يوم القيامة والدينونة- (يوم الحساب)1-3
جميع الديانات السماوية تنبّأت عن يوم القيامة والدينونة أو يوم الحساب.
ولو أن آيات الكتب السماوية كثيرة في هذا الموضوع لكن ما زال مفهوم يوم القيامة
والدينونة من أكثر المواضيع غموضًا. مثال ذلك، قال السيد المسيح: "أنا هو القيامة والحياة" [انجيل يوحنا 11: 25]. فمن معاني هذه الآية هو أن من آمن بأن يسوع المسيح
هو ابن الله والمظهر الإلهي لذلك اليوم واتّبع تعاليم رسالتة قد انتقل من الموت
إلى الحياة، بمعنى انه أصبح حيًا "روحيًا"، والدليل على ذلك فلماذا قال السيد المسيح: "دع الموتى يدفنون موتاهم" [انجيل لوقا 9: 60]، أي دع الذين لم
يؤمنوا برسالته يدفنون موتاهم. اعتبر السيد المسيح أولئك الذين لم يؤمنوا به
وبرسالته كأموات، لأنهم لم يستيقظوا من غفلتهم أو موتهم الروحانى عند ظهوره.
وقال السيد المسيح شرحًا لمعنى الدينونة: "وهذه هي الدّينونة إنّ النور قد
جاء إلى العالم وأحبّ الناس الظلمة أكثر من النور لأنّ أعمالهم كانت شريرة" [انجيل يوحنّا 3: 19]. يصف السيد المسيح مجيئه إلى هذا العالم بـ "النور" ومن أقرّ وآمن بظهور النور نجى، والذي
أحب الظلمة أكثر من النور لأنّ أعماله كانت شريرة أدان نفسه.
كذلك قال سيدنا محمد في الحديث الشريف:– "إذا قام القائم قامت القيامة" [حديث شريف]. ان التعاليم الجديدة المنزلة للعهد الجديد هي التي تحي
الانسان وتنجّيه من امتحانات الساعة. فيوم القيامة ليس بظاهرة من مظاهر الطبيعة أو
حدث مادي بل هو حدث روحاني، ولم يحدث آنذاك أي تغييرات في عالم الطبيعة. ويصف حضرة
الباب يوم القيامة بـ "أنه يوم كأي يوم، تشرق الشمس فيه وتغرب"، كما تفضّل وقال أيضًا
"أن يوم القيامة هو من أعظم الأيّام ولكنه يوم كأي يوم من الأيّام". [Selections from the Writings of the Báb,
pp. 78-79].
ويقول القرآن الكريم: "فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون" [سورة الروم 30: 56]. ويشبّه القرآن الكريم يوم القيامة بمجئ الربيع
فيقول: "والله الذى أرسل الرياح فتثير سحابًا فسقناه إلى بلدٍ ميّتٍ فأحيينا به
الأرض بعد موتها كذلك النّشور". [سورة فاطر 35: 9].
رغم كل هذه الآيات، فكثير من المسيحيين والمسلمين يظنّون أن يوم القيامة
والدينونة هو آخر أيّام العالم بدلا من ربيع جديد أو دورة حياة جديدة. فيتصوّرون
مناظر رُوْبَوية مروّعة وفيها تصعد أجساد البشر من القبور ليوم الدينونة، وتطير
الملائكة في السماء ويأخذون البشر أما للجنة أو النار.
يؤمن البهائيون أنه بظهور كل
مظهر إلهي برسالة جديدة منزلة من عند الله هو يوم "قيامة"
وبها يدان البشر. فالذين لا يؤمنون بالمظهر الالهي وبرسالته لليوم الجديد أدانوا
أنفسهم وحرموا من الحياة الأبدية، والذين آمنوا بالمظهر الالهي الجديد وعملوا
بالتعاليم المنزلة للعصر الجديد قد نالوا حياة جديدة أي بعثوا من الموت إلى
الحياة.
بعض الآيات من التوراة والانجيل المقدس عن معنى يوم
القيامة والدينونة:
إنجيل يوحنّا 11: 23-26 – قال لها يسوع سيقوم أخوك. قالت
له مرثا أنا أعلم أنّه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير. قال لها يسوع أنا هو
القيامة والحياة. مَنْ آمن بي ولو مات فسيحيا. وكلّ من كان حيَّا وآمن بي فلن يموت
إلى الأبد. أتؤْمنين بهذا.
إنجيل يوحنّا 9: 39-41 – فقال يسوع لدينونةٍ أتيت أنا
إلى هذا العالم حتّى يبصر الّذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين
كانوا معه من الفرّيسيّين وقالوا له ألعلّنا نحن أيضًا عميان. قال لهم يسوع لو
كنتم عميانًا لما كانت لكم خطيّة. ولكن الآن تقولون إننا نُبْصِرُ فخطيّتكم باقية.
إنجيل يوحنّا 3: 18-19 – الذي يؤمن به لا يدان والذي لا
يؤمن قد دين لأنّه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهذه هي الدّينونة إنّ النور قد
جاء إلى العالم وأحبّ النّاس الظلمة أكثر من النور لأنّ أعمالهم كانت شرّيرةٍ.
إنجيل يوحنّا 5: 22-27 – لأنّ الآب لا يدين أحدًا بل قد
أعطى كل الدّينونة للآبن. لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم
الابن لا يكرم الآب الذي أرسله.
الحقّ الحقّ أقول لكم إنّ من يسمع كلامي ويؤمن بالذي
أرسلني فله حياة أبديّة ولا يأتي إلى دينونةٍ بل قد انتقل من الموت إلى الحياة.
الحقّ الحقّ أقول لكم إنّه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الاموات صوت ابن الله
والسّامعون يحيون. لأنّه كما أنّ الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون
له حياة في ذاته. وأعطاه سلطانًا أن يدين أيضًا لأنّه ابن الانسان.
إنجيل يوحنّا 12: 30-31 – أجاب يسوع وقال ليس من أجلي
صار هذا الصّوت بل من أجلكم. الآن دينونة هذا العالم. الآن يطرح رئيس هذا العالم
خارجًا.
إشعياء 65: 17 – لأني هأنذا خالق سمواتٍ جديدةً وأرضًا
جديدةً فلا تذكر الأولى ولا تخطر على بال.
(من
كتاب-وعد الله حق-د. نبيل حنا)
ونتابع
في المقال القادم " معنى القيامة والدينونة من القرآن الكريم".
No comments:
Post a Comment