Saturday, January 5, 2008

من أسرار المعانى الإلهية فى كنز الكلمات المقدسة الربانية

من الأحاديث القدسيّة المشهورة في الإسلام قوله عزّ وجلّ: "كنتُ كنزاً مخفيّاً فأحببتُ أن أُعرف فخلقتُ الخلقَ لكي أُعرف"وقد أشارت الألواح المباركة إلى هذا الحديث في أكثر من موضع، فقد جاء، مثلاً، في مناجاة لحضرة بهاء الله:


"سبحانك اللّهم يا إلهي أشهد أنّك أنت كنت كنزاً مكنوناً في غيب ذاتيّتك ورمزاً مخزوناً في كينونتك. فلمّا أردتَ أن تُعرف فخلقتَ العالم الأكبر والأصغر واخترتَ منهما الإنسان، وجعلتَه حاكياً عنهما يا ربّنا الرّحمن، وأقمته مقام نفسك بين ملأ الأكوان، وجعلتَه مطلع أسرارك ومشرق وحيك وإلهامك، ومظهر أسمائك وصفاتك الّذي به زيّنت ديباج كتاب الإبداع يا مالك الاختراع."
("مناجاة" مجموعة أذكار وأدعية من آثار حضرة بهاء الله).


وأشار حضرة بهاء الله إلى ذات الحديث في الكلمات المكنونة:
"يا ابن الإنسان، أحببتُ خلقك فخلقتك، فأحببني كي أذكرك وفي روح الحياة أثبّتك."

وفي تفسير لهذا الحديث تفضّل حضرة عبد البهاء شارحاً:
"أيّها السّالك سبيل المحبوب، اعلم أنّ المقصود في هذا الحديث القدسيّ هو ذكر مراتب ما ظهر وما بطن من أعراش الحقيقة، مظاهر أمره، ومشارق عزّ هويّته، فمثلاً قبل أن تشتعل نار الأحديّة وتظهر للعيان، فهي قائمة بنفسها لنفسها في غيب المظاهر الكلّيّة، وهذا هو مقام "الكنز المخفيّ"، أمّا عندما تشتعل الشّجرة المباركة بنفسها لنفسها، وتوقد النّار الرّبّانيّة بذاتها لذاتها فهذا هو مقام "فأحببتُ أن أعرف". وعندما تشرق من أفق الإبداع بجميع الأسماء والصّفات الإلهيّة اللاّمتناهية على الإمكان واللاّمكان فإنّ ذلك يبشّر بظهور خلق بديع وصنع جديد، وهو مقام "فخلقتُ الخلق"، وعندما تخرق النّفوس المقدّسة حجبات كلّ العوالم وسبحات كلّ المراتب وتفوز بمقام المشاهدة واللّقاء فسوف تظهر علّة خلق الممكنات ألا وهي عرفان الحقّ والإيمان به."

No comments:

Powered By Blogger