تبيان وبرهان -11
دلالة سورة هود على اتيان حضرة الباب وهو
المهدي المنتظر
اما سورة هود فدلالتها على المهدي عليه السلام الذي هو حضرة الباب هو قوله
تعالى ( أفمن كان على بينه من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً
ورحمة اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه أنه
الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يؤمنون)هود آية17 فسر كثير من المفسرين الذي على
بينة من ربه محمد صلى الله عليه وسلم ةيتلوه بمعنى يتبعه ويشهد له على صدقه وهذا
التفسير صحيح والآية تدل على ان هناك شاهدين على صدق دعوة محمد صلى الله عليه وسلم
فالأول الذي يتلوه أي يأتي من بعده والثاني كتاب موسى الذي جاء من قبله فالذي يأتي
بعد محمد صلى الله عليه وسلم ويشهد له بصدق دعواه يقتضي ان يكون رسولاً مستقلاً
بشريعة كما ان موسى عليه السلام الذي جاء في كتابه بالشهادة له مستقلاً في شريعته
ليتساويا في القدسية وليس تابعا لمحمد صلى الله عليه وسلم في شلايعته والا فكل
تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم يقول " اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان
محمداً رسول الله" أي يشهد بصحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلابد اذن ان
يكون هذا الشاهد مستقلاً برسالة وتشريع ولم نر بعد محمد صلى الله عليه وسلم من
ادعى رسالة وتشريعاً غير السيد علي محمد الباب وقد شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم
وصدقه برسالته ودعواه وهذا الشاهد هو منه اي من ذريته ونسله والضمير في منه يرجع
الى من كان على بينة من ربه وهو محمد صلى الله عليه وسلم كما تقدم والسيد على محمد
الباب هو من ذرية فاطمة من نسل محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الشاهد المتأخر.
(اماماً ورحمة) : والرسل هي رحمة لمن ترسل اليه، قال تعالى ( وما أرسلناك
الا رحمة للعالمين) أنبياء آية107 (اولئك يؤمنون به) فالاشارة من اولئك ترجع الى
المكذبين برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهم المرادون بقوله تعالى (أم يقولون
أفتراه) الآية الرابعة، قبل قوله تعالى ( أفمن كان على بينة من ربه) فهؤلاء يؤمنون
بهذا التالي، واعني به السيد علي محمد الباب. فالضمير به يرجع لقوله تعالى ( يتلوه
شاهد) وقد وقع هذا بالفعل فمن طوائف المكذبين برسالة محمد قد آمن به الكثير من
الموسويين والزردشتيين "مجوس" والمسيحيين وغيرهم تبعا لايمانهم بحضرة
بهاء الله وهؤلاء كانوا يقولون قبل ايمانهم بحضرة بهاء الله ، ان محمداً أفترى
القرآن. ثم ان الله عز وجل توعد بالنار من كفر بهذا التالي ولم يؤمن به . قال عز
من قائل ( ومن يكفر به من الاحزاب ) أي الفرق (فالنار موعده) جزاء عدم ايمانه به (
فلا تك في مرية) أي في شك "منه" أي من صدقه، فما جاء به ( انه الحق من
ربك) وهذا الخطاب وإن كان موجها لمحمد صلى الله عليه وسلم فانه يراد به الامة (
ولكن اكثر الناس لا يؤمنون) أي لا يؤمنون به في دورته ، وهذا ما وقع بالفعل ، فلم
يؤمن به في دورته وزمانه الا القليل من الايرانيين وبعض العرب. غير ان الايمان به
سيعم العالم تبعاً لايمانهم بحضرة بهاء الله.
دلالة سورة هود على مجيء حضرة بهاء الله
أما دلالة هذه السورة على الجمال المبارك، حضرة بهاء الله . الذي وعدنا بمجيئه
بالكتب السماوية والاحاديث النبوبة. فقد قال تعالى( وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى
وهي ظالمة ان أخذخ أليم شديد ان في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له
الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره الا لاجل معدود يوم يأت لاتكلم نفس الا باذنه
فمنهم شقي وسعيد) هود آية102-105 بعد ما ذكر سبحانه وتعالى ما حاق بالاقوام
الماضية المكذبة لرسلها من العذاب والهلال قال (وكذلك) الحال في ( اخ ربك اذا اخذ
القرى وهي ظالمة) المكذبة لرسلها بالعذاب والهلاك في المستقبل وهو زماننا هذا لانه
هو الزمن المستقبل لزمن نزول القرآن وفيه اول رسل ارسلت بعد محمد صلى الله عليه
وسلم (واذا ظرف لما يستقبل من الزمان) وظلمها هو ظلمها لنفسها في كونها لم تؤمن
برسلها ولم تستجب لدعوتهم( ان في ذلك لآية) اي في ماجرى على المكذبين الماضين
لعبرة وموعظة ( لمن خاف عذاب الآخرة) فكما انقضت دورة لرسول وجاء رسول آخر فلا بد
من تكذيب ولا بد من عذاب فمن خاف هذا العذاب فليعتبر بالمكذبين الماضين وقد حذر
سبحانه وتعالى الناس الذين هم في هذه الدورة اعني دورة حضرة بهاء الله العظيم من
عدم الاستجابة له والتباطؤ عن الايمان به والتسليم له فان فيما اصاب الامم الماضية
من الدمار والهلاك عبرة ثم قال تعالى( وذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود)
فقد اجتمعت في هذا اليوم الامم والدول فتارة لقتال بعضهم بعضا وتارة لدرء النوازل
عنهم من ويلات الحروب وهيهات هيهات ان يفلحوا اذا لم يؤمنوا بحضرة بهاء الله (
وذلك يوم مشهود).
أي انه سيرى ويشاهد والمعنى انه لا محال واقع أو أنه مشهود له بكثرة ما تقع
فيه من الشواهد والادلة، الدالة على ان هذا اليوم هو الذي وعدت الامم به . فمن بعض
تلك الشواهد ما مر آنفاً من الشواهد الحسية والمعنوية التي دلت على هذا اليوم هو
يوم القيامة وان القيامة قد قامت . (وما نؤخره الا لاجل معدود) اي لوقت معين، (يوم
يأت) موعود الامم وهو الجمال المبارك حضرة بهاء الله –( لاتكلم نفس بحضرته الا
بأذنه) لهيبته وجلاله حتى ان الزائرين كانوا لا يستطيعون شرب الشاي عنده ولا
الدخان الا بعد تكرار امره لهم بذلك. ثم قال تعالى( فمنهم شقي وسعيد) أي الناس
المجموعون في ذلك اليوم منهم شقي وسعيد فمن آمن بالجمال المبارك حضرة بهاء الله
فهو السعيد ومن لم يؤمن به فهو الشقي.
بعض البشائر بحضرة بهاء الله
عمار – هل تتفضل بايراد بعضاً من البشائر
الاخرى الواردة بالكتب السماوية عن حضرة بهاء الله.
زيد – ان الشاير في الكتب السماوية عن
حضرة بهاء الله لكثيرة جدا ولضيق مجال البحث اورد لك بشارتين احداهما من التوراة
فيها نجد اسمه الكريم والثانية من القرآن وفيها نعلم محل اقامته ونشر دعوته . اما
الاولى جاء في اشعيا الاصحاح الخامس والثلاثون آية الاولى وما بعدها ( تفرح البرية
والارض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس يرهر ازهارا ويبتهج ابتهاجا ويرنم يدفع
اليه مجد لبنان بهاء كرمل وشارون هم يرون مجد الرب بهاء الهنا).
فهذا الاصحاح قد جاء باسمه الكريم بصراحة فبهاء إلهنا معناه بهاء الله وهذ
هو اسمه الكريم . اما البشارة الثانية فهي قوله تعالى ( فاستمع يوم ينادي المنادي
من مكان قريب يوم يسمعون الصحية بالحق ذلك يوم الخروج) ق آية 41.
فهذا النداء هو نداء رسول ينادي ان آمنوا بربكم كما جاء في آية اخرى ( ربنا
اننا سمعنا منادياً ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا) آل عمران آية 193. فكلا
الندائيين من رسول يدعو للايمان بالله ورسله واتباع كتبه وقوله (استمع) يعني اطع
اي اطع المنادي واستجب له. وقوله ( من مكان قريب) فالمكان القريب هذا الذي منه
ارتفع النداء هو الارض المقدسة ارض فلسطين القريبة من الحجاز والمدينة المنورة كما
عليه المفسرون وقوله تعالى ( يوم يسمعون الصيحة بالحق) المراد بها الدعوة الى الحق
من القائم بالحق والآتي بالحق والصائح هو الحق (ذلك يوم الخروج) يوم خروج الناس من
الظلمات الى النور كما قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم ( لتخرج الناس من
الظلمات الى النور) اي من الضلال الى الهدى نت آمن خرج من الظلمات الى النور
والمكان الذي عناه سبحانه وتعالى بقوله (من مكان قريب) هو الذي عناه بقوله جل من
قائل ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي
باركنا حوله) فالمكان الذي بارك فيه سبحانه وتعالى هو حول المسجد الاقصى وهي بلدة
عكاء ووحه التخصيص بان المبارك فيه هي هذه البقعة ارتفاع النداء منها ولم نجد نداء
ارتفع من الارض المقدسة بالدعوة الى الله بعد نزول القرآن الا منها وهذه الآية دلت
على محل اقامة حضرته ونشر دعوته له المجد والعلا.
وقوع هذه العلامات بالفعل يدل على وجود آله وانه يرسل الرسل لخلقه
فتكلم رجل اسمه موشي وكان يسمع لتلك المحاورة فقال :
موشي – اما انا فلو كنت اسمياً موسوي الا
اني لم اكن اعتقد بوجود خالق وانه يرسل للناس رسلاً وينزل عليهم كتباً اما الآن
فصرت اعتقد بوجود خالق يرسل الرسل وينزل عليهم الكتب "ويسن لهم الشرائع"
واعتقد بصدق محمد وما جاء به وصدق بهاء الله والباب وما جاءا به وصدق المسيح وسائر
رسل الله
زيد – كيف
موشي – لأن هذه الآيات التي تخبر عن
ماسيقع في يوم القيامة او بلفظ آخر ما سيقع عند قيام رسول بالدعوة بعد محمد صلى
الله عليه وسلم من امور تشير الى تعطيل العشار والقلاص (كما في الحديث) اي الابل
عن الاعمال من حمل الاثقال والركبان كما هو مشاهد اليوم وحشر الوحوش وهذه جنينات
الحيوانات في العالم قد ملأت من انواع الوحوش وتسجير البحار في المراكب البخارية
مما تشعله من النيران لتشغيل مراجلها ونشر الصحف في عامة بلاد العالم وتبعثر
القبور وما قد تبعثر منها امتلآت به المتاحف في العواصم وفي غير العواصم وتفجير
البحار بعضها على بعض من فتح الترع بينها والامور المعنوية الاخرى من تقييد رجال
الحكم في الدساتير الى غير ذلك مما لا يمكن لأي شخص مهما بلغ مدى علمه معرفته ان يصل
الى علم غيب عن امور تقع بعد اكثر من ثلاثة عشر قرن وقد وقعت كلها بالفعل وهي
شاهدة الآن عياناً ولا زالت فدلالتها على صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم وصدق
حضرة بهاء الله لا تردد فيها ولا شك . واني اصدق به وبما جاء به . وان هناك ري
يرسل الرسل وهو الذي انزل عليه هذا الخبر فمحمد صادق فيما ادعاه وصادق فيما جاء به
ومصدق لحضرة الجمال المبارك حضرة بهاء الله التي جاءت هذه الآيات والاحاديث مبشرة
بقدومه وتشريفه فشكرا لك زيد والف شكر على ما انقذتنا من هذه الضلالات التي كنا
فيها والعمى وهديتنا الى الصراط المستقيم ودللتنا على الطريق القويم ولو لم تكن
تقصد بذلك هدايتي ولم تعلم بمجلسي منكم ولكن ذلك محض فضل من الله علي وعلى
العالمين وشكري لك اذ كنت انت الواسطة ولو كانت رمية من غير رامي.
عمار – وهل تتفضل الآن في بحث متعلقات
القيامة الكبرى اتماماً للبحث.
زيد – ان الحشر والنشر والصراط والميزان
وامثالها من الامور التي تقع في القيامة اعني بيوم ظهور المظهر اي بيوم مجيء
الرسول فكلمة الله اذا خرجت من فم المظهر تجلت فيها الجنة والنار والصراط والميزان
وامثالها ذلك ان اي نفس ايقنت بذلك الظهور اجتازت الصراط وفازت بالرضا وحشرت في
زمرة المقربين وثقل ميزانها وصارت من اهل الجنة واي نفس اعرضت عن كلمة الله هوت في
النار وخف ميزانها وحشرت مع المشركين والكفرة الفجار.
عمار – ألهذا الاجمال من تفصيل ؟
زيد – اليك تفصيل هذه الامور واحدة بعد
واحدة:
وتابع معي..........
No comments:
Post a Comment