الحياة فتنة وامتحان
لماذا خلقنا الله
؟
الَّذِي
خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً..... سورة 67, آية: 2
أَحَسِبَ
النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. سورة
29, آية: 2
إن دورنا في
هذا العالم هو كدور قبطان سفينة بحرية , فلدينا خياران :
· إما أن
نتخلى عن دورنا ونعطي الرياح فرصة لكي تقودنا في اتجاهات عشوائية دون هدف واتجاه.
· أو أن
نأخذ بعين الاعتبار مسؤوليتنا عن مصيرنا الروحاني بتحكيم العقل.
فإن الأخذ بالمسؤولية الخطيرة لمصيرنا والذي يحدد مسير حياتنا أو
ترك مرحلة قدرنا بقرار الآخرين كالوالدين أو زعماء الدين أو الأقارب والأصدقاء
إنما هو الامتحان الجوهري في حياتنا.
فحين يواجه المرء الامتحانات فإنه يقع في عقبة حرية الاختيار.
ولهذا الكتاب غرضان :
· غرضه
الأول وقبل كل شيء هو تشجيعك لكي تصغي للنداء الإلهي وتفكر في الدعوة التي أتى بها
الرسول الجديد فيذكّرك بالآية التالية :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ
فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا..... سورة
49, آية: 6
· أما
الغرض الثاني فهو مساعدتك لكي تدرك بأن الفرق بين الرسول الصادق الأمين ومن يكذب
على الله كبير جداً بدرجةٍ يستطيع المؤمن الذي يملك عقلاً حصيفاً وقلباً طاهراً
نورانياً أن يميّز التفاوت بينهما. كما يعلمنا القرآن الكريم:
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ......
سورة 24, آية: 35
أليست الكلمة الإلهية هي مرآة للنور الإلهي؟
وماذا عن كلام الكاذب والشخص المخادع المضلل؟ هل يوجد أي نور في ذاته أوفيما يقوله
؟ بالطبع لا , إن ذلك الشخص لا يكون سوى الظلام المطلق. ولذلك إذا لم يكن بمقدور
الإنسان معرفة الفرق بين النور والظلام, أو بين النهار والليل, فبالطبع لن يقدر أن
يفرِّق بين ما هو إلهي ورباني و ما هو ضلال مبين.
ماذا قد يحدث
إذا ختمت على قلبك لسماع أنباء مجيء الرسول الجديد ؟ إنك بهذه الطريقة سوف ترفض
النور الإلهي دون أن تدركه. فبختمك على قلبك وعقلك للنبإ العظيم تكون قد ختمت على
حريتك لاختيار قدَرَك الأبدي. كما جاء في الآية التالية :
كُلُّ نَفْسٍ
ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا
تُرْجَعُونَ. سورة 21, آية: 35
تفكَّر في
معنى هذه الآيات :
إِنَّهُ
لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ. لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ.
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ.
سورة 56, آية: 77-80
طوبى لأَطهارِ
القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله. إنجيل
متى 5, آية 8
كما يصرح
القرآن الكريم إن الأتقياء هم الذين يصلون إلى أسرار الآيات الإلهية. بينما نرى أن
الفقهاء وزعماء الدين والعلماء هم أقل الناس قدرة للوصول إلى الأسرار الإلهية
الكامنة في الآيات لأن العلوم المكتسبة تسيطر بل وتهيمن على عقولهم حتى أصبحت تلك
المعارف حقيقة مطلقة لا يمكن قبول غيرها.
تَبَارَكَ .....
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
......... سورة 67, آية: 1-2
(من
كتاب خاتم النبيين)
No comments:
Post a Comment