان محمود الغازي دخل على الشيخ الرباني ابي الحسن الخرقاني قدس سره لزيارته وجلس ساعة ثم قال ياشيخ ما تقول في حق ابي يزيد البسطامي فقال الشيخ هو رجل من رآه اهتدى واتصل بسعادة لا تخفى فقال محمود وكيف ذلك وابو جهل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتصل بالسعادة ولم يتخلص من الشقاوة فقال الشيخ في جوابه ان ابا جهل ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما رأى محمداً بن عبد الله يتيم ابي طالب حتى لو كان رأى رسول الله لخرق من الشقاوة ودخل في السعادة ثم قال الشيخ ومصداق ذلك قوله تعالى ( وتراهم ينظرون اليك وهو لا يبصرون ) فالنظر بعين الرأس لا يوجب هذه السعادة بل النظر بعين السر والقلب يورث ذلك أ.هـ.
فلا يرى احد مدعي الرسولة انه رسول الله الا من آمن به اما الكافرون به فهم محجوبون عن رؤيته يرونه في صورة غير لائقة بمقامه الكريم حجبهم عنا اعتقادهم الذي نشأوا عليه وراحوا فيه مقلدين.
اما الشمس الظاهرة فبمجرد طلوعها يراها الناس فلا حاجه لاشتراط رؤيتها للايمان اما قوله فيومئذ ( لاينفع نفساً) الآية اي فيوم تطلع الشمس من مغربها لا ينفع نفساً ايمانها بالرسول السابق مالم تكن آمنت من قبل اي قبل انتهاء مدة الدين ذلك الرسول لفقدان ما هو شرط لاعتبار هذا الايمان وهو ان يكون بالرسول المتأخر الذي هو صاحب الوقت اما اذا انقضت دورته بمجيئ رسولٍ آخر فالايمان به غير نافع كايمان اليهود بموسى بعد مجيئ عيسى عليهما الصلاة والسلام فهذا الايمان ليس بنافع لهم فكذلك الآن ليس بنافع احداً الايمان باي رسولٍ كان الا بنور الاكوان حضرة بهاء الله الذي هو رسول الوقت الحاضر اما الايمان بالرسل المتقدمة عليه فهو شرط لصحة الايمان به اما قوله تعالى ( او كسبت في ايمانها خيراً) اي او انها آمنت من قبل انتهاء تلك المدة فهذا الايمان ايضاً ليس بنافع مالم تكن قد كسبت في ايمانها هذا خيراً مما امرت به من الاعمال الصالحة بالايمان المجرد عن الاعمال لا اعتداد به فلا ينفع التصديق بدون عمل ولا عمل بدون تصديق. وابن عربي عليه الرحمة قد اورد في كتابه الفتوحات الجزء الرابع ص434 ما يشرح به هذا الحديث ولكن فيه نوع من الغموض لكونه من اسرار الشريعة قال:
غروب الشمس موت النفس فانظر     الى نور قد ادرج في التراب
وذاك الروح روح الله فينا         وعند النفخ يأخد في الاياب
الى الاجل الذي منه تعدى       فيسرع في الاياب وفي الذهاب
" النفس كالشمس شرقت من الروح المضاف الى الله بالنفخ وغربت في هذه النشأة فاظلم الجو فقيل جاء الليل وادبر النهار فالنفس موتها كونها في هذه النشأة وحياة هذه النشأة بوجودها فيها ولا بد لهذه الشمس ان تطلع من مغربها فذلك يوم لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً لان زمان التكليف ذهب وانقضى في حقها فطلوع الشمي من مغربها هو حياة النفس وموت هذه النشأة أ.هـ.
فسر ابن عربي عليه الرحمة غروب الشمس بانه هو موت النفس في البيت الاول واوضح فيما يلي الابيات من النثر ان النفس هذه كالشمس شرقت من روح الله ومعنى شرقت من روح الله اتتها الرسالة الالهية اذن فمعنى غروب الشمس هو موت الرسول ثم اوضح ذلك في نفس البيت فقال فانظر الى نور قد ادرج في التراب. يريد بالنور محمداً صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) المائدة آية15 قال جمهور المفسرين النور محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب المبين القرآن . وقوله ادرج في التراب أي التحق بالرفيق الاعلى ثم قال:
فذاك الروح روح الله فينا         وعند النفخ يأخد في الاياب
اي عندما يحين موعد النفخ في الصور يأخذ الروح بالرجوع الى اشراقه فتظهر رسالة ثانية والمراد من النشأة الامة التي انشأها الرسول فلما التحق بالرفيق الأعلى بنفس الامة التي انشأها صارت تلك النشأة مغرباً للشمس فظهور شمس الرسالة مرة اخرى من هذه الامة هو طلوع الشمس من مغربها. وقوله غربت الشمس في هذه النشأة واظلم الجو وقيل جاء الليل وادبر النهار معتى اظلم الجو وجاء الليل ان وجود الرسول بين ظهراني الناس وجود النهار بوجود شمس الحقيقة بين الناس كما ان بوجود الشمس الظاهرة وجود النهار فاذا غربت شمس الحقيقة بانتقال الرسول الى الرفيق الاعلى جاء الليل واظلم الجو كما ان بغروب الشمس الظاهرة يجيئ الليل فاذا ظهرت رسالة اخرى طلع النهار ثانية فالمدة التي بين الرسولين هي الليل وهي البرزخ كما مر وقوله لايد لهذه الشمس ان تطلع من مغربها اي لا يد من ظهور مظهر الهي آخر في الامة السابقة يكوّن نشأة اخرى قال تعالى (والله ينشيئ النشأة الآخرة) عنكبوت آية20 وقوله وذاك الروح الى آخر الابيات يدلك على ان هذه المظاهر والرسل الكرام ليست منقطعة بل لها آجال مسماة لا تتعداها قال تعالى ( ولكل امة اجل فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) الاعراف آية34 فاذا انقضى اجل امة من الامم جاء مظهر آخر وتكونت امة اخرى وانقطع زمن التكليف بالشريعة المتقدة ولم ينفع نفساً ايمانها بالرسول السابق والعمل بالذي امر به بذلك التشريع لانقضاء وقته وزمنه .
وجاء في الاشاعة للعلامة البرزنجي ص251 عن ابي الشيخ وابن مردويه عن انس "ر ض" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صبيحة تطلع الشمس من مغربها يصير في هذه الامة قردة وخنازير وتطوى الدواوين وتجف الاقلام لا يزداد في حسنة ولا ينقص من سيئة ولا ينفع نفساً ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في
وقد جاء رسول آخر وطلعت الشمس من مغربها فقد طويت صحف تلك الامة وجفت اقلامها فلا يزاد في حسنة ولا ينقص من سيئة وتفتح صحف أخرى لامة اخرى جديدة. وجاء في حديث آخر ( يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً اي تبلغه الدعوة ليلا فلا يؤمن فيصبح كافراً وتبلغه الدعوة في النهار فلا يؤمن فيمسي كافراً) ومعنى طلوع الشمس من مغربها اذن هي قيام القيامة الكبرى. ولنشرع بالبحث فيها.
ونتابع القادم و
بحث القيامة الكبرى وادلة الكتاب عليها......

راندا شوقى الحمامصى - السلام العالمي (4)

راندا شوقى الحمامصى - السلام العالمي (4): راندا شوقى الحمامصى - السلام العالمي (4)

Monday, August 13, 2018

صدر لي الآن 13/8/2018 مقالي " نظم عالمي جديد"

نظم عالمي جديد 
https://randaelhamamsy.wordpress.com/2018/08/13/%D9%86%D8%B8%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF/

تبيان وبرهان (13)


تبيان وبرهان (13)

فتنة القبر
اما فتنة القبر فالمراد بها ان يفتن الانسان عن دينه بعد الايمان والتصديق ويضل عنه بايراد الشبهات كما ورد في الحديث ( المسلم اخو المسلم يتعاونان على الفتّان)
قال ابن الاثير في غريب الحديث في لفظ الفتن شارحاً لفظ الفتان في حذا الحديث قال :
يروى بضم الفاء وفتحها فالضم جمع فاتن ان يعاون احدهما الآخر على الذين يضلون الناس عن الحق ويفتنونهم. ةبالفتح هو الشيطان لانه يفتن الناس عن الدين أ.هـ.
وجاء في القرآن الكريم ( ما انتم عليه بفاتنين) الصافات آية162 أي مفسدين الناس بالاغواء. تفسير العلامة البيضاوي فاذا علمت هذا قاعلم ان في زمن الدعوة السرية في زمن حضرة بهاء الله كان المؤمنون كاتمين ايمانهم مخفين اعتقادهم فكأنها مقبورة في افكارهم فاجسامهم قبور لما هم عليه من الايمان والتصديق فان مركز الحافظة بالجسم واللسان هو المخبر بالقول والاعضاء الاخرى هي المخبرة بالعمل والكل كاتم والانسان الذي هو الروح هو صاحب هذا القبر وهو الذي يفتن فكان يتصدى بعض الشياطين لاولئك المؤمنين فيوردون لهم الشبه ليفتنوهم في دينهم ويردوهم عنه فكان يقع بعض المؤمنين في حبائلهم فتلك هي فتنة القبر.
اما الايات الدالة على خروج الناس من قبورهم كقوله تعالى ( من الاجداث الى ربهم ينسلون) يس آية51
فالاجداث هي القبور وقد مر ما هو المراد من هذه القبور مكرراً وانها هي الجهالات والضلالات والمعتقدات الفاسدة التي دفنوا فيها انفسهم فاذا خرجوا منها الى الحياة الايمانية والهداية فقد خرجوا من تلك الاجداث وقد تزداد تلك الضلالات والجهالات رسوخاً وتمكناً حتى تعود كالارض التي استحالت القبور اليها لبعد زمنها وتطاول عهدها فاذا آمن وهدى فقد حيي وتشققت عنه تلك الارض وهذا معنى قوله تعالى ( يوم تشقق الارض عنهم سراعا) ق آية44 . هذا وقد مر عليك ان ابن رشد اشار الى ان عودة الاجسام هذه الى ما كانت عليه من المحال ذلك ان ظاهر تربة الارض اذا تأملتها تجد انها جثث الموتى ومن هذا التراب قد حصل النبات والزرع والفواكه واكلها ابن آدم والدواب فعادت ابدانا ثم انحلت الى اتربة كالسابق وهكذا فاذا حضر الناس المحشر المعروف عندهم كان بعض ابدانهم بعضاً لابد ان الآخرين فاما ان تعاد تلك الابعاض في كل واحد منها وهو محال لعدم امكان ان يكون الجزء الواحد بعينه في آن واحد في اشخاص متعددة متباينة او يعاد في البعض منهم ويبقى الآهرون ناقصة اجسامهم او يستعاض لسد ذلك النقص من مثلها فلا تكون تلك الاجسام كاملة بعينها فثبت بهذا ان اعادة جسم الشخص بعينه محال وان اعيدت اجسام اخرى تماثل اجسامهم البالية فلم يعاد الجسم الذي اطاع او عصى بل جسم آخر ليس بالعير ولا بالنفير لا دخل له بهذه الاعمال بل جسد الانسان في شبابه غيره في كهولته وفي شيخوخته غيره في هرمه فالجسد في تكون وانحلال طيلة حياة الانسان وبعد مضي مدة من الزمن لا يبقى شيئ من مواد الجسم التي كانت قبلها فلو فرضنا انه يلزم عقاب هذا الجسم او اثابته لاشتراكه في الطاعة او العصيان فعندها يلزم استمرار البدن على التكون والانحلال بنفس الذرات والعوارض من حين بلوغ الشخص سن التكليف الى حين الموت حتى تنال كل ذرة من ذرات البدن ثوابها او عقابها وهذا مستحيل فقبت بهذا استحالة عود جسم الانسان ثانية بعد انحلاله الى حالته الاولى .
وقد جاء في شرح الاحياء للعلامة الزبيدي عن شارح المقاصد انه قال:
" قد بالغ الامام الغزالي في تحقيق المعاد الروحاني وبين انواع الثواب والعقاب بالنسبة الى الارواح حتى سبق الى كثير من الاوهام ووقع في السنة العوام انه ينكر حشر الاجساد افتراء عليه كيف وقد صرح به في مواضع من الاحياء وغيره وذهب الى ان انكاره كفر أ.هـ."
وانما سبق هذا الوهم للناس لانهم يظنون ان القول بالمعاد الروحاني ينافي القول بحشر الاجساد اي حشر الناس باجسادهم هذه وليس بينهما منافاة لان المعاد الروحاني يكون في عالم ما بعد الموت واما حشر الاجساد فيكون في هذا العالم وذلك عند ارسال كل رسول بتشريع جديد وليس في عالم ما بعد الموت لذلك قال عليه الصلاة والسلام ( أنا الحشر) ذلك لان الناس الذين آمنوا به حشروا على قدمه وتحت لوائه فبذلك صاروا امة له وسيأتي بحث الحشر انشاء الله تعالى ولا شك في ان الامام الغزالي هو من اولئك العلماء القليل وجودهم الذين يعرفون ان القيامة المعروفة بين الناس ليست هي القيامة على حقيقتها كما جاء في كتابه " المضنون به على غير اهله" عند تكامه على قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من مات فقد قامت قيامته) قال والقيامة الكبرى ميعاد عند الله تعالى لا يجليها لوقتها الا هو وعلمها عند الله والاوقات والازمنة ان كان فيها تشابه فلكل واحد منها خواص ببعض انواع الوجود يعتبر ذلك في اوقات الحرث والنسل وغيرهما أ.هـ.
عمار – ان الادلة هذه التي اوردتها في اثبات المعاد الروحاني كلها ادلة قاطعة لا مرية فيها ولكننا لم نسمع من احد من العلماء من اشار الى هذا المعاد او تكلم عنه .
زيد – ان القائلين بالمعاد الروحاني وسائر المحققين من علماء الامة يرون ان في الشريعة اسراراً يحرم افشاؤها لغير اهلها وفي غير زمانها.

اسرار الشريعة محم افشاؤها
عمار – وهل في الشريعة اسرار
زيد – نعم ولذلك ترى العلامة ابن رشد يقول في كتابه فصل المقال ما نصه :" ونحن نعلم قطعاً انه لا يخلو عصر من الاعصار من علماء يرون ان في الشرع اشياء ى ينبغي ان يعلم حقيقتها جميع الناس وذلك بخلاف ما عرض في العمليات فان الناس كلهم يرون افشاؤها لجميع الناس على السواء ويكتفي حصول الاجماع فيها بان تنتشر المسألة فلا ينقل الينا فيها خلاف فا هذا كاف في حصول الاجماع في العمليات بخلاف الامر في العلميات" أ.هـ.
فترى ابن رشد عليه الرحمة يصرح بانه لا يخلو عصر من الاعصار من علماء يرون ان في الشرع اشياء لا يجوز ان يعلم بحقيقتها جميع الناس وحتى قال في نفس الكتاب روى عن كثير من السلف الاول فضلاً عن غيرهم ان هناك تأويلات لا يجوز الافصاح بها الا لمن هو من اهل التأويل.
عمار – ماذا يريد بقوله العمليات والعلميات ؟
زيد – الدين نوعان امور خبرية اعتقادية وامور طلبية عملية فالاول كالعلم بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر ويسمى هذا النوع اصول الدين ويسمى الجدال فيه بالعقل كلاماً ويسمى عقائد ويسمى المسائل العلمية وعلم المكاشفة والمسائل الخبرية.
والثاني الامور العملية الطلبية من اعمال الجوارح والقلب كالواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروهات والمباحات. فالامر والنهي من حيث انه علم واعتقاد يدخل في القسم الاول ومن حيث كونه مأموراً به او منهياً  عنه يدخل في القسم الثاني.
وقال الامام الغزالي في كتاب الاحياء ص65 من هامش الجزء الثاني من الزبيدي على الاحياء" اعلم ان انقسام هذه العلوم – يعني العلوم الاعتقادية – الى خفية وجلية لا ينكرها ذو بصيرة وانما ينكرها القاصرون الذين تلقفوا في اوائل الصبا شيئاً وجمدوا عليه فلم يكن لهم ترق الى شأ العلا ومقامات العلماء والاولياء وذلك ظاهر من ادلة الشرع قال صلى الله عليه وسلم ( ان للقرآن ظاهراً وباطناً وحدّاً ومطلعاً) وقال علي رضي الله عنه واشار الى صدره " ان ههنا علوماً جمه لو وجدت لها حمله" وقال صلى الله عليه وسلم ( نحن معاشر الانبياء امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم) وقال صلى الله عليه وسلم ( ما حدث احد قوماً بحديث لم تبلغه عقولهم الا كانت فتنة عليهم) وقال الله تعالى ( وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون) وقال صلى الله عليه وسلم ( ان من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه الا العالمون بالله تعالى )(1) الحديث الى لآخره كما اوردناه في كتاب العلم وقال صلى الله عليه وسلم ( لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلاً وبكيتم كثيراً) "فليت شعري ان لم يكن سراً منع من افشائه لقصور الافهام عن ادراكه او لمعنى آخر فلما لم يذكره لهم ولا شك انهم كانوا يصدقونه لو ذكره لهم وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن) لوذكرت تفسيره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)            تتمة الحديث " فاني انطق به فلا ينكره الا اهل الغرة بالله" الديلمي عن ابي هريرة. المؤلف

لرجمتموني، وفي لفظ آخر لقلتم انه كافر " وقال ابو هريرة "ر ض" حفظت عن رسول الله وعائين من العلم أما احدهما فبثَثته وأما الآخر لو بثثته لقطع هذا الحلقوم وقال صلى الله عليه وسلم ( ما فضلكم ابو بكر بكثرة صيام ولا صلاة ولكن بسر وقر في صدره) رضي الله عنه ولا شك في ان ذلك السر كان متعلقاً بقواعد الدين غير خارج منها وما كان من قواعد الدين . لم يكن خافياً بظواهره على غيره وقال سهل التستري "ر ض" للعالم ثلاثة علوم علم ظاهر يبذله لاهل الظاهر وعلم باطن لا يسعه اظهاره الا لأهله وعلم هو بينه وبين الله تعالى لا يظهر لاحد" الى ان قال" فمن قال ان الحقيقة تخالف الشريعة أو الباطن يناقض الظاهر فهو الى الكفر اقرب منه الى الايمان" أ.هـ.
وجاء في تفسير العلامة ابي الثناء الالوسي ابيان للامام السجاد علي زين العابدين عليه السلام في هذا المعنى قوله :
اني لاكتم من علمي جواهره      كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
فقد تقدم في هذا ابو الحسن       الى الحسين واوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو ابوح به       لقيل لي انت ممن يعبد الوثنا
ةلاستحل رجال مسلمون دمي      يرون اقبح ما يأنونه حسنا
وقال الامام الغزالي في كتابه قانون التِأويل ص10 لا ينبغي ان يستبعد استتار بعض هذه الامور" يعني اسرار الشريعة" على اكابر العلماء فضلاً عن المتوسطين أ.هـ.
وهذا قليل من كثير مما ورد في هذا الشأن على ان تلك الاسرار قد اشتمل عليها القرآن الكريم لقوله تعالى ( مافرطنا في الكتاب من شيئ) انعام آية 38 وقوله ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيئ) النحل آية 89 فكم من سر قد نبهت اليه عبارته او أومت اليه اشارته.هذا وحرمة افشاء هذه الاسرار ليس مطلقا بل كما قيل " ما كل ما يعلم يقال ولا كل ما يقال حان وقته ولا كل ما حان وقته حضر اهله" فاذا حان الوقت وحضر الاهل فلا مانع من افشائها لهم وان احتيج اليه وجب ذلك .
فلذلك ترى بعض علماء الامة اذا ذكروا سرا من الاسرار بوضوح تعقبوه بقول معارض او قدموه عليه او جاءوا بذاك السر من غير مظانة او في عبارات معقدة يصعب على الكثير فهمها كما تجده في كثير من كتب علماء التصوف على الاخص كل ذلك خوفاً من افشاء الشيئ الى غير اهله او الدخول في زمرة الكاتمين لما انزل من البينات قال تعالى ( ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم الا اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم) البقرة آية 159 و160 قال العلامة الرازي في تفسير هذه الآية ص46ج2 " قال القاضي الكتمان ترك اظهار الشيئ مع الحاجة اليه وحصول الداعي الى اظهاره لانه متى لم يكن كذلك لا يعد كتماناً" أ.هـ. ووقت الاحتياج لكشف هذه الاسرار انما هو في زمن الدعوة التالية لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم
فلذلك ترى العلامة الرازي اشار اليه من طرف خفي عند تفسيره الآية المارة واليك نص التفسير " احتج من خص الآية بأهل الكتاب ان الكتمان لا يصح الا منهم في شرح نبوة محمد صلى الله عليه وسلم اما القرآن فانه متواتر فلا يصح كتمانه قلنا القرآن قبل صيرورته متواتراً يصح كتمانه والمجمل من القرآن اذا كان بيانه عند الواحد يصح كتمانه وكذلك القول فيما يحتاج الكلف اليه من الدلائل العقلية أ.هـ.
فترى ان الرازي عليه الرحمة اورد قول القائلين بان الكتمان لا يحصل من هذه الامة وانما يحصل من اهل الكتاب لانهم كتموا شرح نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورده فقال يصح الكتمان منا ايضا يعني ان هذه الآية ليست مختصة بأهل الكتاب بل هي عامة شاملة لنا ايضاً. وقال ان الآيات المجملة اذا كان بيانها عند واحد يصح كتمانها وهذا يعني بان الايات المجملة التي في القرآن كالآيات المجملة التي في كتب اهل الكتاب التي كتم علماؤهم بيانها لامتهم فحاقت بهم لعنة الله ولعنة اللاعنين.
اما الان وقد جاء صاحب الوقت وسيد الاكوان ونور الزمان وانسان العين وعين الانسان حضرة بهاء الله فوجب على العلماء اظهار تلك الاسرار ليتجلى الامر وتعرف الناس صدق دعوة حضرنه ووجوب طاعته عليهم والانصياع لامره المبارك فينجوا من سخط الله وعذابه ويدخلوا جنة رضوانه ودار كرامته .
عمار – لقد اظهرت لنا من الشريعة السمحاء ما كنا في جهل منه ولنرجع الى بحثنا.

ونكمل معا في القادم ......القيامة الوسطى.

Sunday, July 8, 2018

Saturday, June 23, 2018

Saturday, June 9, 2018

Monday, May 28, 2018

Saturday, May 12, 2018

صدر لي اليوم12/5/2018 مقالي " ماهية النظام العالمي الجديد-ج6 والأخير"



ماهية النظام العالمي الجديد-ج6 والأخير

http://elsada.net/82087/

صدر لي الآن 12/5/2018 مقالي "نقطة تحول في مسيرة الحضارة الإنسانية 1-5"



 

نقطة تحول في مسيرة الحضارة الإنسانية 1-5 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=598717

برهان وتبيان -12


برهان وتبيان -12

عذاب القبر وفتنته وسؤال منكر ونكير
اما عذاب القبر وسؤال منكر ونكير وفتنة القبر فقد اختلف القائلون بالمعاد الجسماني فيها فمنهم القائلون بها كما جاء في المواقف للعلامة القاضي الايجي مانصه : " احياء الموتى في قبورهم ومسئلة منكر ونكير لهم وعذاب القبر للكافر والفاسق كلها حق عندنا" أ.هـ.
ومنهم النافون لها وقالوا ان ذلك يقتضي اعادة الحياة الى البدن لفهم الخطاب ورد الجواب ولادراك اللذة والالم وذلك منتف بالمشاهدة وقالو لو اعيدت الروح الى الجسد واميت ثانية لكانت موتتان والله سبحانه وتعالى يقول( لا يذوقون فيها الموت الا الموته الاولى) الدخان آية56 وذهب آخرون الى ان سؤال   منكر ونكير وعذاب القبر وفتنته انما هي الروح على اثر مفارقته الجسد قبر او لم يقبر وقالوا انا نرى اكيل السبع والغريق الذي تأكله دواب البحر والمحرق فهؤىء كلهم لا يقبرون أفلا يكون لهؤلاء فتنة ولا عذاب قبر ولا مساءلة. وهناك اقوال اخرى لا اعتداد بها فهذه جملة اختلافات علماء الامة المحمدية في هذه المسئلة .
عمار – فماذا ترى الحق من هذه الاقوال .
زيد – ان اعتراضات المعترضين وجيهة جدا وفتنة القبر وسؤال منكر ونكير حق ايضا للناس باجسامهم هذه.
عمار – كيف التطبيق؟
زيد – ان عذاب القبر وفتنته وسؤال منكر ونكير واقع في هذا العالم وليس في عالم ما بعد الموت . ولفظ القبور الواردة في الاحاديث الدالة على سؤال القبر وفتنته وسؤال منكر ونكير لم يرد بها هذه القبور المعروفة بل عبر بها عما يشبهها مجازاً.
عمار – كيف ذلك؟
زيد – قال العلامة الراغب الاصفهاني في كتابه " مفردات القرآن" : وقوله ( اذا بعثر ما في القبور) اشارة الى حال البعث وقيل اشارة الى حين كشف السرائر فان احوال الانسان مادام في الدنيا مستورة كانها مقبورة فتكون القبور على طريق الاستعارة وقيل معناه اذا زالت الجهالة بالموت فكأن الكافر والجاهل مادام في الدنيا فهو مقبور فاذا مات فقد انشر واخرج من قبره أي من جهالته وذلك حسبما روى . الانسان نائم فاذا مات انتبه والى هذا المعنى اشار بقوله ( وما انت بمسمع من في القبور) اي الذين هم في حكم الاموات أ.هـ." فقوله اشارة الى حين كشف السرائر فان احوال الانسان ما دام في الدنيا مستورة لانها مقبورة فتكون القبور على طريق الاستعارة وهذا واشح في ان الجسد هو القبر لانه لايذهب من الدنيا حتى يفارق هذا الجسد اذن فلفظ القبور تستعار للجسد فيقال للانسان ما دام في الدنيا انه مقبور في جسده وللكفر والجهالة فيقال للكافر انه مقبور في كفره وضلاله ويستعار للاخفاء والسر ويقال ان فلانا اموره مقبورة اي مخفية لا يعلمها احد فاذا علمنا هذا علمنا المراد من القبور التي يكون فيها سؤال منكر ونكير انها ليست القبور المعروفة فاندفعت المحالات التي دعت البعض الى انكاره او احالته على الروح وسؤال منكر ونكير انما هو لأمة دعوة حضرة بهاء الله ذلك ان هذه الامور انما تقع في زمن الدعوة السرية والدعوة السرية قد وقعت في زمن محمد صلى الله عليه وسلم وفي زمن حضرة بهاء الله. اما في زمن محمد صلى الله عليه وسلم فقد كانت نحواً من ثلاث سنين في بدء الدعوة والاحاديث التي وردت في سؤال منكر ونكير وعذاب القبر وفتنته انما وردت بعد اعلان دعوته صلى الله عليه وسلم ولم تكن دعوة سرية في زمن حضرة الباب وانما امرهم ان يمتنعوا جميعا عن الاشارة الى اسمه وشخصه وان ينادوا فقط بأن الباب الموعود قد انفتح وان حجته كاملة وبرهانه قائم وان من آمن به فقد آمن بجميع انبياء الله ومن انكره فقد انكر اولياءه عز وجل كما جاء في مطالع الانوار تأريخ نبيل ص76ج1
فاختص هذا في زمن حضرة بهاء الله واستغرقت دعوة حضرة بهاء الله السرية نحواً من احدى عشر سنة وهذه ولا شك من معجزات صاحب البيان حضرة السيد علي محمد حيث اخبر في البيان ان سؤال منكر ونكير يختص بأمة من يظهره الله وهو حضرة بهاء الله ومن معجزات محمد صلى الله عليه وسلم حيث اخبر بتفاصيلها في احاديثه الكريمة والا فما يدريهما ان الذي يأتي بعد حضرة الباب تكون له دعوة سرية مدة طويلة من الزمن.
عمار – طبق لي بعض الاحاديث الواردة بشأن ذلك على ما تقول .
زيد – روى ابو داود في باب مسألة القبر وعذابه قال: حدثنا عثمان بن ابي شيبة حدثنا جرير ثم ساق سنداً آخر قال وحدثنا هناد بن السري قال حدثنا معاوية وهذا لفظ هناد عن الاعمش عن المنهال عن زاذان عن البراء بن عازب قال " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكث به في الارض فرفع راسه فقال " استعيذوا بالله من عذاب القبر" مرتين او ثلاثا زاد في حديث جرير ههنا وقال وانه بيسمع خفق نعالهم اذا ولوا مدبرين حين يقال له ياهذا من ربك وما دينك ومن نبيك قال هناد قال ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم قال فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت زاد في حديث جرير فذلك قول الله عز وجل يثبت الله الذين آمنوا الآية ثم اتفقا قال فينادي منادي من السماء ان قد صدق عبدي فافرشوه من الجنه والبسوه من الجنه وافتحوا له بابا الى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها قال ويفتح له فيها مد بصره : قال وان الكافر قذكر موته قال وتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول هاه هاه هاه لا ادري فيقولان له وما دينك فيقول هاه هاه لا ادري فينادي مناد من السماء ان كذب فافرشوه من النار والبسوه من النار وافتحوا له باباً الى النار قال فيأتيه من حرها وسمومها قال ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه زاد في حديث جرير قال ثم يقيبض له اعمى ابكم معه مرزبه من حديد لو ضرب بها جبل لصار تراباً قال فيضر بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب الا الثقلين فيصير تراباً. قال (ثم تعاد فيه الروح) رقم الحديث 4753
التطبيق – ونبدأ من محادثة الملك للمقبور ولقد علمت من كلام السيد الاصفهاني ان كل انسان ما دام في الدنيا فهو مقبور فتكون القبور هذه على طريقة الاستعارة وهي ابدانهم فاذا فارقوها فارقوا قبورهم بمفارقتهم الدنيا فالدنيا والابدان متلازمتان فاذا فارق البدن فارق الدنيا.
والاستسلام له واطاعته لا تكون الا باطاعة رسوله قال تعالى ( من يطع الرسول فقد اطاع الله) النساء آية80 فأي رسول ارسل فمن آمن به في زمانه واطاعه فقد اسلم وجهه لله واحسن في عمله وصار مسلماً وصار دينه الاسلام لذلك قال ( فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم) ليعلما هل هو مؤمن برسول الوقت فيكون صدقاً قوله ديني الاسلام، فيقول هو رسول الله ويعني به حضرة بهاء الله. فيقولان له "مايدريك" فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت ذلك ان كان كتاب من الكتب السماوية تأتي به بينة الرسل الذين يأتون بعد نزوله فلذا لما طلب الجاحدون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم آية منه على صحة دعواه اجابهم سبحانه وتعالى بقوله ( وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه او لم تأتيهم بينة ما في الصحف الاولى) طه آية133 فكذلك بينة صدق حضرة بهاء الله جاءت في سائر الكتب السماوية المتقدمة لا سيما القرآن فقد كان اكثره في تصديق دعوة حضرته . فمن قرأ من تلك الكتب كتابه الذي يعتقد به بقصد تحقيق الحق وجاهد في ذلك فلابد وان يجد مطلوبه ويحظى بمقصوده قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) العنكبوت آية69 فلذا يقول المؤمن بحضرة بهاء الله عندما يمتحن ويسأل عن سبب اعتقاده بصحة دعوة حضرة بهاء الله يقول قرأت كتاب الله فدلني على صحة هذه الدعوى او انه عنى بقوله قرأت كتاب الله كتاباً من كتب حضرة بهاء الله المنزلة فهي نفسها دالة على احقية مدعاه وبينة لصدق دعواه فآمن وصدق فقال ( قرأت كتاب الله) ذلك لان الكتاب المنزل على نفس الرسول هو ايضاً دليل صدق دعوى ذلك الرسول كما قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم ( أو لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم) العنكبوت آية51.
ولوله زاد في حديث جرير قول الله عز وجل "يثبت الله الذين آمنوا الآية" والآية بتمامها هي ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء ) ابراهيم آية27. فقوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت اي يقويهم بالحجج القوية التي تتمكن من قلوبهم وترسخ في افئدتهم في الحياة الدنيا في ايمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالآخرة في ايمانهم بحضرة بهاء الله فلا تفتنهم عن دينهم القوة الغاشمة بالقتل والتعذيب والاخراج من الاوطان ولا يفتنون بالتشكيك والشبه كما وقع من ذلك في صدر الاسلام من فعل قريش بالمؤمنين من التعذيب والقتل حتى هاجر كثير من المؤمنين مرتين الى الحبشة واضطروا اخيراً الى الهجرة الى المدينة فهو كما فعلته ايران من انواع التعذيب بالمؤمنين بحضرة بهاء الله بل هنا كان التعذيب والقتل الشنيع بافظع انواعه حتى كانت تقتل الاولاد على صدور آبائهم وكان اخف انواع هذا التعذيب اخراجهم من بين اهليهم و اوطانهم الى خارج بلادهم وقد بلغ المقتولون صبراً اكثر من عشرين ألفاً فلم يفتنوا عن دينهم ولم يرتدوا فقد تحقق وعد الله امام الابصار فلا اولئك المؤمنون بالحياة الدنيا في دورة محمد صلى الله عليه وسلم ارتدوا على ادبارهم ولا هؤلاء المؤمنون بالآخرة أي دورة حضرة بهاء الله ارتدوا على ادبارهم بل ثبتوا على ما هم عليه من الايمان والطاعة ولم يستطيع احد فتنتهم لا بتشكيك وشبه ولا بالقوة ( ويضل الله الظالمين) أي الذين ظلموا انفسهم بالتعصب لدينهم الذي نشأوا عليه فلم يصغوا الى حجج دين حضرة بهاء الله الواضحة ليروا الحق من الباطل بل كانوا يستكبرون عن سماع ذلك تقليداً لكبرائهم ورؤسائهم او خوفاً من فوات منصب او منفعة ( وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون) النحل آية118 وقوله فينادي مناد من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنه وافتحوا له باباً من الجنة والبسوه من الجنة فيأتيه من طيبها وريحها قال ويفتح له فيها مد بصره وهذه كلها كنايات عما سيوليه الله سبحانه وتعالى من نعمه وفضله.
وقوله قال وان الكافر فذكر موته قال وتعاد روحه في جسده هنا وفي آخر الحديث ثم تعاد فيه الروح كلاهما من زيادة الرواة بدلالة انه لو كان من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لذكر مثل ذلك في بدء الحديث عند تكلمه على المؤمن ايضاً لان الميت موتاً طبيعيا سواء كان مؤمناً او كافراً فهو يحتاج لاعادة الروح لتفهم الخطاب ورد الجواب فتخصيص الكافر باعادة الروح له دون المؤمن لا معنى له بل هو من زيادة الرواة شرحاً للحديث على ما فهموه قال العلامة ابن حزم عليه الرحمة في كتابه الفصل في الملل والنحل في الفصل المعقود في الكلام في الشفاعة والميزان والحوض الى آخره ما نصه :
لم يأت قط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خبر يصح ان ارواح الموتى ترد الى اجسادهم عند المسألة ولو صح ذلك عنه عليه السلام لقلنا به فاذ لا يصح فلا يحل لاحد ان يقوله وانما انفرد بهذه الزيادة من رد الارواح المنهال بن عمرو وحده ( ويعني به الراوي لهذا الحديث) وليس بالقوي تركه شعبة وغيره وسائر الاخبار الثابتة على خلاف ذلك وهذا الذي قلنا هو الذي صح ايضاً عن الصحابة رضي الله عنهم لم يضح عن احد منهم غير ما قلنا ثم ساق سند حديث الى صفية بنت شيبة قال دخل ابن عمر المسجد فابصر ابن الزبير مطروحا قبل ان يصلب فقيل له هذه اسماء بنت ابي بكر الصديق فمال اليها فعزاها وقال ان هذه الجثث ليست بشئ وان الارواح عند الله فقالت اسماء وما يمنعني وقد اهدي رأس يحيى بن زكريا الى بغي من بغايا بني اسرائيل واطال البحث ولنكتف بهذا منه .
ثم قال فيأتيه ملكان فيجلسانه اي يوقظانه من غفلته كما مر فيقولان له من ربك فيضحك منهما ويستهزء فيقول هاه هاه لا ادري وهكذا كلما سئل استهزأ وضحك فينادي مناد من السماء ان كذب فافرشوه من النار وافتحوا له باباً من النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه في قبره حتى تحتلف فيه اضلاعه وهذه كناية عما سيلاقيه من غضب الله وعدله فهذا هو سؤال منكر ونكير وهذا هو عذاب القبر الذي يناله الانسان من جراء عدم استجابته الدعوة
واما ما اورده ابو داود في آخر الحديث من حديث جرير من قوله صلى الله عليه وسلم ثم يقيض له اعمى ابكم معه مرزبة من حديد الى آخر الحديث يعني ان هذا الرجل الذي سئل في قبره يقيض له الله تعالى عز وجل اعمى ابكم مثله وهذه صفات الكفار قال تعالى (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) البقرة آية18 يعني يقيض له رجل من امثاله قد طمس الله على بصيرته واضعف عقله فيجره الى هاوية اكثر مما هو عليه من الكفر والضلال فيوقعه فيها فيكون حاله كحال من ضرب بمرزبة من حديد فعاد تراباً أي توغل في كفره حتى صار كالميت المتوغل في موته فعاد تراباً وقوله يسمعها ما بين المشرق والمغرب الا الثقلين يدلك على ان الضربة هذه انما هي ضربة معنوية والضربة المعنوية لا يسمعها احد غير الثقلين ليس من شأنه ان يسمع وقد جاء اول الحديث من حديث جرير وانه ليسمع خفق نعالهم اذا ولوا مدبرين حتى يقال له ياهذا من ربك وما دينك ومن نبيك وهذا يدلك على ان هذا الرجل الذي يقال له هذا القول انه في هذا العالم وانه حي بالحياة الطبيعية وليس بميت لانه يسمع جفق النعال والاموات لا يسمعون شيئا وهؤلاء المدبرون هم اصحابه فالملكان لا يكلمانه حتى يذهب عنه الناس فيخلون به فيدعونه للايمان او يستخبرانه عن ايمانه هل هو مؤمن صدقاً اذ ان الامر لم يزل سراً وهاك حديثا آخر ايضاً:
روى ابو داود بسنده عن انس بن مالك قال ان نبي الله صلى الله عليه وسلم ( دخل نخلا لبني النجار فسمع صوتاً ففزع فقال من اصحاب هذه القبور قالوا يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية فقال تعوذوا بالله من عذاب النار ومن فتنة الدجال قالوا وما ذلك يا رسول الله قال ان المؤمن اذا وضع في قبره اتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد فان الله هداه قال كنت اعبد الله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيئ غيرها فينطلق به الى البيت كان له في النار فيقال له هذا بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك ورحمك فابدلك به بيتاً في الجنة فيقول دعوني حتى اذهب فابشر اهلي فيقال له اسكن ةان الكافر اذا وذع في قبره اتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا ادري فيقال له ر دريت ولا تليت فيقال له فما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت اقول ما يقول الناس فيضربه بمطراق من حديد بين اذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين) 4751 رقم الحديث.
اما شرح الحديث فمن اول الحديث الى قولهم مم ذاك يارسول الله ليس فيه شيئ يدل على عذاب القبر انما هو مقدمة للحديث .
عمار – أليس فيه قوله فسمع صوتاً ففزع فقال من اصحاب هذه القبور فهذا القول اما يدل على انه سمع الصوت من القبر.
زيد – لم يكن ذاك صوتاً حقيقياً ولا من تلك القبور وانما لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك القبور انصرف فكره نحو فوجدها تعذب فعبر عن وجود العذاب بسماع الصوت والعذاب هذا انما هو لارواحهم فقط فلذلك لم يدركه سواه عليه الصلاة والسلام ويؤيد هذه ما اورده العسقلاني في شرحه على البخاري عند تكلمه على قوله فسمع صوتاً في باب التعوذ من عذاب القبر عن الطبراني عن عون ولفظه.
" خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حين غربت الشمس ومعي كوز من ماء فانطلق لحاجته حتى جاء فوضأته فقال ( ألم تسمه ما اسمع) قلت الله و رسوله اعلم قال ( اسمع اصوات اليهود يعذبون في قبورهم)(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)         قبورهم هذه هي ابدانهم ومعنى ذاك انه قد انكشف له عليه الصلاة والسلام فرأى انهم في حياتهم هذه هم في حالة عذاب فقال اسمع الحديث. المؤلف
فلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعون ألم تسمع قال الله ورسوله اعلم فعبر عون عن سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت بالعلم وليس ثم صوت ولكنه انكشاف ومعرفة عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بالسماع. اما قوله ان المؤمن اذا وضع في قبره فالمراد من المؤمن والكافر هنا ما تؤول اليه حالة المدعو للايمان فالمستجيب عبر عنه بالمؤمن وغير المستجيب عبر عنه بالكافر واما وضعه في قبره فهو كناية عن تبليغ الدعوه ذلك ان البابي الذي لم تبلغه دعوة حضرة بهاء الله حي بالحياة الايمانية فاذا بلغته الدعوة صار من جملة الاموات ودخل قبر الضلالة والكفر فاذا آمن خرج من قبره وصار حياً بالحياة الايمانية واما الذي وضعه في قبره فهو الذي بلغه الدهوة وهذه غير القبور التي لا يمكن الانفكاك منها الا بالموت وتلك التي يسألأ فيها المؤمن ليرى تمسكه في ايمانه او خلافه.
واما قوله فان هداه الله يعني عند ذلك ووفقه بان استجاب للدعوة قال كنت اعبد الله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل يعني الرسول الحاضر حضرة بهاء الله فيقول عبد الله ورسوله فينطلق به الى بيت كان له في النار فيقال هذا بيتك كان لك يعني انطلق معه في الحديث فافهمه الحالة التي كان فيها من الكفر لو استمر عليها لكان هذا بيته و مأواه ولكن لما آمن ابدله الله بيتاً في الجنة فيقول دعوني ابشر اهلي وقوله هذا يدل على انه حين قال هذا القول كان في هذا العالم حياً سوياً فيستأذن من هذا الرسول ليبشر اهله اي يدعوعم الى الايمان ويقال له اسكن وفي راوية اسكت(1) فيؤمر بالكتمان لان الامر لم يزل سرا.
اما قوله لا دريت ولا تليت وهذا دعاء عليه اي لا دريت الحق ولا تليت كتابك فعلمن الحق منه وقوله ما كنت تقول في هذا الرجل اي حضرة بهاء الله فيقول كنت اقول ما يقول الناس اي من التكذيب فيضرب بمطراق من حديد بين اذنيه وهذا كناية عن مسايرة رسول بهاء الله لهذا المعاند في معتقده وايراده له شبهاً تؤيد له مايقول وهذا هو المطراق الحديد الذي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)              قال العلامة العسقلاني في شرحه على البخاري في باب ماجاء في عذاب القبر عند تكلمه على حديث انس في قوله فيقال له انظر الى مقعدك من النار قال وفي زاوية ابي داود فيقال له هذا بيتك كان في النار ولكن الله عز وجل عصمك ورحمك فابدلك به بيتاً في الجنة فيقول دعوني حتى اذهب فأبشر اهلي فيقال له اسكت. المؤلف

يضرب به ما بين اذنيه اي فاكرته ومخيلته فيعمي بصيرته واما صيحة هذا المعاند فهي صيحة فرح وسرور بما هو عليه من ضلال عند المسايرة له وهذا معنى قول الله تعالى في الآية المتقدمة (ويضل الله الظالمين ويفعل ما يشاء) وانما يفعل الرسول هذا درءاً للمفسدة التي تتأتى من اشاعة هذا الامر اذ الامر لم يزل سراً مكتوماً.
وتلخص عندنا من هذين الحديثين ثلاثة ادلة تبين لنا ان هذا السؤال واقع في العالم وليس في عالم ما بعد الموت.
الاول – سماع الذي وضع في قبره خفق النعال وهذا لايكون الا لحي سوي فوق ظهر الارض لا حاجز يمنعه من سماع خفق نعال المولين والا فالميت لا يسمع شيئا والحي الذي هو داخل القبر لايسمع صوت من هو خارج عنه لغلظ الحاجز لو فرضنا اعادة حياته هناك.
الثاني – تبشيره اهله والمراد من اهله هؤلاء الذين هم احياء مثله في هذا الالم والا فاهله من الموتى ان كانوا من اهل الجنة فهو صائر اليهم فلا معنى لهذه البشارة .
الثالث – يقال له اسكت او اسكن بمعنى اكتم هذا الامر والكتمان انما يكون في هذا العالم وليس في عالم ما بعد الموت فثبت ان سؤال منكر ونكير في هذا العالم وهذا هو عذاب القبر الذي يناله الانسان من جراء عدم استجابته الدعوة.


Powered By Blogger