Thursday, April 1, 2010

عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم وأنتم له كافرون وعنه معرضون-(5) تعيين زمن ظهور بهاءالله والمدة التى يعيشها بعد البعثة


عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم وأنتم له كافرون وعنه معرضون-(5)

تعيين زمن ظهور بهاءالله والمدة التى يعيشها بعد البعثة

أما ما يدل على زمن ظهور حضرة بهاءالله ومدة بقائه بعد البعثة- قال سبحانه وتعالى فى أول سورة النمل:

"طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين". فتلك تشير ما يدل عليه حرفا (طس) أى =69 لأن كما ذكرنا وتبع الأبجدية أن حرف الطاء=9 وحرف السين=60 وعلى ذلك طس=69. فالسين(60)ستون وتشير إلى نهاية الدورة المحمدية وظهور السيد على محمد الباب وهى سنة 1260ه كما تقدم،وهذا التاريخ هو بدء التاريخ البهائى.والطاء (9) تسع وهى مدة الدورة البابية حيث تبتديء من سنة 1260ه وتنتهى فى سنة 1269ه ومجموع حرفى (طس) الذى هو(69) تسع وستون يشير إلى سنة 1269ه وهى سنة ظهور حضرة بهاءالله وبدء دعوته.

أما كون مدلول (طس) المار الذكر هو آيات للقرآن الكريم وبراهين على أنه من عند الله ذلك لأن الخبر الذى تجيء به الكتب السماوية على أنه سيقع فى المستقبل فإذا وقع بالفعل كان وقوعه لا شك دليلاً على صدق ذلك الكتاب وصدق من جاء به. فظهور الباب فى سنة الستين وظهور بهاءالله فى سنة 69 هو دليل واضح على صدق القرآن العظيم وأنه من عند الله لا مرية فى ذلك لانطباق الخبر على الواقع تمام الانطباق وان المخبّر عنهما كذلك هما صادقان فى دعواهما.فهذا الدليل هو (هدى وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلوة الآية.......) فيهدى المؤمنين بسيدنا محمد(ص) إلى الايمان بهذين الرسولين الكريمين ويبشرهم بهما وبالسعادة التى جاءآ بها للبشر.

أما تعيين المدة التى يعيشها حضرة بهاءالله بعد بعثته أى بعد اعلانه للدعوة فقد جاء فى أول سورة الشعراء وأول سورة القصص وهو قوله تعالى:"(طسم ) تلك آيات الكتاب المبين" وطس المساوى إلى 69 كما تقدم شرحه آنفاً والميم =40 وهى تشير إلى السنين التى عاشها حضرة بهاءالله بعد بعثته ومجموع حروف (طسم) 109 أي سنة 1309ه وهى سنة لحوق حضرة بهاءالله بالرفيق الأعلى.

و(الكتاب المبين) هو القرآن كما فسره المفسرون ومدلول (طسم) هى اعجاز للقرآن لانطباقه على الواقع وبرهان على أنه من عند الله ثم أنه سبحانه وتعالى ذكر فى سورة الشعراء بعد قوله (طسم) تلك آيات الكتاب المبين طرفا من حال محمد(ص) فى بدء دعوته وهو قوله تعالى"لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث الا كانوا عنه معرضين فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون-الشعراء2-5).

وهذا الحال ينطبق تمام الانطباق على حال بهاءالله فى بدء دعوته من ابطاء الناس عليه بالاجابة وتكذيبهم اياه واعراضهم عنه مع بذله أقصى الجهد فى ادخالهم حظيرة الايمان وصرفه قصارى القدرة على ذلك وكان ذلك الابطاء من مقتضى الحكمة الإلهية والا فالله سبحانه وتعالى قادر على أن ينزل عليهم آية فتظل اعناقهم خاضعة لها ولكنه تعالى ابى الا أن يجرى الامور على سننها الطبيعية وستأتيهم انباء ما كانوا به يستهزئون لا محالة.

وذكر تعالى فى سورة القصص بعد قوله"طسم تلك آيات الكتاب المبين" طرفا من حال قوم موسى مع فرعون فقال"نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين".

وهذا أيضاً منطبق تمام الانطباق على حال قوم حضرة الباب وحضرة بهاءالله فى المدة المذكورة فى (طسم) أى فى مدة التسع والأربعين سنة مع السلطان ناصر الدين شاه ووزرائه وبقية السلاطين الايرانيين فقد كانوا يستضعفون المجموعات البابية والبهائية بعدها مع أن هؤلاء من جملة رعاياهم فيقتلون الرجال ويستحييون النساء خوفاً على ما فى أيديهم من الملك والسيطرة فأراهم الله ما كانوا يحذرونه من هؤلاء المستضعفين فجعلهم هم الوارثين ومكنّ لهم فى الأرض وسيكونون أئمة وقادة.

ما جاء فى الملل والنحل للشهرستانى عن أخبار زردشت فى (الزنداوستا) عن الباب وبهاءالله

وقد جاء فى كتاب الملل والنحل للعلامة الشهرستانى لابن حزم فى الصحيفة الخامسة والستين من الجزء الثانى منه عما أخبر به زردشت عن حضرة الباب وحضرة بهاءالله ما نصه: ومما أخبر به زرادشت فى(زنداوستا)قال:-

(سيظهر فى آخر الزمان رجل اسمه (اشزريكا) ومعناه الرجل العالم يزين العالم بالدين والعدل ثم يظهر فى زمانه (بتياره) فيوقع الآفة فى أمره وملكه عشرين سنة ثم يظهر بعد ذلك (اشزريكا) على أهل العالم ويحي العدل ويميت الجور ويرد السنن المغيّرة إلى أوضاعها الاولى وينقاد له الملوك ويتيسر له الامور وينصر الدين المحق ويحصل فى زمانه الامن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن).

فاشزريكا هو السيد على محمد الباب أما (بتياره) الذى أوقع الآفة فى أمره وملكه فهو ناصر الدين شاه وأتباعه ومن لف لفهم من الفقهاء والامراء فهم قاوموا أمره مدة العشرين سنة التى هي بين دعوة الباب واعلان بهاءالله دعوته حتى كادوا يقضون على دينه وامته لولا عناية الله بارسال بهاءالله. وقد كانت دعوة الباب سنة 1260ه ودعوة بهاءالله فى الحديقة النجيبية التى هى الآن المستشفى الملكى فى سنة 1279ه عندما اجتمعت القافلة هناك لتسفيره واتباعه إلى الآستانه فالمدة بين الدعوتين عشرون سنة كما مرّ.

وأما اشزريكا الثانى فهو بهاءالله وما ذكره عنه من أنه يحيي العدل ويميت الجور ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الاولى وينصر الدين المحق الخ.... فكل هذه تنطبق على بهاءالله وتنطبق على ما جاء فى الاحاديث المصطفوية التى ذكرناها سابقاً على أن المراد بها بهاءالله.اذاً التبشير بهذه كانت من زردشت عن الباب وبهاءالله.

أما ما ذكرناه سابقاً من أن بدء دعوة بهاءالله كانت سنة 1269ه فتلك كانت دعوته لخاصته فقط واستمرت إلى أن اجتمعت القافلة فى بستان الحديقة النجيبية فأعلن دعوته هناك لكافة الناس واتخذت تلك الأيام وهى اثنى عشر يوماً عيداً وسمى بعيد الرضوان نسبة إلى هذه الحديقة حديقة الرضوان-ويبدأ يوم 21ابريل وحتى يوم 2مايو من كل سنة.

الاستدلال على استمرار ارسال الله رسله لعباده:

ع-هل فى القرآن ما يدل على أن رسلاً تأتى بعد محمد(ص)؟

س- نعم فى القرآن من ذلك كثير كقوله تعالى:(يا بنى آدم أما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)(الأعراف :34) نجد فى هذه الآية صراحة عن ارسال الرسل فى المستقبل لبنى آدم كما كان الارسال فى الماضى.

ع-أما تعنى هذه الآية سيدنا محمداً(ص) ويأمر الله الناس بها ان يمتثلوا امره ويطيعوه؟...

س- لا يمكن أن يكون المراد بذلك محمداً(ص) اذ لو كان محمداً لقال (اتى) كما جاء فى آيات آخرى قال تعالى(يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل،المائدة:21)وقال (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين-المائدة:17) ويعنى بالنور محمداً(ص) ولو كان المراد محمداً(ص) ايضاً لقال رسول ولم يقل رسل ودلالة الآية واضحه لأن (يأتين) فعل مضارع يدل على المجئ فى الحال والمجئ فى الاستقبال ولما كان الله يكلم الناس بنفس هذه الآية على لسان رسول ذلك الوقت الذى هو موجود بين ظهرانى الناس كان لا محالة المراد منها الرسل الآتين فى المستقبل بعد محمد(ص) والفعل المضارع ههنا يدل على الدوام والاستمرار بدلالة اتيان الفاعل بلفظ الجمع وقوله تعالى:(فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)-أى من اتقى التكذيب وآمن برسول زمانه واصلح عمله فلا خوف عليهم ولا يحزنون وهذه الآية جاءت مباشرة بعد قوله (لكل أمة أجل)(الاعراف:33) ولا شك أن أمة محمد(ص) امة من الأمم لها أجل معين ومدة مقررة فإذا انتهت جاء رسول جديد ودين جديد كما تقدم آنفاً فيجب الايمان به والانقياد إليه وكما أنها دلّت على أن لأمة محمد(ص) أجل معين وعند انتهاء تلك المدة يأتى رسول جديد يجب على الأمة الايمان به والاستجابة له كذلك هى دلالة عامة شاملة لكل أمة تأتى بعد أمة الفرقان من أن لها أجل معين ورسول يأتى بعد انتهاء تلك المدة ويجب الايمان به والانقياد له والآية فى هذا صريحة وواضحه يا ع.

ع-هل هذه الآية فقط تدل على استمرار الرسل،أم هناك آيات آخرى ؟وهل هناك أحاديث فى ذلك وأخبار من العلماء؟

س- مثل الآية المارة الدالة على استمرار ارسال الرسل كثيرة ومنها قوله تعالى:-

"قل اهبطوا منها جميعاً فاما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"(البقرة:37)

ومعنى الهدى رسول وكتاب كما قال المفسرون فان "يأتينكم" ههنا مثل يأتينكم فى الآية المارة دالة على الدوام والاستمرار وحذراً من التطويل نكتفى بما أوردناه من آيات القرآن الكريم ونورد لك من الأحاديث النبوية حديثاً واحداً يدلك على استمرار ارسال الرسل فى المستقبل أيضاً وأنهم يكوّنون امماً.

روى العلامة سهل بن عبدالله التوسترى فى تفسيره عن عكرمة عن ابن عباس(رض) أنه قال سألت رسول الله(ص) فى مَ النجاة غداً فقال:- (عليكم بكتاب الله عز وجل فان فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم من دينكم الذي تعبّدكم به الله عز وجلّ). إلى آخر الحديث. فترى أن رسول الله(ص) أخبر أمته بأن فى القرآن نبأ من قبلهم من الأمم وخبر من بعدهم من الأمم وحكم ما بين امته وهو يخاطب هذه الأمة المحمدية.فإذاً يريد بالأمم الآتية والماضية امم الرسل وهى امم الاجابة فالامم الآتية هى التى تتكون بارسال رسلها لها فخبر تلك الأمم بالقرآن كما كان خبر الأمة المحمدية فى الانجيل والتوراة وخبر الأمة العيسوية فى التوراة وغيرها من الكتب المقدسة القديمة فاذا يأتى بعد انتهاء أجل هذه الأمة المحمدية رسل تتعاقب وتكوّن امماً.

وجاء فى سنن الترمذى بهذا الحديث خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم بدلاً من قبلكم ومن بعدكم فيكون المعنى خبر ما جرى لامم الرسل فى الماضى وما يجرى لامم الرسل الآخرى فى المستقبل فتعلم أن الرسل تتابع بدون انقطاع ولكل أمة أجل معين ينتهي إليه مدتها.

ونلتقى معاً فى مقالنا المقبل لكى نستكمل هذا الموضوع فكونوا معنا.............


No comments:

Powered By Blogger