Wednesday, September 17, 2008

الأمة الوسط

الأمة الوسط

قال تعالى فى القران الكريم : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }البقرة143

ولكن ما معنى كلمة او اصطلاح الشهادة هنا فى تلك الاية وما معنى ان تكون الامة الاسلامية شهيدة على الناس ويكون الرسول شهيد عليهم

{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44

اذن الشهادة هنا تعنى الاقرار بما جاء فى كتاب الله من اوامر واحكام فلا نكتم الشهادة وعدم تحريف المعانى والمقاصد والمفاهيم الالهية المراد من اوامر الله ونواهيه لنشترى بتحريف تلك الايات ثمنا قليلا من متاع الدنيا وزخرفها ورضا الناس والعامة واشعال حماسة الاتباع والسلطان وقطع ما امر الله به ان يوصل بين وحدة الاديان السماوية وطمس جوهر رسله ورسالات وقد حكم الله بان من يفعل ذلك " فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " , وايضا " أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ "

ولفظة وسط تفيد بين سابق ولاحق ولم تعنى باى حال ان الامة الاسلامية جاءت وسطية فى مكارم الاخلاق وعدم الغلو فى الدين والتدين كما حاول البعض تفسيرها0

وفى حديث صحيح للرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامة يؤكد وسطية الامة الاسلامية بين الامم يقول : " القران فيه خبر من قبلكم وحكم ما بينكم ونبأ من بعدكم "

ويوثق القران الكريم هذا الحديث الشريف فيقول تعالى :

{أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ }التوبة70

وايات كثيرة تحكى نفس المعنى بنفس الكلمات كما فى سورة ابراهيم ايه 9 مثلا

وتعالوا حضراتكم نتأمل ونتدبر هذا الحديث الشريف وما جاء فى القران الكريم عن تاريخ تلك الامم السابقة الى توالت اليهم رسالات الله حاملة لهم الهداية والبشارة 0

{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ }القصص80

ولكن الامم السابقة لم تنصاع للاوامر الالهية واستكبروا وعاندوا رسل الله فتوالت الانذارات الالهية لتلك الامم لمن رفض التسليم لله والانقياد لشرائعه0

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }هود25

{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ }الشعراء142

وحاول سيدنا هود عليه السلام ان يعطى مثلا قريبا ليروا بأم اعينهم عذاب الله وعقابة

{وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ }هود89

الا ان تلك الامم لم تؤمن لرسل الله ولم تتعظ وتستفيد من الدروس والعبر التى ساقها الله اليهم فى ايات بلغت خمسة الاف اية لم تخلو منها سورة من سور القران

{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137

وانا اتمنى من حضراتكم ان تتأملوا فى سكون وفى تمعن تلك الاية الشريفة وقد امرنا الله فى القران ان نتدبر اياتة بمعنى ان نتفهم المراد والقصد من ايات الله 0فاذا كان الاسلام هو اخر الرسالات الالهية ولن يحدث للمسلمين المؤمنين بالقران ما حدث للاقوام السابقة من تكذيب للرسل لانه كما يعتقدون انه لا رسول بعد سيدنا محمد فلماذا طلب الله منهم فى القران ان يسيروا فى الارض لينظروا عاقبة المكذبين وسيقول البعض انها عظة وعبرة 0 نعم هى عظة وعبرة ولكن ما اثر هذه العبر اذا لم تكن تخويف وترهيب من ذات المصير مصير الاولين البائس0

فما ارسل الله رسولا لقوم الا كانوا به يستهزئون ويكذبون وكأنها سنة من سنن الخلق او الخلق الانسانى0

{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ }الشعراء105

{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ }الشعراء123

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ }الشعراء141

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ }الحاقة4

وازداد الناس البشر العقلاء مع الاسف تكبرا وقسوة حتى قال الله متعجبا

{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }يس77

والانكى والادهى انهم اجمعوا على حربهم للرسل واستمرأوا قتلهم وتكذيبهم وهنا كان لا بد من العقاب والجزاء الصارم لما اكتسبت ايدهم فدمر الله جمعهم وبدد شملهم0

{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }الحاقة7

{وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً }الفرقان37

{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }فصلت17 {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى }النجم51

وكانت سنة الله ان تظل كل اثار هذه الاقوام شاهدا لايموت ولا يفنى فجعلهم الله احاديث وروايات تحكى وتتلى فى كل الكتب المقدسة لغيرهم من الامم اللاحقة0

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ }المؤمنون44

والمعنى المتبادر الى الذهن ان هناك امما سابقة جاء خبرها فى القران الكريم واوضح الله اثارها وما جرى عليها عندما رفضت واستكبرت على الله وعلى رسلة فحاق بهم سوء العذاب0

هذا ما كان من خبر من قبلنا فماذا عن نبأ الذين من بعدنا أى بعد المسلمين ؟

جاءت وتوالت انذارات الله الينا فى ايات القران بالبشارات والوعدود والانذارات تماما كما جاءت لمن قبلنا مهددة منذرة فقال تعالى فى ايات بديعة مذكرا ومحذرا الناس والمؤمنين فى منتهى الصراحة والوضوح بأنهم لا يتوقعوا من الله شيئا الا سنن الله التى جرت وصدقت على كل السابقين من البشر0

(َهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ) فاطر43

(فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ) يونس102

{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137

ولقد رجوت حضراتكم ان تتأملوا تلك الآيات لان فيها نظر كبير ومعانى عظيمة وتحوى حكمة ربما اذا ما تدبرناها وتفهمناها تغير كثيرا من نظرتنا لهذا الكون0 فلماذا حكم الله باستمرار سريان سنن الاولين والغابرين علينا وخضوعنا لنفس القانون وعين الناموس القديم ؟ وفى رأى المتواضع ان هذه المساواة فى الاحكام بين خلق الله هى العدالة الالهية فى اروع صورها لانه لو حكم الله على الاولين بقانون ثم حكم على المحدثين بقانون اخر لحسبنا ان الله يكيل للناس بمكيالين ولما تساوت الموازين بين البشر ولذلك ظهرت الوحدانية الالهية فى وحدة ذلك المنهج الالهى العادل0

وايضا يأتى فى طيات كتاب الله القران ذلك التحذير الصريح 00 ذلك التحذير الذى لا يخص الماضى الذى انقضى وانتهى وحدة بل يشير الى المستقبل بكل تأكيد 0

( وَلاَتَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ) ال عمران105

ولم يتركهم الرسول عليه السلام يظنون ان هذا التحذير قد قصد به اقواما اخرين غيرهم فكان التحذير الصارخ فى حديث الرسول علية السلام ( والله لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع حتى اذا دخلوا جحر ضب دخلتموه فقالو اليهود يا رسول الله قال فمن ! )

وفى آية لها دلالة لا يخطأها الوجدان ولا تعمى عنها البصيرة يقول تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً }الأحزاب69 وهذه الاية فيها ثلاث مفاهيم

والذين كذبوا موسى كانت الأمة السابقة على مجيئه , فمنهم فرعون وهامان ومنهم من كان من المؤمنين برسالة يوسف علية السلام فاتهموا سيدنا موسى علية السلام بالكذب والكفر والسحر 000000 الخ

{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }الشعراء19

{قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى }طه63

ولكن الله اظهر براءته وجعله الأعلى ووجيها في الأرض وفى السماء 0والمعنى المستفاد من هذا التحذير الذي أطلقه القران الكريم – هو التحذير الواضح من إتباع سنن الأولين – بمعنى أن لا تكذب الأمة الإسلامية الرسول القادم إليها هو حضرة بهاء الله كما فعل السابقين لان الله سوف يظهر براءته من هذا التكذيب تماما كما فعل مع سيدنا موسى عليه السلام ويبرز مقامه العظيم 0 وإذا كان هناك مفهوم آخر لتلك الآية فلماذا قال الله لا تكونوا مثل تلك الأمة إذا لم يكن هناك رسول جديد ياتى 0 وأيضا تتوالى التحذيرات وتترى لمن له سمع فليسمع

وتتوالى ما ينتظره الناس من نبأ ما بعدكم كالغيث الهاطل0

فيقول الله (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ }ق41 -42

ومعنى المنادى هو رسول من عند الله كما يوضحه القران الكريم في سورة آل عمران آية 193

{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }آل عمران193

اما كلمة الحق فوهو الحق الذي لا ريب فيه توضحه الآية 91 من سورة البقرة

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ } البقرة91

ولا يصح ان نقول ان هذا الخطاب كان لليهود دون غيرهم فعندما يوجه الله الخطاب الى قوم من الاقوام لا يختص هذا الخطاب بهم وحدهم بل يكون خطابا يشمل كل الانسانية قديمها وحديثها ايضا فرحمة الله تعم وتشمل كل الناس والتحذير والتبشير لكل خلق الله دون تفرقة او تمييز فمثلا عندما عاتب الله سبحانه وتعالى رسوله قائلا:

{عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى }عبس1 – 3

فهل كان المقصود من هذا العتاب الرسول وحده أم هو ومن بعده الأمة بكاملها وكان الرسول عندما يرى شيئا ينكره من احد الناس وفرد بعينه لم يكن يوجه خطابه له وحدة بل كان يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا فكان خطابة شاملا وعاما للمحيطين من حوله ودرسا وعظة لمن يأتوا من بعده 0

{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً }الجن 26

ويجيب الله عنا عن هذا التساؤل قائلا ومؤكدا { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ }الذاريات5

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ }القمر6

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً }طه108

{مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ }القمر8

وأيضا من الأمور التي تترقبها الناس نزول المهدي وعيسى عليهم السلام

{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً }مريم33

وفى سور عديدة منها ال عمران والقيامة والاعراف ينتظرون بيان وتأويل القران لان الله اختص به علمه ووعد ببيان تأويلة

(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ) آل عمران 7

(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) القيامة19

(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) الاعراف 5

وفى معانى ذلك التأويل الذى سيوضح لكل الناس فيما كانوا فيه يختلفون تتضح ارادة الله وهيمنه حيث

(يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) الرعد35

وتفضل حضرة بهاء الله موضحا هذا المعنى فى سور ايوب متفضلا :

" قل أما نزل في الفرقان بقوله الحق كذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وفسرتم هذه الآية بأهواء أنفسكم وكنتم موقناً معترفاً بما نزل بالحق لا يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم... إذاً فسئل عنهم كيف يفسرون ما نزل من جبروت العزة على محمد عربياً وما يقولون في معنى الوسط لو ختم النبوة به فكيف ذكرت أمته وسط الأمم... وقالت اليهود تالله هذا الذي افترى على الله أم به جِنة أو كان مسحوراً. قالوا إن الله ختم النبوة بموسى... والذي يأتي من بعد يبعث على شريعتها... والذين أوتوا الإنجيل قالوا بمثل قولهم... قل قد بعث الله رسلاً بعد موسى وعيسى وسيرسل من بعد إلى آخر الذي لا آخر له بحيث لن ينقطع الفضل من سماء العناية يفعل ما يشاء ولا يُسئل عما يفعل وكلٌ عن كل شئ في محضر العدل مسئولاً." ( لوح أيوب ص 273 )0

والقصد أن البشرية وعدت بان هناك امة ستأتيهم بالبيانات مثل باقي الأمم ويحذرهم الله من رفضها والاستكبار على آياته وشرائعة التي جاءت مصدقة لما بين أيدي أتباع الأديان جميعا ومؤكدة بتواصل الرسالات واستمراريتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وفى خلال تلك الساعات العصيبة سوف نرى كيف ذلك اليوم الذى فيه (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ) الزمر69

(يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) النور25

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً }طه108

وساعتها تتضح سنة الله فى نصرة المؤمنين فينزع الملك ممن يشاء ويهبه لمن يشاء من عباده الصالحين

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء }آل عمران26

{ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ }البقرة251

وقضى وعد الله ان يجعل هؤلاء المؤمنين الائمة ويجعلهم الوارثيين فيستخلفهم فى الارض ويجعلهم وارثوا ملكوت الله0

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ }النور55

ويؤكد التوراة هذا المبدأ " انجيل متى اصحاح الحادى والعشرين اية 43 " لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامة تعمل اثماره "

وعلى هذه السنة جاءت ايضا الامة الاسلامية وعليهم ان يعوا المراد من كلمات الله تماما فقال تعالى مشيرا الى هذا المصير لكل امم الارض قائلا :

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } يونس13 – 14


No comments:

Powered By Blogger