Friday, September 26, 2008

دين عالمي موحد

دين عالمي موحد

يوحنا 16:10:" ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد".
لم تتحقق نبوات المسيح البديعة هذه تحققا تاما حتى جاء هذا القرن. ففي أثناء الدورة المسيحية او ما يسمى عصر البركة تعلمت الأمم والأجناس حياة المسيح ومبادءه واطلعت علي نبوات العهدين القديم والجديد ثم انتهى ذلك العصر فلم يبق الآن من مبادئ المسيح شئ لدى المسيحيين .وقد أرسل الله أنبياءه ومعلميه للانسانية تباعا كما تشهد بذلك كل الكتب المقدسة وهس سواء أكانت تعود الي الكليميين أو الي المسيحيين أو البوذيين، أو الزردشتيين أو المسلمين متطابقة مع بعضها وعلي وئام واتفاق. وقد صدق المسيح العهد القديم وبواسطته قبلت الأمم الوثنية العهد القديم وهكذا سوى الطريق لكل الأمم والأجناس والأديان لتسير في سبيلها نحو فهم حقيقة كلمات حضرة بهاء الله الذي يعلمنا ان أساس جميع الأديان واحد وان الأرض ستكون فردوسا أبهى حالما يعترف المؤمنون بالله بحكمة أمره تعالى حين يأمرهم بأن يلقوا جانبا جميع التعصبات الدينية والجنسية والقومية ويتعاونوا في ظل الميثاق الذي قدمه الآب السماوي كما خبرت النبوات بذلك. فهلا يتحد أحباء الله بهذا الميثاق الذي قدمه الآب السماوي ووهبه لجميع العالم ويغضوا الطرف عن الانقسامات الموجودة منذ سابق العصور. ويوضح لنا ذلك حضرة بهاء الله بشكل أحسن حين يتفضل:" ومقصوده تعالى من اظهار نفسه الي البشر هو ان يكشف لهم عن تلك الجواهر المخزونة المكنونة في أنفسهم وجوهر دين الله في هذا اليوم هو ان يمنع العلائق الأرضية والعقائد الدينية المختلفة من ان تغذي شعور العداوة بين الناس فهذه المبادئ والأحكام وهذه النظم المحكمة البنيان قد جرت من منبع واحد وهي أشعة لنور واحد واختلافها عن بعضها يرجع سببه الي اختلاف مقتضيات العصور التي انتشرت فيها.
" يا اهل البهاء شدوا أواصر الهمة لعل تزول المنازعات والمجادلات المذهبية من بين أهل العالم. قوموا علي هذا الأمر العظيم الخطير حبا لوجه الله ولعباده. ان الضغينة والبغضاء المذهبية نار تشعل العالم واطفاؤها امر علي غاية من الصعوبة الا اذا قامت يد القدرة الالهية علي انقاذ الناس من هذا البلاء العقيم. ان البيان الالهي بمثابة المشكاة وهذه الكلمة بمثابة المصباح فيها وهي : يا أهل العالم كلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد. سيروا بكمال المحبة والاتحاد والمودة والاتفاق. قسما بشمس الحقيقة ان نور الاتفاق كفيل بانارة جميع الآفاق يشهد بهذا ربك العليم" ( مترجم من لوح ابن الذئب ص10-11).

" ان الدين هو السبب الأعظم لنظم العالم واطمئنان من في الامكان وان ضعف اركان الدين صار سببا لقوة الجهال وجرأتهم. حقا أقول ان كل ما ينقص من علو مقام الدين يزيد في غفلة الأشرار ويؤول الأمر أخيرا الي الهرج والمرج" (من الكلمات الفردوسية).
متى 29:24:" وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع".

ان هذا البيان لا يشير الي الشمس الظاهرية بل إلي ظلام شمس الحقيقة الروحانية كما هو حادث اليوم في كافة أنحاء العالم. ويعتبر أهل الأديان القمر رمزا للكنيسة. والمسألة هي هل ان القمر قد فقد قوة عكس النور واصبح معتما؟ وحينما تتزعزع قوة الدين يعبر عن ذلك بتزعزع "قوات السماوات" لأن الدين سماء للحقيقة. "انظروا الي تمدن أهل الغرب كيف أصبح سببا لاضطراب العالم ووحشيتهم حيث هيئت آلات جهنمية وتجلت في ابادة النفوس قسوة لم تر عين العالم شبهها ولم تسمع آذان الأمم نظيرها وان اصلاح هذه المفاسد القوية القاهرة مستحيل الا باتحاد أحزاب العالم في أمورها أو تتفق علي مذهب من المذاهب(مترجم عن الفارسية من الكلمات الفردوسية).
متى 7:24:" لأنه تقوم أمة علي أمة ومملكة علي مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن
8:ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع
10: وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا و يبغضون بعضهم بعضا
12: ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين
".
وتؤيد حالة العالم الحاضرة بكل وضوح حقيقة هذه الكلمات التي كتبت منذ ذلك العهد ومن تلك السنوات . فاهمال اوامر الدين وشيوع اللادينية قد اقترنا بفوضى ودمار علي أوسع مقياس وأشده هولا . وما أصدق كلمات حضرة بهاء الله التالية في تشخيص أمراض العالم سيما وهي تعيد الي ذاكرتنا نبوة حضرة المسيح بقوله"هذه كلها مبدأ الأحزان"

وقد شهد حضرة بهاء الله "بأن حيوية ايمان الناس بالله تموت في كل أرض ولا شئ غير دوائه المحيي يمكن ان يردها أو يبقي عليها. ومبدأ اللادينية يمتص حيوية المجتمع البشري فأي شئ غير اكسير ظهوره القوي يستطيع ان يطهره ويحييه"
وكتب حضرته كذلك" ان العالم في محنة وعناء ويزداد قلقه يوما قيوما وهو متوجه نحو الضلال والالحاد وسوف تزداد هذه النقطة وتشتد الي درجة لا يمكن الآن ذكرها.
" ولا نبالغ اذا قلنا اننا متوجهون الآن نحو قترة سوف يعتبرها المؤرخون في المستقبل فترة من أحرج الفترات في تاريخ النصرانية وقد سبق لبعض أبطال الدين المسيحي ان اعترفوا بخطورة الحالة التي تجابههم .وبشهادة ارسالياتهم التبشيرية كما لوحظ من نص التقارير الرسمية:" ان موجه من المادية تكتسح العالم"... وتجابه الكنيسة خطرا جديدا في ارض بعد أخرى وهجمات عدائية مصوبة قصدا. فمن روسيا السوفياتية تنتشر نحو الغرب شيوعية ضد الدين الي داخل اوروبا وامريكا وشرقا الي داخل ايران والهند والصين واليابان وهي نظرية اقتصادية مقادة قيادة خاصة نحو عدم الاعتقاد بالله وهي دين اللادينية ولها شغف وحماس في قيامها برسالتها هذه وهي تصوب حملتها اللادينية نحو أسس الكنيسة في بلادها كما توجه عداءها نحو الخط الأمامي للدين في الأقطار غيرالمسيحية ومثل هذا الهجوم المنظم الصريح اليقظ المصوب نحو الدين بصورة عامة والمسيحية بصورة خاصة شئ جديد في التاريخ. وهناك شكل آخر من المعتقدات السياسية والاجتماعية في بعض الأقطار لا يقل تعقلا وفطنة في عدائه المقصود نحو المسيحية الا وهو القومية ولكن القومية في مهاجمتها المسيحية علي خلاف الشيوعية ترتبط غالبا ببعض أشكال الدين القومي فترتبط بالاسلام في ايران ومصر وبالبوذية في سيلان في حين ان الكفاح في سبيل حقوق الشعب العامة في الهند مقترن ببعث واحياء لكلا الدينين الهندي والاسلامي" (مترجم عن تواقيع نظام حضرة بهاء الله العالمي ص181و182). ولا يشخص حضرة بهاء الله امراض العالم فحسب بل يرشد الأمم الي المنبع الذي يمكن ان يوجد فيه الدواء الحقيقي. والمسيح نفسه كذلك تنبأ بأنه سيكون هناك دواء ميسور بين ايدي اتباعه الذين" ينظرون الي الأعلى ويرفعون رؤوسهم" كما شهدت النبوة التالية بذلك:
لوقا 28:21:" ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لان نجاتكم تقترب".

وأي نجاة أيسر من النجاة التي قدمها لنا حضرة بهاء الله حين نصحنا متفضلا:-" يا أهل البهاء كل أمر من الأوامر المنزلة حصن لعالم الوجود" . (مترجم من كتاب المقتطفات ص35).
ويوضح هذا توضيحا أكثر فيتفضل :" اعلم ان العقلاء قد شبهوا العالم بجسم بشري فكما ان جسم الانسان يحتاج الي رداء يرتديه فكذلك جسم البشرية يحتاج الي ان يتزين برداء العدل والحكمة ورداؤه هو التجلي الالهي عليه".

فلا عجب ان انطفأ نور الدين في قلوب الناس نتيجة انحرافهم وضلالهم ولما نبذ الرداء الالهي المخلص لتزيين الهيكل البشري نبذا تاما لا عجب ان يظهر في الحال انحطاط محزن في مقدرات البشر يجر وراءه كل الشرور التي تقدر الأنفس الضالة الهائمة ان تظهره فانحراف الطبيعة البشرية عن الحق وتدني السلوك البشري وفساد وانحلال المؤسسات البشرية تظهر تحت تأثير هذه الظروف في أردأ المظاهر وأكثرها ثورة فقد انحط الخلق البشري وتزعزعت الثقة وارتخت اعصاب الانضباط الاخلاقي واخمد صوت الضمير البشري وخملت حاسة الخجل والحشمة وشوهت وحرفت الآراء الاخلاقية مثل الاخلاص والواجب والاتحاد والاستقامة بالأخذ والعطاء كما ويتلاشى بالتدريج كل شعور بالمسالمة والفرح والأمل والرجاء। وانا لنقر بأن هذه هي الحالة التي يقترب منها الأفراد والمؤسسات। فقد كتب حضرة بهاء الله ناعيا الورطة والوهدة التي تدنت اليها بشرية مخطئة بقوله:" لا يرى في الحقيقة نفسان متحدتان ظاهرا وباطنا بل ترى آثار النفاق في جميع الآفاق مع ان الكل قد خلقوا للاتحاد والاتفاق
(مترجم من لوح المقصود ص6)
وتفضل كذلك "الي متى هذه الغفلة؟ والى متى هذا الاعتساف؟ والى متى هذا الانقلاب والاختلاف؟ وفي الواقع ان ارياح اليأس تهب من جميع الجهات وتتزايد انقلابات العالم واختلافاته يوما فيوما
(من لوح المقصود ص18) .
وبالرغم من الأحوال التي تنبأ عنها المسيح بقوله" وحينئذ سيتهم كل واحد الآخر ويخونه ويبغض الواحد الآخر ويزدريه" أفليس من الصحيح انه" حينما ستتم هذه الأمور يقترب عهد خلاصكم" بعد ان اعطينا ضمانا كالضمان التالي:
"عما قريب سيأتي اليوم الذي فيه ستخترق انوار الوحدة الالهية الشرق والغرب علي شأن لا يستطيع انسان بعد ذلك ان يتجاسر علي انكاره والآن وضعت يد القدرة الإلهية أسس هذه الموهبة الكبرى وهذه المنحة العظمى وكل ما هو مكنون في هذه الدورة المقدسة سيتجلى تدريجيا لأن الساعة ساعة أول نموه والوقت صبح ظهور آياته. وقبل انتهاء هذا القرن سيتضح كيف ان الفيض كان عجيبا وكيف ان الموهبة كانت سماوية "(مترجم عن كتاب نظام حضرة بهاء الله العالمي ص111).

Wednesday, September 17, 2008

الأمة الوسط

الأمة الوسط

قال تعالى فى القران الكريم : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }البقرة143

ولكن ما معنى كلمة او اصطلاح الشهادة هنا فى تلك الاية وما معنى ان تكون الامة الاسلامية شهيدة على الناس ويكون الرسول شهيد عليهم

{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44

اذن الشهادة هنا تعنى الاقرار بما جاء فى كتاب الله من اوامر واحكام فلا نكتم الشهادة وعدم تحريف المعانى والمقاصد والمفاهيم الالهية المراد من اوامر الله ونواهيه لنشترى بتحريف تلك الايات ثمنا قليلا من متاع الدنيا وزخرفها ورضا الناس والعامة واشعال حماسة الاتباع والسلطان وقطع ما امر الله به ان يوصل بين وحدة الاديان السماوية وطمس جوهر رسله ورسالات وقد حكم الله بان من يفعل ذلك " فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " , وايضا " أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ "

ولفظة وسط تفيد بين سابق ولاحق ولم تعنى باى حال ان الامة الاسلامية جاءت وسطية فى مكارم الاخلاق وعدم الغلو فى الدين والتدين كما حاول البعض تفسيرها0

وفى حديث صحيح للرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامة يؤكد وسطية الامة الاسلامية بين الامم يقول : " القران فيه خبر من قبلكم وحكم ما بينكم ونبأ من بعدكم "

ويوثق القران الكريم هذا الحديث الشريف فيقول تعالى :

{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ }التوبة70

وايات كثيرة تحكى نفس المعنى بنفس الكلمات كما فى سورة ابراهيم ايه 9 مثلا

وتعالوا حضراتكم نتأمل ونتدبر هذا الحديث الشريف وما جاء فى القران الكريم عن تاريخ تلك الامم السابقة الى توالت اليهم رسالات الله حاملة لهم الهداية والبشارة 0

{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ }القصص80

ولكن الامم السابقة لم تنصاع للاوامر الالهية واستكبروا وعاندوا رسل الله فتوالت الانذارات الالهية لتلك الامم لمن رفض التسليم لله والانقياد لشرائعه0

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }هود25

{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ }الشعراء142

وحاول سيدنا هود عليه السلام ان يعطى مثلا قريبا ليروا بأم اعينهم عذاب الله وعقابة

{وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ }هود89

الا ان تلك الامم لم تؤمن لرسل الله ولم تتعظ وتستفيد من الدروس والعبر التى ساقها الله اليهم فى ايات بلغت خمسة الاف اية لم تخلو منها سورة من سور القران

{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137

وانا اتمنى من حضراتكم ان تتأملوا فى سكون وفى تمعن تلك الاية الشريفة وقد امرنا الله فى القران ان نتدبر اياتة بمعنى ان نتفهم المراد والقصد من ايات الله 0فاذا كان الاسلام هو اخر الرسالات الالهية ولن يحدث للمسلمين المؤمنين بالقران ما حدث للاقوام السابقة من تكذيب للرسل لانه كما يعتقدون انه لا رسول بعد سيدنا محمد فلماذا طلب الله منهم فى القران ان يسيروا فى الارض لينظروا عاقبة المكذبين وسيقول البعض انها عظة وعبرة 0 نعم هى عظة وعبرة ولكن ما اثر هذه العبر اذا لم تكن تخويف وترهيب من ذات المصير مصير الاولين البائس0

فما ارسل الله رسولا لقوم الا كانوا به يستهزئون ويكذبون وكأنها سنة من سنن الخلق او الخلق الانسانى0

{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ }الشعراء105

{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ }الشعراء123

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ }الشعراء141

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ }الحاقة4

وازداد الناس البشر العقلاء مع الاسف تكبرا وقسوة حتى قال الله متعجبا

{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }يس77

والانكى والادهى انهم اجمعوا على حربهم للرسل واستمرأوا قتلهم وتكذيبهم وهنا كان لا بد من العقاب والجزاء الصارم لما اكتسبت ايدهم فدمر الله جمعهم وبدد شملهم0

{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }الحاقة7

{وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً }الفرقان37

{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }فصلت17 {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى }النجم51

وكانت سنة الله ان تظل كل اثار هذه الاقوام شاهدا لايموت ولا يفنى فجعلهم الله احاديث وروايات تحكى وتتلى فى كل الكتب المقدسة لغيرهم من الامم اللاحقة0

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ }المؤمنون44

والمعنى المتبادر الى الذهن ان هناك امما سابقة جاء خبرها فى القران الكريم واوضح الله اثارها وما جرى عليها عندما رفضت واستكبرت على الله وعلى رسلة فحاق بهم سوء العذاب0

هذا ما كان من خبر من قبلنا فماذا عن نبأ الذين من بعدنا أى بعد المسلمين ؟

جاءت وتوالت انذارات الله الينا فى ايات القران بالبشارات والوعدود والانذارات تماما كما جاءت لمن قبلنا مهددة منذرة فقال تعالى فى ايات بديعة مذكرا ومحذرا الناس والمؤمنين فى منتهى الصراحة والوضوح بأنهم لا يتوقعوا من الله شيئا الا سنن الله التى جرت وصدقت على كل السابقين من البشر0

(َهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ) فاطر43

(فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ) يونس102

{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137

ولقد رجوت حضراتكم ان تتأملوا تلك الآيات لان فيها نظر كبير ومعانى عظيمة وتحوى حكمة ربما اذا ما تدبرناها وتفهمناها تغير كثيرا من نظرتنا لهذا الكون0 فلماذا حكم الله باستمرار سريان سنن الاولين والغابرين علينا وخضوعنا لنفس القانون وعين الناموس القديم ؟ وفى رأى المتواضع ان هذه المساواة فى الاحكام بين خلق الله هى العدالة الالهية فى اروع صورها لانه لو حكم الله على الاولين بقانون ثم حكم على المحدثين بقانون اخر لحسبنا ان الله يكيل للناس بمكيالين ولما تساوت الموازين بين البشر ولذلك ظهرت الوحدانية الالهية فى وحدة ذلك المنهج الالهى العادل0

وايضا يأتى فى طيات كتاب الله القران ذلك التحذير الصريح 00 ذلك التحذير الذى لا يخص الماضى الذى انقضى وانتهى وحدة بل يشير الى المستقبل بكل تأكيد 0

( وَلاَتَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ) ال عمران105

ولم يتركهم الرسول عليه السلام يظنون ان هذا التحذير قد قصد به اقواما اخرين غيرهم فكان التحذير الصارخ فى حديث الرسول علية السلام ( والله لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع حتى اذا دخلوا جحر ضب دخلتموه فقالو اليهود يا رسول الله قال فمن ! )

وفى آية لها دلالة لا يخطأها الوجدان ولا تعمى عنها البصيرة يقول تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً }الأحزاب69 وهذه الاية فيها ثلاث مفاهيم

والذين كذبوا موسى كانت الأمة السابقة على مجيئه , فمنهم فرعون وهامان ومنهم من كان من المؤمنين برسالة يوسف علية السلام فاتهموا سيدنا موسى علية السلام بالكذب والكفر والسحر 000000 الخ

{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }الشعراء19

{قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى }طه63

ولكن الله اظهر براءته وجعله الأعلى ووجيها في الأرض وفى السماء 0والمعنى المستفاد من هذا التحذير الذي أطلقه القران الكريم – هو التحذير الواضح من إتباع سنن الأولين – بمعنى أن لا تكذب الأمة الإسلامية الرسول القادم إليها هو حضرة بهاء الله كما فعل السابقين لان الله سوف يظهر براءته من هذا التكذيب تماما كما فعل مع سيدنا موسى عليه السلام ويبرز مقامه العظيم 0 وإذا كان هناك مفهوم آخر لتلك الآية فلماذا قال الله لا تكونوا مثل تلك الأمة إذا لم يكن هناك رسول جديد ياتى 0 وأيضا تتوالى التحذيرات وتترى لمن له سمع فليسمع

وتتوالى ما ينتظره الناس من نبأ ما بعدكم كالغيث الهاطل0

فيقول الله (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ }ق41 -42

ومعنى المنادى هو رسول من عند الله كما يوضحه القران الكريم في سورة آل عمران آية 193

{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }آل عمران193

اما كلمة الحق فوهو الحق الذي لا ريب فيه توضحه الآية 91 من سورة البقرة

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ } البقرة91

ولا يصح ان نقول ان هذا الخطاب كان لليهود دون غيرهم فعندما يوجه الله الخطاب الى قوم من الاقوام لا يختص هذا الخطاب بهم وحدهم بل يكون خطابا يشمل كل الانسانية قديمها وحديثها ايضا فرحمة الله تعم وتشمل كل الناس والتحذير والتبشير لكل خلق الله دون تفرقة او تمييز فمثلا عندما عاتب الله سبحانه وتعالى رسوله قائلا:

{عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى }عبس1 – 3

فهل كان المقصود من هذا العتاب الرسول وحده أم هو ومن بعده الأمة بكاملها وكان الرسول عندما يرى شيئا ينكره من احد الناس وفرد بعينه لم يكن يوجه خطابه له وحدة بل كان يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا فكان خطابة شاملا وعاما للمحيطين من حوله ودرسا وعظة لمن يأتوا من بعده 0

{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً }الجن 26

ويجيب الله عنا عن هذا التساؤل قائلا ومؤكدا { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ }الذاريات5

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ }القمر6

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً }طه108

{مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ }القمر8

وأيضا من الأمور التي تترقبها الناس نزول المهدي وعيسى عليهم السلام

{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً }مريم33

وفى سور عديدة منها ال عمران والقيامة والاعراف ينتظرون بيان وتأويل القران لان الله اختص به علمه ووعد ببيان تأويلة

(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ) آل عمران 7

(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) القيامة19

(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) الاعراف 5

وفى معانى ذلك التأويل الذى سيوضح لكل الناس فيما كانوا فيه يختلفون تتضح ارادة الله وهيمنه حيث

(يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) الرعد35

وتفضل حضرة بهاء الله موضحا هذا المعنى فى سور ايوب متفضلا :

" قل أما نزل في الفرقان بقوله الحق كذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وفسرتم هذه الآية بأهواء أنفسكم وكنتم موقناً معترفاً بما نزل بالحق لا يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم... إذاً فسئل عنهم كيف يفسرون ما نزل من جبروت العزة على محمد عربياً وما يقولون في معنى الوسط لو ختم النبوة به فكيف ذكرت أمته وسط الأمم... وقالت اليهود تالله هذا الذي افترى على الله أم به جِنة أو كان مسحوراً. قالوا إن الله ختم النبوة بموسى... والذي يأتي من بعد يبعث على شريعتها... والذين أوتوا الإنجيل قالوا بمثل قولهم... قل قد بعث الله رسلاً بعد موسى وعيسى وسيرسل من بعد إلى آخر الذي لا آخر له بحيث لن ينقطع الفضل من سماء العناية يفعل ما يشاء ولا يُسئل عما يفعل وكلٌ عن كل شئ في محضر العدل مسئولاً." ( لوح أيوب ص 273 )0

والقصد أن البشرية وعدت بان هناك امة ستأتيهم بالبيانات مثل باقي الأمم ويحذرهم الله من رفضها والاستكبار على آياته وشرائعة التي جاءت مصدقة لما بين أيدي أتباع الأديان جميعا ومؤكدة بتواصل الرسالات واستمراريتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وفى خلال تلك الساعات العصيبة سوف نرى كيف ذلك اليوم الذى فيه (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ) الزمر69

(يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) النور25

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً }طه108

وساعتها تتضح سنة الله فى نصرة المؤمنين فينزع الملك ممن يشاء ويهبه لمن يشاء من عباده الصالحين

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء }آل عمران26

{ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ }البقرة251

وقضى وعد الله ان يجعل هؤلاء المؤمنين الائمة ويجعلهم الوارثيين فيستخلفهم فى الارض ويجعلهم وارثوا ملكوت الله0

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ }النور55

ويؤكد التوراة هذا المبدأ " انجيل متى اصحاح الحادى والعشرين اية 43 " لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامة تعمل اثماره "

وعلى هذه السنة جاءت ايضا الامة الاسلامية وعليهم ان يعوا المراد من كلمات الله تماما فقال تعالى مشيرا الى هذا المصير لكل امم الارض قائلا :

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } يونس13 – 14


Monday, September 15, 2008

قادة عمي يقودون عميانا

قادة عمي يقودون عميانا

متّى 14:15:" اتركوهم. هم عميان قادة عميان. وان كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة".

ان الله قد اخبرنا بواسطة اشعيا بأحوال رؤساء الأديان الذين يسمون" بالحراس المراقبين" . فهم وان كانوا يترقبون مجئ المسيح لكنهم لا يفهمون معنى النبوات فهماً حقاً ولا يجاهدون في البحث لفهم ذلك.

اشعيا 10:56:" مراقبوه عمي كلهم، لا يعرفون. كلهم كلاب بُكم لا تقدر ان تنبح . حالمون مضطجعون محبو النوم

11: والكلاب شرهة لا تعرف الشبع وهم رعاة لا يعرفون الفهم . التفتوا جميعاً الى طرقهم كل واحد الى الربح عن أقصى".

وتدل نبوة اشعيا هذه علي انها تشير إلى وقت المنتهى وقد وبّخ يسوع الرؤساء الدينيين في زمانه بالعبارات التالية:-

متى 4:23:"فانهم يحزمون احمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها علي اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها بإصبعهم.

5: وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم.

13: لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس. فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون.

15: ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم اكثر منكم مضاعفاً".

لوقا 45:19:" ولما دخل الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه

46: قائلا لهم مكتوب ان بيتي بيت الصلاة وانتم جعلتموه مغارة لصوص.

47: وكان يعلّم كل يوم في الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون ان يهلكوه".

متى 23:23:" ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك .

24: ايها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل

25: ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تنقون خارج الكأس والصفحة وهما من داخل مملؤآن اختطافا ودعارة.

26: ايها الفريسي الأعمى نق اولا داخل الكأس والصفحة لكي يكون خارجهما أيضاً نقيا

27: ويل لكم الكتبة والفريسيون المرآؤون لأنكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة .

28: هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثما".

ولرجال الكهنوت في كل عصر ميل الي عدم الاكتراث بل السماح للدين ان ينحط ويتدنى ويتحول الي طقوس مفصلة لكن النبوات تنطق بوضوح انه سيأتي وقت يبدل الله هذه الأمور ويقيم راعيا يرعى الأغنام ويهديها ويطعمها ويرشدها بالعدل ويقوم الجميع من قبور المادية والتجاوز عن الحق الي نسمات روحانية من ادراك القانون الالهي والعيش بوئام وصفاء بخبز الحياة الحقيقي. وأي شئ اصرح من العبارة التالية:

حزقيال 2:34:" يا ابن آدم تنبأ علي رعاة اسرائيل تنبأ وقل لهم. هكذا قال السيد الرب للرعاة. ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون انفسهم الا يرعى الرعاة الغنم".

10:" هكذا قال السيد الرب هانذا علي الرعاة واطلب غنمي من يدهم واكفهم عن رعي الغنم ولا يرعى الرعاة انفسهم بعد فأخلّص غنمي من افواههم فلا تكون لهم مأكولا

11: لأنه هكذا قال السيد الرب هانذا اسأل عن غنمي وافتقدها".

16:" وأطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح وابيد السمين والقوي وارعاها بعدل".

23:"وأقيم عليها راعياً واحداً فيرعاها عبدي داود هو يرعاها وهو يكون لها راعيا.

24: وأنا الرب أكون لهم آلها وعبدي داود رئيسا في وسطهم. أنا الرب تكلمت".

28:" فلا يكونون بعد غنيمة للأمم ولا يأكلهم وحش الأرض بل يسكنون آمنين ولا مخيف".

ملاحظة: عاش حزقيال حوالي سنة600 ق.م. وعاش داود حوالي سنة1000 ق.م. فالواضح اذا ان حزقيال لا يشير الي داود ابن يسي والد سليمان النبي ولا يشير لي المسيح ولو ان داود هو جد يوسف زوج مريم ام عيسى ومع هذا المسيح كان ابن الله بينما يسمى حضرة بهاء الله دائما بالآب ويسمى عبد البهاء برجعة الابن في مجد أبيه وينادي عبد البهاء في ألواحه بأنه ليس الا عبدا لبهاء الله وقد عينه بهاء الله بعده راعيا للبهائيين ورئيسا لهم وقد فصل عبد البهاء في ألواحه ووصاياه أسس النظم الاداري الذي وضعه الآب. كما ان قول حزقيال "لا يكونون بعد غنيمة للأمم" و"لا مخيف لهم" لا يشير الي مجئ حضرة المسيح الذي بظهوره بدأ تشتت اليهود بل يشير إلي وقت المنتهى.

وينذرنا حضرة بهاء الله بكلماته التالية مرة أخرى ويحذرنا من الرعاة الغافلين المرائيين بقوله الأحلى:

"أيها الجهلاء المعروفون بالعلم!

لماذا تدعون في الظاهر بأنكم الرعاة ثم غدوتم في الباطن ذئاب أغنامي، إنما مثلكم كمثل نجم ما قبل الصبح، فهو درى منير في الظاهر، إلا أنه في الباطن سبب إضلال قوافل مدينتي ودياري وهلاكها . (مترجم عن الكلمات المكنونة الفارسية)

"قل يا معشر العلماء لا تزنوا كتاب الله بما عندكم من القواعد والعلوم انه لقسطاس الأعظم وانه بنفسه لو أنتم تعلمون ... يا معشر العلماء هل يقدر أحد منكم ان يستن معي في ميدان المكاشفة والعرفان أو يجول في مضمار الحكمة والتبيان لا وربي الرحمن كل من عليها فان وهذا وجه ربكم العزيز المحبوب...... يا قوم انا قدرنا العلوم لعرفان المعلوم وانتم احتجبتم بها عن مشرقها الذي به ظهر كل امر مكنون. لو عرفتم الأفق الذي منه اشرقت شمس الكلام لنبذتم الأنام وما عندهم واقبلتم الي المقام المحمود ..... انا ما دخلنا المدارس وما طالعنا المباحث اسمعوا ما يدعوكم به هذا الأمي إلي الله الأبدي انه خير لكم عما كنز في الأرض لو أنتم تفقهون" (من كتاب الأقدس)

ويتفضل حضرته في كتاب الايقان :" ان علماء العصر في كل الأزمان كانوا سببا لصد العباد ومنعهم عن شاطئ بحر الأحدية لأن زمام هؤلاء العباد كان في قبضة قدرتهم فكان بعضهم يمنع الناس حباً للرياسة والبعض الآخر يمنعهم لعدم العلم والمعرفة. كما انه باذن علماء العصر وفتاويهم قد شرب جميع الأنبياء سلسبيل الشهادة وقد طاروا إلي أعلى أفق العزة. فكم ورد علي سلاطين الوجود وجواهر المقصود من ظلم رؤساء العهد وعلماء الذين الذين قنعوا بهذه الأيام المحدودة الفانية ومنعوا أنفسهم عن الملك الذي لا يفنى كما حرموا عيونهم من مشاهدة أنوار جمال المحبوب ومنعوا آذانهم عن استماع بدائع نغمات ورقاء المقصود ولهذا ذكرت احوال علماء كل عصر في جميع الكتب السماوية" (الايقان ص11)

وماذا سيحدث في ذلك اليوم الذي فيه سيمجد الرب وحده؟ "هكذا قال السيد الرب هانذا أسئل عن غنمي واتفقدها": ان هذه العبارة تعني انه لابد لازالة العقبات التي تقف في سبيل السلم العالمي ان تمحى كل سلطة غير سلطة الله وكل تسلط وفوضى وسوف لا يبقي فريسيون "يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل" بل ستطهر القوة الالهية المكان المقدس وعما قريب ستتحقق كلمات ارميا.

ارميا 35:25:" ويبيد المناص عن الرعاة والنجاة عن رؤساء الغنم.

36: صوت صراخ الرعاة وولولة رؤساء الغنم لأن الرب قد أهلك مرعاهم".

والراعي الذي كان حتى الآن يقود عباد الله ويحب من صميمه الخير الوفير والسعادة للعالم سيبتهج ويجتمع معهم في مجامعهم ليتعاون مع الخطة الإلهية في سبيل عصر جديد من السلم يدوم الف سنة وعرفان هذه النفس المقدسة وتأسيس ملكوته على الأرض هو الطريق الوحيد الذي به يميز بين المرائين والأخيار وبهذه الطريقة توجه ويتوجه الكثيرون الي الله ويحافظون علي الشروط التي وصفها لهم الطبيب الالهي والتي هي ضرورية لتأسيس ملكوت الله علي الأرض كما سبقت به النبوات. فيجب ان يبتهج رجال الكنيسة لأن دورة ألف سنة من السلم ستكون أعلى من أى شيء عرفه العالم ماديا وروحانياً.وقد أنبأنا فوق هذا بأن بعض الرعاة سيتعاونون للتغلب على قوة الله وقهرها ولكن من ذا الذي سيكون أعمى حتى يتبع العمى وينال الخسران الأليم؟ ويصف أشعيا هذه الأمور بالكلمات التالية:

اشعيا 4:31:" لأنه هكذا قال لي الرب كما يهرّ فوق فريسته الأسد والشبل الذي يدعى عليه جماعة من الرعاة وهو لا يرتاع من صوتهم ولا يتذلل لجمهورهم هكذا ينزل رب الجنود للمحاربة.

5: كطيور مرفة هكذا يحامي رب الجنود عن اورشليم يحامي فينقذ يعفو فينجّي.

6: ارجعوا الي الذي ارتد بنو اسرائيل عنه متعمقين ".

ولتفسير الآية السادسة التي اقتبسناها هنا نقول ان حضرة بهاء الله كما هو معلوم قد أوضح حقيقة المسيح ايضاحاً تاماً وقبل أن يصبح اليهودي بهائياً ينبغي عليه ان يعترف بأن المسيح مظهر إلهي لأنه مالم يتم هذا فمن المستحيل عليه ان يعترف بأن حضرة بهاء الله مظهرإلهي كذلك لأن كليهما واحد في الروح ولو ان جسديهما كانا مختلفين ولقد"ارتد بنو اسرائيل عنه متعمقين" لكنهم برجوعهم اليه سينالون فضل الآب مرة أخرى ولا خوف على الذين قد صفت قلوبهم وتوجهوا بوجوههم إلى الله وقد كتب حضرة ولي أمر الله ما يلي:-

" ان الظهور الذي كان حضرة بهاء الله منبعه ومركزه لا ينسخ أي دين من الأديان التي سبقته ولا يحاول اقل محاولة ان يقلل من شأنها أو يشوهها بل يعارض كل أمر يرمى الي تصغير شأن أي نبي من الأنبياء السابقين أو بتر حقيقة تعاليمهم الخالدة ولا يتعارض في أي حال مع الروح التي تحيا بها مدعياتها ولا يحاول تقويض أسس تعلق أي انسان بقضيتها بل يعلن ان هدفه الأول هو ان يمكن كل فرد من معتنقي هذه الأديان من الوصول إلى فهم اكمل للدين الذي يتسمى به ومن الحصول علي ادراك اوضح لمقاصده فلا هو متعصب في عرض حقائقه ولا هو متعند في تأكيد مدعياته.وتدور تعاليمه حول المبدأ الأساسي القائل بأن الحقيقة الدينية ليست مطلقة بل نسبية وان الظهور الالهي متطور من سلم الارتقاء ولا نهاية لتطوره وهو يدعى بكل صراحة وبدون أدنى تحفظ او احتياط ان كل الأديان المؤسسة في العالم الهية في أصلها متطابقة في أهدافها متكاملة في عملها متتامة في مقصودها ضرورية لابد منها في نفعها للبشر..... وان الخصام علي ان الدين الفلاني آخر الأديان وان الظهورات الالهية قد انتهت وان أبواب الرحمة الالهية قد اغلقت فلا تطلع شمس مرة أخرى من عالم القدس وان محيط الفضل قد سكنت أمواجه وانقطع ظهور رسل الله من خيمة المجد القديم ليس في الحقيقة الا كفرا وضلالا" (مترجم عن كتاب نظام حضرة بهاء الله العالمي ص 57-58).

"ومن يستطيع وهو يرى خيبة البشرية وبؤسها في هذا اليوم ان يشك في ضرورة ظهور جديد لقوة محبة الله المنقذة وهدايته المنبهة؟..... ومن الأعمى الذي يشك في ان الساعة قد دنت لمجئ ظهور جديد وتأسيس مقصد إلهي ولإنعاش القوى الروحانية التي أحيت في فترات معينة مقدرات الهيئة الاجتماعية البشرية ؟ والا تتطلب القوى الموحدة للعالم الدائبة علي عملها في هذا العصر ان لا يكتفي حامل رسالة الله في هذا اليوم بالتأكيد علي نفس تلك المثل العليا لسلوك الفرد التي اقرها الأنبياء السابقون فحسب بل يجب ان يحتوي نداؤه لجميع الحكومات والأمم علي أسس ذلك القانون الاجتماعي وذلك الاقتصاد الالهي الذي يجب ان يقود جهود الأمم المتناسقة الى تأسيس اتحاد شامل يرمز الي مجيء ملكوت الله علي الأرض؟..... وهذا الدين هو وحده من بين جميع الظهورات التي سبقته قد نجح في اقامة صرح يجب ان يقترب منه اتباع المذاهب المتمزقة المفلسة المنذهلون ويفحصوه فحصاً دقيقاً ويستظلوا في حمى سلامة ملجأه العالمي المنيع قبل فوات الأوان ... والي أي شيء تشير كلمات حضرة بهاء الله ان لم تشر إلى القوة والجلال اللذين قدر للنظام الاداري الذي هو نواة الحكومة العالمية المحيطة المقبلة ان يظهرهما فيتفضل "قد اضطرب النظم من هذا النظم الأعظم واختلف الترتيب بهذا البديع الذي لم تر عين الابداع شبهه" (مترجم عن كتاب نظام حضرة بهاء الله العالمي ص146).

Friday, September 5, 2008

تطور الوحي الإلهي

تطور الوحي الإلهي

مرقس 26:4 : " وقال: هكذا ملكوت الله كأن انسانا يلقي البذار علي الأرض
27 : وينام ويقول ليلا ونهارا والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف.
28: لأن الأرض من ذاتها تاتي بثمر. اولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن في السنبل.
29: وأما متى أدرك الثمر فللوقت يرسل المنجل لأن الحصاد قد حضر."

لقد تطورت المدنية الآن وبلغت عهد الحصاد ولهذا فهي تحتاج إلي وحي إلهي أرقي من أي وحي سابق. وفكرة تطور الوحي الإلهي في سلم الارتقاء مشروحة كذلك في التعاليم البهائية فقد ورد فيها: " ان دين الله دين واحد وجميع الأنبياء جاء لتعليمه فهو امر حي نام وليس بأمر ميت غير متطور. ففي تعاليم موسى يمكننا أن نرى أكمام الزهرة وفي تعاليم المسيح نرى الزهرة مفتحة وفي تعاليم بهاء الله نرى الثمرة من الزهرة ولا تناقض بين الزهور وبين اكمامها ولا بين الزهرة وبين الثمرة بل انما يتمم كل منهما الآخر ولابد من سقوط الأكمام حتى تتفتح الزهرة ولابد من سقوط أوراق الزهرة حتى تنمو وتنضج الثمرة. فهل كانت الأكمام والأوراق بدون فائدة أو جدوى حتى نصغر من شأنها ؟ كلا بل انها كانت في وقتها ضرورية وبدونها لا يمكن ان تحصل الثمرة وهكذا الحال في التعاليم الإلهية المختلفة تتغير ظواهرها من عصر إلى آخر ولكن كل دين متمم لسابقه ولا يخالفه بل يكمله وهذه الظواهر أطوار مختلفة لدين واحد كان في وقت من الأوقات كالبذرة ثم كالكم ثم كالزهرة والآن دخل في دور الثمرة (من كتاب بهاء الله والعصر الجديد للدكتور اسلمنت ص127 الترجمة العربية).

وهناك حجر عثرة عظيم يقف في سبيل الوحدة الدينية هو الاختلاف المشهود بين الوحي الذي جاء به غيره إلا أن الأفكار السابقة الناقصة اخذت بفضل الله تزول وتحل محلها افكار لائقة مقبولة وقد سبق للمسيحيين الأوائل ان اعلموا الناس تطور الوحي وتدرجه فقد جاء في:
اكورنثوس2:3: " سقيتكم لبناً لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن ايضاً لا تستطيعون ."
عبرانيين13:5: " لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لأنه طفل ."
وقد عرف حضرة المسيح أن البشرية لم تصل بهد درجة البلوغ حين تفضل :
يوحنا12:16: " أن لي امورا كثيرة ايضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن ."
فيجب ان ياتي بعد المسيح ظهور إلهي آخر قبل زمن الحصاد.
يوحنا16:14: " وانا اطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الي الأبد ."
تيطس31:2: " منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح ."
ويتفضل حضرة بهاء الله : " أيها الناس قد نزلت الكلمات وفقا للقابليات حتى يترقى الناشؤون . فالحليب ينبغي أن يعطى علي قدر الطفل حتى يدخل العالم في ملكوت العظمة ويستقر في فناء الوحدة " ( من كتاب بهاء الله والعصر الجديد ص 126)
" بالحليب يقوى الطفل وبه يستطيع ان يهضم فيما بعد الاطعمة الصلبة. واذا قلنا أن احد الأنبياء كان علي صواب حين نادى ببعض التعاليم في وقت مخصوص وان نبياً آخر علي ضلال حين قدم تعاليم غيرها في وقت آخر فان قولنا هذا يصبح كقولنا بأن الحليب احسن غذاء للطفل الحديث الولادة ويجب أن لا يعطى غير الحليب طعاما للرجل البالغ أيضاً وان اعطاء أي طعام آخر اليه يكون خطأ كبيراً ( بهاء الله والعصر الجديد ص126)
عبرانيين 12:5: " لأنكم إذ كان ينبغي أن تكونوا معلمين لسبب طول الزمان تحتاجون ان يعلمكم أحد ما هي اركان بداءة اقوال الله وصرتم محتاجين الى اللبن لا الى طعام قوي .
13: لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لأنه طفل .
14: وأما الطعام القوي فاللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة علي التمييز بين الخير والشر ".
1 بطرس2:2: " وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به".
وكما تتجدد الطبيعة في كل ربيع بفضل القوة الباعثة الموقظة كذلك يبعث الله في البشر حين وآخر روحاً إلهياً . فحضرة المسيح قد بعث تعاليم حضرة موسى واكملها وفقاً لما تنبأ به حضرة موسى. وحينما يجدد الله فيوضات قانونه الروحاني من عصر لعصر عن طريق مظاهره البشرية الذين يأتون الى الأرض لهذا الهدف المعروف تتبدل نسمات الأرض فتمكن بذلك جميع المخلوقات من ان يظهروا صفات الله بنحو اكمل وأتم وحينئذ توهب أوامر جديدة أعلى من التي سبقتها .
يوحنا 13: 34" وصية جديدة أنا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم أنا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا".
ولأجل تقديم هذا التعليم الجديد إلى البشرية لبعث الحياة في تعليم حضرة موسى كان من الضروري ان يظهر مظهر إلهي جديد اذ لا يكون الربيع اذا لم تظهر اوراق وازهار جديدة ولهذا ارسل الله الي البشرية معلما في هيئة ابنه ومع هذا فقد يتمسك البعض في هذا اليوم بأن القانون الذي جاء به حضرة موسى والتعاليم التي جاء بها حضرة المسيح يكفيان على مدى الدهور ولا يمكن ان يكون هناك شئ مهم يضاف اليهما.
وكما تنبأ حضرة موسى عن مجيء خلفه حضرة المسيح كذلك المسيح تنبأ شخص سيأتي بعده:
يوحنا 16:14: " وانا اطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الي الأبد".
يوحنا 26:15: " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الآب الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي".
يوحنا7:16: " لكني اقول لكم الحق إنه خير لكم ان انطلق لأنه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي ولكن ان ذهبت ارسله اليكم .
8: ومتى جاء يبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلى دينونة".
12: " ان لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن .
13: وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الي جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية".
ومقصود حضرة المسيح من كلمة المعزي في الاصحاح السادس عشر هو مجئ شخص ملهم بالالهامات الربانية سيظهر بعد حضرة المسيح وليس مقصود حضرته بكلمة المعزي ما فسره الكثيرون بأنه روح القدس المجرد الذي حلَّ علي الحواريين بعد صعود حضرة المسيح وذلك "اولا لأن روح القدس كان ملازماً لحضرة المسيح في زمان وجوده علي الأرض في حين ان قوله " ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي " دليل على ان المعزي ما كان موجودا في زمن حضرة المسيح وثانيا ان الحواريين اذا لم يستطيعوا ان يتحملوا ويستوعبوا اسرار الحقيقة من الاقنومين الأعظمين الأول والثاني فكيف يستطيعون ان يتحملوها من الأقنوم الثالث وحده بعد صعود حضرة المسيح وثالثا ان قوله بأن روح الحق ذاك يتكلم بما يسمع دليل على انه شخص ملهم بالالهامات الربانية وبمنبع الوحي الالهي بينما ليس لروح القدس اُذُن يسمع بها" (مترجم من مكاتيب حضرة عبد البهاء ج2 ص57)
والاصحاح السادس عشر هذا قد تضمن حوارا استعمل فيه ضمير"هو" احدى عشرة مرة ولم يذكر الضمير"أنا" . هذا وان الله منذ بداية التاريخ قد اعطى البشرية هدايته عن طريق كائن بشري يراه الناس: كائن يعلمهم بمثاله وشاكلته "لنعملن انسانا علي شاكلتنا ومثالنا". ومن هذا الكائن البشري تتعلم البشرية حب الله واحكامه فلا تتسكع في الظلام في سبل شتى بدون هاد أو دليل . ولو يريد الله ان تتعلم البشرية بواسطة روح قدس مجرد غير منظور لكان علمنا هذا منذ ا لبدء دون ان يرسل الرسل ولكان اعطانا تعاليم المسيح من عالم روحاني لا من هيكل انساني ولا من مثال بشري وبمثل هذه الكيفية سيكون مجيئه الثاني.
2 يوحنا:7: " لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً في الجسد . هذا هو المضلّ والضّدّ للمسيح".
وقد كتب حضرة بهاء الله في هذا الموضوع ما يلي : " من الواضح المعلوم لدى أهل العالم انه لما احرقت نار المحبة العيسوية حجبات اليهود ونفذ حكم حضرته نوعا ما حسب الظاهر ذكر ذلك الجمال الغيبي في يوم من الأيام لبعض من اصحابه الروحانيين أمر الفراق واشعل فيهم نار الاشتياق قائلا لهم :" اني ذاهب ثم اعود " وقال في مقام آخر" اني ذاهب ويأتي غيري حتي يقول ما لم اقله ويتمم ما قلته " وهاتان العبارتان هما في الحقيقة شئ واحد لو انتم في مظاهر التوحيد بعين الله تشهدون" (مقتبس من كتاب الايقان ص16)
وتتضمن ألواح حضرة بهاء الله ايضاحات كافية حول موضوع تطور الوحي الالهي وترقيه منها قوله عز بيانه " فانظر بطرف البدء فيما نظرت إلي آدم الأولى ثم من بعده إلي أن يصل الأمر إلي علي قبل نبيل .قل تالله كلهم قد جاؤوا عن مشرق الأمر بكتاب وصحيفة ولوح عظيم واوتوا كل واحد منهم علي قدر لهم وهذا من فضلنا عليهم إن انتم من العارفين...
حتى اذا بلغ الأمر الي وجهه العزيز المقدس المتعالي المنير إذا احتجب نفسه في ألف حجاب لئلا يعرفه من أحد..."
( من كتاب منتخباتي از آثار حصرت بهاء الله ص55-56 (رقم 31).
Powered By Blogger