Friday, June 24, 2011
Wednesday, June 15, 2011
صبر الله وعدالته
عدالة الله
· أحيا، أيقظ ، بعثه بعد الموت.
· أرسله أو رفعه إلى مرتبة النبوة.
استُخدمت كلمة بعث في القرآن غالباً فيما يتعلق بإرسال الرسل.
إن مقارنة الآيتين التاليتين سوف تُساعدُنا لكي ندرك ونعزز المعنى الحقيقي لكلمة بعث.
تأملوا أيضاً : سورة 41, آية: 29, سورة31, آية: 33-34 , سورة 27, آية: 33-37.
هنا علينا أن نضع بعين الاعتبار أن زعماء الدين ليسوا جميعاً على شاكلة واحدة. إن بعضهم يضيء ويتلألأ كالنجوم في السماء. إنهم نموذج للعدالة والحكمة أي نموذج حي لهذه الآية من القرآن الكريم.
لكي نختم هذا الفصل دعونا نراجع الاسترتيجيات التي استخدمها الناس على مرِّ العصور لكي يرفضوا أنبياءهم. نُدْرِجُ فيما يلي أكثر الأسباب التي أدّت إلى إعراض الأمم:
· شرح وتفسير الكلمة الإلهية وخاصة النبوءات بناءً على المعاني الظاهرية والحرفية لتلك العبارات, وذلك كالآتي :
· تفسير كلمة "وسطا" بأنها لا تعني وسط , بل معتدل ومنصف.
· تفسير كلمة "أمة" بأنها لا تعني جماعة دينية كالمسيحيين والمسلمين بل تعني مجتمع أو شعب أو جماعة غير محددة من الناس.
· تفسير كلمة "بعث" الواردة في الآيات كما تناولناها سابقاً بأنها تشير إلى إحياء الموتى ولا تشير إلى بعث الرسل.
· تفسير كلمة "خاتم" بأنها النهاية لأن الناس عادةً يضعون خاتمهم أو يوقعون على الرسالة أو الوثيقة في نهايتها وليس في بدايتها.
Wednesday, June 8, 2011
أمة وسطا
إن النبوءات التي تشير إلى انتهاء الرسالة أوالشريعة الإسلامية والتي تبشر بمجيء رسلٍ من عند الله عديدة وكثيرة. لنبحث سوياً إحدى النبوءات التي لديها الميزات التالية:
· تدعو المسلمين بعبارة أمة.
· تضعهم أمةً وسطا بين الأمم الأخرى.
الفعل جعل له عدة معان في قاموس اللغة ( المنجد مثلا) ومن معانيه:
2- أخذ وشرع, نحو: جعل يكتب.
3- وضع, صيَّر, نحو: تجاعلوا الشيء: وضعوه بينهم.*
1- توسط القوم أو المكان : جلس وسطهم.
2- كل موضع يصلح فيه وضع "بين" عوضاً من "وسط" , يقال "هو في وسط القوم وفي وسطهم" أي بينهم.
3- الوسط للمذكر والمؤنث والواحد والجمع: المعتدل.
متوسط , في المثلث مثلاً : مستقيم يصل بين رأس ما ومنتصف الضلع المقابل.
دعونا نضرب مثالا لكي نرى لماذا وكيف يغير المسلمون الكلمة الإلهية. لنفترض أنك شاركت في سباق الدراجات ومن ثَمَّ في نهاية السباق سمعت أن القاضي يقول إنك أنهيت المباراة وأحرزت رتبة المنتصف أي كنت في مرتبة الوسط . بالطبع ليس هذا ما كنت تريد أن تسمعه, إذاً ماذا سوف تفعل؟ من المحتمل أنك تحاول إنكارالموقف ورفضه, فتقول: كان يدور في مخيلة القاضي أمراً آخراً. فكما أعتقد ــ إنني إنسان عظيم والقاضي ربما بكلمة "وسط" كان ينوي أن يقول بأنني إنسان عادل وأقر بالمنافسة العادلة. إن هذه الاستراتيجية هي تلك التي اعتمدها علماء الدين وعزَّزوا من شأنها. من الذي يرغب أو حتى يجرؤ على رفض تفسير يقرُّه العلماء؟ إن الناس يحبون أن يستمعوا إلى قادة أديانهم الذين قاموا بإعلاء شأن ديانتهم ورفع مكانتها فوق سائر الأديان. يود أتباع الأديان أن يكون لهم مبررات لمعتقداتهم لا سيما إذا كانت هذه المعتقدات تجعل دينهم مميزاً وفريداً من نوعه. هذا هو سر بقاء علماء الدين على رأس السلطة حيث يُفوَّضُُ إليهم كل الأمور ويبقى العالم في حالة من الفوضى والانقسام.
· الكلمتان اللتان تعرِّفان كلمة وسطا أي عادل (منصف) و معتدل, ليستا مترادفتين أو منسجمتين. علينا أحياناً أن نتخذ إجراءات صارمة لنكون عادلين ومنصفين. ماذا لو كان عومل هيتلر باعتدال ولطف؟ الاعتدال في هذه الحالة سوف يكون الظلم بعينه.
· إن الاعتدال هو فضيلة تكون في مظاهر معينة من الحياة فقط. على سبيل المثال هل هي من الصفات الحسنة أن نكون معتدلين في الفضائل مثل العدالة والأمانة؟ عندما يتعلق الأمر بالفضائل الاعتدال هنا يمكن أن يعني الوسطية. في الحقيقة هذه هي إحدى المعاني الأقل شيوعاً لكلمة "وسطا" .
· أليس في اختلاف علماء الدين الذين اختاروا ثلاثة معان مختلفة لكلمة "وسطا" تكمن حقيقة واضحة بأن المعاني كلها هشة. فكما لاحظنا أن القاموس لم يعدد أو يسجِّل كلمة معتدل أو متوازن كمعنى مختلف لكلمة "وسطا".
· الآية كما تُرجِمت بصورة تقليدية تُصرِّح بأن:
جعلناكم أمةً عادلة ومنصفة. (سورة 2, آية: 147)
ماذا تعني الآية بأن نقول " جعلناكم أمةً معتدلة ومنصفة" ؟ هل الله سبحانه وتعالى خلق المسلمين أو أجبرهم بأن يكونوا معتدلين؟ ألا يتضمن هذا الافتراض (جعلناكم أمةً معتدلة ومنصفة) بأن الله سبحانه وتعالى بطريقة أو بأخرى ساعد المسلمين ليكونوا معتدلين, ولكن ترك سائر أتباع الديانات الأخرى لتصبح ظالمة ومتطرفة.
· هل توجد آية في القرأن تؤكد مثل هذا التفسير؟
· هل يوجد في التاريخ الإسلامي أي دليل أو إشارة إلى أن المسلمين كانوا إما أكثر إعتدالا أو أكثر عدلا من أتباع الديانات الأخرى, مثل الهندوس والبوذيين واليهود والمسيحيين والزردشت وغيرهم؟
· لقد انقسم الإسلام إلى طائفتين رئيسيتين مع معتقدات مختلفة جذرياً حول خلافة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. هل يمكن لكلتا الطائفتين أن تكونا معتدلتيْن أو عادلتيْن فيما يتعلق بأكثر المسائل أهميةً ألا وهي: من هم الذين كانوا أحقا بخلافة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
· إن الآية التي تدعو المسلمين بأنهم أمة " وسطا" تؤكد إلى مدى أبعد الأدلة المقدمة مسبقاً والتي توضح بأن الأمة في هذه الآية لا تعني دولة أو شعب. وإن المسلمين ليسوا شعباً بل هم أفراد يؤمنون بالإسلام وينتمون إلى شعوب عديدة.
بعيداً عن كل الأدلة المقدمة سابقاً لتبيين أن " وسطا" في الآية تعني حقاً أن المسلمين هم أمة " وسطا" نجد أن من خلال دراسة العبارتين الأخيرتين للآية يمكننا أن نتبين المعنى الحقيقي لكلمة "وسطا".
لنتمعن في معنى الآية مرة أخرى ونصنفها إلى ثلاثة بنود:
· ليكونوا شهداء على الناس.
· ويكون الرسول عليكم شهيدا, أي ليرى كيف تتصرفون.
إخترناكم أمة خيارا عدولا, لتشهدوا على الأمم بأن رسلهم بلَّغتهم رسالات ربهم, ويكون الرسول شهيدا عليكم أنه بلَّغكم رسالة ربه. ( كما جاء في تفسير الجلالين والتفسير الميسر في المصحف الرقمي).
إلى ماذا تلمِّح فقرة لتكونوا شهداء على الناس؟ ماذا تطلب من المسلمين أن يفعلوا؟ إنها تطلب منهم التفكر والتأمل في الطريقة التي كان الناس يسلكونها وقد استمروا بالتقيد بها, إذاً هذه الآية تذكِّر المسلمين علَّهم يتعلمون درساً من التاريخ. إن الآيات القرآنية الأخرى تطلب منَّا مراراً أن نعتبر من أفعال الأمم السابقة لأن التاريخ يعيد نفسه, [ وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَتَتَّبِعنَّ سُننَ مَن كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضبّ لتبعتموهم . قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى ؟ قال: فَمَن؟]
والناس قد اعتادوا بتقليد الأجداد السلف فعندما يُبعَثُ رسول جديد يصدون عنه كما فعل أجدادهم القدماء تماماً.
تأمل هذه الآيات أيضاً:
وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ.... ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ. سورة10, آية: 13-14
· يبشر المؤمنين برحمة ربهم كما يبشرهم بمجيء الرسل الذين وعدهم الله.
· يحذر الناس من عواقب رفضهم لأولئك الرسل.
· يكون شاهداً على أتباعه لينظر كيف يعملون.
الآية التالية تشير إلى ثلاث من تلك المهام:
المسلمون: شهداء على أتباع الديانات السابقة ـــ أي المسلمون الذين عاشوا قبل ظهور الإسلام وبعده ـــ (لأن اتباع الديانات كلهم بشهادة القرآن مسلمون) ليروا كيف كانوا يعملون ولازالوا يتصرفون.
إن هذه الدلالة ترفع من شأن الإسلام وتجعله عظيماً.
· يجب على المسلمين أن يكونوا شهداء على مصير الأمم السابقة.
· إن المسلمين سوف لن يأخذوا العِبَر, وكثيراً منهم سوف ينكر الرسل في المستقبل.
· إن أتباع أي دين جديد يقسمون بأنهم ليكونن أهدى من إحدى الأمم أي الأمم الذين من قبلهم.
· عندما جاءهم رسول جديد اتبعوا سبيل مَن سبقهم من الأمم فاستكبروا واستهزؤوا به.
· هل الناس - بمن فيهم المسلمين – سوف يسلكون طريقاً آخراً؟ وهل يعتقدون بأنهم سوف لا يتبعون سبل الأمم السابقة؟
· إنهم ( المسلمون) سوف لن يغيروا طريقة استجابتهم لرسل الله, ولن يغير الله في طريقته لإرسال الرسل.(من كتاب-خاتم النبيين)
ونتابع في عدالة الله............ فكونوا معي.