Friday, September 5, 2008

تطور الوحي الإلهي

تطور الوحي الإلهي

مرقس 26:4 : " وقال: هكذا ملكوت الله كأن انسانا يلقي البذار علي الأرض
27 : وينام ويقول ليلا ونهارا والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف.
28: لأن الأرض من ذاتها تاتي بثمر. اولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن في السنبل.
29: وأما متى أدرك الثمر فللوقت يرسل المنجل لأن الحصاد قد حضر."

لقد تطورت المدنية الآن وبلغت عهد الحصاد ولهذا فهي تحتاج إلي وحي إلهي أرقي من أي وحي سابق. وفكرة تطور الوحي الإلهي في سلم الارتقاء مشروحة كذلك في التعاليم البهائية فقد ورد فيها: " ان دين الله دين واحد وجميع الأنبياء جاء لتعليمه فهو امر حي نام وليس بأمر ميت غير متطور. ففي تعاليم موسى يمكننا أن نرى أكمام الزهرة وفي تعاليم المسيح نرى الزهرة مفتحة وفي تعاليم بهاء الله نرى الثمرة من الزهرة ولا تناقض بين الزهور وبين اكمامها ولا بين الزهرة وبين الثمرة بل انما يتمم كل منهما الآخر ولابد من سقوط الأكمام حتى تتفتح الزهرة ولابد من سقوط أوراق الزهرة حتى تنمو وتنضج الثمرة. فهل كانت الأكمام والأوراق بدون فائدة أو جدوى حتى نصغر من شأنها ؟ كلا بل انها كانت في وقتها ضرورية وبدونها لا يمكن ان تحصل الثمرة وهكذا الحال في التعاليم الإلهية المختلفة تتغير ظواهرها من عصر إلى آخر ولكن كل دين متمم لسابقه ولا يخالفه بل يكمله وهذه الظواهر أطوار مختلفة لدين واحد كان في وقت من الأوقات كالبذرة ثم كالكم ثم كالزهرة والآن دخل في دور الثمرة (من كتاب بهاء الله والعصر الجديد للدكتور اسلمنت ص127 الترجمة العربية).

وهناك حجر عثرة عظيم يقف في سبيل الوحدة الدينية هو الاختلاف المشهود بين الوحي الذي جاء به غيره إلا أن الأفكار السابقة الناقصة اخذت بفضل الله تزول وتحل محلها افكار لائقة مقبولة وقد سبق للمسيحيين الأوائل ان اعلموا الناس تطور الوحي وتدرجه فقد جاء في:
اكورنثوس2:3: " سقيتكم لبناً لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن ايضاً لا تستطيعون ."
عبرانيين13:5: " لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لأنه طفل ."
وقد عرف حضرة المسيح أن البشرية لم تصل بهد درجة البلوغ حين تفضل :
يوحنا12:16: " أن لي امورا كثيرة ايضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن ."
فيجب ان ياتي بعد المسيح ظهور إلهي آخر قبل زمن الحصاد.
يوحنا16:14: " وانا اطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الي الأبد ."
تيطس31:2: " منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح ."
ويتفضل حضرة بهاء الله : " أيها الناس قد نزلت الكلمات وفقا للقابليات حتى يترقى الناشؤون . فالحليب ينبغي أن يعطى علي قدر الطفل حتى يدخل العالم في ملكوت العظمة ويستقر في فناء الوحدة " ( من كتاب بهاء الله والعصر الجديد ص 126)
" بالحليب يقوى الطفل وبه يستطيع ان يهضم فيما بعد الاطعمة الصلبة. واذا قلنا أن احد الأنبياء كان علي صواب حين نادى ببعض التعاليم في وقت مخصوص وان نبياً آخر علي ضلال حين قدم تعاليم غيرها في وقت آخر فان قولنا هذا يصبح كقولنا بأن الحليب احسن غذاء للطفل الحديث الولادة ويجب أن لا يعطى غير الحليب طعاما للرجل البالغ أيضاً وان اعطاء أي طعام آخر اليه يكون خطأ كبيراً ( بهاء الله والعصر الجديد ص126)
عبرانيين 12:5: " لأنكم إذ كان ينبغي أن تكونوا معلمين لسبب طول الزمان تحتاجون ان يعلمكم أحد ما هي اركان بداءة اقوال الله وصرتم محتاجين الى اللبن لا الى طعام قوي .
13: لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لأنه طفل .
14: وأما الطعام القوي فاللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة علي التمييز بين الخير والشر ".
1 بطرس2:2: " وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به".
وكما تتجدد الطبيعة في كل ربيع بفضل القوة الباعثة الموقظة كذلك يبعث الله في البشر حين وآخر روحاً إلهياً . فحضرة المسيح قد بعث تعاليم حضرة موسى واكملها وفقاً لما تنبأ به حضرة موسى. وحينما يجدد الله فيوضات قانونه الروحاني من عصر لعصر عن طريق مظاهره البشرية الذين يأتون الى الأرض لهذا الهدف المعروف تتبدل نسمات الأرض فتمكن بذلك جميع المخلوقات من ان يظهروا صفات الله بنحو اكمل وأتم وحينئذ توهب أوامر جديدة أعلى من التي سبقتها .
يوحنا 13: 34" وصية جديدة أنا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم أنا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا".
ولأجل تقديم هذا التعليم الجديد إلى البشرية لبعث الحياة في تعليم حضرة موسى كان من الضروري ان يظهر مظهر إلهي جديد اذ لا يكون الربيع اذا لم تظهر اوراق وازهار جديدة ولهذا ارسل الله الي البشرية معلما في هيئة ابنه ومع هذا فقد يتمسك البعض في هذا اليوم بأن القانون الذي جاء به حضرة موسى والتعاليم التي جاء بها حضرة المسيح يكفيان على مدى الدهور ولا يمكن ان يكون هناك شئ مهم يضاف اليهما.
وكما تنبأ حضرة موسى عن مجيء خلفه حضرة المسيح كذلك المسيح تنبأ شخص سيأتي بعده:
يوحنا 16:14: " وانا اطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الي الأبد".
يوحنا 26:15: " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الآب الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي".
يوحنا7:16: " لكني اقول لكم الحق إنه خير لكم ان انطلق لأنه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي ولكن ان ذهبت ارسله اليكم .
8: ومتى جاء يبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلى دينونة".
12: " ان لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن .
13: وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الي جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية".
ومقصود حضرة المسيح من كلمة المعزي في الاصحاح السادس عشر هو مجئ شخص ملهم بالالهامات الربانية سيظهر بعد حضرة المسيح وليس مقصود حضرته بكلمة المعزي ما فسره الكثيرون بأنه روح القدس المجرد الذي حلَّ علي الحواريين بعد صعود حضرة المسيح وذلك "اولا لأن روح القدس كان ملازماً لحضرة المسيح في زمان وجوده علي الأرض في حين ان قوله " ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي " دليل على ان المعزي ما كان موجودا في زمن حضرة المسيح وثانيا ان الحواريين اذا لم يستطيعوا ان يتحملوا ويستوعبوا اسرار الحقيقة من الاقنومين الأعظمين الأول والثاني فكيف يستطيعون ان يتحملوها من الأقنوم الثالث وحده بعد صعود حضرة المسيح وثالثا ان قوله بأن روح الحق ذاك يتكلم بما يسمع دليل على انه شخص ملهم بالالهامات الربانية وبمنبع الوحي الالهي بينما ليس لروح القدس اُذُن يسمع بها" (مترجم من مكاتيب حضرة عبد البهاء ج2 ص57)
والاصحاح السادس عشر هذا قد تضمن حوارا استعمل فيه ضمير"هو" احدى عشرة مرة ولم يذكر الضمير"أنا" . هذا وان الله منذ بداية التاريخ قد اعطى البشرية هدايته عن طريق كائن بشري يراه الناس: كائن يعلمهم بمثاله وشاكلته "لنعملن انسانا علي شاكلتنا ومثالنا". ومن هذا الكائن البشري تتعلم البشرية حب الله واحكامه فلا تتسكع في الظلام في سبل شتى بدون هاد أو دليل . ولو يريد الله ان تتعلم البشرية بواسطة روح قدس مجرد غير منظور لكان علمنا هذا منذ ا لبدء دون ان يرسل الرسل ولكان اعطانا تعاليم المسيح من عالم روحاني لا من هيكل انساني ولا من مثال بشري وبمثل هذه الكيفية سيكون مجيئه الثاني.
2 يوحنا:7: " لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً في الجسد . هذا هو المضلّ والضّدّ للمسيح".
وقد كتب حضرة بهاء الله في هذا الموضوع ما يلي : " من الواضح المعلوم لدى أهل العالم انه لما احرقت نار المحبة العيسوية حجبات اليهود ونفذ حكم حضرته نوعا ما حسب الظاهر ذكر ذلك الجمال الغيبي في يوم من الأيام لبعض من اصحابه الروحانيين أمر الفراق واشعل فيهم نار الاشتياق قائلا لهم :" اني ذاهب ثم اعود " وقال في مقام آخر" اني ذاهب ويأتي غيري حتي يقول ما لم اقله ويتمم ما قلته " وهاتان العبارتان هما في الحقيقة شئ واحد لو انتم في مظاهر التوحيد بعين الله تشهدون" (مقتبس من كتاب الايقان ص16)
وتتضمن ألواح حضرة بهاء الله ايضاحات كافية حول موضوع تطور الوحي الالهي وترقيه منها قوله عز بيانه " فانظر بطرف البدء فيما نظرت إلي آدم الأولى ثم من بعده إلي أن يصل الأمر إلي علي قبل نبيل .قل تالله كلهم قد جاؤوا عن مشرق الأمر بكتاب وصحيفة ولوح عظيم واوتوا كل واحد منهم علي قدر لهم وهذا من فضلنا عليهم إن انتم من العارفين...
حتى اذا بلغ الأمر الي وجهه العزيز المقدس المتعالي المنير إذا احتجب نفسه في ألف حجاب لئلا يعرفه من أحد..."
( من كتاب منتخباتي از آثار حصرت بهاء الله ص55-56 (رقم 31).

No comments:

Powered By Blogger