الوعد بمجيء الدين الجديد2-2
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. سورة 107, آية: 1
وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. سورة 74 , آية: 46.
· تتنبأ الآية 41 الأوضاع المروِّعة التي نعيشها في وقتنا الحاضر من حروب وفقر وظلم والتفكك الأسري وانحطاط القيم الأخلاقية.
· تصف الآية 43 العلاج وتعطي الحلول لتلك المشاكل التي أحاطت البشرية. فتأمرنا بأن نولِّي وجوهنا شطر الدين القويم والذي أنزله الله لكي ننقذ أنفسنا من الجهل الذي أعمى أعيننا.
· تطلب منا الآية أن نقبل الدين قبل أن يأتي اليوم الذي "لا مرد له". وهو يوم الحساب الذي يُسأل فيه الإنسانُ يومئذٍ بما قدم و أخَّر.
· فمن كفر بذلك اليوم فعليه كفره وتذوق كل نفس عاقبة عدم إيمانها بالدين الجديد.
· ومن يؤمن بالدين القيِّم فأولئك يجزيهم الله ثواباً من عنده ومأواهم جنات النعيم.
· إن المؤمنين الصادقين الذين أحسنوا دينهم يأتون بصالح الأعمال , ومن صالح الأعمال الإيمان بالرسول الجديد.
إن الآية التالية من الإنجيل تربط مجيء ذلك اليوم أي يوم الامتحان بالنار:
تأملوا النبوءة التالية الفريدة في مدلولها. إنها تجمع بين مفهومين مترابطين وفي نفس الوقت حاسمين ليدلنا إلى مفهوم أعمق لما يريده الله.
إن عدد الآيات التي تنبئ بظهور دين جديد عديدة ومدعاة للدهشة ولكن لماذا نحتاج إلى كل هذا التأكيد المتكرر؟ لأن الله سبحانه وتعالى على علم بما سيحدث في مستقبل الأيام. إنه يعلم بأن الأغلبية العظمى من المسلمين سوف لا يثقون حتى بكتابهم المنزل القرآن الكريم. فإننا نرى رغم كل الشواهد وتعدد الآيات التي تدل على مجيء دين جديد في المستقبل, أن المسلمين لا يزالون يشكون في الوعود الإلهية.
إن الآية التالية تبين لنا أن المسلمين سوف يتصرفون كما تصرفت سائر الملل السابقة في الماضي.
لنتأمل النبوءة التالية من عيسى عليه السلام عن الوضع الروحاني والمعنوي للعالم عند مجيئه ثانية:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ. وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ. سورة 15, آية: 10-13 وكذلك سورة 36, آية: 30
من هو الذي لا يؤمنون به؟ إذا كانت السورة تخاطب الرسول الكريم فالخطاب يجب أن يكون " لا يؤمنون بك" . تأملوا أيضاً هذه الآية:
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. سورة 70, آية: 26
تأملوا النبوءة التالية من السيد المسيح:
فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب فاني إن لم تسهر أقدم عليك كلص ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك. رؤيا 3, آية: 3
يستخدم الإنجيل كلمة ساعة كالقرآن الكريم ليشير إلى مجيء الرسول الجديد من عند الله. فأفضل طريقة لمعرفة التأويل المقصود من كلمة الساعة هو المقارنة بين نبوءات الإنجيل والقرآن.
فمعظم المسلمين لا يعلمون بأن القرآن الكريم يعزز وعود الكتاب المقدس التي تشير إلى عودة روح الله* إلى العالم الدنيوي.
سوف نقوم بمقارنة الآيات من الكتابين المقدسين:
إنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ.... وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا.... هَلْ يَنظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ..... وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. سورة 43, آية: 59-85
الآيات من الإنجيل:
و أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا ملائكة السماوات إلا أبي وحده.....إسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم* ..... لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي إبن الإنسان.. إنجيل متى , الآيات: 36-44
قارنوا النبوءات القرآنية التالية مع تلك النبوءات السابقة من الإنجيل:
عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ. مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ. يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً....عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. سورة 7, آية: 185-187
· يريد الناس معرفة زمان الساعة.
· إن زمان الساعة هو في علم الغيب الإلهي لا يعرفه الرسول الكريم أو عيسى عليه السلام.
· إن علم الساعة عند الله.
· يسمح لنا الله أن نعرف مجيء الساعة في الوقت المناسب.
· إن الساعة تأتي بغتةً.
· إن معظم المؤمنين سوف يخفقون في معرفة المعنى أو المغزى من تلك النبوءات.
في المقتطف السابق من آيات القرآن الكريم, نجد بأن الآية الأولى فيها عدة مفاهيم ليست موجودة في نبوءات الإنجيل.
· فهي تصرح بأن قيام الساعة يكون حين يأتي أجل هؤلاء "أجلهم". من هم هؤلاء؟ إنهم الأمم أو أتباع الديانات المختلفة, الذين يترقبون مجيء الساعة.
· تصرح الآية بعد ذلك بأن الناس سوف ينكرون إنقضاء الأجل الذي حُدِّد لهم.
تأملوا معنى السؤال البلاغي في النبوءة السابقة من القرآن الكريم , ماهو النبأ الذي سوف يؤمنون به بعد هذا ؟ يسأل الله سبحانه وتعالى عن الأدلة التي يحتاجها الناس لكي يقتنعوا ويطمئنوا بمجيء الساعة في الوقت المحدد. لنفترض أنه يوجد عشرة أضعاف أدلة تؤكد مجيء الساعة عند انتهاء أجل الأمة؟ هل سيكون الفارق كبيراً ويغير من الأمر شيئاً ؟ هل معتقدات الناس تستند على أدلة أم على التقاليد والامتثال للموروث؟ بكل أسف إن أكثر من 9,99 % من المؤمنين تكاد الأدلة تلعب دوراً بسيطاً في تعزيز عقيدتهم. لنفترض أنك وُلِدت في عائلة مسيحية, ألن تكون مسيحياً؟ ألن تؤمن بأن المسيح هو الله؟
إن الحجاب الآخر لإنكار الناس لمجيء الساعة إنما هو الشكوك التي تراودهم وبالفعل هم محقون في ذلك. لقد كذب عليهم كثيرون لذا لا يصدقون أحداً بعد الآن. إنهم لا يثقون حتى بكتبهم المقدسة. لا عجب أن يقول المسيح عليه السلام:
ولكن متى جاء ابن الإنسان، ألعله يجد الإيمان على الأرض...... لوقا الاصحاح 18, آية: 8
إن الأدلة التي تزخر بها الآيات القرآنية بشأن مجيء الرسل والدين الجديد لهي مدعاة للحيرة والدهشة. إنها أكثر مما نتوقعه لإقناعنا. لقد كان الناس في جميع العصور مقلدين. إنهم يُفضِّلون إلى يومنا هذا أن يتَّبعوا رمزاً دينياً, وأن يسلكوا سبيله عوضاً من أن يصلوا إلى الجواهر الثمينة من المعرفة والحكمة المخزونة في القرآن الكريم بالتأمل في آياته.
لنتأمل الأدلة مرة أخرى, فالقرآن الكريم يعتبر سيدنا المسيح رسول مثله مثل سيدنا محمد عليه السلام. وقد وعد عيسى بأنه سوف يعود ثانيةً. إن القرآن الكريم يؤكد مصداقية هذا الوعد. ماذا نستخلص من الحقائق السابقة؟ أن رسولاً مثل محمد عليه السلام سوف يعود مرة أخرى. إنه الاستنتاج الوحيد الذي يتوافق مع الحقائق الموجودة في الإنجيل والقرآن. فلماذا إذاً يكون مجيء رسول على الأقل أو حتى رسل آخرين بعد سيدنا محمد صلى الله عيه وسلم مدعاةً للشك.
إن التشابه لعديد من آيات الإنجيل المقدس والقرآن الكريم جديرٌ بالملاحظة. لنقارن ونتأمل في التوافق بين الآيات التالية من الكتابين:
و متى جاء ابن الإنسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه. متى إصحاح 25, آية: 31
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً. سورة 78, آية: 38.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيميز بعضهم من بعض. متى إصحاح 25, آية: 32
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً. سورة 78, آية: 17
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و يجتمع أمامه جميع الشعوب. متى إصحاح 25, آية: 32
فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً. سورة 78, آية: 18
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيرسل ملائكته ببوق عظيم. متى إصحاح 24, آية: 31
يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ. سورة 78, آية: 18
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و قوات السماوات تتزعزع. متى إصحاح 24, آية: 29
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً. سورة 52, آية: 9
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين. متى إصحاح 25, آية: 31
وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً. سورة 78, آية: 38.
فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ. سورة 14,آية: 47
هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ ... وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ. سورة 14, آية: 52
إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ. سورة 14, آية 22
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ. سورة 6, آية 134
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ. سورة 77, آية 7
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُون. سورة 51, آية 60
اِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ. وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ. سورة 51, آية 5-6
(من كتاب-خاتم النبيين –د.محمد إبراهيم خان)
ونتابع في مقالنا القادم-الفرق بين النبي والرسول....... فتابعونا
* يوم الدين هو يوم القيامة أي يوم الحساب الذي يحاكم فيه الناس لمعرفة مدى استجابتهم للوعود الإلهية ومنها الإيمان بالدين الجديد.
* إن أكثر المسيحيين يعتقدون بأن الله تجسَّد في سيدنا المسيح. فمن الواضح إن هذا الاعتقاد خاطئ ومضلِّل. فالقرآن والإنجيل كلاهما استخدما كلمة "الرب" اختصاراً لكلمة "روح القدس". إن كلمة الرب لهي دلالة على روح القدس, وهذا المسمى إنما يطلق على الرسل الإلهية جميعاً. فالله سبحانه وتعالى منزه عن الشبهية والمثلية وإنما الرسل الإلهية كالمرآة يعكسون نور الله. وإن الشمس لا تنزل من علو مقامها لكنها ترسل نورها فقط .
No comments:
Post a Comment