Thursday, September 27, 2007

من اللئالئ والأصداف البهائية

تعالى معى عزيزى القارئ لنستخرج لؤلؤالمعانى من صدف الكلمات
اصحاب الكهف

" من البيانات الشفاهية لحضرة عبدالبهاء أن ( قصة اصحاب الكهف ) كانت في ايام دقيانوس امبراطور الروم بعد السيد المسيح.
كان دقيانوس يكّن الكثير من العداء والبغضاء للمسيح والمسيحيين ، فقد آذى السيد المسيح كثيرا، بحيث أمر بأن ينفذ القتل العام للمسيحيين لـ 12 مره. كما تعّرض ملك فرنسا ( قسطنطين ) للمسيحيين أيضا، وكان معارضاً جداً لهم وحاول جاهداً أن يستأصل جذورهم ولكنه لم يستطع ، في النهاية جمع وزراءه ووكلاءه وابناءه، وقال لهم انكم تعلمون كم انا تعرضت للمسيحيين ، سعيت ليل نهار ان اقطع دابرهم بأية وسيلة ولم تبقى أية وسيلة من الوسائل إلا وقد استخدمتها، ولكن الآن أرى أن هذه الراية تنزل رايتنا وتستأصل جذورنا وتقضي علينا، اذاً من الافضل ان نستظل تحت رايته قبل ان تقضي علينا ، أننا قتلناهم وحبسناهم ولكنهم يزدادون ليل نهار، الاجدر بنا أن نقبل هذا الدين سواء لدنيانا او لآخرتنا. في البداية اعترضوا عليه ، ثم اثبت لهم بالادلة والبراهين قال لهم لاحظوا كم من ملوك الروم والشرق تعرضوا له، ولكنهم بدون شك سيغلبون في النهاية، إذاً من الافضل أن ندخل هذا الامر ، فأرسل في طلب بعض المخلصين للسيد المسيح وسألهم: لو اردا شخصا أن يدخل الدين المسيحي ماذا عليه أن يفعل ، قال له يجب ان يُخلي احد اماكن الاصنام العظيمة ويتخلص منها، ثم يبني معبدا جديداً بدلها ويأتون يوم الاحد إلى المعبد ويتوبوا ويتضرعوا ويصلوا.
كان هناك معبداً عظيماً، اخلوه وعمَّروه وهيَّئوه. ويوم الاحد ذهب السلطان بتاجه ولباسه الملكي ومعه جميع الوزراء والوكلاء بلباسهم الرسمي ، دخلوا المعبد ، خلع السلطان تاجه وصلّى ثم خرج وأعلن بان الدين المسيحي دين عام للجميع ، وبذلك بقيت سلطنته في عائلته حتى ايام بونابرت حيث اصبحت فرنسا جمهورية وتطاولت ايدي الظلم والاعتداء، وانحرفوا عن الطريق المستقيم.
أن النورانية الأبدية والروحانية السرمدية والبقاء إلى الابد لجميع الخلق من الملوك والمملوك هي في الاقبال والدخول في الامر الالهي، لذلك طال حكم قسطنطين الذي دخل في ظل السيد المسيح لحين ظهور الاسلام.
يحتوي القرآن على قسمين المحكمات والمتشابهات، هذه القصة (اصحاب الكهف ) من قبيل المتشابهات ولها تأويل وهي من تلك الفئة التي ( لا يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ) ومن قبيل هذه الآيات كثيرٌ مثل قصة ذو القرنين، سليمان بلقيس وامثالها.
الكهف هو أمر الله ، وتلك المغاره ملجأ ، و الامر الالهي أيضا ملجأ العالمين وكهف الأمان لاهل العالم، المقصود من الشمس هي شمس الحقيقة بحيث تأسس امرالله في ظل شمس الحقيقة ، وهؤلاء النفوس هم اولئك اللذين آووا إلى كهف أمر الله، لذلك تسطع عليهم الشمس دائما "تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة من ذلك من آيات الله" أي لو ينظروا من أي صوب يروا اشعة الشمس الساطعة.
والمقصود من طول المدة ، عظمة وجلال شؤون تلك الايام ولو انه يبدو مكثهم قليلاً انما ظهرت منهم الشؤون العظيمة التي كانت ستظهر طي قرون كثيرة، مثلما تحدث يوم القيامة امورٌ عظيمة كالتي تظهر في 50 الف سنة.
وقد حرك اليهود، اهل قريش ان يسألوا موضوع اصحاب الكهف من الرسول وعندما سُئل من حضرته قال سأخبركم غداً بروايتي.. وكان حضرته يعلم انها اسطورة ، فلم يرغب ان يجيبهم ولم يكن الرسول يريد ان يخبرهم بأنها اسطورة أو حكاية بكل صراحة ، ولم يرض ان يقول شيئا غير حقيقي، وعندما رأى ان الاعداء لم يكّفوا عن السؤال ، لذا جاء جواب حضرته في قالب الحقيقة، لأن في الواقع ان بعض المواضيع ما هي إلا اسطورة ، فيوضح المظاهر الالهية تلك المواضيع في قالب الحقيقة، لانهم لو انكروا المسائل المسّلم بها والمشهورة التداول بين الناس، فان الاعداء يأخذون ذلك على محمل عدم علم المظاهر الالهية لذا تظهر تلك المسائل في قالب الحقيقة.

وفي خطاب من حضرته لميرزا تقي خان خياط مرشد زاده، في طهران ، قوله الكريم:
هوالله
" يا ايها العبد لله …. سألت بخصوص اصحاب الكهف بانه حدد عددهم في القران الكريم، في حين يتفضل بكل وضوح: " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب " اي مثل السهم الذي يرمى في الظلام، اذن هذا القول غير صحيح، ثم يتفضل " ويقولون سبعه وثامنهم كلبهم " يعني هذا ليس رجما بالغيب ، والصحيح هو ان نوم هؤلاء، لم يكن نوم جسماني بل نوم الغفلة عن هذه الدنيا ( السراب ) ولان هؤلاء النفوس انقطعوا كلية عن هذا العالم وتعلقوا بالعالم الآخر، لذا طبق عليهم حكم النوم, ولكنهم كانوا يشاهدون الرؤيا الحقيقية ، وماكان عسيرا على الخلق في مدة طويلة، حصلوا عليه في مدة قليلة. لو كنت تنظر الى اهل العالم ، الطريق الذي كانوا يسلكونه في ثلاثمائة ونيف من السنين ، عبرتها تلك النفوس المقدسة في مدة قليلة وجاوزوا تلك المسافة البعيدة. واما قطمير، فهو الأمير الحافظ لتلك النفوس، ليحفظهم من اعتداءات اي شرير.".
في خطاب اخر قوله العزيز:
" ان اصحاب الكهف والرقيم عباد فازوا بالفوز العظيم وآووا الى كهف رحمة ربك الكريم ، رقدوا عن الدنيا واستيقظوا بنفحات الله والتجأوا الى ذلك الغار ملاذ الابرار وملجأ الاخيار شريعة ربك المختار وشمس الحقيقة تقرضهم ذات اليمين وذات الشمال".
ان معنى الرقيم في الآية ( ام حسب ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) هو اللوح الذي كتب فيه اسماء هؤلاء الاصحاب وانسابهم...
_____________

سورة الكهف 5 آيات مكية:
( أم حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) 9
( اذ آوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا ) 10
(وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة من ذلك من آيات الله ، من يهد الله فهو المهتد ومن يُضلل فلن تجد له وليا مرشدا ) 17
(سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ، قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تمار فيهم الا مِرَاءً ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم احدا) 22
( ولا تقولن لشائ اني فاعل ذلك غدا ) 23
( وتحسبهم ايقاظا وهم رقود ) 18

معاني الكلمات :
تقرضهم : تتركهم وتتجاوز عنهم
تمار : تجادل
مراء : ما انزل عليك
لشائ : لاجل شئ

___________________








No comments:

Powered By Blogger