Sunday, December 27, 2020

صدر الآن 27/12/2020 مقالي "الروح – (7-10)- الجنة والنار "

 

الروح – (7-10)- الجنة والنار http://www.alnoor.se/article.asp?id=372552


Friday, November 6, 2020

صدر لي اليوم 6/11/2020 مقالي "الروح (4-10) بقاء الروح وخلودها "

 الروح (4-10) بقاء الروح وخلودها

http://www.alnoor.se/article.asp?id=371142

Tuesday, October 13, 2020

صدر لي اليوم 13/10/2020 مقالي " الروح (4-10)"

 

الروح (4-10) 

http://www.elmaser.com/archives/62126?fbclid=IwAR2vRJRYx_qrz4TDrF14D39z8ItBr-MnPM9Sf_iejnT0POdVzTaBabRcoZ0

Thursday, October 8, 2020

تبيان وبرهان (22 والأخير)- المبدأ والمعاد والحشر والنشر والصراط والجنة والنار

 

الكتب التي انزلت على حضرة بهاء الله

اما الكتب التي جاء بها حضرة بهاء الله فقد اشار تعالى اليها بقوله ( والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه ان الله بعباده لخبير بصير ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم قتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير)فاطر آية31-32 والذين اورثهم الكتاب واصطفاهم هم اولاء الامة البهائية بدليل ان هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى ( والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق) فاطر آية31 ومعلوم ان الذي اوحى اليك من الكتاب هو القرآن وقال بعده (ثم اورثنا الكتاب) اي جنس الكتاب المنزل الذي اصطفيناه من عبادنا، وثم للتراخي والارث لا يكون الا بعد انتهاء اجل المورث.

ولما تمت هذه الامة المحمدية وانتهى اجلها ورثت هذه الامة انزال الكتاب وذلك ان الكتاب تتوارث الامم انزاله. فمثلا بعد موسى عليه السلام ورثت الامة العيسوية انزال الكتاب. وبعد الامة العيسوية الامة المحمدية . الى ان ورثته هذه الامة.

انظر الى عظمة هذا الرسول الكريم وشرفه الرفيع حيث ان امته اصطفاها الله تعالى من عباده حتى الظالم لنفسه منها فكيف شرف وعظمة رسولها. حضرة بهاء الله ربنا لا نحصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك.

الكوثر

واما الكوثر فهو امر معنوي وليس بشيء محسوس. جاء في البخاري في تفسير الكوثر عن ابن عباس "ر ض" انه قال في الكوثر هو الخير الذي اعطاه الله اياه وقال العلامة العيني في شرحه على البخاري في تفسير سورة الكوثر ايضاً (الكوثر على وزن فوعل من الكثرة، والعرب تسمي كل شيء كثير العدد او في القدر والخطر كوثراً واختلف فيه، والجمهور على أنه الحوض) الى ان قال ( وعن عكرمة- الكوثر، النبوة والقرآن والاسلام) وعن مجاهد ( الخير كله) وقيل نور في قلبه صلى الله عليه وسلم دله على الحق وقطعه عما سواه. وقيل الشفاعة واورد اقوالا اخرى لا حاجه لذكرها .أ.هـ.

واكثر ماذكر هي امور معنوية. فقول عكرمة"ر ض" يدلك على ان الكوثر شيء شبه بالحوض ينهل منه المعارف والفضائل، فكما ان الكوثر كان في زمن الامة المحمدية القرآن والنبوة والاسلام وكانت منهلاً للمعارف والفضائل ففي هذه الامة كتب حضرة بهاء الله وتعاليمه هي الكوثر.

 

الجنة والنار

اما الجنة والنار ففي هذا العالم جنان ونيران كما ان فيما بعد مفارقة الارواح أبدانها جناناً ونيراناً ولكل منها مقام وحال. فمن فاز برضاء الله في هذا الدار يفوز برضاء الله في تلك الدار وينال اجر اعماله التي عملها في هذه الدار وهناك جنات لا عداد لها ولا نعيم لا يعادله شيء ومراتب لا تحصى ومن لم يفز برضاء الله في هذه الدار فهو في النار ههنا وينال جزاء اعماله في نلك الدار. وقد مر هذا مفصلا في بحث القيامة الصغرى وبحثنا الان متعلق بجنان ونيران القيامة الكبرى فالجنة هنا كما تقدم هي رضاء الله تعالى فمن آمن برسول الوقت وعمل بما امره به اجتاز الصراط وفاز برضاء الله وصار من اهل الجنة ومن اعرض عن الاجابة فهو من اهل النار. وقد اشار سبحانه وتعالى الى هذا بقوله( ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا تكلف نفساً الا وسعها اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الانهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون) الاعراف آية40-43 فترى ان سبحانه وتعالى اخبر في هذه الآيات ان من لا يؤمن فجهنم فراشه ومهاده ومن فوقه غواش العذاب.

وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فاولئك هم اصحاب الجنة فالناس في هذا العالم اما مؤمن برسول الوقت واما كافر به فالمؤمنون به فهم غي جنة الرضاء واما الكافرون به فهم في نار الاعراض. اما الدليل على ان هذه الجنة وهذه النار هما في هذا العالم فصريح الآيات تدل عليه فقوله تعالى:

(ولهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) يدلك على انهم الان في مهاد جهنم ومن فوقهم غواش من العذاب وقوله تعالى (وان جهنم لمحيطة بالكافرين) اي انها الان محيطة بهم وقوله جل من قائل( انا اعتدنا للظالمين ناراً احاط بهم سرادقها) الكهف آية29 اي بالفعل قد احاط سرادقها الآن بهم.

قال العلامة النيسابوري في تفسير قوله تعالى (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور) بعد ان فسر الظلمات بالكفر والضلال وفسر النور بالهدى والايمان قال ومثله قوله ( وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها) ومعلوم انهم ما كانوا قط في النار ولكن كانوا في كفرهم وضلالهم ويروي انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم انساناً قال اشهد ان لا اله الا الله قال على الفطرة فلما قال واشهد ان محمداً رسول الله قال خرج من النار.أ.هـ.

وتفسيره النار بالكفر والضلال الذي هو الاعراض عن كلمة الله يدلك على ان الجنة ايضا هي الهداية والايمان الذي هو رضاء الله تعالى فأهل الكفر هم في النار لا يخرجهم منها الا الايمان والمؤمنون برسول الوقت والداخلون في طاعته وامره هم في الجنة في هذا العالم لقوله تعالى(ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون) فقوله تعالى (تلكم) هي اشارة عن الاستجابة للرسول والعمل بامره الدال عليه قوله تعالى "ونزعنا ما في صدورهم من غل" وهذا لا يكون الا في هذا العالم . والغل انما يحصل من التخالف في المصالح ولا شيء من ذلك بعد الموت فهذه هي الجنة التي ورثوها من الامة التي كانت قبلهم ذلك ان الامة التي كانت قبل مجيء رسول الوقت كانت في جنتها مؤمنة بالله عاملة بما امرت به فلما جاء الرسول المتأخر كذبته وكفرت به خرجت من الجنة ودخلت النار ومن استجاب له ورثوا تلك الجنة وصاروا اصحابها لفوزهم برضائه تعالى الذي هو الجنة العليا ولا يحصل رضاؤه تعالى الا بالايمان برسول الوقت والرسل المتقدمة عليه تفصيلاً فيمن عرفوا واجمالاً فيمن لم يعرفوا والدخول في طاعته.

فكون الجنة موروثة يدلك على انه واقع في هذا العالم لان الجنة التي فيما بعد الموت ليس فيها وارث ولا موروث لانها لم تكن لاحد من قبل حتى يرثها الآخرون وقوله تعالى ( بما كنتم تعملون) اي بسبب اعمالكم من الاجتهاد في تحري الحقيقة فوجدتم الحق واتبعتموه فهذا الايمان اورثكم الجنة هذه.

عمار – هذا واضح ولكن ما المراد من الجنة الواردة في هذه الآية المارة في قوله تعالى ( لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة) هل هذه الجنة هي الجنة التي تكون بعد الممات وما معنى (لقد جاءت رسل ربنا بالحق) :

زيد – المراد من هذه الجنة جنة الرضاء الموروثة الآنفة الذكر ومن السماء ههنا الدين والمراد من الابواب الوسائط التي يدرك بها احقية هذا الدين وهي الدلائل والبراهين الموصلة للمطلوب فالمستكبر على آيات الله لا يصغي لحجة ولا يستمع لبرهان ويمنعه عن ذلك استكباره من سماع آيات الله ومن لا يسمع الدليل فكيف يصدق والايمان انما هو التصديق بالجنان والعمل بالاركان.

فلذا كان المتكبر على آيات الله لا يلج سماء الدين فلا يدخل الجنة بل من المحال منه ان يؤمن كما انه محال ان يدخل الجمل في سم الخياط أي في خرم الأبرة. اما قوله تعالى (لقد جاءت رسل ربنا بالحق) يريدون بهذا ان ما جاءت به الرسل في كتبها من الوعد بمجيء حضرة بهاء الله ان وعدها كان حقاً لتحققه ووقوعه الآن عياناً حيث جاء حضرة الموعود به وتم ما وعدت به الرسل وجاءت به كتبهم أرأيت كيف تطابق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به بهاء الله فالاصول في الاديان كلها واحد لا تختلف ولا تتغير.  

 

الحق من المعتقدات ما حكم به الرسول المتأخر

عمار – لكننا نرى الامم كلها متخالفة في اديانها متشاكسة وحتى نحن المسلمين قد تفرقنا في ديننا فكل فرقة منا ترى اختها على الباطل فانتم وان وافقتم بعض الفرق منا فقد خالفتم الفرق الاخرى وهكذا سائر الملل فان وافقتم بعض اقوالهم فقد خالفتموهم في الاخرى.

زيد – ما وافق من اقوال علمائكم او اقوال علماء الملل الاخرى قولنا فهو الحق وما خالف فهو الباطل.

عمار – كيف هذا وما وجهته ؟

زيد – اما سمعت قوله تعالى ( ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد) الحج آية17 وقوله( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) البقرة آية113 فاختلاف هؤلاء لم يكن الا في المعتقدات والله سبحانه وتعالى يفصل بينهم فيقرر المعتقدات الحقة منها فما وافقها من المعتقدات السابقةفهو الحق وما خالف فهو الباطل وانما يراد بهذا التقرير اليوم ما قرره الله جل شأنه على لسان رسوله ومظهره الاعظم حضرة بهاء الله وهذا التقرير يكون في كل ظهور. انظر لقوله تعالى( تالله لقد ارسلنا الى امم من قبلك فزين لهم الشيطان اعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب اليم. وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) النحل آية 63و64

وهذا خطاب الى محمد صلى الله عليه وسلم فاخبره جل جلاله انما انزل الكتاب عليه ليبين لتلك الامم ما اختلفوا فيه. والاديان كلها سواء. فما طابق منها حكم الله فهو الحق . وما خالف فهو الباطل والآيات في هذا الشأن كثيرة قال تعالى( قل اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون). الزمر آية46

فلهذا صار يوم القيامة يوم الفصل، لانه يفصل بين الناس في عقائدهم فيبين الحق من الباطل منها ويشرع فيه الشرائع فيقيم فيها العدل.

عمار- صدقت وهذا حق لا ريب فيه ( ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين) الانعام آية57 فالحق أحق ان يتبع والصدق أولى ان يصدق فحضرة بهاء الله جاءنا بالصدق الذي لا مرية فيه والحق الذي لا شك معه ليس مع هذه الادلة من شك ولا مع هذه البراهين من تردد فاني أعلن ايماني به وتصديقي له فالحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين فقام اليه الرجال المؤمنون وهنؤه والحمد لله رب العالمين

 

واما ما سألت عن الروح وبقائه بعد صعوده .

 فاعلم انه يصعد حين ارتقائه الى ان يحضر بين يدي الله في هيكل لا تغيره القرون والاعصار ولا حوادث العالم وما يظهر فيه ويكون باقيا بدوام ملكوت الله وسلطانه وجبروته واقتداره . ومنه تظهر اثار الله وصفاته وعناية الله والطافه . ان القلم لا يقدر ان يتحرك على ذكر هذا المقام وعلوه وسموه على ما هو عليه وتدخله يد الفضل الى مقام لا يعرف بالبيان ولا يذكر بما في الامكان طوبى لروح خرج من البدن مقدسا عن شبهات الامم . انه يتحرك في هواء ارادة ربه ويدخل في الجنة العليا وتطوفه طلعات الفردوس الاعلى ويعاشر انبياء الله واولياءه ويتكلم معهم ويقص عليهم ما ورد عليه في سبيل الله رب العالمين لو يطلع احد على ما قدر له في عوالم الله رب العرش والثرى ليشتعل في الحين شوقا لذاك المقام الامنع الارفع الاقدس الابهى .

واما ماسئلت عن المبدأ والمعاد والحشر والنشر والصراط والجنة والنار

 كلها حق لا ريب فيها وان الموقن البصير ليشاهد هذه المراتب والمقامات جميعها بعين الباطن والظاهر وفي كل حين اذ انه لم يكن محروما من امر أي حين من الاحيان ولن يكون ممنوعا من الفضل. وان تطير في سموات الفضل الالهي لتشاهد في كل آن الامور المحدثة في كل حين وفي كل شيء سواء أكانت من قبل او من بعد وترى كل ما يظهر ويحدث في كل شيء ولن يكون كذلك – ولكن – المعاني الآلهية من الحشر والنشر والجنة والنار وامثال هذه الاذكار المذكورة في الالواح الالهية فهي مختصة بحين الظهور لا حظوا مثلاً ان لسان الله في حين الظهور يتكلم بكلمة فتظهر وتتجلى من هذه الكلمة الخارجة من فمه الجنة والنار والصراط وكل ما أنت سئلت وما لا سئلت فكل نفس أيقنت اجتازت الصراط وفازت بجنة الرضاء وهكذا حشرت في زمرة المقربين والمصطفين وذكرت لدى الله من أهل الجنة والعليين والاثبات. وكل نفس أعرضت عن كلمة الله فهي في النار ومن أهل النفي والسجين وحشرت في ظل المشركين.

هذه ظهورات هذه المقامات التي تظهر حين الظهور بكلمة. ولكن النفوس التي وفقت لرضاء الله وامره تفوز بأجر اعمالها في الدار الاخرى بعد خروج الارواح من الاجساد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اذ ان ما هو مشهود في الدنيا ليس فيه استعداد ازيد من هذا فيها رغم ان كافة العوالم الآلهية كانت ولا تزال طائفة حول هذا العالم ولكن لكل نفس أمر مقدر ومقرر في كل عالم من هذه العوالم . ولا تظن كذلك ان ما ذكر في كتاب الله لغو فتعالى عن ذلك قسما بشمس افق المعاني ان للحق جنات لا عدل لها كذلك كان وكذلك سوف يكون – ولكن في الحياة الاولى المقصود من الجنة هو رضاؤه والدخول في أمره فبعد ارتقاء المؤمنين من هذه الدنيا يردون جنات لا عدل لها ويتنعمون بنعم لا تحصى – وتلك الجنان انما هي ثمرات الافعال التي كانوا يعملون بها في الدنيا. أفلا لاحظت ان عبداً من عبيده لو يخدم نفساً أخرى ويتحمل لأجلها المشقة فانه يأخذ منها أجر وثواب ما عمل فكيف يصح اذن الكريم على الاطلاق يأمر العباد بأوامره وبعد ذلك يحرم عباده من بديع رحمته .

فسبحانه سبحانه عن ذلك فتعالى تعالى عما يظنون العباد في حقه وصفوة القول ان جميع هذه المراتب مشهودة اليوم اذن سعداً لنفس فازت بالجنة الابهى التي كانت ولا تزال أعلى الجنان فلو وجدت آذان مطهرة ونفوس بالغة لذكر في كل آن من بدايع الفضل الآلهي كيما يفرغ الجميع من كل ما أدركوا وعرفوا وشاهدوا ويطهروا عن كل ذلك ويتوجهوا الى المنظر الاكبر ولكن ما الفائدة اذ انه رغم تربية نقطة البيان روح ما سواه فداه فؤلاء العباد لم يرقوا من مقام العلقة الى مقام المضغة فكيف بمقام اكتساء اللحم ومن دون ذلك المقامات التي لم تذكر ابداً.

فوا حسرة على هؤلاء الذين غيروا نعمة الله على انفسهم وبوجودهم منعت سماء المعاني عن ظهوراتها وشؤوناتها كذلك فاشهد شأن هذا الخلق وكن من الشاهدين.

المقصود ان الجنة والنار في الحياة الظاهر كانتا ولا تزالا الاقبال والاعراض، وبعد صعود الارواح ترد جنات لا عدل لها وهكذا ناراً لا شبه لها مما هي ثمرات اعمال المقبل والمعرض ولكن لم تدرك نفس غير الحق هذه المقامات ولن تدركها فقد خلق للمؤمن مقامات هي فوق ما سمع من بدايع النعم الآلهية المقدرة في جنات العز الصمداني وهكذا قدر للمعرض من العذاب الدائم غير الفاني الذي لم يسمع بمثله من قبل. واذن نشهد بان الصراط قد رفع بالحق وان الميزان قد نصب بالعدل وان الظهورات حشرت والبروزات برزت والناقور نقر والصور نفخ والنار اشتعلت والجنة أزلفت والمنادي قد نادى والسموات قد طويت والارض انبسطت ونسمة الله قد هبت وروح الله ارسلت والحوريات استزينت والغلمان استجملت والقصور حققت والغرف رصعت واهل القبور قد بعثت والاعالى سفلت والاداني رفعت والشمس اظلمت والقمر خسف والنجوم سقطت والمياه سيلت والقطوف زينت والفواكه جنيت والآيات نزلت واعمال المعرضين قد محيت وافعال المقبلين قد ثبتت واللوح المحفوظ قد ظهر بالحق ولوح المسطور قد نطق بالفعل ومقصود الابداع ثم محبوب الاختراع ثم معبود من في الارض والسماء قد ظهر عل هيكل الغلام اذ ينطق السن كل شيء بان تبارك الله أبدع المبدعين.


راندا شوقى الحمامصى - بهاءالله في القرآن (25) -الإمام الذي كان كريماً وأثيماً وعزيزاً

راندا شوقى الحمامصى - بهاءالله في القرآن (25) -الإمام الذي كان كريماً وأثيماً وعزيزاً: راندا شوقى الحمامصى - بهاءالله في القرآن (25) -الإمام الذي كان كريماً وأثيماً وعزيزاً

Tuesday, September 29, 2020

صدر لي الآن 29/9/2020 مقالي " الرّوح 2-10"

 

الرّوح 2-10 

http://www.elmaser.com/?p=60942&fbclid=IwAR37CVueq9uapVGOqj04hQH6LN2PY8uFNZzfccDClz8sZureGDHzpDp6jbI


Monday, July 27, 2020

تبيان وبرهان (21) – الميزان والحساب



تبيان وبرهان (21) – الميزان والحساب

الميزان
واما الميزان فيطلق على عدة معان فقد يراد به الشريعة التي يضعها الرسول لتوزن بها الحقوق لبن الناس ويجري به العدل بينهم . قال العلامة البيضاوي في تفسيره قوله تعالى( الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان) شورى آية17 . "والميزان هو الشرع الذي توزن به الحقوق ويسوى بين الناس او العدل بان انزل الامر به او آلة الوزن با اوحى باعدادها.أ.هـ." فترى العلامة البيضاوي فسر الميزان بالشرع وبالعدل والميزان المحسوس نظراً لاحتماله لكل واحد منها. وقال العلامة شيخ الاسلام شمس الدين المعروف بابن كمال باشا في الرسالة الرابعة والثلاثين ص381 التي هي في حقيقة الميزان من مجموع رسائله بعد ان ذكر ما هو المشهور بين الناس من الميزان"قال الضحاك والاعمش الوزن والميزان بمعنى العدل في القضاء وذكر الوزن ضرب مثل كما نقول هذا الكلام في وزن هذا وفي وزانه اي يعادله ويساويه. وان لم يكن هناك وزن. وقال الزجاج هذا شائع من جهة اللسان والاولى ان يتبع ما جاء في الاسانيد والصحاح من ذكر الميزان.
ولقد احسن القشيري حيث قال" لو حمل الميزان على هذا فليحمل الصراط على الدين الحق والجنة والنار على مايرد على الارواح دون الاجسام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)            ولقد علمت ان دين كل امة في زمانها ومدتها هو الاسلام فقد قال تعالى عن سحرة فرعون اذ قالوا ( ربنا افرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين) اعراف آية126 وقل جل من قائل ( وا اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد باننا مسلمون) مائدة آية111 فاليهود والنصارى وكل امة في زمان رسولها ومدته كانت مسلمة وقد مر بعض التفصيل من هذا البحث في صفحة 65 من هذا الجزء في هذه المحاورة وفي اوائل الجزء الاول منها مر مغصلاً. المؤلف

والشياطين والجن على الاخلاق المذمومة والملائكة على القوى المحمودة.أ.هـ." وقد يراد به القدر والمقام الحاصلان بسبب الايمان والعمل الصالح كما في قوله تعالى (فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون) مؤمنون آية102و103
فقوله تعالى ( فمن ثقلت موازينه) اي سما قدره وعلا مقامه بسبب ايمانه برسول الوقت فذكر سبحانه وتعالى نتيجة من نتائج الفعل واراد الفعل (ومن خفت موازينه)  وهو من لم يؤمن به وقال تعالى: اولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) الكهف آية105 .أي لم نجعل لهم قيمة ولا اعتباراً.
قال العلامة البيضاوي ( فمن ثقلت موازينه) موزونات عقائده واعماله اي ومن كانت له عقائد واعمال صالحة يكون لها وزن عند الله وقد اولئك هم المفلحون الفائزون بالنجاة والدرجات ومن خفت موازينه اي و من لم يكن له مايكون له وزن وهم الكفار فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً.أ.هـ. وقال تعالى (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون)الاعراف آية8-9 وهذا واضح لا يحتاج الى شرح وقد يراد به ما يقام به العدل مطلقاً قال العسقلاني في شرحه على البخاري عند قوله تعالى ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)الانبياء آية47
قد ذهب بعض السلف الى ان الميزان بمعنى العدل والقضاء واسند الطبري من طريق ابن جريح عن مجاهد(ونضع الموازين االقسط) قال انما هو مثل.أ.هـ. وهذا القول هو صحيح ومطابق للواقع ففي القرن الاول من ظهور حضرة بهاء الله انتشرت القوانين الوضعية لاجراء العدل بين الناس في كافة اقطار العالم وانحائه. وقد كانت الاحكام قبل ذلك تجري بالاجتهاد الشخصي والآية تدل ايضا على الموازين الحسية التي وضعت في هذا القرن من موازين الاثقال لاخف وزن لجزء من عشرة آلاف جزء من الغرام الى اثقل وزن كخمسمائة طن واوزان الرطوبة والحرارة والكثافة الى غير ذلك مما لا يعد ولا يحصى نوعاً او عداً وكلها قد طابقت ما جاء به القرآن الكريم ودل على ان هذا اليوم هو يوم القيامة .




الحساب
والمراد به المكافأة والمجازاة على الايمان برسول الوقت وعدمه التي هي نتائج الحساب. وليس هناك من سؤال ولا جواب. قال تعالى (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان) الرحمن آية 39 وقال تعالى( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) القصص آية78 أما قوله تعالى : ( وقفوهم انهم مسؤولون)الصافات آية24 فليس معناه السؤال والاستفهام بل معناه انهم مجازون كما يقول احدنا للآخر انك مسؤول عن هذه المسألة اي انك مجازى عن تقصيرك فيها . قال العلامة الرازي في تفسيره قوله تعالى (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) البقرة آية201 (اختلف الناس في معنى كون الله تعالى محاسباً لخلقه) وبعد ان ذكر القول المشهور قال ( ان المحاسبة عبارة عن المجازاة) قال تعالى ( وكأي من قرية عتت عن امر ربها ورسله فحاسبناها حساباً شديداً) ووجه المجاز فيه ان الحساب سبب للاخذ والاعطاء واطلاق اسم السبب على المسبب جائز فحسن اطلاق لفظ الحساب على المجازاة .أ.هـ.
فكل من استجاب لرسول الوقت عندما سمع نداءه عفي عن سيئاته وغفرت له جميع خطاياه وفاز بالحياة الايمانية الابدية ورحمة الله الشاملة. ومن سمع النداء ولم يستجب مني بالموت الايماني الدائم وناله ما يستحقه من العذاب وهذا هو الحساب.
عمار – اذا كان المجازاة هو الحساب فكل عمل صالح يتبعه ثوابه والطالح عقابه ما لم يعف عنه وهذا ما يقع دائما فلا يختص بيوم دون يوم فكيف الحساب يختص بيوم القيامة حتى سمي بيوم الحساب؟
زيد – ان من عمل عملاً ناله ثواب ذلك العمل او عقابه خاصة. اما الايمان برسول الوقت فيجبُّ نلقبله من الذنوب ويمحي اثره حتى يصبح الشخص خاليا من كل ذنب كيوم ولدته امه ومن كذب به يحبط عمله قال تعالى (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت اعمالهم هل يجزون الا ما كانوا يعملون) الاعراف آية146 ففي الايمان او الكفر يصفى حساب الشخص وهذا انما يكون في يوم القيامة. فلذا سمي يوم القيامة بيوم الحساب.
الكتب
اما الكتب فالمشهور بين الناس ان يوم القيامة تنشر كتب الاعمال ويعطى كل انسان كتابه مدرجاً فيه ما عمل من عمل صالح او طالح ويستدلون عليه بقوله تعالى ( وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ضل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى)اسراء آية13-15 والآية لا تدل على ذلك وانا يراد بهذه الكتب الكتب السماوية المنزلة وكتاباً ههنا للجنس ومعلوم ان لكل امة كتابها فللموسويين التوراة وللمسيحيين الانجيل وللزردشتين كتاب(زنداوستا) وهكذا سائر الامم. والامة متكونه من افرادها اذن لكل انسان كتاب.
عمار – كيف عرفنا ان المراد بهذا الكتاب ، الكتب السماوية المنزلة؟
زيد – عرفنا ذلك من نفس الآية لقوله تعالى(ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً) ولما علمنا ان القيامة هي قيام رسول على تنفيذ امره تعالى علمنا ان الكتب التي تكون اذ ذاك انما هي لاثبات تلك الدعوة وهي اما ان يكون الكتاب الذي ينزل على الرسول نفسه فيبرهن به على دعواه كما قال تعالى (وقالوا لولا انزل عليه آيات من ربه قل انما الآيات عند الله وانما أنا نذير مبين او لم يكفيهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم) العنكبوت آية50-51 او الكتب المنزلة سابقا فيستدل بها الرسول على صحة دعواه مما يعتقدونه ويؤمنون به كما قال تعالى ( وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه او لم تأتيهم بينة ما في الصحف الاولى) طه آية133 ولما كان هذا الكتاب يلقاه الانسان منشوراً عند قيام الرسول بالدعوة اذن يراد بهذا الكتاب، الكتب السماوية المنزلة سابقا ليمكن لكل انسان ان يتحرى الحقيقة مما يعتقد بصحته ويدين به اما قوله تعالى (يلقاه منشورا) ان الكتب السماوية عند سائر الامم لم تكن منشورة بين افرادها قبل حدوث المطابع بل كانت علماء كل امة محتفظة بكتابها وليس للعامة منه الا ما يختص بالصلاة والادعية فلما حدثت الطباعة ووعت الامم انتشرت الكتب بين افراد تلك الامم. فما قامت القيامة الا كانت تلك الكتب منتشرة بين الناس وامكن لكل انسان الحصول عليها وتحري الحقيقة منها قكان كل انسان هو مسؤول عن نفسه فلذا ترى سبحانه وتعالى يقول ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى) أي كفى بنفسك عليك محاسباً.
والمعنى أنك مسؤول أمام نفسك ومسؤوليتك ملقاة على عاتقك وهذه الكتب هي التي يقول سبحانه وتعالى عنها ( يوم ندعو كل اناس بامامهم) اسراء آية71 فالامام ههنا هو الكتاب . قال العلامة الراغب الاصفهاني في كتابه (مفردات القرآن) الامام المؤتم به انساناً كان يقتدى بقوله وفعله او كتاباً محقاً كان او مبطلاً وجمعه أئمة .أ.هـ.
قال القرطبي في تفسيره. قال ابن زيد بالكتاب المنزل عليهم أي يدعى كل انسان بكتابه الذي يتلوه فيدعى أهل التوراة بالتوراة وأهل القرآن بالقرآن.أ.هـ.
وقال ابن جرير في تفسيره هذه الآية عن ابن نجيح عن مجاهد بامامهم – بكتابهم – أ.هـ. يعني يدعى أهل كل كتاب الى هذا الدين المبين بواسطة ما في كتابهم من الادلة والبراهين الدالة على أحقيته. فيتبع من يتبع ويثابر على التكذيب من يثابر. والى هذا الكتاب يشير سبحانه وتعالى بقوله(وترى كل امة جاثية ، كل امة تدعى الى كتابها)الجاثية آية28 ذلك انه ما من رسول يأتي الا وتقاومه امة الدعوة . ولما كانت امة دعوة حضرة بهاء الله العالم أجمع لا جرم كانت المقاومة من كافة الامم فلذا ترى انه سبحانه وتعالى يقول ( وترى كل امة جاثية) اي مستوفزة على الركب للمقاومة والعداء لحضرة بهاء الله وامته . فالجواب عليه ان تدعى كل امة منهم الى كتابها الذي كانت تتعبد به وتعتقده لترى البينات والدلائل على صحة دعوى حضرة بهاء الله التي فيه وانهم ملزمون باطاعته والاذعان لامره وإلا حاق بهم الوعيد والعذاب الشديد ولذلك اعقبها سبحانه وتعالى بقوله( اليوم تجزون ما كنتم تعملون) جاثية آية28 فمن آمن واطاع فقد عمل صالحا ومن لم يؤمن وقاوم فقد عمل سيئا وكل مجزي بعمله.
ثم ان الناس في تحري الحق فرق ثلاث قال تعالى: (فاما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه اني ظننت اني ملاق حسابيه فهو في  عيشة راضية في جنة عالية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئاً بما اسلفتم في الايام الخالية واما من اوتي كتابه  بشماله فيقول ياليتني لم اوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه ياليتها كانت القاضية ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه انه كان لا يؤمن بالله العظيم. ولا يحض على طعام المسكين فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام الا من غسلين لا يأكله الا الخاطئون) الحاقة آية19-37.
فهاتان الفرقتان اهل اليمين ، واهل الشمال، كل منها مؤمن بكتابه، معتد به، غير ان الفرقة التي نؤتي كتابها بيمينها معتمدة على نفسها في درسه وتحري الحقيقة فيه قال تعالى(فمن اوتي كتابه بيمينه فاولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلا)اسراء آية71 أي الذين يأخذون كتابهم بيمينهم، أي بالقوة والجد فيدرسونه منقبين فيه عن الدلائل والبراهين الدالة على صحة دعوى هذا الرسول الكريم فلا شك ان الله سبحانه وتعالى ينير لهم الطريق ويهديهم السبيل السوي فيفتخرون بما وجدوه كما قال تعالى(اما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه اني ظننت اني ملاق حسابيه) يقول لمن يعترضه مستخفاً فعله هاؤم اقرأوا كتابي أي خذوا كتابي وفاقرأوه تجدوا فيه صحة عملي واحقية ايماني ومعتقدي اني ظننت اني ملاق حسابي منكم اي علمت انكم ستحاسبونني على ايماني بحضرة بهاء الله وتصديقي لدعواه مستسخفين عملي هذا ظانين ان لا دليل لي على ما فعلت فهاؤم كتابي فاقرأوه تجدونني على الحق في اعتقادي هذا.
ومن اجل ذلك(فهو في عيشة راضية في جنة عالية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئاً بما اسلفتم في الايام الخالية). واما الفرقة الثانية التي اوتيت كتابها بشمالها فيقول سبحانه وتعالى عنها ( اما من اوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم اوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه) وهذا الذي اوتي كتابه بشماله فهو من يعتمد على تفسير كتابه ومعرفة ما فيه على الآخرين . فيقول عندما يدعى للايمان او البحث في احقية دين حضرة بهاء الله ولم يجد في كتابه ما يدعم ما سمعه من الناس من ان دينه أبدي لا ينسخ (ياليتني لم اوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه) أي ولم اعرف الذي سأحاسب عليه اي انه يعتقد انه واجب عليه مقاومة هذا الرسول لحراسة دينه ولما لم يجد ما يؤيد دعواه ويتضايق أشد المضايقة يقول( ياليتها كانت القاضية) اي يا ليتني مت قبل هذا ( ما أغنى عني ماليه ) في ايجاد الداعم لدعواي واقامة حجتي (بل هلك عني سلطانيه ) . قال العلامة ابن جرير في تفسيره:
يقول ( ذهبت عني حججي وضلت فلا حجة لي احج بها) . وروى في تفسيره كذلك عن ابن عباس يقول( ضلت عني كل بينة فلم تغن عني شيئاً) وهذا واضح في تأييد ما قلناه فيكون مصيره كما قال تعالى (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه انه كان لا يؤمن بالله العظيم) هذه الآية تدلك على ان عدم الايمان برسول الوقت لا يعتبر معه الايمان بالله بل يعد غير مؤمن به تعالى لقوله جل من قائل (ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقاً)النساء آية150-151
قال العلامة القرطبي في تفسير قوله تعالى في هذه الآية (اولئك هم الكافرون حقاً) تأكيد يزيل التوهم في ايمانهم حين وصفهم بانهم يقولون نؤمن ببعض وان ذلك لا ينفعهم اذ كفروا برسوله واذا كفروا برسوله فقد كفروا به عز وجل وكفروا بكل رسول مبشر بذلك الرسول فلذلك صاروا الكافرين حقاً أ.هـ.
والقسم الثالث من جعل كتابه وراء ظهره ولم يعمل به ولم يعتد بما فيه قال تعالى (واما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبوراً ويصلى سعيراً انه كان في اهله مسروراً) الانشقاق آية10-13 وهذا حال مكذبي الرسل في كل زمان ومكان. وقد حكى سبحانه وتعالى عن اليهود في زمن محمد صلى الله عليه وسلم فقال ( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون) البقرة آية101 وقوله (فسوف يدعو ثبوراً) أي هذا الذي اوتي كتابه وراء ظهره يدعو جماعته ومن على شاكلته فيقول لهم ثبوراً، أي ثابروا على ما انتم عليه والزموا دينكم ولا تطيعوا احداً. وعمله وهذا سيصليه سعيراً. ولذا سبحانه وتعالى يقول بعد ان قال : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ضل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى) اسراء آية14و15


صدر لي اليوم 27/7/2020 مقالي "الجامعة المتحدة للعالم الإنساني1-2"

 1-2الجامعة المتحدة للعالم الإنساني

Sunday, July 19, 2020

صدر لي أمس 18/7/2020 مقالي "الجزاء والعقاب المقدّر لأولئك الذين يقبلون أو يرفضون مجيء الرسل "



الجزاء والعقاب المقدّر لأولئك الذين يقبلون أو يرفضون مجيء الرسل

 

http://www.alnoor.se/article.asp?id=367722


Saturday, June 27, 2020

صدر لي اليوم 27/6/2020 مقالي "هل انقطع الوحي أم رسالات الله مستمرة إلى الأبد؟"




هل انقطع الوحي أم رسالات الله مستمرة إلى الأبد؟

http://www.alnoor.se/article.asp?id=367075

 

Friday, February 7, 2020

تبيان وبرهان (20)



تبيان وبرهان  (20)

زيد – ان الحشر والنشر والصراط والميزان وامثالها من الامور التي تقع في القيامة اعني بيوم ظهور المظهر اي بيوم مجيء الرسول فكلمة الله اذا خرجت من فم المظهر تجلت فيها الجنة والنار والصراط والميزان وامثالها ذلك ان اي نفس ايقنت بذلك الظهور اجتازت الصراط وفازت بالرضا وحشرت في زمرة المقربين وثقل ميزانها وصارت من اهل الجنة واي نفس اعرضت عن كلمة الله هوت في النار وخف ميزانها وحشرت مع المشركين والكفرة الفجار.
عمار – ألهذا الاجمال من تفصيل ؟
زيد – اليك تفصيل هذه الامور واحدة بعد واحدة:

بحث الحشر
اما الحشر فمعناه الجمع وهو على انواع وعدة حالات فاذا قام الرسول بالدعوة وتعتي به هنا حضرة بهاء الله فالمستجيبون له يحشرون تحت لوائه وعلى ملته ويكونون امة له فلذلك قال محمد صلى الله عليه وسلم "انا الحاشر" لان الذين استجابوا له حشروا على قدمه وملته وصاروا له امة كما روى العلامة ابن الاثير في النهاية عند اكلمه على لفظة الحشر وفي اسماء النبي صلى الله عليه وسلم قال " ان لي اسماء منها وانا الحاشر" اي الذي يحشر الناس خلفه وعلى ملته . انتهى".
والذين لم يستجيبوا له حشروا في مهاوي الاوهام والضلالات كافة واندمجوا في الامم المكذبة السابقة قال تعالى(هذا يوم الفصل جمعناكم والاولين) المرسلات آية38. اي هذا يوم القيامة جمعناكم والاولين اي حشرناكم مع المكذبين الاولين الذين كذبوا رسلهم وصرتم معهم امة واحدة.
ومنها الحشر الى الشام قال العلامة البغوي في تفسير قوله تعالى( لاول الحشر) قال ابن عباس من شك ان الحشر بالشام فليقرأ هذه الآية فكان هذا اول حشر الى الشام قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اخرجوا قالوا الى اين قال الى ارض المحشر ثم يحشر الخلق يوم القيامة الى الشام . انتهى.
فهذا اول حشر وقع لليهود الى الشام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم اما حشر الخلق الى الشام يراد حشر المؤمنين اليها كما جاء في البخاري في باب الحشر في كيفية ذهاب الناس الى ارض المحشر وهو يدل بصراحة على ان الحشر يكون في هذا العالم واليك الحديث بعد حذف السند قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين و راهبين واثنان على بعير ثلاثة على بعير اربعة على بعير عشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث اصبحوا وتمسي معهم حيث امسوا).
اختلف شراح هذا الحديث في ان الحشر هل هو واقع قبل قيام الساعة او عند قيام الساعة واليك ملخص ادلتهم كما ذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه هذا الحديث قال :
"قال الخطابي هذا الحشر يكون قبل قيام الساعة تحشر الناس احياء الى الشام".
واما الحشر من القبور الى الموقف فهو على خلاف هذه الصورة من الركوب على الابل والتعاقب عليها وانما هو على ما ورد في حديث ابن عباس في الباب حفاة عراة مشاة.
ومال الحليمي الى ان هذا الحشر يكون عند الخروج من القبور وجزم به الغزالي.
وقال الاسماعيلي ظاهر حديث ابي هريرة يخالف حديث ابن عباس المذكور بعد انهم يحشرون حفاة عراة مشاة قال ويجمع بينهما بان الحشر يعبر به عن النشر لاتصاله به وهو اخراج الخلق من القبور حفاة عراة فيساقون ويجمعون الى الموقف للحساب فحينئذ يحشر المتقون ركباناً على الابل وصوب عياض ما ذهب اليه الخطابي وقواه بحديث حذيفة ابن اسيد ويقول في آخر حديث الباب تقيل معهم وتبيت وتصبح وتمسي فان هذه الاوصاف مختصة بالدنيا.
وقال بعض شراح المصابيح حمله على الحشر من القبور اقوى من اوجه : احدها ان الحشر اذا اطلق في عرف الشرع انما يراد به الحشر من القبور مالم يخصه دليل ثم استمر على ايراد الادلة الى ان قال رابعها ان الحديث يفسر بعضه بعضا وقد وقع في الحسان من حديث ابي هريرة واخرجه البيهقي من وجه آخر عن علي بن زيد عن اوس بن ابي اوس عن ابي هريرة بلفظ ثلاثاً على الدواب وثلاثاً ينسلون على اقدامهم وثلاثاً على وجوههم قال ونرى ان هذا التقسيم الذي وقع في هذا الحديث نظير التقسيم الذي وقع في تفسير الواقعة في قوله ( وكنتم ازواجا ثلاثة) الآيات وتعقبه الطبي ورجح ما ذهب اليه الخطابي.أ.هـ.
وهكذا كان الاختلاف الذي وقع بين العلماء والحق ان لا اختلاف بينهم اذ ان الحشر واقع في القيامة الكبرى وهي كائنة في هذا العالم ولكن لما كان المشهور بين الناس ان القيامة كائنة في عالم ما بعد الموت والحديث لا ينطبق على ماهو المشهور فحصل ما حصل من الاختلاف وأدلة كل من الطرفين قوية وجلية فاذا طبقناها على القيامة الحقيقية التي هي قيام مظهر الله على امره وهو الآن حضرة الجمال المبارك بهاء الله لم يبق ثمة إختلاف وتتظافر تلك الادلة على ما هو الحق والواقع. وحشر المؤمنين الى الشام انما هو ذهاب المؤمنين الى عكاء حيث مسكن بهاء الله العظيم وهذا قد وقع بالفعل وذهبوا اليه راغبين وراهبين وسوقاً من نار الفتنة التي اشعلها عليهم أهل ايران فنهبوا بيوتهم وقتلوا الاطفال والرجال.
واما نشرهم فهو رجوعهم الى بلادهم اهليهم ويدلك على هذا ما جاء في شرح العسقلاني على البخاري في باب الحشر قال وفي حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم رفعه " تبعث نار على اهل المشرق فتحشرهم الى المغرب تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ويكون لها ما سقط منهم وتخلف تسوقهم سوق الجمل الكسير" الجزء11ص317 في باب الحشر.
والمراد من النار هذه نار الفتنة وسوقهم من المشرق الى المغرب هو سوقهم من ايران الى الشام فايران واقعة شرقي الشام اما قوله تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ذلك ان هؤلاء المؤمنين اينما ذهبوا وفي اي جهة حلوا يكونون مع المخالفين لهم في معتقدهم المنكرين عليهم فؤلاء المخالفون يفتنون المؤمنين ويبكتونهم ويستهزئون بهم فهم مع الفتنة حيثما حلوا ورحلوا ولربما سقط احدهم في الفتنة وتخلف عن اصحابه أي ارتد عما هو عليه من الحق والعياذ بالله وتسوقهم سوق الجمل الكسير اي تجبرهم على الذهاب الى محل الحشر مع زيادة التكلف كما يتكلف الجمل الكسير المشب.
عمار – جاء في البخاري من حديث ابن عباس انكم ملاقو الله حفاة عراة غرلا فكيف يكون هذا اللقاء.
زيد – اي انكم اذا حشرتم الى ربكم مؤمنين تحشرون خالين من الذنوب كيوم ولدتكم امهاتكم كما ان الولد حين يولد يولد حافياً هارياً غراً وهذا جاء في الجامع الصغير للسيوطي رقم 1297 في ما رواه مسلم عن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله قال الامام النووي في شرح هذا الحديث اي يسقط ويمحو اثره.أ.هـ. والمعنى ان الايمان والانقياد الى دين الوقت لا يبقى معه من الذنوب الماضية من قبله شيء.
عمار – ان هناك آية يشكل فهمها وهي قوله تعالى ( ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله) الفرقان آية7 فكيف هذا الحشر يكون في هذا العالم وما معنى اليوم؟
زيد – المراد مما يعبدون علماؤهم الذين يضلونهم عن الصراط السوي ألم تر لقوله تعالى (إتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباباً من دون الله ) التوبة آية 31 جاء في تفسير سعيد بن منصور كما نقله عنه العلامة الشاطبي في كتابه الاعتصام قيل لحذيفة أرأيت قول الله ( اتخذوا احبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) قال اما انهم لم يصلوا لهم ولكنهم ما احلوا لهم من حرام استحلوه وما حرموا عليهم من حلال حرموه فتلك ربوبيتهم.أ.هـ. ص268 من الجزء الثالث من الاعتصام.
ومعنى حشرهم جمع العابد والمعبود في زمرة واحدة وهي زمرة اهل الكفر والضلال وينال كل من المعبودين والعابدين ما يستحقونه من العذاب.
عمار – فقوله وما يعبدون تقول النحاة ما تستعمل لغير العاقل ومن للعاقل فكيف تفسر على علمائهم فانما ههنا قد يراد بها الاصنام.
زيد – اجاب العلامة البيضاوي عليه الرحمة عن هذا الاعتراض في تفسيره هذه الآية قال" وما يعبدون من دون الله يعم كل معبود سواه تعالى وإستعمال ما أما لأن وضعه أعم ولذلك يطلق على كل شبح يرى ولا يعرف او لانه أريد به الوصف كأنه قيل ومعبودهم أو لتغليب الاصنام تحقيرا او اعتباراً لغلبة عبادها .أ,هـ.
اما معنى اليوم يطلق على مدة من الزمن قصرت ام طالت قال العلامة الشوكاني في تفسيره قوله تعالى (ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة) ليس المراد بمسمى اليوم هو مدة النهار بين ليلتين والعرب تعبر عن المدة باليوم كما قال الشاعر:
يومان يوم مقامات وأندية         ويوم سير الى الاعداء تأديب
فان الشاعر لم يرد يومين مخصوصين وانما ارادا زماناً ينقسم شطرين فعبر عن كل واحد منها بيوم انتهى: وقال تعالى (تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) المعارج آية4 فكل من ولد في هذا اليوم ومات فيه طيلة هذه السنين الكثيرة فقد ولدوا وماتوا في يوم واحد. فكانوا مجموعين في ذلك اليوم وذلك الميقات اما هنا اي (في قوله تعالى ويوم يحشرهم وما يعبدون الآية) فالمراد بهذا اليوم هو يوم حضرة بهاء الله العظيم.  


بحث الصراط
اما الصراط  او جسر جهنم كما جاء في الحديث الآتي : والمراد به ما يوصل الى الايمان برسول الوقت فمن الناس من يؤمن بالرسول بمجرد السماع فتحصل عنده قناعة كافية واعتقاد جازم ومنهم من يتمهل قليلاً في البحث ومنهم من يطيل البحث والتنقيب عن الادلة والبراهين ومنهم ومنهم ... فمن آمن وصدق فقد جاز الصراط.
روى مسلم في صحيحه من حديث سويد بن سعيد بسنده عن ابي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل في باب الصراط قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله وما الجسر قال دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلَّم ومخدوش مرسل وكدوس في نار جهنم حتى اذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من احد منكم بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لاخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم اخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقاً كثيراً قد أخذت النار الى نصف ساقية والى ركبتيه ثم يقولون ربنا ما بقى فيها احد ممن امرتنا به فيقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فاخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ثم يقولون ربنا لم نذر فيها احداً ممن امرتنا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فاخرجوه فيخرجون خلقاً ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن امرتنا أحداً ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فاخرجوه فيخرجون خلقاً كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيراً) وكان ابو سعيد الخدري يقول ان لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرأوا ان شئتم : (ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه اجراً عظيماً) النساء آية40 فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمماً فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون الى الحجر او الى الشجر ما يكون الى الشمس اصيفر واخيضر وما يكون منها الى الظل يكون ابيض فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين ادخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحداً من العالمين فيقال لكم عندي أفضل من هذا فيقولون ياربنا أي شيء أفضل من هذا فيقول رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبداً. )
فقوله يضرب الجسر على جهنم في حديث قبل هذا الحديث(ويضرب الصراط بين ظهري جهنم) شبه عبور الناس من الدين الذي كانوا فيه الى دين صاحب الوقت بالعبور على جسر وذلك الجسر مضروب على جهنم فمن آمن وقبل الدعوة عبر ذلك الجسر ونجا من العذاب وسبه مبلغي الدعوة بالشفعاء ولما كانت الدلائل والبراهين التي يأتي بها الشفعاء ان لم يكن معها توفيق من الله تعالى لا تكفي لايصال الناس الى محل النجاة كان الشفعاء يقولون اللهم سلم سلم ولما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم ما الجسر قال دحض مزلة – الدحض والمزلة بمعنى واحد اي مزلقة لان الحجج قد لا تؤثر على الشخص او لايوجد منه اكتراث واهتمام في تلقي تلك الحجج والبراهين فلا يؤمن فيهوى في جهنم أما الخطاطيف والكلاليب فهي ما يجذب بها غير المؤمنين المؤمنين عن ايمانهم ويبعدونهم عنه بأساليب كالتشكيك والشبه . وأما الحسك وشوك السعدان فالمراد به ما يصيب المؤمنين من غير المؤمنين من أذى ونهب اموال واهانه وغيرها . ثم اخذ صلى الله عليه وسلم في تمثيل الاستجابة لذلك الرسول بالسرعة والابطاء قال يمر المؤمنين كطرف العين وكالبرق ةكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب) ذلك ان منهم من هو المصدق بمجرد السماع فيكون مروره كطرف العين ومنهم المتريث قليلاً ومنهم المبطئ في الاجابة. ثم ان هؤلاء المارين على الجسر ثلاثى أقسام ( ناج مسلَّم) لم يصبه شيء وآخر (مخدوش مرسل) وهو من تعرضت له بعض الشكوك ثم زالت ( ومكدوس في نار جهنم) وهو الذي لم يستجب للدعوة هوى في نار جهنم . والتكديس جعل شيء فوق شيء آخر ويدل على كثرة من يقع في النار بعضهم فوق بعض (حتى اذا خلص المؤمنون من النار) اي خلص من خلص من الناس بايمانهم ( فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لاخوانهم الذين في النار) اي ما منكم من أحد يناشد الله تعالى في الدنيا في استقصاء حقه وتحصيله ممن اعتدى عليه باشد من مناشدة المؤمنين لله تعالى. في الشفاعة لاخوانهم يوم القيامة. فيناشدون مظهر الربوبية وخليفته في الارضه يطلبون منه الاذن بدعوة اخوانهم الذين كانوا يصومون معهم وسصلون ، ويحجون في دينهم الاول قبل ظهور الدعوة التالية فيؤذن لهم بذلك فيخرجون خلقاً كثيراً قد اخذ الكفر والضلال بعضهم الى نصف ساقية وآخرون الى ركبتيه وانما هؤلاء اختاروا أهل الصلاح من بين الناس لقوله عليه الصلاة والسلام (تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا وتجدون من خيار الناس في هذا الامر اكرههم له قبل ان يقع فيه. وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجهه وهؤلاء بوجه) (ورواه مسلم في صحيحه في باب خيار الناس) فخيار الناس اسرع انقياداً الى الحق وانصياعاً الى الصدق. وهكذا يذهبون الى من دونهم في الصلاح فيخرجون خلقاً كثيراً ويتكرر الاذن في الشفاعة الى الأقل فالأقل في لصلاح (ثم يقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون ولم يبق الا ارحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمماً فيلقيهم في نهر في افواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل) (وهذا كناية عما يولي الله سبحانه وتعالى من رحمته بمحض فضله وكرمه من يشاء من عباده فيخرج من النار من قد كان غير صالح في الدين الاول كما اخرج الصالح فيلقيهم في نهر في افواه الجنة يعني يعتنقون مبادئ الايمان فلا زالوا يتدرجون في الاعمال الصالحة وتقوية الايمان شيئا بعد شيء حتى تتهذب صفاتهم كما قال عليه الصلاة والسلام (فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم فيعرفهم اهل الجنة) اشارة الى تبدل اعمالهم السيئة بالاعمال الحسنة والاخلاق العالية فادخلهم الله سبحانه وتعالى الدنة بدون عمل عملوه في دينهم السابق قبل ان تسد باب التوبة عند ظهور رسول الوقت. ثم يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم الى آخر الحديث اي بعد خروجهم من هذه الدار الى دار الجزاء بعد الموت الطبيعي يقول لهم ادخلوا الجنة قما رايتموه فهو لكم فيقولون ربنا عطيتنا مالم تعط احداً من العالمين فقال لهم عندي افضل من هذا فيقولون ربنا اي شيء افضل من هذا فيقول. رضاي فلا اسخط عليكم بعده ابداً. اما الحديث الذي اورده الامام مسلم بعد هذا الحديث وهو مارواه ابو سعيد من قوله : ( بلغني ان الجسر ادق من الشعرة وأحد من السيف) هذا بالنسبة الى غير الموفق للايمان اما الموفق فما افسح هذا الجسر له واسهله.
واما الصراط المستقيم فهو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وهو دين الله في كل زمان ومكان .
قال العلامة الثعالبي في تفسيره قوله تعالى (وهذا صراط ربك مستقيماً) الانعام آية126 هذا اشارة الى القرآن والشرع الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قاله ابن عباس .أ.هـ.
وروى العلامة الحافظ الشوكاني في تفسيره عن الامام احمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً وعلى جنبي الصراط سوران فيهما ابواب مفتحة وعلى الابواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط . فاذا اراد الانسان ان يفتح شيئاً من تلك الابواب قال ويحك لا تفتحه فانك ان تفتحه تلجه)
الصراط الاسلام والسوران حدود الله والابواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم(1) أ.هـ.

ونتابع في القادم وبحث الميزان والحساب........

Powered By Blogger