Monday, October 29, 2007

ليلة الليالى

ونواصل معكم وليلة القدر

لــيلة الليالي-ليلة القدر

" هذه ليله طلع صبح القدم عن أفق يومها واستضاء العالم من أنواره التي أشرقت من ذلك الأفق المنير " مقتطفات من الآثار المباركة حول البعثة
كانت ليلة 23 مايو 1844م 00 ليلــة الـميقات مع الـرب الجـليل "وجه الله الذي لا يموت ونوره الذى لا يفوت" (من الواح حضرة الباب ( قرن بديع ص14)
يطوف من حوله " قبيل من الملائكة المقربين"( من الواح حضرة الباب ( قرن بديع ص18
ليله " ارتفعت فيها نغمة الله المهيمن القيوم "و" فتح أبواب الفردوس وطلع غلام القدس" (– لوح غلام القدس ) ليله فاق جلالها كل جلال 00 بل لعلها من اخطر الليالي أثرا في تاريخ الدنيا بأسرها 00 باذخة في سنوحاتها 00 مغدقة في إلهاماتها لم يشهد العالم الانسانى مثيل لها ولا نظير خلال تاريخه الديني والروحي في شمول إمكانياتها وعظمة قواها الدافعة وضخامة آثارها ونتائجها 0
ليله حدد ميقاتها منذ الأول الذي لا أول له لتقيم حدا فاصلا سحريا بين عهود مغرقه في الزمن السحيق وتبشر بميلاد عالم جديد سوف يتسامق مع القرون القادمة لفترة مديدة 00 كثيرة هي الوعود والبشارات والإنذارات التي زخرت بها الكتب السماوية السابقة ونبه إليها وأفاضت في ذكرها الكتب المقدسة السابقة وبشر بها كل نبي ومجد وعظم أيامها ووقائعها كل رسول حتى تمنى جميع الرسل أن يفوزوا بلحظات معدودات من سنا مجدها 0

" ثم رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لان السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد في ما بعد " (الرؤيا 11: 1- 4)
" متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده " (متى 25: 31)
" هو ذا يوم الرب يأتي 00 ويكون الرب ملكا على الأرض في كل شئ يكون الرب وحده وأسمه وحده " (زكريا 14: 9)

وعندما نقرا رؤى الأنبياء السابقين في كتب الله المقدسة بقلوب مشتعلة بحب الله ويملؤنا الإيمان بمصداقية مضامينها تطالعنا مجموعه من الصور يبدو وكأنها التقطت من أبعاد متفاوتة وزوايا مختلفة فلا توضح وتشكل كل منها رؤية تامة كاملة الوضوح والبروز وان وضح قاسم مشترك أمام ناظري البشر في ( عدد ) قد يتوحد0
" وسأعطى لشاهدي فيتنبأن ألفا ومائتان وستين يوما ( 1260 ) لابسين مسوحا 0 (سفر الرؤيا إصحاح 11)
"حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك ألفا ومائتين وستين يوما (1260) 0 (الرؤيا 12)
ومشهد يتكرر " وظهرت أية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا (الرؤيا إصحاح- 12)
" وإذ قال يوسف لأبيه يا أبت أنى رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر لي ساجدين ( يوسف – القصص)
رغم أن الفارق ما بين حلم نبي ورؤية رسول قد تتعدى آلاف السنين وتتباعد آلاف الاميال0 لأنهم – أي الأنبياء - في حقيقة الأمر لم تتضح لهم رؤاهم تمام الوضوح ولم تكتمل تمام الاكتمال فجاءت نبواتهم غامضة ومبهمة إلى حد ما وحتى الرسل الكبار ما اطلع احد منهم على حقيقة تلك الليلة إلا على قدر مقدور ولكن في مجموعها يمكن أن تتجمع وتتكامل لتتجلى لنا أمام الهام البصيرة الفاحصة المترقبة صوره فاتنة في أحلامها وأمالها مذهله أهوالها وكوارثها لتكون صورة بانوراميه مجسمه لتلك الليلة التي كانت تنتظر في صبر وأناة كشف النقاب عنها منذ بدء الخليقة0
من الأنبياء من فرق من أهوالها فخوف الناس ويلاتها وشدتها وروع البشر جبروتها وكوارثها 00
" ذلك اليوم يوم سخط يوم ضيق وشده يوم خراب ودمار وظلام وقتام يوم سحاب وضباب" ( صفينا 1: 15)


" ثم بوق الملاك السابع فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائله :صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى ابد الآبدين " (الرؤيا 5- 11 )
" والوقت من بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه والنجوم تتساقط من السماء وقوات السماء تتزعزع " (متى 24 :29 )

" لأنه تقوم أمه على أمه ومملكه على مملكه وتكون مجاعات واوبئه وزلازل في أماكن 00 ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع " (متى 24 – 7)

"ويرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون في ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان " (متى 13 41- 42)

أما في القران فإنذاراته عن تلك الليلة عديدة ورهيبة 00

" يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذي حمل حمله وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " (الحج 1-2)
" إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا " (الواقعة 4 – 5 - 6)

"فإذا جاءت الصاخه يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنية"ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله (عيسى 33 – 36)
ومن الأنبياء من بهرتهم وعودها وأحلامها فترنم بعظمة جمالها وطار في معارج قدسها وصور لنا صورا عامره بالأمل والرجاء لكل المعذبين في الأرض حيث يصبح العالم الانسانى جنسا واحدا بلا تفرقه أو تمييز حتى للإماء والعبيد 0
" فيقضى بين شعوب كثيرين 00 ينصف الامم فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل لا ترفع امه على امه سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما
بعد" (ميخا 3 : 4)

"بل يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه " (اشعيا الاصحاح الحادى عشر ايه 4)

"يوم تبدل الأرض غير الارض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار"( ابراهيم 48)

" وأشرقت الأرض بنور ربها " (الزمر 69)

على أن تلك الأحداث الهائلة المفزعة من جانب والرحيمة المتلآلئه بالأمل والفرح والسعادة من جانب أخر كانت كلها صور لجوانب متعددة لليلة واحده قدر لها بحق أن تكون ليلة الليالي 00
والمدهش إن تلك الليلة لم تأت على شاكلة أي صوره من تلك الصور التي تخيلتها عقول وأذهان الناس أو تشتمل على أي علامة من علامات الوعود التي انتظرت الأجيال السابقة ظهورها وتحققها بل مضت ومرت في سكون مثلها مثل أي ليلة ربيعيه ناعمة هادئة ولم يحتفظ لنا التاريخ – مع الأسف – سوى بالقليل من أسرارها وحوادثها حتى أصبح من المتعذر – علـى وجـه التحقيق – أن تتعرف الأجيال القادمة على ما حدث في تلك الليلة خلال ساعاتها القليلة منذ أن غربت شمس نهارها إلى أن طلع نهار فجرها0
وتفضل حضرة بهاء الله في كتاب الإيقان قائلا:
" وهؤلاء الأقوام مازالوا إلى الآن منتظرين ظهور هذه العلامات وبروز ذلك الهيكل المعهود إلى حيز الوجود حتى ينصروه وينفقوا الأموال في سبيلة ويفدوا الأرواح في حبه, كما ابتعدت الملل الأخرى بهذه الظنون والأفكار عن كوثر معنى رحمة حضرة الباري التي لا نهاية لها وشغلوا عنها بتخيلاتهم وظنونهم " 0 (الإيقان )

ليلة القدر
قال تعالى في كتابه الكريم:-

" بسم الله الرحمن الرحيم"
" إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بأذن ربها من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر " (سورة القدر 1 – 5)
جاءت سورة ليلة القدر في القران الكريم لتحكى أيضا عن ليلة واحدة تبدأ من مغرب الشمس حتى مطلع الفجر00 ليلة حارت فيها العقول واستحال إدراك كنهها وأحاط بها الكثير من الغموض والإبهام عبر القرون00 ليلة أودع الله قد فيها قوى هائلة حتى فاضل تلك الليلة بألف شهر, أي ما يساوى أكثر من ثلاثة وثمانون سنة, تعنى أنها ليلة تعادل حياة إنسان مديد العمر 00 بل قل حياة إنسان جاوز ارزل العمر بمقاييس زمن نزول القران0 فأي دهشة يمكن أن تثيرها في النفس الإنسانية أن تكون ليلة واحده أفضل من حياة كاملة0
ليلة أشار إليها القران بعبارات مقتضبة لكنها رقيقة حالمة واعدة تغرق النفس والروح في بحار من الحب والصفاء والسلام0 ليلة شوق إلى لقاءها الرسول عليه السلام وان لم يفصح عن حدث من أحداثها أو ميقاتها أو علاماتها 0
إلا أن العلماء فسروا آياتها وأولوا كلماتها وفقا لأهوائهم وأمانيهم فكانت ليلة مستجابة الدعاء مقبولة الأعمال0 ليلة يصفح فيها الله لكل عبيده الخاضعين الراجين غفرانه والأملين عفوه مهما كانت الذنوب والأخطاء ولو كانت بقدر الأرض والسماء 0
وعاش الناس طوال عشرات القرون يترصدون تلك الليلة ويأملون في لقاءها0 واجتهد المؤمنين السابقين للكشف عن كنهها وحساب ميقاتها ونيل بركاتها 00
إلا انه مع الأسف لم تسجل – على مر التاريخ الاسلامى - مكاشفة روحيه واحده لشهود تلك الليلة أو تعلن تجربة فريدة للخوض في غمار أنوارها القدسية 0

ولقد المح القران الكريم إلى الكثير من الآيات تحكى عن تلك الليلة الخالدة بصور متعدده وبكلمات تكاد تتطابق0
"واستمع يوم ينادى المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ( ق 42 و43 )
" يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " ( النبأ ايه 38 )
" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن انذروا انه لا اله إلا أنا فاتقون "
إلا أن الناس لم تستطع أن تتفهم تلك الوحدة المتكاملة والوشائج الوثيقة بين هذه الآيات وبعضها البعض ولم يتضح المشهد أمام أعين وبصائر البشر0 وبقيت تلك الليلة مستورة مخفيه عن الافئده والعقول والبصائر آلاف السنين تنتظر ميقاتها المعلوم لينفض ختمها وتجتلي أسرارها0
لأنها لم تكن كما حسب الناس من أنها ليلة عفو الهي لتمسح عن الناس ذنوبهم المستعصية وتغفر للخطاة المعاندين خطاياهم منذ ولدتهم
أمهاتهم 00بل كانت ليلة " انتهاء زمن العجائب " التي حلف بالحي إلى الأبد أنها " إلى زمان وزمانين ونصف " ونهاية هروب المرأه التي ولدت الابن الذكر من وجه الحية 0 (الرؤيا 12)
وبداية لكور جديد في تاريخ البشرية وتحقق ما تغنت به التوراة والأناجيل والقران حيث تفرح البرية وتشرق الأرض بنور ربها0
" ثم رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء له سلطان عظيم واستنارت الأرض من بهائه ( الرؤيا 18)
" ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويلة يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق " الأعراف (52و 53 )
" وما يعلم تأويله إلا الله " ( ال عمران 7)
يتفضل حضرة الأعلى في كتاب:" قيوم الأسماء"" سورة فاطمة " الذي انزل في تلك الليلة ليفض الختم ويكشف الستر الذي طال انتظارة بقوله:
إن الله أوحى إلى في ليلة القدر ما من نفس يخطر على قلبه حرفا من هذا الكتاب " (قيوم الاسماء سورة فاطمة)

وبهذه الآيات يتضح بجلاء باهر أن ما قصد بليلة القدر التي امتدت من مغرب تلك الليلة حتى مطلع الفجر هي نفس ليلة بعثة حضرة الباب في 23 مايو سنة1844 م الموافق 5 جمادى 1260هجريه والتي لقبت بليلة الليالي, فيها اشرقت علامات ظهور الرب ولاح يوم الله القيوم 0 ( بها تم افتتاح امجد عهد في أعظم كور شهده التاريخ الروحي للجنس البشرى وهى الليلة التي بشر بها كل نبي وناح كل رسول حبا لجمالها) (قرن بديع ص 13)
ويبرز أمام حواسنا القاصرة من أحداث تلك الليلة أهم وأعظم مشهدين رئيسين حدثا في توقيتين متتابعين ربطت التقديرات الالهيه الغيبية بينهما برباط إلهى وثيق0
ويبدأ المشهد الافتتاحي الأول – في مغرب تلك الليلة – في غرفة
علوية في منزل متواضع بأحد أحياء مدينة شيراز جنوبي إيران حيث أعلن حضرة الباب ميلاد رسالته إلى الملا حسين بشروئى أول من امن به0
أما المشهد الثاني فتمت أحداثه – فجر نفس الليلة – في منزل بأحد أحياء مدينة طهران شمالي إيران وعـلى مبعده من مدينة شـيراز بنحو
500 ميل تقريبا حين زفت البشرى لسيد البيت ميرزا حسين على نورى بميلاد طفل جديد اسماه على الفور على اسم جده العظيم عباس0

وانتظرونى وبقية ليلة القدر.......

Sunday, October 21, 2007

ليلة القدر


"شهر رمضان الذى اُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمهُ......._البقرة184)


ماذا عن ليلة القدر؟؟؟؟ هل هى كما تظُنُ العقول بأن ليلة القدر هى الليلة التى أنزل فيها القرآن؟؟؟؟؟؟؟ كيف ونحن نعلم ان القرآن الكريم امتد وحيه على مدار 23 سنة ولم ينزل دفعةً واحدة فى ليلة القدر!!!!!!!!!!!!!!!!
تعالى معى عزيزى القارئ لكى نقرأ معاً ونفهم معاً مغزى هذه الليلة-ليلة الليالى-ليلة القدس-غرة أيام الله-قرة عين الابداع-مطلع العصر الأعز الأكرم-مبدأ القرن المبارك الأفخم.

سر ليلة القدر خير من ألف شهر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {القدر/1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {القدر/2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {القدر/3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {القدر/4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {القدر/5} (سورة القدر)

كلمة "قدر" تعني القوة و القدرة و النفوذ و الاحترام و القيمة. و قد استعملت هذه الكلمة في سبع مواضع مختلفة من القرآن الكريم. و قد انزل الله تعالى في كتابه العزيز سورة مكونة من خمس آيات في تعظيم واجلال ليلة القدر و وصفها بأنها خير من ألف شهر و هذا امر يستحق التمعن و الإنتباه. ما هي ليلة القدر؟ و لماذا هي خير من ألف شهر؟
لنتامل جليا، لماذا استخدم الله تعالى اصطلاح "ألف شهر". لا بد من وجود مغزى خاص له لأن الله لا يستخدم كلمة او حرفا دون سبب او معنى و لكنني لم أجد أي تفسير لذلك في أي كتاب و لكن بعد التفكير و التامل حول هذه النقطة بالذات وصلت إلى نتائج معينة توضح مغزى "ألف شهر". ألف شهر تعادل 83 سنة و أربعة أشهر و هذه المدة هي المدة التي قضاها الشيخ أحمد الأحسائي و أتباعه أيضا سيد كاظم رشتي و تلاميذه في تحضير و إعداد المسلمين لظهور موعودهم المنتظر. طبقا لكتاب "المعجم البهائي الأساسي" ولد الشيخ أحمد في عام 1743م و توفي عام 1826م عن عمر يناهز الخامسة و الثمانين عاما، و إذا طرحنا 17 سنة من عمره و هي فترة طفولته و تعلمه فيكون الناتج 68 سنة و هي الفترة التي قضاها الشيخ أحمد في إعداد الناس ليوم الظهور (من 1760 حتى 1826م) و عندما توفي خلفه أحد تلاميذه و هو السيد كاظم الرشتي. و استمر السيد كاظم لمدة خمسة عشر عاماً مثل سلفه العظيم في تعليم الناس و تهيئتهم لظهور الموعود، و خلال هذه الفترة استطاع إن يجعل عددا كبيرا من تلاميذه مستعدين لقبول مطلع الأمر الإلهي القادم و قد توفي السيد كاظم الرشتي في 31 ديسمبر 1843م. و في 22 يناير 1844م رجع أحد تلاميذه الممتازين و هو الملا حسين إلى كربلاء من أصفهان و آخذ يشجع تلامذة السيد على الانتشار في جميع الجهات للبحث عن موعودهم و محبوبهم. و قد وصل الملا حسين نفسه إلى شيراز مساء يوم 222 من شهر أيار (ماي) عام 1844م. و خلال تلك الليلة الميمونة كان هو أول من آمن بالشخص الموعود. إن جميع فترات الشيخ احمد و السيد كاظم و الملا حسين قبل إعلان دعوة حضرة الباب يبلغ 83 سنة و أربعة أشهر كالتالي:
- الفترة التي أعد فيها الشيخ أحمد الناس:68 سنة
- الفترة التي درس و علم فيها السيد كاظم الناس 15 سنة.
- الفترة التي فيها رحل و بحث تلامذة السيد كاظم عن محبوبهم و مولاهم أي من 22 يناير إلى 22 مايو 1844م هي أربعة أشهر
المجموع 83 سنة و أربعة أشهر. و يسمي الذكر الحكيم هذه الفترة ألف شهر. إن نتيجة كل هذه الآلام التي احتملت و الجهود التي بذلت خلال الألف شهر هي ظهور السيد علي محمد الباب في ليلة القدر.

أما بالنسبة لذكر نزول الملائكة و الروح في ليلة القدر فإن كلمة ملائكة تعني ملائكة الإلهام و الوحي و كلمة الروح تعني الظهور السماوي و قد جاء في موضع آخر من القرآن الكريم بأن الملائكة و الروح سيصطفون معا و سوف لن يتكلم أحد دون أن يأذن له الله
: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا {سورة النبأ آية 38}
و وردت كلم الروح بمعنى الوحي الإلهي في عدة مواضع
: أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {النحل/1} يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ {النحل/2}
(
سورة النحل آيات 1-2) و هنا إشارة واضحة على الأمر الإلهي الجديد واقع و أن الوحي سيستمر و سينزل على من يشاء من عباده. و في موضع آخر: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الشعراء/192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {الشعراء/193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {الشعراء/194} (سورة الشعراء آيات 192-194) و هنا إشارة لنزول روح الوحي الأمين على الرسول (صلعم) بالقرآن الكريم على الرسول المصطفى الكريم ليكون نذيرا لما سيأتي من بعده. و جاء في موضع آخر: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ {غافر/15} (سورة غافر آية 15) في إشارة تؤكد أن الله يصطفي من يشاء من عباده ليلقي عليه روح الوحي.
و بناء على ذلك فليلة القدر هي ليلة نزول الوحي و ستشهد هذه الليلة المجيدة نزول الوحي والفيوضات الإلهية من سماء الوحي في تلك الليلة التي لا يعرف احد مدى قيمتها و عظمتها سوى الله تعالى و من اصطفاهم من عباده
.
الشيخ أحمد الإحسائي) و خليفته(كاظم الرشتي.) و تلميذه الملا حسين علموا و اعدوا الناس لاستقبال الظهور القادم لمدة ألف شهر أو 83 سنة و أربعة أشهر. و في النهاية تشرف الملا حسين بمحضر حضرة الباب و قبل دعوته في ليلة 23 مايو (أيار) من عام 1844م و ذلك بعد ساعتين و إحدى عشر دقيقة من غروب الشمس و أعلن بأنه هو المهدي الموعود الذي انتظره الناس لمدة ألف سنة و في تلك الليلة المباركة انزل حضرة الباب كتاب "أحسن القصص" و استمر في محادثته مع الملا حسين و انزل عدة آيات له طيلة تلك الليلة و عندما إذن مؤذن لصلاة الفجر من مسجد قريب سمح حضرة الباب للملا حسين بالعودة إلى أصحابه. و كل إنسان منصف يستطيع إن يرى مدى وضوح الآيات المذكورة في التنبؤ بظهور حضرة الباب في القرآن الكريم.

ليلة القدر هي ليلة ميلاد هذا الظهور المبارك
في لوح طبيب بعنوان "قد ذكر ذكره لدى الوجه" مخاطباً لباقر يتفضل حضرة بهاءالله جلّ شأنه:

"وأمّا ما سئل في ليلة القدر قل قد ظهر يوم الأعظم وطافت حوله ليلة القدر بعد الذي أظهرناها وزيّناها بطراز إسمنا المنيع، لمّا قضت لا ينبغي ذكرها تمسّك بيوم الأعظم الذي فيه تجلّى الله على كل الأشياء إنّ ربّك لهو الحاكم على ما يريد، قد فسّرها مَن بشّر الناس بظهوري إنها زُيِّنت بما نزلت فيها الهاء التي انشعبت منها بحور الأسماء أن اعرف وكن من الشاكرين. في ظاهر الظاهر إنها ليلة فيها وُلد محبوب العالمين ونزل ذكرها في لوح الذي زيّناه بهذا الذكر العزيز البديع..."
("مائدة آسماني"، المجلد 1، الصفحة 7
)
في لوح لحضرة بهاءالله يتفضل بما يلي:

"الرؤوف الكريم الرحيم"
"أن يا ملأ الغيب والشهود أن افرحوا في أنفسكم ثم استبشروا في ذواتكم بما ظهر ليلُ الذي فيه حُشرت الأكوار ودُوِّرت الأدوار وبُعثت الليالي والأنهار وميقات الأمر من لدن مقتدر قدير... وهذه ليلةٌ قد فُتحت فيها أبواب الجنان وسُدّت أبواب النيران وظهر رضوان الرحمن في قطب الأكوان... فيا بشرى لهذا الليل الذي استضاء منه كلّ الأيام ولا يعقل ذلك إلاّ كلّ موقن بصير. وقد طافت في حوله ليالي القَدْر ونُزِّلت فيه الملائكة والروح بأباريق الكوثر والتسنيم... وفيه تزلزلت أركان الجبت وسقط الصنم الأعظم على وجه التراب وانعدمت أركان الشرور وناحت المَنَاتُ في نفسها ثم انكسر ظهر العُزّى وظل وجهه مُسودّاً بما طلع فجر الظهور وفيه ظهرت ما قرّت به عيون العظمة والجلال ثم عيون النبييّن والمرسلين فيا حبّذا لهذا الفجر الذي ظهر بالحق عن مطلع عزٍّ منير... فيا حبّذا من هذا الفجر الذي فيه استوى جمال القِدم على عرش اسمه الأعظم العظيم وفيه وُلد من لم يلد ولم يولد فطوبى لمن يتغمّس في بحر المعاني من هذا البيان ويصل إلى لئالئ العلم والحكمة التي كُنزت في كلمات الله الملك المتعالي المقتدر القدير. فيا حبّذا لمن يعرف ويكون من العارفين. قل هذا فجرٌ نزلت فيه قبائل ملأ الفردوس ثم ملائكة القدس... قل هذا فجرٌ فيه غُرست شجرة الأعظم... قل هذا فجرٌ فيه ظهر كينونة المكنون وغيب المخزون وفيه أخذ جمال القدم كأس البقاء بأنامل البهاء وسقى أولاً بنفسه ثم أنفقه على ملأ الإنشاء... فيا حبّذا من هذه السدرة التي ارتفعت بالحق ليستظل في ظلّها العالمين. أن يا قلم الأعلى فامسك زمامك تالله الحق لو تنطق وتذكر نغمات الأثمار من شجرة الله لَتَبْقى وحيداً في الأرض لأن الناس كلّهم يَفِرُّنَ عن حولك... فيا حبّذا من أسرار التي لن يقدر أن يحملها أحد إلاّ الله الملك العزيز الجميل
..."
(رسالة الأيام التسعة الصفحات 48-53)
ومن لوح آخر بخصوص ميلاد حضرة بهاءالله:

"هو الله"
"أن يا معشر العشّاق تالله هذه لليلة ما ظهر مثلها في الإمكان... ثم نادى الله عن خلف سرادق القدس والإحسان بأنَّ هذه لليلةٌ وُلدت فيها حقيقة الرحمن... قل هذه لليلةٌ قُدِّر فيها مقادير الجود والفضل... قل يا ملأ العُشّاق قد أشرق جمال المعشوق من غير حجاب وقمصان... قد طلع جمال المحبوب عن أفق القدس... وقد ظهرت الحجة والبرهان بما قامت القيامة بقيام الله بمظهر نفسه القِدْمان... وَلَجَتِ الأدوار وتلجلجت الأكوار وتبهّجت الأنوار بما تجلّى الله على كلّ دوحةٍ ذات أفنان... تالله قد خُرقت الحُجبات وحُرقت السُّبُحات وكُشفت الدلالات ورُفعت الإشارات من ذي قدرة وقَدْران وإن هذا لفضلٌ من الله العلي المنّان
..."
(رسالة الأيام التسعة، الصفحات 55-58)

"يا ليلة القدس ، عليك من التحيات اكملها وابهاها ومن الصلوات اطيبها وازكاها ، يا قرة عين الابداع وغرّة ايام الله ومطلع العصر الاعز الاكرم ومبدأ القرن المبارك الافخم ، بحلولك فتح باب الاعظم على وجه العالم وظهر السر الاكتم وسطع النور الاقدم وامتد الصراط الاقوم وعبقت روائح الروح على كل الامم . بذكرك استفرح الخليل فى قلبه واستبشر الكليم فى ذاته و استجذب الروح بكليته ، واهتز الحبيب طربا فى نفسه ، وسبّح وهلل اهل ملا العالين من الكروبين والقديسين والملائكة المقربين . بكِِِ انارت الارضون والسموات ، وفيك بعثت الليالى ومنكِ استضاء الايام وحولك طافت ليلة القدر وبظهورك ابتسم ثغر الوجود وتشهق طاووس الاحديه فى قطب الجنان ودلع ديك العرش حول حرم الكبرياء وتموج البحر الاحمر وظهر جمال الورد وكشف النقاب عن جمال المعشوق بشأن تحيرت افئدة النبيين والمرسلين . طوبى الف طوبى لمن َعرف شأنك وحفظ حرمتك وشهد آثارك واستفاض من فيوضاتك وافتخر باسرارك و اقرّ واعترف بسلطانك ومقامك المتعظم المتعزز المتعالى المشعشع المقدس الباذخ الفريد.


ولنا لقاء آخر وليلة الليالى-ليلة القدر-----فانتظرونا بعد أيامٍ قليلةٍ.........

Tuesday, October 16, 2007

من اللئالئ والمعانى

بيان حضرة عبد البهاء حول استكبار إبليس الذي هو استكبار علماء الظاهر ضد رسل الله و مظاهر أمره

ومثلهم كمثل إبليس لمّا نظر إلى جسم آدم قال إنّني أشرف من آدم ولكنّه لم ينظر إلى روح آدم ولم يشاهد روح آدم. ولمّا كان جسم آدم من التّراب فإنّه شاهد ذلك ولم يرَ روحه فاستكبر. ولولا ذلك لسجد له.
وكذلك الأمر يوم ظهور المظاهر الإلهيّة. فبما أنّ النّاس ينظرون إلى الجانب البشريّ فيهم ويرونهم مثل أنفسهم لهذا فإنّهم يستكبرون عليهم ويعترضون عليهم ويعتدون عليهم ويظلمونهم ويخالفونهم ويحاولون قتلهم. إذن يجب عليكم أن لا تنظروا إلى الجانب البشريّ في المظاهر المقدّسة الإلهيّة بل يجب أن تنظروا إلى حقيقتهم فتلك الحقيقة السّاطعة الّتي تنير الآفاق وإنّ تلك الحقيقة السّاطعة الّتي تنير العالم البشريّ وإنّ تلك الحقيقة السّاطعة الّتي تخلّص النّفوس من النّقائص وإنّ تلك الحقيقة السّاطعة الّتي توصل الجامعة البشريّة إلى أعلى درجات الكمال هي فوق التصوّر البشريّ.
إذًا يجب أن لا ننظر إلى الزّجاج لأنّنا إذا نظرنا إلى الزّجاج هو مادّة من البلّور نحرم من الأنوار وعلينا أن ننظر إلى السّراج أي إلى النّور الّذي يشرق من هذا الزّجاج وهو فيض حضرة الألوهيّة وتجلّيها الظّاهر في الزّجاج البشريّ فإذا نظرنا بهذه النّظرة فإنّنا لا نحتجب.(خطب حضرة عبد البهاء في أوروبا و امريكا ص 349)

بيان معاني النصوص المقدسة في ما يخص النبي نوح والطوفان
* أما ما تفضل به حضرة بهاء الله في كتاب الإيقان فهو إشارة إلى دورة نوح المصرح بها في القرآن الكريم و في سورة العنكبوت قوله تعالى: "و لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون". وأما جملة ناح نوح تسعمئة و خمسين سنة فهي إشارة إلى الروايات الإسلامية المروية عن الأئمة الأطهار التي أوردها العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن حضرة الصادق يقول: كان اسم نوح عبد الملك و إنما سمي نوحا لأنه بكى خمسمائة سنة.
(قاموس الإيقان ج3 ص 1662-1664)
*أما بالنسبة للطوفان المذكور في القرآن الكريم و نجاة من ركب في سفينة نوح فإنه كناية عن سفينة الأمر التي من دخل فيها ينجو من غضب الله عز وجل ذكره و كذلك في هذا الأمر المبارك فقد شبهت السفينة الحمراء بشريعة الله و لا يركبها إلا أهل البهاء أي المؤمنون بهذا المر المبارك. وقد أورد حضرة الأعلى جل ذكره ذكر السفينة الحمراء في كتاب قيوم الأسماء، كما ذكرت في العديد من ألواح حضرة بهاء الله و في لوح ملاح القدس.
نوح التاريخي
* أما على المستوى التاريخي فلا توجد دلائل مادية أو تاريخية عن وقوع أحداث قصة نوح بالتفاصيل التي راجت لعدة قرون بين الناس فالأبحاث الجيولوجية والعلمية التجريبية تنفي بشكل صريح وبأدلة قاطعة وقوع طوفان أغرق قرات الأرض على الأقل خلال العشرة ألاف سنة الأخيرة من حياة البشرية وما قيل عن الوجود الفعلي لسفينة نوح الخشبية ما هو إلا خيال أسطوري قائم على مفاهيم خاطئة لمضامين النصوص المقدسة. و خلال القرن التاسع عشر أثناء كشوفات العالم الفرنسي بوتا في أطلال مدن الأشوريين شمال العراق عثر على لوح مكتوب بالمسمارية يتضمن ملحمة جلجميش الشعرية الدينية و قد وردت من جملة محتوياته الهامة قصة "أتونبشتيم" الذي بنى سفينة كبيرة و حمل الحيوانات ومن معه من البشر عليها ونجى من الطوفان الذي أغرق المدن الخمس السومارية الخمسة "أريدو"،"كيش"، "أوروك"،لكش... وكشفت الدراسة العلمية لأثار حضارة بلاد الرافدين أن هذه الملحمة الشعرية قد آخذها الأشوريون عن البابليين الذي بدورهم آخذوها عن الآكاديين حيث عثر على أقدم نسخة من تلك الملحة مكتوبة بالأكادية 2300 ق م ولا شك في أنها كانت منقولة عن التراث الديني السوماري.
وهذا ما دفع العديد من المختصين إلى الإعتقاد بأن عزرا الكاهن كاتب وصايا الرب قد اقتبس قصة نوح من التراث الديني لبلاد الرافدين ودونه إلى جانب بقية ما كتبه من القصص عن بداية الخلق و نشأة البشرية على الأرض الواردة في سفر التكوين. فجل قصص سفر التكوين تحمل العديد من أوجه التشابه مع محتويات النصوص الدينية لحضارة بلاد الرافدين
.

Saturday, October 13, 2007

مفاهيم ومعانى


يوم القيامة والجحيم والصراط والجنة والملكوت والحياة الابدية والصور

يتفضل
حضرة بها ءالله في الايقان قوله الاعلى

"المقصود من الصور هو الصور المحمدي الذي نفخ على كل الممكنات. والمقصود من القيامة قيام حضرته على الامر الالهي. وانه قد خلع على الغافلين الذين كانوا أمواتاً في قبور اجسادهم خلع الايمان الجديدة، وأحياهم بحياة جديدة بديعة.... سبحان الله ، ما ابعد هؤلاء القوم عن سبيل الحق ، إذ ان القيامة كانت قائمة بقيام حضرته، وعلاماته وأنواره كانت محيطة بكل الارض، مع ذلك كانوا يسخرون. وكانوا عاكفين على التماثيل التي اقامها علماء العصر بافكارهم الباطلة العاطلة....القيامة التي هي قيام نفس الله بمظهره الكلي، وهذا هو معنى القيامة المذكورة والمسطورة في كل الكتب والتي بها وعد جميع الناس وبشروا بذلك اليوم...أما سمعوا الرواية المشهورة التي تقول : " اذا قام القائم قامت القيامة" وكذلك فسر أئمة الهدى والانوار التي لا تطفى الاية الكريمة " هل ينظرون إلا ان ياتيهم الله في ظلل من الغمام" بانها تشير الى حضرة القائم وظهوره مع ان القوم يعتبرونها من الامورات المحدثة في يوم القيامة والمسلم بها عندهم. فيا ايها الأخ ادرك اذا معنى القيامة واعرفه، وطهر السمع عن كلمات هؤلاء المردودين. فانك لو تسير قليلا في عوالم الانقطاع لتشهد بانه لا يتصور يوم اعظم من هذا اليوم، ولا قيامة اكبر من هذه القيامة...."

ومن حضرته في لوح قوله الاعلى
" ولكن المقصود الالهي من الحشر والنشر والجنة والنار وامثال هذه الاذكار المذكوره في الالواح الالهية هي خصة بحين الظهور ، مثلا تلاحظ ان حين الظهور يتكلم لسان الله بكلمة وتظهر من هذه الكلمة التي خرجت من فمه الجنة والنار والحشر والنشر والصراط وكل ما انت سألت وما لا سألت ، كل نفس ايقن بكلمة بلى يكون قد مر من الصراط وفاز بجنة الرضا ، وكذلك حشر وثبت في زمرة المقربين والمصطفين ويعتبر عند الله من اهل الجنة والعليين ، وكل نفس اعرض عن كلمة الله يكون في النار و من اهل النفي والسجين ويحشر في ظل المشركين... الجنة والنار في الحياة الظاهرة هي الاقبال والاعراض ... واذا نشهد بان الصراط قد رفع بالحق ، وان الميزان قد نصب بالعدل وان الظهورات حشرت والبروزات بعثت والناقور نقرت والصور نفخ والنار اشتعلت والجنة قد ازلفت والمنادي قد نادى والسموات قد طويت والارض انبسطت ونسمة الله هبت وروح الله ارسلت والحوريات استزينت والغلمان استجملت والقصور حققت والغرف رصعت واهل القبور قد بعثت والاعالي سفلت والاداني رفعت والشمس اظلمت والقمر خسف والنجوم سقطت والمياه سيلت والقطوف دنيت والفواكه جنيت والايات نزلت واعمال المعرضين قد محت وافعال المقبلين قد ثبتت واللوح المحفوظ قد ظهر بالحق ولوح المسطور قد نطق بالفضل ومقصود الابداع ثم محبوب الاختراع ثم معبود من في الارض والسماء قد ظهر على هيكل الغلام اذا ينطق ألسن كلشئ بان تبارك ابدع المبدعين ثم لاحظوا ان بتنزيل هذه الاية الواحدة المنزلة من سماء المشية كيف حاسب جميع الخلائق، فكل من اقر واقبل زادت حسناته على سيئاته واعفى وغفرله جميع خطاياه كذلك نصدق في شانه بانه سريع الحساب و كذلك يبدل الله السيئات

وفي لوح اخر " قل هذه الكلمات لحوريات ما طمثهن احد في الملك وهن باكرات في غرف العز وقد اظهرناهن عن خلف الف الف حجاب لعل انتم عن جمالهن تستفيضون اقل من ان يحصى ومن نغماتهم على افنان سدرة تلك الكلمات لتنجذبون"

وفي لوح اخر قوله الاحلى
" هل القيامة قامت بل القيوم بملكوت الايات... قال اين الجنة والنار قل الاولى لقائي والاخرى نفسك يا ايها المشرك المرتاب... هل سقطت النجوم قل أي اذ كان القيوم في ارض السر فاعتبروا يا اولي الانظار"

وقوله الاعز" قد اشرقت الشمس وانشق القمر وسقطت النجوم ان انتم تشعرون "

وفي كلمات الحكمة : اصل النار هي انكار آيات الله والمجادلة بما ينزل من عنده والاعراض عنه والاستكبار عليه"

وفي لوح خطاب للزردشتيين قوله الاجمل
" ان العقل والمعرفة صدقت الجنة والنار ، لان وجودهما لازمة للعقل والمعرفة،ان الجنة في المقام الاول والرتبة الاولى هو رضاء الحق ، كل نفس فاز برضاءه فهومحسوب من اهل الجنة العليا وبعد عروج روحه يفوز بما ذكر والقلم عاجز عن ذكره، ان الصراط والميزان وكذلك الجنة والنار وكل ما هو مذكور ومسطور في الكتب الالهية ، مشهود ومعلوم عند اصحاب البصر وأناس المنظر الاكبر، حين ظهور وبروز انوار شمس المعاني، الكل يقف في مقام واحد ، والحق ينطق بما اراده ، وكل شخص فاز بسماعه وقبل فهو مذكور من اهل الجنة ، وكذلك يكون قد مر من الصراط والميزان ويصل الى كل ما ذكر عن يوم القيام ، يوم الظهور هو يوم القيامة الكبرى ، املي ان تفوز جنابك من رحيق الوحي الالهي وسلسبيل العناية الربانية ،وتفوز بمقام المكاشفة والشهود وان تشاهد ظاهريا وباطنيا كل ما ذكر."

ويتفضل حضرة عبدالبهاء في خطاب قوله العزيز
" اما مسألة الجنة التي ذكرها حضرة محمد ، هي حقائق روحانية ذكرها في القالب الجسماني، لان في ذلك الوقت ما وجد الاستعداد لادراك المعاني الروحانية ، كما ان حضرة المسيح يتفضل قائلا انني لن اتناول من ذلك العنب الا في ملكوت الاب ، ومن الواضح ان مراد حضرته لم يكن هذا العنب. "

ويتفضل في المفاوضات قوله العزيز
" واما الحياة فهي على قسمين : حياة الجسم وحياة الروح ، اما الحياة الجسمانية فهي عبارة عن حياة الجسد، واما حياة الروح فهي عبارة عن الحياة الملكوتية، والوجود الملكوتي هو الاستفاضة من الروح الالهي وهو الانتعاش من نفحات روح القدس...والمقصود من الحياة الابدية هو الاستفاضة من فيض الروح القدس كما يستفيض الورد من فصل الربيع الجديد ونسماته ونفحاته. فانظروا ان هذا الورد كان في الاول له حياة وكانت الحياة جمادية ، لكنه نال حياة جديدة حينما قدم موسم الربيع وفاضت سحائبه واشرقت شمسه النورانية بحرارتها فاصبح عطرا في نهاية الطراوة واللطافة ، فحياة هذا الورد الاولى بالنسبة الى الحياة الثانية هي ممات. والمقصد ان الحياة الملكوتية هي حياة الروح وهي حياة ابدية منزهة عن الزمان والمكان كالروح الانسانية التي لا مكان لها...فعالم الملكوت على هذا المنوال مقدس عن كل ما يرى بالعين او يدرك بغيرها من الحواس كالسمع والشم والذوق واللمس... فكذلك الملكوت والمحبة ايضا لا مكان لها بل لها تعلق بالقلب ، وكذلك الملكوت ليس له مكان بل له تعلق بالانسان ، اما الدخول في الملكوت فهو بمحبة الله والانقطاع والتقديس والتنزيه ، ويكون بالصدق والصفاء والوفاء والاستقامة والتضحية".

ومن حضرة النقطة الاولى في رسالة بيان السلوك الى الله قوله الاعلى
" فان الدنيا والاخرة حالتان ان كان توجهك بالله تعالى فانت في الجنة وان كان نظرك الى نفسك فانت في النار وفي الدنيا".

القيامة - خمسين الف سنة
" في خطاب لحضرة عبدالبهاء قوله الجليل : واما بخصوص آية القران في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ، المقصود ان الامور العظيمة والوقائع الكلية والحوادث اللانهائية التي تكون ظهورها وحدوثها منوطه بمدة خمسين الف سنة ، ستحدث في يوم واحد ، لذا يتفضل في مقام اخر ، في لمح بصر ، والمقصود من هذه الاية يوم ظهور جمال الابهى الذي هو بمقدار خمسين الف سنة ، وليس خمسين الف سنه، كما يقال ان ساعة فراق بمقدار الف سنة".

Sunday, October 7, 2007

معنى التفسير والتأويل-والمحكم والمتشابه

التفسير والتأويل

قال تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم أزيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ¨
(آل عمران /7 )
واضح من هذه الآية الكريمة أن القرآن الكريم تشتمل آياته على قسمين:
"محكم ومتشابه" فالمحكم هو الذي معانيه عين معانيه وهو المبين لشريعة الله والمفصل للشعائر والعبادات والنظم من صلاة وزكاة وحج وزواج وطلاق ومواريث وقصاص الخ...
وهذه الشعائر والعبادات والنظم، التي تميز المؤمنين بالقرآن الكريم عن غيرهم من الأمم الأخرى، هي من اختصاص الفقهاء والعلماء يشرحونها للناس.
وأما القسم الثاني: وهو المتشابه، فإن كناياته تختزن ظواهرها أمورا خاصة وأحداثا هامة تقع للأمة في مستقبلها وفي يوم حدده تعالى في سابق علمه، لذلك فالراسخون في العلم يسلمون ويؤمنون بهذا القسم المتشابه دون بذل أية محاولة للكشف عن معانيه، أو التكهن بتفاصيل تلك الوقائع ولا بالصورة التي تتحقق عليها لأنهم يعلمون علم اليقين بأن تأويل المتشابهات هو من شأن الله وحده يأتي به في يوم سبق تحديده من قلمه المقدس العزيز المنيع.
وبجانب صراحة هذه الآية المباركة فإن نصها يتضمن أيضا تحذيرا من أية محاولة للتأويل قبل مجيء اليوم الموعود الذي فيه يأتي الله بالتأويل ومع ذلك فالتفاسير التي يموج بها العالم الإسلامي قد تناولت بالتأويل هذا القسم المتشابه! لا خلاف في أن التفاسير المتداولة تمثل أقصى ما بلغه اجتهاد المجتهدين، ولكن عندما تستعمل المهارة في حيث لا ينبغي أن يكون فإن التحذير من "إتباع ما تشابه منه" يصبح أمرا واقعا يترتب عليه كل الآثار التي نبهت إليها الآية المباركة.
ثم إننا نقرأ نفس التحذير في مواضيع أخرى من الكتاب، ففي سورة القيامة يقول تعالى: "لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرأنه ثم إن علينا بيانه"¨
(القيامة /16،17،18 )
وقالت كتب التفسير في:
" ثم إن علينا بيانه " أي بمعنى بيانه لك يا محمد، وهكذا يفسروا للمترجمين أن يضيفوا كلمة *لك* والحال أنها لا توجد أصلا في الآية المباركة.
ومن المعلوم أن النبي صلعم يترك لأمته تفسيرا مكتوبا، وكذلك لم يفصل أحد من خلفائه رضي الله تعالى عنهم، وإنما ظهرت التفاسير بعد عصر الرسالة المباركة بأزمنة تتفاوت في التقدير.
وتعددت وجوه نظر المفسرين في تفاسيرهم، ولكن أحدا منهم لم يدع بأن تفسيره هو التأويل الذي عناه الله تعالى، بل بالعكس كانت العبارة التقليدية "الله أعلم ورسوله" دليل عدم قطع المفسرين بما جاء في تفاسيرهم، وإذا كان الأمر كذلك ألا يكون من حق كل مسلم أن يسأل متى وكيف إذاً يأتي التأويل الموعود وأكثر من هذا :من الذي يأتي به؟؟
نعود إلى التاريخ لعل وقائعه تعمل بنا إلى سلامة الفهم للآية المباركة كانت الآيات تكتب عند نزولها، أو بعد النزول بقليل، على ألياف النخيل والجلود والحجارة وعظام الشاة، فضلا عن أن العرب كانوا يمتازون بقوة الحافظة فحفظ الكثيرون منهم الآيات عن ظهر قلب، وبعد انتقال الرسول صلعم إلى الرفيق الأعلى واستشهد أكثر الحفاظ في الجهاد، رؤى من الضروري جمع الآيات كلها في جلد واحد هو المصحف الشريف، وأوكل هذا العمل لزيد ابن ثابت كاتب الوحي.
ومع صعوبة المهمة وخطورتها فقد نجح زيد في جمع آيات القرآن الكريم وترتيبها بوضع السور الطويلة في الأول دون مراعاة ترتيب النزول والواقع أن السور القصيرة التي رتبت في آخر الكتاب كانت الأولى في ترتيب النزول وكلها تشير إلى مجيء يوم الله.
واستمر مصحف زيد المصحف المعتمد طوال خلافة عمر بن الخطاب، ولكن في خلافة عثمان بن عفان لوحظ وقوع اختلاف في كثير من النسخ لأن أهل الشام والعراق كانت لهم قراءات مختلفة، لذلك فقد أمر بمقابلة جميع النسخ على نسخة زيد الأصلية، وقام بهذه العملية. زيد وثلاثة آخرون معه، وبعد الانتهاء عملت نسخ من المصحف المصحح وأرسلت إلى كافة أنحاء البلاد، وأحرقت النسخ الأخرى، والموجود بين أيدينا اليوم هو مصحف عثمان.
ونسخة زيد تمت بعد انتقال الرسول صلعم إلى الرفيق الأعلى بنحو سنتين أو ثلاثة، ولا جدال في صحتها وعصمتها من التحريف وخاصة أنها تمت في حياة وتحت إشراف الإمام علي كرم الله وجهه، وبوجود الذين ظلوا على قيد الحياة من الحفاظ فضلا عن أن تلاوته كانت مستمرة يومياً*
هذه الحقائق يتفق عليها ما أرخوا أهل الإسلام، ومنها يتضح أن عملية جمع الآيات إنما تمت بعد انتقال الرسول صلعم . وكذلك فإن بيانه حسب تقرير الآية المباركة عمل يتم بعد جمعه وقرأنه أي في زمن غير زمن الرسول صلعم، وهذا هو المراد بقوله تعالى *ثم إن علينا بيانه* فقوله تعالى:
"لا تحرك به لسانك لتعجل به" إنما هو خطاب موجه للأمة وتحذير ضد التعجيل ببيانه قبل اليوم الموعود، وإلا فالرسول الكريم الذي "علمه شديد القوى" كان يعلم بدون شك ما في خزائن كتاب الله من معاني وإشارات.
ولما لم تنتبه الأذهان إلى التحذير دبت الفرقة والانقسام فظهرت الشيع والمذاهب وتعددت الطرق مما أصاب وحدة الأمة في الصميم، وأشاع أقوالا نسبت إلى الرسول وهي ليست منه في شيء.
والشيع المتعددة، الكبير منها والصغير، القديم منها والجديد، إنما ترتكز في كيانها على حساب بعضها البعض بحيث فقد معها روح الإسلام الكثير من عمقه وصفائه وبحيث أصبح إصلاح الحالة ضرورة كبرى اختلت تفكير المصلحين من قدامى ومعاصرين.
ففي القرن العشرين حاول كثيرون إصلاح حالة الأمة الإسلامية -كل على طريقته- فريق دعا إلى عمل تفسير جديد حر مطلق للقرآن الكريم، وفريق ثاني قال بتفسير حر بشرط أن يكون قاصرا على المبادئ والتعاليم، وفريق ثالث نادى بفضل الدين عن الدولة، ورابع دعا إلى فصل العلم عن الدين الخ.
ثم نبتت فكرة جديدة تقول بالإصلاح عن طريق إعادة الوحدة إلى العالم الإسلامي، وكان لابد لهذه الفكرة من استعراض المذاهب والشيع المتعددة كعامل له اعتباره الأمل فيما هو حادث من التفرقة والانقسام، وتبلورت الفكرة وأخذت طريقها إلى التنفيذ.
وعقد في القاهرة منذ قليل من السنين، مؤتمر التقريب بين المذاهب حضره كبار الفقهاء من شتى الأقطار الإسلامية، وبعد بضعة جلسات أنهى المؤتمر أعماله وعلقت مجلة الأزهر إذ ذاك بأن المؤتمر لم يكن سوى محاولة لنشر العقيدة الشيعيه!
أما الدعوى إلى تفسير جديد للقرآن الكريم تفسيراً حراً مطلقاً، أو تفسيراً مشروطاً، مما نادى به أصحاب الفكرتين، فإنها يمكن اعتبارها بمثابة صدى للشعور العام بعدم الارتياح للتفاسير الموجودة بوصفها قد استنفذت أغراضها أو بمثابة وبمثابة انعكاس قوي لشعور أبناء الجيل بالحاجة الملحة إلى تفسير جديد يضع حداً للحيرة التي يعانونها.
وفكرة تفسير جديد فكرة رائعة -ما في ذلك شك- ولكن كيف تتحقق هذه الأمنية الغالية ؟ ومن الذي يأتي بهذا التفسير الجديد ؟! سؤال لابد من مواجهته بشجاعة واطمئنان -شجاعة لأن الذين يملكون التوجيه الديني ويسيطرون على الضمائر لا يتركون الحرية الفردية أن تعبر عن نفسها ومن ثم فلا سؤال ولا جواب، واطمئنان لأن التحمل لابد منه للوصول إلى المقصود : "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنـــــــــــا وإن الله لمع المحسنين".. العنكبوت (69) ونحن نبحث وراء الحقيقة، ننشدها فيما قال القائلون ورواها الراوون، ولكن كم يكون أكثر اختصارا للطريق، وأشفى لعلتنا أن ننشدها في كتاب الله دون سواه!
إنه تعالى يقول في الآيتين المتقدمتين بأنه سوف يأتي بالتأويل، وإن عليه البيان، يعني أن التأويل والبيان قطعاً ليس من اختصاص البشر، وإذ اً فمن حق كل طالب سواء أكان عالماً أم جاهلاً - أن يتساءل عن كيف يأتي الله بالتأويل، هل ينزله من السماء كتاباً مكتوباً،أم يقذفه في قلب كل فرد من أفراد الأمة فيصبحوا جميعاً أئمة أصحاب طرق بعدد أنفاسهم ؟!
لم يحدث شيء من هذا القبيل في تاريخ الأديان من قبل، وإنما الذي حدث هو ظهور رسول جديد، به يتم الوعد ويأتي التأويل... فأي عجب في هذا؟ أليست سنة الله من قبل ومن بعد-ولن تجد لسنة الله تبديلا،- اقتضت أن تكون الهداية بواسطة رسول يصطفيه الله من بين البشر، وأن يكون بيان الحق للناس وإظهار المعاني المكنونة في أصداف المتشابهات في الكتاب، آيات تجري على لسان ذلك الرسول الكريم، هذه هي سنة الله، وفيها يجد السائل الجواب الشافي،فهو من عندما يسأل ببساطة عن من الذي يأتي بالتأويل، فإنه يتلقى الجواب من سنة الله بنفس البساطة، أنه رسول جديد...!
وإذا تدبرنا في كتب الله المقدسة على اختلاف أسمائها المباركة، فإننا نجدها في الجزء الأكبر من آياتها- حافلة بذكر البشارات عن ظهور شخصين إلهيين في يوم اتفقت على تسميته باليوم الآخر، هذان الشخصان العظيمان هما *المهدي وعيسى* باصطلاح القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، * وعودت المسيح على يمين الأب السماوي* باصطلاح الإنجيل، و* ظهور رب الجنود وايليا* باصطلاح التوراه.
هذان المظهران الجليلان قد ظهرا فعلاً في إيران في سنة1260 -1844 م، فأعلن السيد *علي محمد* بأنه المهدي المنتظر، وإنه الباب والمبشر الذي علمه الله *البيان* كما جاء في سورة الرحمن، وإنه القائم من ذرية آل محمد (ص)الذي يملأ الأرض عدلاً ونوراً كما ملئت فسقاً وجوراً، كما ورد في الأحاديث الشريفه.
وأعقبه قيام *ميرزا حسين علي* فأعلن أنه *بهاء الله* الذي عن ظهوره أشار تعالى في القرآن الكريم :
"وأشرقت الأرض بنور ربها " وأنه المظهر الإلهي الذي وعدت به كتب الله المقدسة، وبه يجمع الله الأمم والشعوب على العدل والحق والسلام.
وجاءت كتبهما المباركة حافلة بتأويل المتشابهات ومفصلة ما أراد الله تفصيله من النظم والأحكام والمبادئ الجديدة، وبذلك يكون قد تم وعد الله...!
ولقد خلف النبي (ص) لأمته، كنزاً من أحاديثه الشريفة حتى لا يشتبه على أحد أمر هاتين الجوهرتين عند تلألئهما عن أصداف المتشابهات...
ودارت أكثر من خمسة آلاف آية من ستة آلاف مجموع آيات القرآن الكريم حول التشويق، والتبشير، والتصريح، والتلويح، بهذين المظهرين المباركين، فقصص الأولين تمثل جانب العبرة والتحذير، أما جانب البشارة فيتمثل في *مجيء الرب وملائكته *ومجيء الله* ليحكم بين الناس بالعدل، وفي قيام الروح وظهور البينة و" رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة فيها كتب قيمة" البينة (1الى3) كل هذه البشارات والإنذارات بجانب الأحاديث الشريفة، قصدت إعداد الأمة لليوم الموعود الذي تتجلى فيه، كل هذه الحقائق الربانية، وتتحقق الوعود الإلهية، ولم تكن مهمة الأئمة الأثنى عشر -وآخرها الإمام محمد بن حسن العسكري سنة 260هـ - إلا تشويق المسلمين وتشجيعهم على أتباع المعروف والبعد عن المنكر وإقامة شريعة الله ترقباً ليوم الله
من كتاب النباْ العظيم






Thursday, October 4, 2007

هل الله تعالى خلق الشر فى الوجود؟؟


بيان أنّ ليس في الوجود شر

إنّ بيان حقيقة هذه المسألة صعب جدّاً، فاعلم أنّ الكائنات على قسمين: جسمانيّ وروحانيّ، حسّيّ وعقليّ. يعني أنّ قسماً من الكائنات حسّيّ والآخر ليس محسوساً بل معقولاً. فالحسّيّ هو ما يدرك بالحواسّ الخمس الظّاهرة كهذه الكائنات المشهودة الّتي تراها العين وهذا ما يقال له الحسّيّ، وأمّا العقليّ فهو ما لا وجود له في الخارج بل يدرك بالعقل، مثلاً إنّ العقل نفسه معقول ولا وجود له في الخارج، وجميع أخلاق الإنسان وصفاته لها وجود عقليّ لا حسّيّ، يعني أنّ الصّفات حقائق معقولة لا محسوسة، وقصارى القول أنّ الحقائق المعقولة كصفات الإنسان وكمالاته الممدوحة كلّها خير صرف ولها وجود وعدمها هو الشّرّ، فالجهل عدم العلم، والضّلالة عدم الهداية، والنّسيان عدم الذّكر، والبلاهة عدم الدّراية، وكلّ هذا عدم وليس له وجود، وأمّا الحقائق المحسوسة فهي خير محض أيضاً، وعدمها هو الشّرّ، يعني أنّ العمى هو عدم البصر، والصّمم هو عدم السّمع، والفقر هو عدم الغنى، والمرض هو عدم الصّحّة، والموت هو عدم الحياة، والضّعف هو عدم القوّة، ولكن قد يجول بالخاطر شبهة وهي أنّ للعقرب وللأفعى سمّاً فهل هذا خير أم شرّ، مع أنّ هذا الأمر وجوديّ، نعم العقرب شرّ لكن بالنّسبة لنا، والأفعى شرّ لكن بالنّسبة لنا أيضاً، أمّا بالنّسبة إلى نفس كلّ منهما فليسا شرّاً. بل إنّ السّمّ سلاحهما الذي يحافظ كلّ منهما به على نفسه، ولكن لمّا كانت عناصر ذلك السّمّ غير موافقة لعناصرنا، يعني هناك تضادّ بين عناصرنا وعناصره، فمن أجل هذا كان العقرب والأفعى بالنّسبة للإنسان شرّاً، ولكنّهما في الحقيقة بالنّسبة لنفسيهما خير.
وخلاصة القول أنّه من الممكن أن يكون شيء بالنّسبة إلى شيء آخر شرّاً، ولكنّه في حدّ ذاته ليس شرّاً، إذاً ثبت أنّه لا شرّ في الوجود، وكلّ ما خلق الله خير، فالشّرّ يرجع إلى الإعدام، مثلاً الموت عدم الحياة وعدم إمدادها للإنسان هو الموت، والظّلمة عدم النّور فإذا لم يكن نور فهو الظّلمة، فالنّور أمر وجوديّ ولكنّ الظّلمة ليست بأمر وجوديّ، بل أمر عدميّ، والغنى أمر وجوديّ أمّا الفقر فهو أمر عدميّ.

(إذاً تبيّن أنّ جميع الشّرور راجعة إلى العدم. فالخير أمر وجوديّ والشّرّ أمر عدميّ.(حضرة عبد البهاء)


Wednesday, October 3, 2007

مفهوم القضاء والقدر



فى القضاء والقَدَر

السّؤال: هل القضاء المذكور في الكتب الإلهيّة أمر محتوم وإذا كان أمراً محتوماً فما فائدة الاحتراز منه؟

الجواب: القضاء قسمين: أحدهما محتوم والآخر مشروط
والذّي يقال له معلّق، فالقضاء المحتوم هو الذّي لا تغيير له ولا تبديل، والقضاء المشروط هو ممكن الوقوع، مثلاً القضاء المحتوم في هذا المصباح أن يحترق الدّهن وينتهي، وإذاً يكون انطفاؤه محتوماً لا يمكن التّغيير ولا التّبديل لأنّه قضاء محتوم، وكذلك خلقت قوّة في هيكل الإنسان ولمّا تزول تلك القوّة وتنتهي لا شكّ أنّه يتلاشى كالدّهن الموجود في هذا السّراج حينما يحترق ينطفئ يقيناً. وأمّا القضاء المشروط فهو كإطفاء السّراج بهبوب ريح شديدة مع بقاء الدّهن، هذا هو القضاء المشروط فالاحتراز واليقظة والمحافظة والاحتياط من هذا مثمر ومفيد.أمّا القضاء المحتوم الذّي هو كانطفاء السّراج عند إنتهاء دهنه فإنّ هذا لا يقبل التّغيير ولا التّبديل ولا التّأخير، ولا بدّ من أن يقع وأن ينطفئ السّراج

السّؤال: إذا كان اللّه يعلم أنّه سيصدر عمل ما من شخصٍ وثبت ذلك بالقدر في اللّوح المحفوظ فهل يمكن مخالفة ذلك؟
الجواب:
العلم بالشّيء لا يكون سبباً لحصوله لأنّ علم اللّه محيط بحقائق الأشياء قبل وجودها وبعد وجودها على حدّ سواء ولا يكون سبباً لوجود الشّيء وهذا من الكمال الإلهيّ، فمثلاً النّبوّات التّي جاءت على لسان الأنبياء بالوحي الإلهيّ الخاصّة بظهور الموعود في التّوراة لم تكن هي السّبب في ظهور حضرة المسيح، فقد أوحى إلى الأنبياء بأسرار المستقبل المكنونة ووقفوا على ما سيقع وأخبروا بها ولم يكن علمهم هذا ونبوءاتهم سبب حصول الوقائع، مثلاً يعلم كلّ إنسانٍ في هذه اللّيلة أنّ الشّمس ستطلع بعد مضيّ سبع ساعات، فعلم جميع النّاس هذا لا يكون سبب تحقّق طلوع الشّمس، إذاً فعلم اللّه لا يكون أيضاً سبباً لحصول صور الأشياء في عالم الإمكان بل هو مقدّس عن الزّمان الماضي والحال والاستقبال، وهو عين تحقّق الأشياء لا سبب تحقّقها، وكذلك ذكر الشّيء وثبوته في الكتاب لا يكون سبب وجود الشّيء. فالأنبياء اطّلعوا بالوحي الإلهيّ أنّه هكذا سيكون، مثلاً اطّلعوا بالوحي الإلهيّ على أنّ المسيح سيستشهد وأخبروا به فهل كان علم الأنبياء واطّلاعهم على هذا سبباً لشهادة حضرة المسيح؟ لا بل هذا الاطّلاع كمال للأنبياء لا سبب حصول الشّهادة، والرّياضيّون يعلمون بالحساب الفلكيّ بحصول الخسوف والكسوف بعد مدّة معيّنة، ويقيناً أنّ علمهم هذا لا يكون سبباً لوقوع الخسوف والكسوف، هذا من باب التّمثيل لا من باب التّصوير.(حضرة عبد البهاء)


Powered By Blogger