Sunday, October 21, 2007

ليلة القدر


"شهر رمضان الذى اُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمهُ......._البقرة184)


ماذا عن ليلة القدر؟؟؟؟ هل هى كما تظُنُ العقول بأن ليلة القدر هى الليلة التى أنزل فيها القرآن؟؟؟؟؟؟؟ كيف ونحن نعلم ان القرآن الكريم امتد وحيه على مدار 23 سنة ولم ينزل دفعةً واحدة فى ليلة القدر!!!!!!!!!!!!!!!!
تعالى معى عزيزى القارئ لكى نقرأ معاً ونفهم معاً مغزى هذه الليلة-ليلة الليالى-ليلة القدس-غرة أيام الله-قرة عين الابداع-مطلع العصر الأعز الأكرم-مبدأ القرن المبارك الأفخم.

سر ليلة القدر خير من ألف شهر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {القدر/1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {القدر/2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {القدر/3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {القدر/4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {القدر/5} (سورة القدر)

كلمة "قدر" تعني القوة و القدرة و النفوذ و الاحترام و القيمة. و قد استعملت هذه الكلمة في سبع مواضع مختلفة من القرآن الكريم. و قد انزل الله تعالى في كتابه العزيز سورة مكونة من خمس آيات في تعظيم واجلال ليلة القدر و وصفها بأنها خير من ألف شهر و هذا امر يستحق التمعن و الإنتباه. ما هي ليلة القدر؟ و لماذا هي خير من ألف شهر؟
لنتامل جليا، لماذا استخدم الله تعالى اصطلاح "ألف شهر". لا بد من وجود مغزى خاص له لأن الله لا يستخدم كلمة او حرفا دون سبب او معنى و لكنني لم أجد أي تفسير لذلك في أي كتاب و لكن بعد التفكير و التامل حول هذه النقطة بالذات وصلت إلى نتائج معينة توضح مغزى "ألف شهر". ألف شهر تعادل 83 سنة و أربعة أشهر و هذه المدة هي المدة التي قضاها الشيخ أحمد الأحسائي و أتباعه أيضا سيد كاظم رشتي و تلاميذه في تحضير و إعداد المسلمين لظهور موعودهم المنتظر. طبقا لكتاب "المعجم البهائي الأساسي" ولد الشيخ أحمد في عام 1743م و توفي عام 1826م عن عمر يناهز الخامسة و الثمانين عاما، و إذا طرحنا 17 سنة من عمره و هي فترة طفولته و تعلمه فيكون الناتج 68 سنة و هي الفترة التي قضاها الشيخ أحمد في إعداد الناس ليوم الظهور (من 1760 حتى 1826م) و عندما توفي خلفه أحد تلاميذه و هو السيد كاظم الرشتي. و استمر السيد كاظم لمدة خمسة عشر عاماً مثل سلفه العظيم في تعليم الناس و تهيئتهم لظهور الموعود، و خلال هذه الفترة استطاع إن يجعل عددا كبيرا من تلاميذه مستعدين لقبول مطلع الأمر الإلهي القادم و قد توفي السيد كاظم الرشتي في 31 ديسمبر 1843م. و في 22 يناير 1844م رجع أحد تلاميذه الممتازين و هو الملا حسين إلى كربلاء من أصفهان و آخذ يشجع تلامذة السيد على الانتشار في جميع الجهات للبحث عن موعودهم و محبوبهم. و قد وصل الملا حسين نفسه إلى شيراز مساء يوم 222 من شهر أيار (ماي) عام 1844م. و خلال تلك الليلة الميمونة كان هو أول من آمن بالشخص الموعود. إن جميع فترات الشيخ احمد و السيد كاظم و الملا حسين قبل إعلان دعوة حضرة الباب يبلغ 83 سنة و أربعة أشهر كالتالي:
- الفترة التي أعد فيها الشيخ أحمد الناس:68 سنة
- الفترة التي درس و علم فيها السيد كاظم الناس 15 سنة.
- الفترة التي فيها رحل و بحث تلامذة السيد كاظم عن محبوبهم و مولاهم أي من 22 يناير إلى 22 مايو 1844م هي أربعة أشهر
المجموع 83 سنة و أربعة أشهر. و يسمي الذكر الحكيم هذه الفترة ألف شهر. إن نتيجة كل هذه الآلام التي احتملت و الجهود التي بذلت خلال الألف شهر هي ظهور السيد علي محمد الباب في ليلة القدر.

أما بالنسبة لذكر نزول الملائكة و الروح في ليلة القدر فإن كلمة ملائكة تعني ملائكة الإلهام و الوحي و كلمة الروح تعني الظهور السماوي و قد جاء في موضع آخر من القرآن الكريم بأن الملائكة و الروح سيصطفون معا و سوف لن يتكلم أحد دون أن يأذن له الله
: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا {سورة النبأ آية 38}
و وردت كلم الروح بمعنى الوحي الإلهي في عدة مواضع
: أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {النحل/1} يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ {النحل/2}
(
سورة النحل آيات 1-2) و هنا إشارة واضحة على الأمر الإلهي الجديد واقع و أن الوحي سيستمر و سينزل على من يشاء من عباده. و في موضع آخر: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الشعراء/192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {الشعراء/193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {الشعراء/194} (سورة الشعراء آيات 192-194) و هنا إشارة لنزول روح الوحي الأمين على الرسول (صلعم) بالقرآن الكريم على الرسول المصطفى الكريم ليكون نذيرا لما سيأتي من بعده. و جاء في موضع آخر: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ {غافر/15} (سورة غافر آية 15) في إشارة تؤكد أن الله يصطفي من يشاء من عباده ليلقي عليه روح الوحي.
و بناء على ذلك فليلة القدر هي ليلة نزول الوحي و ستشهد هذه الليلة المجيدة نزول الوحي والفيوضات الإلهية من سماء الوحي في تلك الليلة التي لا يعرف احد مدى قيمتها و عظمتها سوى الله تعالى و من اصطفاهم من عباده
.
الشيخ أحمد الإحسائي) و خليفته(كاظم الرشتي.) و تلميذه الملا حسين علموا و اعدوا الناس لاستقبال الظهور القادم لمدة ألف شهر أو 83 سنة و أربعة أشهر. و في النهاية تشرف الملا حسين بمحضر حضرة الباب و قبل دعوته في ليلة 23 مايو (أيار) من عام 1844م و ذلك بعد ساعتين و إحدى عشر دقيقة من غروب الشمس و أعلن بأنه هو المهدي الموعود الذي انتظره الناس لمدة ألف سنة و في تلك الليلة المباركة انزل حضرة الباب كتاب "أحسن القصص" و استمر في محادثته مع الملا حسين و انزل عدة آيات له طيلة تلك الليلة و عندما إذن مؤذن لصلاة الفجر من مسجد قريب سمح حضرة الباب للملا حسين بالعودة إلى أصحابه. و كل إنسان منصف يستطيع إن يرى مدى وضوح الآيات المذكورة في التنبؤ بظهور حضرة الباب في القرآن الكريم.

ليلة القدر هي ليلة ميلاد هذا الظهور المبارك
في لوح طبيب بعنوان "قد ذكر ذكره لدى الوجه" مخاطباً لباقر يتفضل حضرة بهاءالله جلّ شأنه:

"وأمّا ما سئل في ليلة القدر قل قد ظهر يوم الأعظم وطافت حوله ليلة القدر بعد الذي أظهرناها وزيّناها بطراز إسمنا المنيع، لمّا قضت لا ينبغي ذكرها تمسّك بيوم الأعظم الذي فيه تجلّى الله على كل الأشياء إنّ ربّك لهو الحاكم على ما يريد، قد فسّرها مَن بشّر الناس بظهوري إنها زُيِّنت بما نزلت فيها الهاء التي انشعبت منها بحور الأسماء أن اعرف وكن من الشاكرين. في ظاهر الظاهر إنها ليلة فيها وُلد محبوب العالمين ونزل ذكرها في لوح الذي زيّناه بهذا الذكر العزيز البديع..."
("مائدة آسماني"، المجلد 1، الصفحة 7
)
في لوح لحضرة بهاءالله يتفضل بما يلي:

"الرؤوف الكريم الرحيم"
"أن يا ملأ الغيب والشهود أن افرحوا في أنفسكم ثم استبشروا في ذواتكم بما ظهر ليلُ الذي فيه حُشرت الأكوار ودُوِّرت الأدوار وبُعثت الليالي والأنهار وميقات الأمر من لدن مقتدر قدير... وهذه ليلةٌ قد فُتحت فيها أبواب الجنان وسُدّت أبواب النيران وظهر رضوان الرحمن في قطب الأكوان... فيا بشرى لهذا الليل الذي استضاء منه كلّ الأيام ولا يعقل ذلك إلاّ كلّ موقن بصير. وقد طافت في حوله ليالي القَدْر ونُزِّلت فيه الملائكة والروح بأباريق الكوثر والتسنيم... وفيه تزلزلت أركان الجبت وسقط الصنم الأعظم على وجه التراب وانعدمت أركان الشرور وناحت المَنَاتُ في نفسها ثم انكسر ظهر العُزّى وظل وجهه مُسودّاً بما طلع فجر الظهور وفيه ظهرت ما قرّت به عيون العظمة والجلال ثم عيون النبييّن والمرسلين فيا حبّذا لهذا الفجر الذي ظهر بالحق عن مطلع عزٍّ منير... فيا حبّذا من هذا الفجر الذي فيه استوى جمال القِدم على عرش اسمه الأعظم العظيم وفيه وُلد من لم يلد ولم يولد فطوبى لمن يتغمّس في بحر المعاني من هذا البيان ويصل إلى لئالئ العلم والحكمة التي كُنزت في كلمات الله الملك المتعالي المقتدر القدير. فيا حبّذا لمن يعرف ويكون من العارفين. قل هذا فجرٌ نزلت فيه قبائل ملأ الفردوس ثم ملائكة القدس... قل هذا فجرٌ فيه غُرست شجرة الأعظم... قل هذا فجرٌ فيه ظهر كينونة المكنون وغيب المخزون وفيه أخذ جمال القدم كأس البقاء بأنامل البهاء وسقى أولاً بنفسه ثم أنفقه على ملأ الإنشاء... فيا حبّذا من هذه السدرة التي ارتفعت بالحق ليستظل في ظلّها العالمين. أن يا قلم الأعلى فامسك زمامك تالله الحق لو تنطق وتذكر نغمات الأثمار من شجرة الله لَتَبْقى وحيداً في الأرض لأن الناس كلّهم يَفِرُّنَ عن حولك... فيا حبّذا من أسرار التي لن يقدر أن يحملها أحد إلاّ الله الملك العزيز الجميل
..."
(رسالة الأيام التسعة الصفحات 48-53)
ومن لوح آخر بخصوص ميلاد حضرة بهاءالله:

"هو الله"
"أن يا معشر العشّاق تالله هذه لليلة ما ظهر مثلها في الإمكان... ثم نادى الله عن خلف سرادق القدس والإحسان بأنَّ هذه لليلةٌ وُلدت فيها حقيقة الرحمن... قل هذه لليلةٌ قُدِّر فيها مقادير الجود والفضل... قل يا ملأ العُشّاق قد أشرق جمال المعشوق من غير حجاب وقمصان... قد طلع جمال المحبوب عن أفق القدس... وقد ظهرت الحجة والبرهان بما قامت القيامة بقيام الله بمظهر نفسه القِدْمان... وَلَجَتِ الأدوار وتلجلجت الأكوار وتبهّجت الأنوار بما تجلّى الله على كلّ دوحةٍ ذات أفنان... تالله قد خُرقت الحُجبات وحُرقت السُّبُحات وكُشفت الدلالات ورُفعت الإشارات من ذي قدرة وقَدْران وإن هذا لفضلٌ من الله العلي المنّان
..."
(رسالة الأيام التسعة، الصفحات 55-58)

"يا ليلة القدس ، عليك من التحيات اكملها وابهاها ومن الصلوات اطيبها وازكاها ، يا قرة عين الابداع وغرّة ايام الله ومطلع العصر الاعز الاكرم ومبدأ القرن المبارك الافخم ، بحلولك فتح باب الاعظم على وجه العالم وظهر السر الاكتم وسطع النور الاقدم وامتد الصراط الاقوم وعبقت روائح الروح على كل الامم . بذكرك استفرح الخليل فى قلبه واستبشر الكليم فى ذاته و استجذب الروح بكليته ، واهتز الحبيب طربا فى نفسه ، وسبّح وهلل اهل ملا العالين من الكروبين والقديسين والملائكة المقربين . بكِِِ انارت الارضون والسموات ، وفيك بعثت الليالى ومنكِ استضاء الايام وحولك طافت ليلة القدر وبظهورك ابتسم ثغر الوجود وتشهق طاووس الاحديه فى قطب الجنان ودلع ديك العرش حول حرم الكبرياء وتموج البحر الاحمر وظهر جمال الورد وكشف النقاب عن جمال المعشوق بشأن تحيرت افئدة النبيين والمرسلين . طوبى الف طوبى لمن َعرف شأنك وحفظ حرمتك وشهد آثارك واستفاض من فيوضاتك وافتخر باسرارك و اقرّ واعترف بسلطانك ومقامك المتعظم المتعزز المتعالى المشعشع المقدس الباذخ الفريد.


ولنا لقاء آخر وليلة الليالى-ليلة القدر-----فانتظرونا بعد أيامٍ قليلةٍ.........

2 comments:

Baha'i Family - اسرة بهائية said...

مدونة جميلة وموضوعات رائعة شيقة
شكرا لك بما اسعدتينا بالابحار في محيط الكلمات الالهية واستخراج اصدافها ولئالئها

Baha'i Family - اسرة بهائية said...

مدونة جميلة وموضوعات رائعة شيقة
شكرا لك بما اسعدتينا بالابحار في محيط الكلمات الالهية واستخراج اصدافها ولئالئها

Powered By Blogger