Wednesday, October 3, 2007

مفهوم القضاء والقدر



فى القضاء والقَدَر

السّؤال: هل القضاء المذكور في الكتب الإلهيّة أمر محتوم وإذا كان أمراً محتوماً فما فائدة الاحتراز منه؟

الجواب: القضاء قسمين: أحدهما محتوم والآخر مشروط
والذّي يقال له معلّق، فالقضاء المحتوم هو الذّي لا تغيير له ولا تبديل، والقضاء المشروط هو ممكن الوقوع، مثلاً القضاء المحتوم في هذا المصباح أن يحترق الدّهن وينتهي، وإذاً يكون انطفاؤه محتوماً لا يمكن التّغيير ولا التّبديل لأنّه قضاء محتوم، وكذلك خلقت قوّة في هيكل الإنسان ولمّا تزول تلك القوّة وتنتهي لا شكّ أنّه يتلاشى كالدّهن الموجود في هذا السّراج حينما يحترق ينطفئ يقيناً. وأمّا القضاء المشروط فهو كإطفاء السّراج بهبوب ريح شديدة مع بقاء الدّهن، هذا هو القضاء المشروط فالاحتراز واليقظة والمحافظة والاحتياط من هذا مثمر ومفيد.أمّا القضاء المحتوم الذّي هو كانطفاء السّراج عند إنتهاء دهنه فإنّ هذا لا يقبل التّغيير ولا التّبديل ولا التّأخير، ولا بدّ من أن يقع وأن ينطفئ السّراج

السّؤال: إذا كان اللّه يعلم أنّه سيصدر عمل ما من شخصٍ وثبت ذلك بالقدر في اللّوح المحفوظ فهل يمكن مخالفة ذلك؟
الجواب:
العلم بالشّيء لا يكون سبباً لحصوله لأنّ علم اللّه محيط بحقائق الأشياء قبل وجودها وبعد وجودها على حدّ سواء ولا يكون سبباً لوجود الشّيء وهذا من الكمال الإلهيّ، فمثلاً النّبوّات التّي جاءت على لسان الأنبياء بالوحي الإلهيّ الخاصّة بظهور الموعود في التّوراة لم تكن هي السّبب في ظهور حضرة المسيح، فقد أوحى إلى الأنبياء بأسرار المستقبل المكنونة ووقفوا على ما سيقع وأخبروا بها ولم يكن علمهم هذا ونبوءاتهم سبب حصول الوقائع، مثلاً يعلم كلّ إنسانٍ في هذه اللّيلة أنّ الشّمس ستطلع بعد مضيّ سبع ساعات، فعلم جميع النّاس هذا لا يكون سبب تحقّق طلوع الشّمس، إذاً فعلم اللّه لا يكون أيضاً سبباً لحصول صور الأشياء في عالم الإمكان بل هو مقدّس عن الزّمان الماضي والحال والاستقبال، وهو عين تحقّق الأشياء لا سبب تحقّقها، وكذلك ذكر الشّيء وثبوته في الكتاب لا يكون سبب وجود الشّيء. فالأنبياء اطّلعوا بالوحي الإلهيّ أنّه هكذا سيكون، مثلاً اطّلعوا بالوحي الإلهيّ على أنّ المسيح سيستشهد وأخبروا به فهل كان علم الأنبياء واطّلاعهم على هذا سبباً لشهادة حضرة المسيح؟ لا بل هذا الاطّلاع كمال للأنبياء لا سبب حصول الشّهادة، والرّياضيّون يعلمون بالحساب الفلكيّ بحصول الخسوف والكسوف بعد مدّة معيّنة، ويقيناً أنّ علمهم هذا لا يكون سبباً لوقوع الخسوف والكسوف، هذا من باب التّمثيل لا من باب التّصوير.(حضرة عبد البهاء)


3 comments:

Unknown said...

الشيخ محمد متولي الشعراوي وصف هذا الموقف من قبل عن طريق التشبيه عندما قال
الاب عندما يعطي ابنه مبلغا من المال ويقول له اشتري ما تريد ، لكنه يعلم يقينا ان طفله سوف يشتري به (( شيكولاتة ))وهو متأكد من ذلك لكنه قال له اشتر ما تريد
وبالفعل يشتري الطفل ( الشيكولاته ) رغم ان والده لم يجبره ولم يحثه على ذلك مطلقا

http://thedayunique.blogspot.com/ said...

elgarida عزيزى
سعدت بك وبزيارتك، صدق هنا الشيخ الشعراوى وكان وصفه يبين المضمون وبيان المفهوم. تحياتى لك وفى انتظار مرورك الذى يضيف الكثير فى المعلومه والطرح.
تحياتى
راندا

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Powered By Blogger