Friday, September 24, 2010

معنى الملائكة في الآية الكريمة النازلة في سورة المدثر


معنى الملائكة في الآية الكريمة النازلة في سورة المدثر

{ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا }

فاعلم أن لفظ الملك واحد الملائكة والملائكة في اللغة العربية توافق لفظًا ومعنى ما في اللغة العبرانية حيث أنها مأخوذة من الأصل السامي الذ منه اشتقت اللغات السريانية والعبرانية والعربية والآشورية والكلدانية وهو يفيد معنى المالكية والاستيلاء على شيء فكما أنه أطلق لفظ الملك والملائكة في الكلمات النبوية المحفوظة في الكتب السماية على النفوس القدسية والأئمة الهداة لخلعهم ثياب البشرية وتخلقهم بالأخلاق الروحانية الملكوتية فملكوا زمام الهداية وصاروا ملوك ممالك الولاية كأهنم أعطوا سلطة مطلقة في سعادة الناس وشقاوتهم وهدايتهم وضلالتهم وهذا هو معنى الولاية المطلقة التي جاءت في الأخبار ولذا سمي سيد الأبرار وأمير الأبراربقيم الجنة والنار كذلك أطلق هذا اللفظ في الكلمات النبوية على رؤساء الأشرار وأئمة الضلال حيث أنهم قادة الفجّار يقودونهم إلى النار ولذا أطلق عليهم لفظ الملائكة كما أنه أطلق عليهم لفظ الأئمة في قوله تعالى { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار } وفي الكتب المقدسة العتيقة أيضًا أطلق لفظ الملاك والملائكة عليهم كما جاء في سفر الرؤية في الإصحاح التاسع بعد إخباره عن ظهور الخلافة الجائرة الأموية والمملكة العضوضية المروانية في الدورة الإسلامية بقوله ( ولها ملاك الهاوية ملكًا عليها اسمه بالعبرانية ابدون وباليونانية ابوليون ) وهذا على حسب الترجمة البروتستانتية * واما على حسب ترجمة اللاتينيين أي الكاثوليك فهكذا ( ولها ملاك وهو ملاك الهاوية اسمه بالعبرانية ابدون وباليونانية ابوليون أي مهلك ) والمقصود هم أئمة الضلال ورؤساء تلك الخلافة الظالمة التي أساءت سياسة الأمة الإسلامية حتى أدت أخرتها إلى الذل والهوان والتهلكة والخسران كما تراه وتعلمه بالمشاهدة والعيان والله تعالى أعلم بما ينتهي إليه عاقبة تلك الأمة الأسيفة والملة الغافلة من غلبة أعداءهم وسوء نية رؤسائهم وجهل أوليائهم وتخاذلهم وخمولهم وغفلتهم وذهولهم مما يبكي العيون ويثير الشجون ويدمي القلوب ويهيج الكروب فلنترك هذا الذكر المحزن والأمر المشجي المشجن ولنرجع إلى ما كنا نتكلم فيه فإن داء هذه الأمة داء أعي كل نبيه وعز دواؤه على كل فطن * وجاء في الآية السابعة من الإصحاح الثاني عشر من هذا السفر أيضًا ( وحدث حرب في السماء ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وملائكته ولم يقودوا فلم يوجد بعد ذلك مكانهم في السماء فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله طرح إلى الأرض وطرحت معه ملائكته . )

والمقصود بميخائيل هو مظهر أمر الله وبالملائكة أوليائه وأحبائه كما أن المقصود من التنين العظيم والحية القديمة أو الشيطان وملائكته هم رؤساء الظلم وأئمة الضلال وأتباعهم وأشياعهم لأنه روح الضلالة تجلت وظهرت باسم الخلافة الجائرة والملك المعضوض حيث أن رؤساءها قاوموا المظاهر المقدسة وحاربوا العترة النبوية حتى أودت بالأمة الأسيفة إلى الهلاكة الأبدية والذلة الدائمة * أن الديانات كلها أبواب للدخول في جنة رضاء الله تعالى أو أن تشريعها وظهورها كذلك تصير أبوابًا للدخول في جهنم بسخط الله حين نسخها وتغييرها مثلا كما أن الديانة الموسوية وشريعة التوراة كانت بابا للجنة ودخلت منها نفوس كثيرة في حوزة رضاء الله كذلك عين هذه الديانة صارت بابًا لجهنم في ظهور سيدنا عيسى عليه السلام فدخلت منها نفوس كثيرة في نار سخط الله لان اليهود بسبها أنكروا روح الله وخالفوا أمر الله وكذلك الديانة النصرانية كما أن في أول تشريعها دخلت نفوس كثيرة في النار لان النصارى بسببها أنكروا رسول الله وكذّبوا نبي الله ودخلوا في نار سخط الله وهكذا سائر الأديان في سائر الأديان في سائر الأزمان وكما أن الباب صح إطلاقه على الديانات لانها أبواب دخول الخلق في جنة الرضا كذلك أطلق في الكلمات على الأنبياء وكبار الأنبياء بمناسبة المعنى الذي ذكرناه ولذا جاء في زيارة الجامعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام هذه العبارة ( أنتم باب الله المؤتى والمأخوذ عنه )

وإليه أشير في الآية الكريمة { فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه رحمة وظاهره من قبله العذاب } فالمراد بملائكة النار في الآية المباركة هو هذه الرجال من أصحاب الدجال وأئمة الضلال. واما في هذا الدور الحميد والكور المجيد فعدوا أبواب النار ثلاثة وهؤلاء أيضًا ملائكة الجحيم وقادة أصحاب الشمال إلى العذاب الأليم وعلو مقامهم وسمو مراكزهم صار سبب افتتان الجهال وإضلال أصحاب الشمال كما يدلك عليه قوله تعالى

{ انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب } وفي كل دور وزمان توجد لكلمات الله تعالى مصاديق يعرفها أهل الإيمان وحملة القرآن ومخازن الحكمة ومطالع البيان حيث أن روحي الهداية والضلالة دائمًا ساريتان في الخلق وينبوع الكفر والإيمان تجريان بين نوع الإنسان في طول الأزمان وليس لظهور الله حد محدود وميعاد مخصوص فإنه جلّت قدرته ناظر دائمًا في قلوب عباده وأفئدة خلقه فإذا رأى فيها استعدادًا للقوب والإقبال يظهر الأمر في الحال فلابد أن تكون مصاديق كلماته موجودة في كل الأزمان وأبواب الجنة مفتوحة في جميع الأحيان * ( أبو الفضل كليايكاني الإيراني )

وذلك في 30 من شهر شوال المكرم سنة 1318


Friday, September 10, 2010

عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم وأنتم له كافرون وعنه معرضون (13)


عفواً يا أمة الإسلام

قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم وأنتم له كافرون وعنه معرضون

(13)

روى العلامة سهل بن عبدالله التوسترى فى تفسيره عن عكرمة بن عباس(رض) أنه قال سالت رسول الله(ص) فى مَ النجاة غداً فقال:" عليكم بكتاب الله عز وجلّ فإن فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم من دينكم الذى تعبّدكم به الله عزّ وجلّ". إلى آخر الحديث. فترى أن رسول الله(ص) أخبر أمته بأن فى القرآن نبأ من قبلهم من الأمم وخبر من بعدهم من الأمم وحكم ما بين أمته وهو يخاطب هذه الأمة المحمدية . فإذاً يريد بالأمم الآتية والماضية امم الرسل وهى أمم الاجابة فالأمم الآتية هى التى تتكون بإرسال الرسل لها كما تكوّنت أمة موسى وأمة عيسى والأمة المحمدية بإرسال رسلها لها فخبر تلك الأمم بالقرآن كما كان خبر الأمة المحمدية فى الانجيل والتوراة وخبر الأمة العيسوية فى التوراة وغيرها من الكتب المقدسة القديمة فإذا يأتى بعد انتهاء أجل هذه الأمة المحمدية رسل تتعاقب وتكوّن امماً.

براهين الطريق الثالث

ع-هل وردت بشائر بشأن السيد على محمد الباب وبهاءالله فى الكتب السماوية المتقدمة وهل فى القرآن شيء من ذلك؟

س- نعم. ان البشائر عنهما كثيرة جداً ولا سيما فى القرآن الكريم فكما جاء التبشبر عن سيدنا محمد(ص) فى الكتب السماوية المتقدمة كما قال تعالى" الذين يتبعون النبى الأمى الذي يجدونه مكتوبًا عندهم فى التوراة والانجيل"(الاعراف:156) فكذلك كل رسول يأتى بعده لا بُد له بشائر فى الكتب المتقدمة عليه.

ع- اذاً اسمعنى تبشيراً من القرآن الكريم بشأن السيد على محمد الباب.

س-ان الآيات التى بشأن السيد على محمد الباب بالقرآن الكريم كثيرة منها قوله تعالى:"أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى امامًا ورحمة اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تكن فى مرية منه انه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون"(هود:17).

قال العلامة البغوي فى تفسيره"الذي على بينة من ربه محمد ويتلوه شاهد منه أي يتبعه من يشهد له بصدقه".

فعلى هذا الذي يعقب محمدًا(ص) هو الذى يشهد له على صدق ما ادعى من الرسالة ويقتضى ان يكون رسولاً مستقلاً بشريعة غير تابعة لمحمد(ص) والا فكل تابع لمحمد(ص) يقول:( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله) أى يشهد بصحة رسالة محمد(ص) فلا بُد إذًا أن يكون هذا الشاهد غير تابع لمحمد(ص) بل مستقلاً برسالة وتشريع ولم نر بعد محمد (ص) من ادعى رسالة أو تشريعاً غير السيد على محمد الباب قد شهد لمحمد(ص) وصدقه برسالته ودعواه وهذا الشاهد هو منه أى من ذريته ونسله والضمير هنا يرجع إلى من كان على بينة من ربه وهو محمد(ص) كما تقدم والسيد على محمد الباب هو من ذرية فاطمة من نسل محمد(ص) ومثل هذا الشاهد المتأخر مجيئه بعد محمد(ص) شاهد آخر متقدم بمجيئه عن محمد(ص) وهو كتاب موسى عليه السلام وهذا المتأخر امامًا ورحمة للناس والرسل هى رحمة لأممها قال تعالى(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)(الانبياء:107) اولئك يؤمنون به فالاشارة من اولئك ترجع إلى الذين يقولون افتراء فى الآية الرابعة قبل قوله أفمن كان على بينة من ربه والمراد بهم كل من كذب محمدًا(ص) من مشركين ونصارى ويهود ومجوس وغيرهم فقد وعد الله سبحانه وتعالى ان الذين كذبوا محمداً(ص) يؤمنون بهذا التالى أعنى السيد على محمد الباب وكذلك كان الامر فقد آمن به الآن ممن قد كذبه من مشركين وموسويين وزردشتيين(مجوس) ومسيحيين وغيرهم لم يكونوا قد آمنوا بمحمد(ص) من قبل وكانوا يقولون افتراء ولا بُد أن يعم الايمان العالم أجمع بهذا التالى أعنى السيد علي محمد الباب تبعاً لايمانهم ببهاء الله.ثم أن الله عز وجل توعد بالنار من كفر بهذا التالي ولم يؤمن به قال عز من قائل:-

(ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده) أى كفر به من اية فرقة من الفرق فالنار موعده وهى جزاؤه وهل يجازى إلا الكفور (فلا تك فى مرية منه) أى فى شك من أحقية مايجيء به أنه الحق من ربك وهذا الخطاب وان كان موجهاً لمحمد(ص) فانه يراد به الأمة ولكن أكثر الناس سيؤمنون أي به فى دورته ففيها لم يؤمن به إلا القليل من الايرانيين وبعضاً من العرب فضلاً عن العالم كله ولكن الناس سيؤمنون به تبعاً لإيمانهم ببهاءالله فقد تبين لنا من صريح هذه الآية الكريمة خمس علامات لهذا التالي لمحمد(ص).

الأولى-أنه من ذرية محمد(ص) وكذلك كان علي محمد الباب.

الثانية-أنه يشهد لمحمد(ص) بصدق ما جاء به وكذلك كان السيد على محمد الباب.

الثالثة-أنه امامًا والامام القدوة ويكون بمعنى الرسول قال تعالى لابراهيم عليه السلام:"انى جاعلك للناس امامًا"(البقرة:124) والرسل رحمة لأممها وقدوة وهكذا كان السيد علي محمد الباب رسولاً وقدوة لتابعيه.

الرابعة-ان بعض الذين لم يؤمنوا بمحمد(ص) وقالوا أنه مفتر يؤمنون بهذا التالي وكذلك وقع فآمن بالباب نصارى ويهود ومشركون وغيرهم.

الخامسة-ان الذين لا يؤمنون به هم أكثر الناس وكذلك الباب كان الذين آمنوا به فى دورته قليلون –فهل تريد أكثر من هذا وضوحاً على صحة ما جاء به السيد على محمد الباب.

وكان على مقربة من هذين الفاضلين أعنى-(ع،س)-رجل يهودى اسمه عزرا قد كان يسمع لحديثهما من حين البدء به فقال:-

عزرا-أفى كتاب موسى شهادة لمحمد على صحة دعواه؟

س-ان فى التوراة كثير من الشهادات على صدق ما جاء به محمد(ص) وإليك الآية الواحدة والعشرين وما بعدها من الاصحاح الثامن عشر من سفر التثنية تشهد لمحمد (ص) على صدق كل من جاء بمثل ما جاء به محمد(ص) وانطبقت العلامات التى فيها عليه وهى"وان قلت فى قلبك كيف تعرف الكلام الذى يتكلم به الرب فما تكلم به النبىباسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذى لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبى فلا تخف منه" والمراد بما تكلم به النبى هى نفس دعواه فان نفذت فى النفوس واطاعه الناس وانقادوا إليه فذلك هو النبى المرسل الصادق لأن الرسول انما يقول للناس ويتكلم به باسم الرب هو قوله آمنوا بى واطيعونى واتبعوا بما آمركم به وما جئتكم به من تشريع فان نفذت كلمته هذه فيهم وانقادوا له واطاعوه فقد صار ما تكلم به باسم الرب فيعلم أنه صادق فيما ادعاه وان لم تنفذ فيهم كلمته ولم يطع أو اطيع ولم يلبث إلا وارتد عنه كل من صدقه فيعلم أنه كاذب فى دعواه الرسالة لأن الذى تكلم به لم يحدث ولم يصر فالفارق بين الصادق والكاذب من مدعى الرسالة هو نفوذ كلمة الصادق فى من ارسل إليهم باطاعتهم له وانقيادهم لما جاء به والكاذب بعكس ذلك انظر كيف ان معلم الناموس غمالائيل أحد علماء الفريسيين أمر الكهنة أن يتركوا الرسل الذين كانوا يعلمون شعب اسرائيل باسم المسيح وشأنهم وقال لهم ان كان هذا العمل من الله فلا تقدرون عليه وان كان من الناس فسوف ينتقض وهذه الحادثة جاءت فى اعمال الرسل:الآية الرابعة والثلاثون من الاصحاح الخامس وإليك نصها:-

"فقام فى المجمع رجل فريسى اسمه غمالائيل معلم الناموس مكرم عند جميع الشعب وأمر أن يخرج الرسل قليلاً ثم قال لهم ايها الرجال الاسرائيليون احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس فيما أنتم مزمعون أن تفعلوا لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلاً عن نفسه أنه شيء الذى التصق به عدد من الرجال نحو اربع مئة الذى قتل وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء بعد هذا قام يهوذا الجليلى فى أيام الاكتتاب وازاغ ورائه شعباً غفيراً فذلك أيضاً هلك وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا والآن أقول لكم تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه ان كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض. وان كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه لئلا توجدوا محاربين لله أيضاً فانقادوا إليه ودعوا الرسل وجلدوهم واوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ثم اطلقوهم".

فاذا علمت هذا فمحمد(ص) أليس قد نفذت كلمته فى الناس وعمّ الإيمان به وانقاد لأمره من لايحصى من الامم والشعوب اذاً فمحمد(ص) صادق فى دعواه وهذه احدى شهادات كتاب موسى لمحمد(ص) وقس على سيدنا محمد(ص) كل من جاء بمثل ما جاء به محمد(ص) وصدق واتبع فهو الصادق فيما جاء به كالسيد على محمد الباب وبهاءالله.

ع- هذه الآية من التوراة تطابق بمعناها الآيات التى اوردتها وبرهنت بها على التفريق بين الصادق والكاذب من مدعى الرسالة بالطريق الأول.

س-فما جاء من الله لا يختلف بعضه عن بعض وبمثل هذا الدليل استدل المسيح عليه السلام على صحة دعواه ايضاً كما جاء فى انجيل.( يوحنا الاصحاح الخامس الآية 31)

" ان كنت أشهد لنفسي فشهادتى ليست حقاً الذي يشهد لى هو آخر وانا أعلم أن شهادته التى يشهدها لي هي حق أنتم أرسلتم لي يوحنا فشهد للحق وانا لا أقبل شهادة من انسان ولكنى أقول هذا لنخلصوا أنتم كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة وأما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا لأن الاعمال التى أعطانى الاب لاكملها هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هى تشهد لي أن الأب قد أرسلنى والأب نفسه الذى أرسلني يشهد لي ولم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته وليست لكم كلمته ثابتة لكم كلمته ثابته فيكم لأن الذى أرسله هو لستم أنتم تؤمنون به.فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهى التي تشهد لي ولا تريدون أن تأتوا إليّ لتكون لكم حياة".

فالمسيح عليه السلام استشهد كما رأيت فى هذه الاية على أن اكمال الاعمال التى جاء بها هى تشهد له والاعمال التى جاء بها هى دعوة الناس لاتباعه والايمان به واطاعته واكمالها هى أن تستجيب الناس لدعوته وتؤمن به وتطيعه فيما أمر فإذا حصل هذا فقد كملت اعماله وكمال اعماله هى تشهد له على صدق دعواه أفرايت كيف تطابقت الكتب السماوية الثلاثة على أن استجابة الدعوة والثبوت عليها لرسول جاء بتشريع جديد دليل على صدقه ثم أن المسيح عليه السلام استشهد بشاهد آخر وهو شهادة الكتب له ويعنى بها الكتب السماوية السابقة.

ولما كان اكمال الاعمال التى جاء بها المسيح شاهد على صدقه فكذلك هو شاهد على صدق محمد(ص) وصدق كل مدع دعوى مثل دعوة المسيح ومحمد عليهما الصلاة السلام وكالسيد على محمد الباب وبهاءالله فهذه الكتب السماوية قد تظافرت على أن هذا الدليل هو دليل صدق مدعى الرسالة.(من كتاب-التبيان والبرهان)


Powered By Blogger