Monday, September 15, 2008

قادة عمي يقودون عميانا

قادة عمي يقودون عميانا

متّى 14:15:" اتركوهم. هم عميان قادة عميان. وان كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة".

ان الله قد اخبرنا بواسطة اشعيا بأحوال رؤساء الأديان الذين يسمون" بالحراس المراقبين" . فهم وان كانوا يترقبون مجئ المسيح لكنهم لا يفهمون معنى النبوات فهماً حقاً ولا يجاهدون في البحث لفهم ذلك.

اشعيا 10:56:" مراقبوه عمي كلهم، لا يعرفون. كلهم كلاب بُكم لا تقدر ان تنبح . حالمون مضطجعون محبو النوم

11: والكلاب شرهة لا تعرف الشبع وهم رعاة لا يعرفون الفهم . التفتوا جميعاً الى طرقهم كل واحد الى الربح عن أقصى".

وتدل نبوة اشعيا هذه علي انها تشير إلى وقت المنتهى وقد وبّخ يسوع الرؤساء الدينيين في زمانه بالعبارات التالية:-

متى 4:23:"فانهم يحزمون احمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها علي اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها بإصبعهم.

5: وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم.

13: لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس. فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون.

15: ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم اكثر منكم مضاعفاً".

لوقا 45:19:" ولما دخل الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه

46: قائلا لهم مكتوب ان بيتي بيت الصلاة وانتم جعلتموه مغارة لصوص.

47: وكان يعلّم كل يوم في الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون ان يهلكوه".

متى 23:23:" ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك .

24: ايها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل

25: ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تنقون خارج الكأس والصفحة وهما من داخل مملؤآن اختطافا ودعارة.

26: ايها الفريسي الأعمى نق اولا داخل الكأس والصفحة لكي يكون خارجهما أيضاً نقيا

27: ويل لكم الكتبة والفريسيون المرآؤون لأنكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة .

28: هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثما".

ولرجال الكهنوت في كل عصر ميل الي عدم الاكتراث بل السماح للدين ان ينحط ويتدنى ويتحول الي طقوس مفصلة لكن النبوات تنطق بوضوح انه سيأتي وقت يبدل الله هذه الأمور ويقيم راعيا يرعى الأغنام ويهديها ويطعمها ويرشدها بالعدل ويقوم الجميع من قبور المادية والتجاوز عن الحق الي نسمات روحانية من ادراك القانون الالهي والعيش بوئام وصفاء بخبز الحياة الحقيقي. وأي شئ اصرح من العبارة التالية:

حزقيال 2:34:" يا ابن آدم تنبأ علي رعاة اسرائيل تنبأ وقل لهم. هكذا قال السيد الرب للرعاة. ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون انفسهم الا يرعى الرعاة الغنم".

10:" هكذا قال السيد الرب هانذا علي الرعاة واطلب غنمي من يدهم واكفهم عن رعي الغنم ولا يرعى الرعاة انفسهم بعد فأخلّص غنمي من افواههم فلا تكون لهم مأكولا

11: لأنه هكذا قال السيد الرب هانذا اسأل عن غنمي وافتقدها".

16:" وأطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح وابيد السمين والقوي وارعاها بعدل".

23:"وأقيم عليها راعياً واحداً فيرعاها عبدي داود هو يرعاها وهو يكون لها راعيا.

24: وأنا الرب أكون لهم آلها وعبدي داود رئيسا في وسطهم. أنا الرب تكلمت".

28:" فلا يكونون بعد غنيمة للأمم ولا يأكلهم وحش الأرض بل يسكنون آمنين ولا مخيف".

ملاحظة: عاش حزقيال حوالي سنة600 ق.م. وعاش داود حوالي سنة1000 ق.م. فالواضح اذا ان حزقيال لا يشير الي داود ابن يسي والد سليمان النبي ولا يشير لي المسيح ولو ان داود هو جد يوسف زوج مريم ام عيسى ومع هذا المسيح كان ابن الله بينما يسمى حضرة بهاء الله دائما بالآب ويسمى عبد البهاء برجعة الابن في مجد أبيه وينادي عبد البهاء في ألواحه بأنه ليس الا عبدا لبهاء الله وقد عينه بهاء الله بعده راعيا للبهائيين ورئيسا لهم وقد فصل عبد البهاء في ألواحه ووصاياه أسس النظم الاداري الذي وضعه الآب. كما ان قول حزقيال "لا يكونون بعد غنيمة للأمم" و"لا مخيف لهم" لا يشير الي مجئ حضرة المسيح الذي بظهوره بدأ تشتت اليهود بل يشير إلي وقت المنتهى.

وينذرنا حضرة بهاء الله بكلماته التالية مرة أخرى ويحذرنا من الرعاة الغافلين المرائيين بقوله الأحلى:

"أيها الجهلاء المعروفون بالعلم!

لماذا تدعون في الظاهر بأنكم الرعاة ثم غدوتم في الباطن ذئاب أغنامي، إنما مثلكم كمثل نجم ما قبل الصبح، فهو درى منير في الظاهر، إلا أنه في الباطن سبب إضلال قوافل مدينتي ودياري وهلاكها . (مترجم عن الكلمات المكنونة الفارسية)

"قل يا معشر العلماء لا تزنوا كتاب الله بما عندكم من القواعد والعلوم انه لقسطاس الأعظم وانه بنفسه لو أنتم تعلمون ... يا معشر العلماء هل يقدر أحد منكم ان يستن معي في ميدان المكاشفة والعرفان أو يجول في مضمار الحكمة والتبيان لا وربي الرحمن كل من عليها فان وهذا وجه ربكم العزيز المحبوب...... يا قوم انا قدرنا العلوم لعرفان المعلوم وانتم احتجبتم بها عن مشرقها الذي به ظهر كل امر مكنون. لو عرفتم الأفق الذي منه اشرقت شمس الكلام لنبذتم الأنام وما عندهم واقبلتم الي المقام المحمود ..... انا ما دخلنا المدارس وما طالعنا المباحث اسمعوا ما يدعوكم به هذا الأمي إلي الله الأبدي انه خير لكم عما كنز في الأرض لو أنتم تفقهون" (من كتاب الأقدس)

ويتفضل حضرته في كتاب الايقان :" ان علماء العصر في كل الأزمان كانوا سببا لصد العباد ومنعهم عن شاطئ بحر الأحدية لأن زمام هؤلاء العباد كان في قبضة قدرتهم فكان بعضهم يمنع الناس حباً للرياسة والبعض الآخر يمنعهم لعدم العلم والمعرفة. كما انه باذن علماء العصر وفتاويهم قد شرب جميع الأنبياء سلسبيل الشهادة وقد طاروا إلي أعلى أفق العزة. فكم ورد علي سلاطين الوجود وجواهر المقصود من ظلم رؤساء العهد وعلماء الذين الذين قنعوا بهذه الأيام المحدودة الفانية ومنعوا أنفسهم عن الملك الذي لا يفنى كما حرموا عيونهم من مشاهدة أنوار جمال المحبوب ومنعوا آذانهم عن استماع بدائع نغمات ورقاء المقصود ولهذا ذكرت احوال علماء كل عصر في جميع الكتب السماوية" (الايقان ص11)

وماذا سيحدث في ذلك اليوم الذي فيه سيمجد الرب وحده؟ "هكذا قال السيد الرب هانذا أسئل عن غنمي واتفقدها": ان هذه العبارة تعني انه لابد لازالة العقبات التي تقف في سبيل السلم العالمي ان تمحى كل سلطة غير سلطة الله وكل تسلط وفوضى وسوف لا يبقي فريسيون "يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل" بل ستطهر القوة الالهية المكان المقدس وعما قريب ستتحقق كلمات ارميا.

ارميا 35:25:" ويبيد المناص عن الرعاة والنجاة عن رؤساء الغنم.

36: صوت صراخ الرعاة وولولة رؤساء الغنم لأن الرب قد أهلك مرعاهم".

والراعي الذي كان حتى الآن يقود عباد الله ويحب من صميمه الخير الوفير والسعادة للعالم سيبتهج ويجتمع معهم في مجامعهم ليتعاون مع الخطة الإلهية في سبيل عصر جديد من السلم يدوم الف سنة وعرفان هذه النفس المقدسة وتأسيس ملكوته على الأرض هو الطريق الوحيد الذي به يميز بين المرائين والأخيار وبهذه الطريقة توجه ويتوجه الكثيرون الي الله ويحافظون علي الشروط التي وصفها لهم الطبيب الالهي والتي هي ضرورية لتأسيس ملكوت الله علي الأرض كما سبقت به النبوات. فيجب ان يبتهج رجال الكنيسة لأن دورة ألف سنة من السلم ستكون أعلى من أى شيء عرفه العالم ماديا وروحانياً.وقد أنبأنا فوق هذا بأن بعض الرعاة سيتعاونون للتغلب على قوة الله وقهرها ولكن من ذا الذي سيكون أعمى حتى يتبع العمى وينال الخسران الأليم؟ ويصف أشعيا هذه الأمور بالكلمات التالية:

اشعيا 4:31:" لأنه هكذا قال لي الرب كما يهرّ فوق فريسته الأسد والشبل الذي يدعى عليه جماعة من الرعاة وهو لا يرتاع من صوتهم ولا يتذلل لجمهورهم هكذا ينزل رب الجنود للمحاربة.

5: كطيور مرفة هكذا يحامي رب الجنود عن اورشليم يحامي فينقذ يعفو فينجّي.

6: ارجعوا الي الذي ارتد بنو اسرائيل عنه متعمقين ".

ولتفسير الآية السادسة التي اقتبسناها هنا نقول ان حضرة بهاء الله كما هو معلوم قد أوضح حقيقة المسيح ايضاحاً تاماً وقبل أن يصبح اليهودي بهائياً ينبغي عليه ان يعترف بأن المسيح مظهر إلهي لأنه مالم يتم هذا فمن المستحيل عليه ان يعترف بأن حضرة بهاء الله مظهرإلهي كذلك لأن كليهما واحد في الروح ولو ان جسديهما كانا مختلفين ولقد"ارتد بنو اسرائيل عنه متعمقين" لكنهم برجوعهم اليه سينالون فضل الآب مرة أخرى ولا خوف على الذين قد صفت قلوبهم وتوجهوا بوجوههم إلى الله وقد كتب حضرة ولي أمر الله ما يلي:-

" ان الظهور الذي كان حضرة بهاء الله منبعه ومركزه لا ينسخ أي دين من الأديان التي سبقته ولا يحاول اقل محاولة ان يقلل من شأنها أو يشوهها بل يعارض كل أمر يرمى الي تصغير شأن أي نبي من الأنبياء السابقين أو بتر حقيقة تعاليمهم الخالدة ولا يتعارض في أي حال مع الروح التي تحيا بها مدعياتها ولا يحاول تقويض أسس تعلق أي انسان بقضيتها بل يعلن ان هدفه الأول هو ان يمكن كل فرد من معتنقي هذه الأديان من الوصول إلى فهم اكمل للدين الذي يتسمى به ومن الحصول علي ادراك اوضح لمقاصده فلا هو متعصب في عرض حقائقه ولا هو متعند في تأكيد مدعياته.وتدور تعاليمه حول المبدأ الأساسي القائل بأن الحقيقة الدينية ليست مطلقة بل نسبية وان الظهور الالهي متطور من سلم الارتقاء ولا نهاية لتطوره وهو يدعى بكل صراحة وبدون أدنى تحفظ او احتياط ان كل الأديان المؤسسة في العالم الهية في أصلها متطابقة في أهدافها متكاملة في عملها متتامة في مقصودها ضرورية لابد منها في نفعها للبشر..... وان الخصام علي ان الدين الفلاني آخر الأديان وان الظهورات الالهية قد انتهت وان أبواب الرحمة الالهية قد اغلقت فلا تطلع شمس مرة أخرى من عالم القدس وان محيط الفضل قد سكنت أمواجه وانقطع ظهور رسل الله من خيمة المجد القديم ليس في الحقيقة الا كفرا وضلالا" (مترجم عن كتاب نظام حضرة بهاء الله العالمي ص 57-58).

"ومن يستطيع وهو يرى خيبة البشرية وبؤسها في هذا اليوم ان يشك في ضرورة ظهور جديد لقوة محبة الله المنقذة وهدايته المنبهة؟..... ومن الأعمى الذي يشك في ان الساعة قد دنت لمجئ ظهور جديد وتأسيس مقصد إلهي ولإنعاش القوى الروحانية التي أحيت في فترات معينة مقدرات الهيئة الاجتماعية البشرية ؟ والا تتطلب القوى الموحدة للعالم الدائبة علي عملها في هذا العصر ان لا يكتفي حامل رسالة الله في هذا اليوم بالتأكيد علي نفس تلك المثل العليا لسلوك الفرد التي اقرها الأنبياء السابقون فحسب بل يجب ان يحتوي نداؤه لجميع الحكومات والأمم علي أسس ذلك القانون الاجتماعي وذلك الاقتصاد الالهي الذي يجب ان يقود جهود الأمم المتناسقة الى تأسيس اتحاد شامل يرمز الي مجيء ملكوت الله علي الأرض؟..... وهذا الدين هو وحده من بين جميع الظهورات التي سبقته قد نجح في اقامة صرح يجب ان يقترب منه اتباع المذاهب المتمزقة المفلسة المنذهلون ويفحصوه فحصاً دقيقاً ويستظلوا في حمى سلامة ملجأه العالمي المنيع قبل فوات الأوان ... والي أي شيء تشير كلمات حضرة بهاء الله ان لم تشر إلى القوة والجلال اللذين قدر للنظام الاداري الذي هو نواة الحكومة العالمية المحيطة المقبلة ان يظهرهما فيتفضل "قد اضطرب النظم من هذا النظم الأعظم واختلف الترتيب بهذا البديع الذي لم تر عين الابداع شبهه" (مترجم عن كتاب نظام حضرة بهاء الله العالمي ص146).

No comments:

Powered By Blogger