Tuesday, October 16, 2007

من اللئالئ والمعانى

بيان حضرة عبد البهاء حول استكبار إبليس الذي هو استكبار علماء الظاهر ضد رسل الله و مظاهر أمره

ومثلهم كمثل إبليس لمّا نظر إلى جسم آدم قال إنّني أشرف من آدم ولكنّه لم ينظر إلى روح آدم ولم يشاهد روح آدم. ولمّا كان جسم آدم من التّراب فإنّه شاهد ذلك ولم يرَ روحه فاستكبر. ولولا ذلك لسجد له.
وكذلك الأمر يوم ظهور المظاهر الإلهيّة. فبما أنّ النّاس ينظرون إلى الجانب البشريّ فيهم ويرونهم مثل أنفسهم لهذا فإنّهم يستكبرون عليهم ويعترضون عليهم ويعتدون عليهم ويظلمونهم ويخالفونهم ويحاولون قتلهم. إذن يجب عليكم أن لا تنظروا إلى الجانب البشريّ في المظاهر المقدّسة الإلهيّة بل يجب أن تنظروا إلى حقيقتهم فتلك الحقيقة السّاطعة الّتي تنير الآفاق وإنّ تلك الحقيقة السّاطعة الّتي تنير العالم البشريّ وإنّ تلك الحقيقة السّاطعة الّتي تخلّص النّفوس من النّقائص وإنّ تلك الحقيقة السّاطعة الّتي توصل الجامعة البشريّة إلى أعلى درجات الكمال هي فوق التصوّر البشريّ.
إذًا يجب أن لا ننظر إلى الزّجاج لأنّنا إذا نظرنا إلى الزّجاج هو مادّة من البلّور نحرم من الأنوار وعلينا أن ننظر إلى السّراج أي إلى النّور الّذي يشرق من هذا الزّجاج وهو فيض حضرة الألوهيّة وتجلّيها الظّاهر في الزّجاج البشريّ فإذا نظرنا بهذه النّظرة فإنّنا لا نحتجب.(خطب حضرة عبد البهاء في أوروبا و امريكا ص 349)

بيان معاني النصوص المقدسة في ما يخص النبي نوح والطوفان
* أما ما تفضل به حضرة بهاء الله في كتاب الإيقان فهو إشارة إلى دورة نوح المصرح بها في القرآن الكريم و في سورة العنكبوت قوله تعالى: "و لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون". وأما جملة ناح نوح تسعمئة و خمسين سنة فهي إشارة إلى الروايات الإسلامية المروية عن الأئمة الأطهار التي أوردها العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن حضرة الصادق يقول: كان اسم نوح عبد الملك و إنما سمي نوحا لأنه بكى خمسمائة سنة.
(قاموس الإيقان ج3 ص 1662-1664)
*أما بالنسبة للطوفان المذكور في القرآن الكريم و نجاة من ركب في سفينة نوح فإنه كناية عن سفينة الأمر التي من دخل فيها ينجو من غضب الله عز وجل ذكره و كذلك في هذا الأمر المبارك فقد شبهت السفينة الحمراء بشريعة الله و لا يركبها إلا أهل البهاء أي المؤمنون بهذا المر المبارك. وقد أورد حضرة الأعلى جل ذكره ذكر السفينة الحمراء في كتاب قيوم الأسماء، كما ذكرت في العديد من ألواح حضرة بهاء الله و في لوح ملاح القدس.
نوح التاريخي
* أما على المستوى التاريخي فلا توجد دلائل مادية أو تاريخية عن وقوع أحداث قصة نوح بالتفاصيل التي راجت لعدة قرون بين الناس فالأبحاث الجيولوجية والعلمية التجريبية تنفي بشكل صريح وبأدلة قاطعة وقوع طوفان أغرق قرات الأرض على الأقل خلال العشرة ألاف سنة الأخيرة من حياة البشرية وما قيل عن الوجود الفعلي لسفينة نوح الخشبية ما هو إلا خيال أسطوري قائم على مفاهيم خاطئة لمضامين النصوص المقدسة. و خلال القرن التاسع عشر أثناء كشوفات العالم الفرنسي بوتا في أطلال مدن الأشوريين شمال العراق عثر على لوح مكتوب بالمسمارية يتضمن ملحمة جلجميش الشعرية الدينية و قد وردت من جملة محتوياته الهامة قصة "أتونبشتيم" الذي بنى سفينة كبيرة و حمل الحيوانات ومن معه من البشر عليها ونجى من الطوفان الذي أغرق المدن الخمس السومارية الخمسة "أريدو"،"كيش"، "أوروك"،لكش... وكشفت الدراسة العلمية لأثار حضارة بلاد الرافدين أن هذه الملحمة الشعرية قد آخذها الأشوريون عن البابليين الذي بدورهم آخذوها عن الآكاديين حيث عثر على أقدم نسخة من تلك الملحة مكتوبة بالأكادية 2300 ق م ولا شك في أنها كانت منقولة عن التراث الديني السوماري.
وهذا ما دفع العديد من المختصين إلى الإعتقاد بأن عزرا الكاهن كاتب وصايا الرب قد اقتبس قصة نوح من التراث الديني لبلاد الرافدين ودونه إلى جانب بقية ما كتبه من القصص عن بداية الخلق و نشأة البشرية على الأرض الواردة في سفر التكوين. فجل قصص سفر التكوين تحمل العديد من أوجه التشابه مع محتويات النصوص الدينية لحضارة بلاد الرافدين
.

No comments:

Powered By Blogger