عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم وأنتم له كافرون وعنه معرضون-(4)
حديث-روى ابن عساكر عن كيسان عن أبيه أن رسول الله(ص) قال:-
(ينزل عيسى بن مريم عند باب دمشق عند المنارة البيضاء لستة ساعات من النهار فى ثوبين ممشقين كأنما ينحدر من رأسه اللؤلؤ).
ففى هذا الحديث تجد علامة واحدة وهى نزول عيسى عند باب دمشق وعند المنارة البيضاء وهكذا كان الأمر.
فالحكومة العثمانية لما نقلت بهاءالله إلى الشام وأنزلته فى عكاء أنزلته من الباخرة إلى القلعة والقلعة هذه واقعة عند باب البلد وبالقرب من جامع كبير فيه منارة بيضاء بناه عبدالله باشا الجزار لما استولى على عكا وكانت البلدة إذ ذاك خربه فعمر بها بعض التعمير وبنى هذا المسجد وباب البلدة هذه إذ هى التى يسافر منها إلى دمشق ويدل الحديث هذا على أن عيسى عندما ينزل فى الشام ينزل فى بلدة تقرب من دمشق والباب التى يسافر منها إلى دمشق تسمى بباب دمشق كما يسمى بباب سنجار فى الموصل وباب الزبير فى البصرة.
ولما كانت هذه العلامات كلها منطبقة على بهاءالله إذاً المقصود من عيسى بهذه الأحاديث هو بهاءالله.
مقتبسات مما نقله العلامة العيني عن بعض شؤون عيسى:
كذلك ذكر العلامة العيني فى شرحه على البخارى عند تكلمة على حديث كيف أنتم إذا نزل فيكم بن مريم الحديث المار بعض شؤون عيسى عليه السلام فقال:-
وقيل يدفن فى الأرض المقدسة إلى أن قال وليس فى أيامه إمام ولا قاض ولا مفتي فهذه العلامات الأربعة أيضاً قد انطبقت على بهاءالله فبهاءالله دفن فى عكاء وعكاء فى فلسطين وفلسطين هى الأرض المقدسة-قال تعالى عنها(الأرض المقدسة التى كتب الله لكم).
وليس بتشريع بهاءالله قاض يقضى بين الناس وإنما تحال الأحكام إلى المجالس الروحانية التى هى تتكون من تسعة أشخاص يحكم فيها بالأكثرية أو الاجماع وكذلك ليس فى تشريعه إمام إذ لا صلاة جماعة فى تشريعه إلا الصلاة على الميت فيتقدم بهم واحد منهم.
أما الاستفتاء فى الأمور الشرعية فمرجعها الكتب المنزلة وما أشكل فهمه فمرجع تفسيرها وحلها الوحيد هو بيت العدل الأعظم فى الأرض المقدسة فلا مفتى عندهم مطلقاً.
ع-كل ما ذكرت قد طابق الواقع حقيقة.
انطباق بعض ما جاء من العلامات
فى الفتوحات المكية لابن عربى بشأن عيسى على بهاءالله
س- كذلك جاء فى الفتوحات المكية لابن عربى قدس سره ما يدل على أن المقصود من عيسى بن مريم هو بهاءالله فقد قال بشأن وزراء المهدى ما نصه:-
(وهم تسعة على اقدام رجال من الصحابة قال الله فيهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم من الأعاجم ما فيهم عربى لكن لا يتكلمون إلا العربية لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط وهو أخص الوزراء وأفضل الأمناء)
قال العلامة البرزنجى فى كتاب"الاشاعة فى أشراط الساعة" بعدما أورد الجملة المارة من كلام ابن عربى وهى"لهم حافظ من غير جنسهم" قال"وكأن هذا المشار إليه عيسى عليه السلام اذ لا معصوم إلا الأنبياء فيكون وزيره الاخص".
وهذا صحيح فالعصمة ليست إلا للرسل والأنبياء فالاشارة هذه لعيسى عليه السلام.
ثم قال العلامة البرزنجى وقوله" ليس من جنسهم وعيسى من جنسهم لأنه بشر لكن قد يطلق الجنس على النوع فيصدق على عيسى لأنه من بنى اسرائيل،والاعاجم وان كان يطلق على ما سوى العرب لكن غلب اطلاقه فى فارس فحينئذ ليس عيسى من جنسهم انتهى.
فقول العلامة البرزنجى أن عيسى ليس من جنسهم لأنه من بنى اسرائيل وقد يطلق الجنس على النوع فليس الأمر كذلك هنا بل المراد من أنه ليس من جنسهم أى أنه رسول وهم ليسوا برسل فهو ليس من جنسهم.
وفى سياق البحث نفسه فى الفتوحات أشار ابن عربى بعظمة هذا المكنّى عنه بعيسى بقوله:
ان الامام إلى الوزير فقير وعليهما فلك الوجود يدور
والملك ان لم يستقم احواله بوجود هذين فسوف يبور
فالامام هنا هو الامام المهدى والوزير هو عيسى المكنّى به عن بهاءالله وليس المراد أنه ليس من ايران بل يشمله قول ابن عربى كلهم من الاعاجم فلما كان من الوزراء كان من ايران ولما كان لم يعص الله قط كان المراد به عيسى الذى كنّى به رسول الله(ص) عن بهاءالله فكان المراد به بهاءالله فهاتان العلامتان لعيسى عليه السلام كذلك انطبقت على بهاءالله.
الأولى-كونه من وزراء المهدى وقد كان من أعظم من قام بأعباء الدعوة وثقلها حتى حبس من جرّاء ذلك مرة فى مازندران وآخرى فى طهران ومرة أرادوا قتله لولا عناية الله فلا يذهب بالسامع إلى أن بهاءالله كان وزيراً للمهدى أى أنه بمعيته وأمره كعادة سائر الوزراء.
الثانية- أنه من ايران وذلك لقوله وكلهم من الاعاجم.
فلو أردنا ان نتبع العلامات التى نستدل بها على أن مراد الرسول(ص) بعيسى الذى ينزل آخر الزمان هو بهاءالله لاحتجنا إلى مجلدات ضخمة ولكن فيما ذكرناه الكفاية لمن منّ الله عليه بالهداية والتوفيق للحق.
اجمال علامات عيسى التى انطبقت على بهاءالله:
قد اجتمع مما مر من العلامات أربع وعشرون علامة لعيسى الذى يأتى آخر الزمان قد انطبقت كلها على بهاءالله ومن هذه العلامات علامات غير ممكن أن يكون للشخص دخل فى ايجادها.
فكونه مربوع القامة ولونه ضارب للحمرة والبياض وكونه رأسه يقطر وان لم يصبه بلل لنضارته وشدة استنارته لا يمكن أن يكون للشخص نفسه دخل فى ايجادها،ولا أن يمكث فى الارض –أى يعيش-أربعين سنة بعد بعثته أو أن الناس تترك السعى على القلاص(الابل) فى زمانه أن يكون ذلك بفعله ومجيئه إلى بغداد التى هى واقعة شرقى دمشق كان بامر من السلطان ناصر الدين شاه كما أن مجيئه إلى الشام ونزوله فى عكاء فى القلعة عند باب البلد كان بأمر من السلطان عبد العزيز ولا كونه من العجم أو دفنه فى الأرض المقدسة وأمثالها يمكن أن يكون له فيها دخل.
فهذه العلامات كلها انطبقت على بهاءالله تمام الانطباق أفمن الممكن أن يكون كل هذه العلامات من المصادفة!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟ كلاّ لا يمكن أن يكون لعباده رحمة ومناً؟؟؟؟....
الأحاديث الواردة بشأن المهدى وانطباقها على السيد على محمد الباب
ع- هل هناك علامات تدلّنا على أن المراد بالمهدى هو السيد على محمد الباب أيضاً؟؟؟؟؟
س- نعم أن هناك أحاديث نبوية واخبار من بعض علماء الأمة المحمدية لو طبق ما جاء بها على السيد على محمد الباب لعلمت أنه هو المهدى المنتظر.
ع- حسن هات ما عندك.
س- الحديث الأول: روى ابو داود بسنده عن أم سلمة(رض) أنها قالت سمعت رسول الله(ص) يقول:-
"المهدى من عترتى من ولد فاطمة".
والسيد على محمد الباب هو من السادة الحسينية المعروفة بشيراز أنها من عترة رسول الله(ص) من ولد فاطمة فضلاً عن أن الناس امناء على أنسابهم.
فهذه العلامة النى هى للمهدى قد انطبقت على السيد على محمد الباب.
الحديث الثانى:-
روى الحاكم فى المستدرك بسنده عن أبى سعيد قال:قال رسول الله(ص) " المهدى منا أهل البيت اقنى اجلى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يعيش هكذا ويسط يساره واصبعين من يمينه المسبّحة والابهام وعقد ثلاثة".
ومعنى ذلك أنه يعيش سبع سنين.
وروى ابو داود فى سننه عن أبى سعيد الخدرى أيضاً قال:قال رسول الله(ص)" المهدى مني اجلى الجبهة اقنى الأنف يملأ الأرض عدلاً يملك سبع سنين".
ففى هذين الحديثين علامة واحدة هى للمهدى المنتظر قد انطبقت على السيد على محمد الباب وهو أنه يعيش فى رسالته سبع سنين فكذلك عاش السيد على محمد بدعوته ورسالته سبع سنين فقد بدئت دعوته سنة 1260ه واستشهد 1266ه فهذه العلامة قد انطبقت على السيد علي محمد الباب.
الحديث الثالث:-
روى الديلمى عن ثوبان قال:قال رسول الله(ص) " ستطلع عليكم رايات سود من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فأنه خليفة الله المهدى".(كنز العمال رقم1955)
فقوله(فأنه خليفة الله المهدى) أى فأنه خليفة الله المهدى الذى ظهرت هذه الرايات لنصرته فقد انطبقت هذه العلامة التى للمهدى المنتظر على السيد على محمد الباب كذلك وظهرت الرايات السود من خراسان بقيادة الملا حسين بشروئى والقدوس وصارت وقعة الطبرسى المشهورة لنصرة على محمد الباب.
الحديث الرابع:-
ما أورده العلامة جلال الدين السيوطى فى كتابه "العرف الوردى فى أخبار المهدى"عن عباس رضى الله عنهما أنه قال:" المهدى شاب منا أهل البيت. قيل عجز عنها شيوخكم ويرجوها شبابكم قال يفعل الله ما يشاء".
ففى هذا الحديث علامة واحدة وهى كون المهدى شاباً وكذلك كان السيد على محمد الباب شاباً فقد أرسل وسنه اذ ذاك خمس وعشرون سنة فهذه العلامة التى للمهدى قد انطبقت كذلك على السيد على محمد الباب.
الحديث الخامس:-
روى العلامة السيوطى فى كتابه العرف الوردى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال(المهدى منا يدفعها إلى عيسى بن مريم).
فقوله يدفعها إلى عيسى بن مريم أى الخلافة الإلهية وهى الرسالة أى يتولاها بعده فيظهر أولاً المهدى ثم يظهر عيسى.ففى هذا الحديث علامة واحدة وهى ظهور المهدى قبل ظهور عيسى وكذلك كان الأمر فى السيد على محمد الباب وبهاءالله ،فالسيد على محمد الباب ظهرت دعوته قبل بهاءالله فهذه العلامة التى للمهدى كذلك انطبقت على السيد على محمد الباب.
أما ما ورد عن أعلان الأمة المحمدية فقد ذكر ابن عربى فى فتوحاته أن المهدى يكون شهيداً ويفقد شخصه فقال:
الا أن ختم الأولياء شهيد وعين امام العالمين فقيد
هو السيد المهدى من آل هاشم هو الصارم الهندى حين يبيد
فقد أخبرنا أن الامام المهدي يكون شهيداً وكذلك كان السيد على محمد الباب فإنه قد قتل فى تبريز سنة 1266ه وقوله(وعين امام العالمين فقيد) يريد بذلك فقد عينه لا دينه أى فقد جسده لأن فقدان الدين يدل على كذب الدعوة ولهذا خصص فقد عينه وهذه العلامة انطبقت على السيد على محمد الباب كذلك.
وقال أن وزراء المهدى كلهم من الأعاجم أى من الايرانيين كما تقدم وكان الأمر كذلك ونعنى بوزرائه الذين آزروه ونصروه وقاموا باعباء الدعوة.
وقال ابن عربى ( فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة فانهم لا تبقى لهم رياسة ولا تمييز عن العامة بل لا يبقى لهم من علم إلا قليل) فالذى أقام حكومة ايران واقعدها وأهاج الشعب هم الفقهاء هؤلاء حتى وقع ما وقع من سفك الدماء وازهاق النفوس.
فهاتان العلامتان اللتان هما للمهدى قد انطبقتا على السيد على محمد الباب.
اجمال علامات المهدى المنطبقة على الباب:
فهذه ثمانى علامات للمهدى انطبقت على السيد على محمد الباب ودلت على أنه هو الامام المهدى المنتظر:
الأولى—أنه سيد من عترة الرسول من ولد فاطمة الزهراء.
الثانية—أنه يعيش فى دعوته ويملك سبع سنين.
الثالثة—خروج الرايات السود من خراسان لنصرة أمره.
الرابعة—أنه شاب.
الخامسة—أنه يأتى قبل عيسى.
السادسة—أنه يُقتل.
السابعة—أن وزراءه من الأعاجم.
الثامنة—أن عدوه المبين هم الفقهاء.
ع- انى اصادق على هذه العلامات أيضاً التى انطبقت على السيد على محمد الباب كما انطبقت علامات عيسى على بهاءالله ولكن يا (س) هل هناك من الأخبار ما يدل على زمن ظهور كل من المهدى والباب؟؟؟؟
س- لا شك فى ذلك،أما ما يدل على زمن ظهور الباب فقد جاء فى تفسير العلامة المحدث ابن جرير الطبري بسنده عن جابر بن عبدالله بن رباب قال: (مر أبو ياسر ابن اخطب برسول الله (ص) وهو يتلو فاتحة سورة البقرة(ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) فأتاه أخاه حيي بن اخطب فى رجال من يهود فقال تعلمون والله لقد سمعت محمداً فيما أنزل الله عزَّ وجلّ عليه(ألم ذلك الكتاب) فقالوا:أنت سمعته قال نعم قال فمشى حيي بن اخطب فى اولئك النفر من اليهود إلى رسول الله(ص) فقالوا يا محمد ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما اُنزل عليك (ألم ذلك الكتاب) فقال رسول الله(ص) بلى فقالوا أجائك بهذا جبريل من عند الله؟ قال نعم قالوا لقد بعث الله جل ثناؤه قبلك انبياء ما نعلمه بيّن لنبى منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك فقال حيي بن أخطب وأقبل على من كان معه فقال لهم الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة ثم اقبل على رسول الله (ص) فقال يا محمد هل مع هذا غيره قال نعم قال ماذا قال(المص) قال هذه أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه مائة وواحد وستون سنة هل مع هذا يا محمد غيره قال نعم قال ماذا قال(الر) قال هذه أثقل وأطول الألف واحد والام ثلاثون والراء مائتان فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة قال هل مع هذا غيره يا محمد قال نعم(ألمر) قال هذه أثقل وأطول الألف واحد والام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان فهذه احدى وسبعون ومائتا سنة ثم قال لقد لبس علينا أمرك يا محمد حتى لا ندرى أقليل اعطيت أم كثير ثم قاموا عنه فقال أبو ياسر لأخيه حيي بن أخطب ولمن معه من الأحبار وما يدريك لعله قد جمع كله لمحمد ثم أخذ بجمع السنين ثم قال لقد اشتبه أمره علينا).
وأكثر المفسرين أوردوا هذا الحديث استدلالاً بأن فواتح السور تدل على مدد الأمم وآجالهم دلالة عامة كما أنه دال على مدة هذه الأمة دلالة خاصة. وهذا الحديث مختص بمدة هذه الأمة فسكوت رسول الله(ص) وعدم انكاره عليهم ما قالوه من أن هذه الحروف هى بحساب الجمل مدة الأمة المحمدية هو تقرير لما قالوه وتصديق له.
ولاتنتهى مدة أمة من الأمم إلا بمجيء رسول جديد بتشريع جديد وان آخر ما ذكر الرسول(ص) لليهود من الحروف المقطعة هو (ألمر) فيكون هو آخر الحروف التى تحصى مدة هذه الأمة من فواتح السور باحصائها كما ابتدأ به رسول الله(ص) من(ألم البقرة) وتختم ب(ألمر الرعد) كما اختتم به رسول الله (ص). فالمجموع الذى يتحصل من ذلك هو مدة هذه الأمة وهو بعينه زمن ظهور رسول جديد بتشريع جديد وإليك تطبيق تلك الحروف:-
ألم (البقرة) 71
ألم (آل عمران) 71
ألمص(الاعراف) 161
الر (يونس) 231
ألر(هود) 231
ألر(يوسف) 231
ألمر(الرعد) 271
--------
1267
ويبدأ حساب هذه السنين من نزول قوله تعالى(واصدع بما تؤمر) حينما أمر الله محمداً(ص) بإعلان دعوته للناس وكانت قبل الهجرة بسبع سنين فبإسقاط السبع السنين التى هى قبل الهجرة يبقى 1260 سنة وهى سنة ظهور السيد على محمد الباب كما قدمنا وانتهاء مدة الدورة المحمدية.
ونتابع معكم فى مقالاتنا القادمة......... فانتظرونا