Wednesday, November 30, 2011

الوعد بمجيء الدين الجديد2-2

الوعد بمجيء الدين الجديد2-2

إن الآيات التالية تدل على هؤلاء الذين ينكرون الدين ويوم الدين.

فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ. سورة 95, آية: 7

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. سورة 107, آية: 1

وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. سورة 74 , آية: 46.

تأملوا الآيات التالية:

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.... فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ. مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ. لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ. سورة 30, آية: 41, 43-45.

ماذا تبين لنا الآيات السابقة؟

· تتنبأ الآية 41 الأوضاع المروِّعة التي نعيشها في وقتنا الحاضر من حروب وفقر وظلم والتفكك الأسري وانحطاط القيم الأخلاقية.

· تصف الآية 43 العلاج وتعطي الحلول لتلك المشاكل التي أحاطت البشرية. فتأمرنا بأن نولِّي وجوهنا شطر الدين القويم والذي أنزله الله لكي ننقذ أنفسنا من الجهل الذي أعمى أعيننا.

· تطلب منا الآية أن نقبل الدين قبل أن يأتي اليوم الذي "لا مرد له". وهو يوم الحساب الذي يُسأل فيه الإنسانُ يومئذٍ بما قدم و أخَّر.

· فمن كفر بذلك اليوم فعليه كفره وتذوق كل نفس عاقبة عدم إيمانها بالدين الجديد.

· ومن يؤمن بالدين القيِّم فأولئك يجزيهم الله ثواباً من عنده ومأواهم جنات النعيم.

· إن المؤمنين الصادقين الذين أحسنوا دينهم يأتون بصالح الأعمال , ومن صالح الأعمال الإيمان بالرسول الجديد.

إن كلمة الدين حين تأتي في آية أخرى لا تزال تكون مرتبطة بوعد في المستقبل:

يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ*. يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ. سورة 51, آية: 12-13

كيف يُمتَحَن الناس حين ظهور الدين الجديد؟ إنهم يُمْتَحنون بمدى استجابتهم للدين الذي يدعوهم الله للإيمان به. فيوم الدين هو يوم الحساب أيضاً. وكلمة النار هي كناية عن كيفية الامتحان.

إن الآية التالية من الإنجيل تربط مجيء ذلك اليوم أي يوم الامتحان بالنار:

فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَنْكَشِفُ عَلَناً إِذْ يُظْهِرُهُ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي سَيُعْلَنُ فِي نَارٍ، وَسَوْفَ تَمْتَحِنُ النَّارُ قِيمَةَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ. كورينثيانس 3, آية: 13

حين نتأمل في القرآن نجد أن الله سبحانه وتعالى قد بين بكل وضوح بأنه خلقنا كي يمتحننا وأعطانا الفرصة حتى نتحلى بصالح الأعمال ونُظهر فضائل الروح. إن الله تعالى يمتحننا في هذه الدنيا, أما في الآخرة فسوف يجزينا أو يعاقبنا حسب أعمالنا.

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً. سورة 67, آية: 2.

إن الآية القرآنية التي تُنبِئ بمجيء دين جديد من عند الله ( سورة 51, الآيات: 12-13) , تنتهي بالنبوءة التي تخص الرسول الذي سوف يأتي بذلك الدين.

فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ [الرسول] مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ. سورة 51, آية: 23.

تثبت الآية السابقة مرة أخرى أن الناس سوف تشك بمجيء الدين والرسول الجديد. والله يعلم بأن هذه الشكوك الراسخة منذ قرون في أذهان الناس هي بسبب الأوهام والعقائد الباطلة. ولكي يطمئنهم فيقسم في مستهل الآية بنفسه الكريمة أنَّ ما وعدكم به حق, فلا تَشُكُّوا فيه كما لا تَشُكُّون في نطقكم.

تأملوا النبوءة التالية الفريدة في مدلولها. إنها تجمع بين مفهومين مترابطين وفي نفس الوقت حاسمين ليدلنا إلى مفهوم أعمق لما يريده الله.

وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ. لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ. سورة 6, آية: 66-67

كما نرى فإن الآية السابقة تؤكد لنا النبوءات التي تُخبِر عن رفض وإنكار الناس وتصرِّح بأن المسلمين سوف ينكرون الرسول الجديد حين يأتي يوم الوعد المذكور في الكتاب وذلك بانتهاء أجل الإسلام.

فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ. سورة 9, آية 24

إن كلمة أمر لها عدة معانٍ منها : إصدار الأوامر, قرار, فَرَمان, والآية تطلب منَّا التربص والانتظار حتى ياتي الله بأمره. فماذا إذاً يبعث الله لنا عن طريق رسله غير الرسالة الجديدة, التي تحمل الآيات لهدايتنا روحانياً. علاوة على ذلك فإن الآية تنتهي بقوله تعالى أنه لا يهدي القوم الفاسقين. فهذا دليل على أن الأمر ليس سوى الدين الذي هو سبب هداية الخلق. بدراستنا لآية أخرى نستطيع أن ندرك معنى كلمة الأمر جيداً.

فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ. سورة 23 آية: 53

لقد جاء في تفسير الجلالين والتفسير الميسر في المصحف الرقمي كلمة أمر بمعنى الدين. وهنا نستطيع أن نسأل أنفسنا ما هو الأمر الذي يستطيع أن يفرق بين الناس غير الدين؟

إن عدد الآيات التي تنبئ بظهور دين جديد عديدة ومدعاة للدهشة ولكن لماذا نحتاج إلى كل هذا التأكيد المتكرر؟ لأن الله سبحانه وتعالى على علم بما سيحدث في مستقبل الأيام. إنه يعلم بأن الأغلبية العظمى من المسلمين سوف لا يثقون حتى بكتابهم المنزل القرآن الكريم. فإننا نرى رغم كل الشواهد وتعدد الآيات التي تدل على مجيء دين جديد في المستقبل, أن المسلمين لا يزالون يشكون في الوعود الإلهية.

إن الآية التالية تبين لنا أن المسلمين سوف يتصرفون كما تصرفت سائر الملل السابقة في الماضي.

فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ. سورة 10, آية: 102

إن إحدى الدروس التي نتعلمها من التاريخ هي أن التاريخ يعيد نفسه. فهل تغيرت أطوار الناس منذ زمن نوح؟ هل سوف يتبعون نفس أسلوب الرفض كما فعل قوم نوح؟

لنتأمل النبوءة التالية من عيسى عليه السلام عن الوضع الروحاني والمعنوي للعالم عند مجيئه ثانية:

وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. متى 24, آية: 37

يشير القرآن مراراً إلى طريقة استجابة الناس ( السنة المتّبعة) للرسول الجديد الذي يبعثه الله.

أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ. سورة 2, آية: 87

تأملوا هذه الآيات أيضاً:

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ. وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ. سورة 15, آية: 10-13 وكذلك سورة 36, آية: 30

تأملوا هذه الفقرة من الآية: 13:

لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ.....

من هو الذي لا يؤمنون به؟ إذا كانت السورة تخاطب الرسول الكريم فالخطاب يجب أن يكون " لا يؤمنون بك" . تأملوا أيضاً هذه الآية:

وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ. سورة 10, آية: 40

أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ؟ سورة 10, آية: 51

لوتأملنا في آيات القرآن الكريم نرى بأن معظم النبوءات التي وردت فيها تشير إلى أن الناس سوف يرفضون أنباء الدين الجديد. هناك آية واحدة فقط تتحدث عن أولئك الذين يعترفون بمجيء الرسالة الجديدة.

الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. سورة 83, آية: 11

وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. سورة 70, آية: 26

فبعد دراستنا للآيات العديدة في هذا الباب وغيرها من الآيات تبين لنا أن الناس دائماً يرفضون الرسول الجديد وينكرونه ويضطهدونه أيضاً. وكما نرى فلن تتبدل سنة الله في إرسال الرسل ولا سنة الناس في إنكار الرسول الجديد.

إن كلمة الساعة في الكتب المقدسة دائماً ما تشير إلى زمان ظهور الرسل وبعثتهم. فالمسيحيون على دراية تامة بمعنى كلمة "الساعة".

تأملوا النبوءة التالية من السيد المسيح:

فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب فاني إن لم تسهر أقدم عليك كلص ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك. رؤيا 3, آية: 3

يستخدم الإنجيل كلمة ساعة كالقرآن الكريم ليشير إلى مجيء الرسول الجديد من عند الله. فأفضل طريقة لمعرفة التأويل المقصود من كلمة الساعة هو المقارنة بين نبوءات الإنجيل والقرآن.

فمعظم المسلمين لا يعلمون بأن القرآن الكريم يعزز وعود الكتاب المقدس التي تشير إلى عودة روح الله* إلى العالم الدنيوي.

سوف نقوم بمقارنة الآيات من الكتابين المقدسين:

الآيات من القرآن الكريم:

إنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ.... وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا.... هَلْ يَنظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ..... وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. سورة 43, آية: 59-85

إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ. سورة 43 , آية: 59

الآيات من الإنجيل:

و أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا ملائكة السماوات إلا أبي وحده.....إسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم* ..... لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي إبن الإنسان.. إنجيل متى , الآيات: 36-44

فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار و سكر و هموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. إنجيل لوقا 21, آية: 34

قارنوا النبوءات القرآنية التالية مع تلك النبوءات السابقة من الإنجيل:

عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ. مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ. يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً....عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. سورة 7, آية: 185-187

إن التشابه الملحوظ بين كلمات الرسول الكريم والمسيح عليه السلام يقودنا إلى الاستنتاجات التالية:

· يريد الناس معرفة زمان الساعة.

· إن زمان الساعة هو في علم الغيب الإلهي لا يعرفه الرسول الكريم أو عيسى عليه السلام.

· إن علم الساعة عند الله.

· يسمح لنا الله أن نعرف مجيء الساعة في الوقت المناسب.

· إن الساعة تأتي بغتةً.

· إن معظم المؤمنين سوف يخفقون في معرفة المعنى أو المغزى من تلك النبوءات.

في المقتطف السابق من آيات القرآن الكريم, نجد بأن الآية الأولى فيها عدة مفاهيم ليست موجودة في نبوءات الإنجيل.

· فهي تصرح بأن قيام الساعة يكون حين يأتي أجل هؤلاء "أجلهم". من هم هؤلاء؟ إنهم الأمم أو أتباع الديانات المختلفة, الذين يترقبون مجيء الساعة.

· تصرح الآية بعد ذلك بأن الناس سوف ينكرون إنقضاء الأجل الذي حُدِّد لهم.

تأملوا معنى السؤال البلاغي في النبوءة السابقة من القرآن الكريم , ماهو النبأ الذي سوف يؤمنون به بعد هذا ؟ يسأل الله سبحانه وتعالى عن الأدلة التي يحتاجها الناس لكي يقتنعوا ويطمئنوا بمجيء الساعة في الوقت المحدد. لنفترض أنه يوجد عشرة أضعاف أدلة تؤكد مجيء الساعة عند انتهاء أجل الأمة؟ هل سيكون الفارق كبيراً ويغير من الأمر شيئاً ؟ هل معتقدات الناس تستند على أدلة أم على التقاليد والامتثال للموروث؟ بكل أسف إن أكثر من 9,99 % من المؤمنين تكاد الأدلة تلعب دوراً بسيطاً في تعزيز عقيدتهم. لنفترض أنك وُلِدت في عائلة مسيحية, ألن تكون مسيحياً؟ ألن تؤمن بأن المسيح هو الله؟

إن الحجاب الآخر لإنكار الناس لمجيء الساعة إنما هو الشكوك التي تراودهم وبالفعل هم محقون في ذلك. لقد كذب عليهم كثيرون لذا لا يصدقون أحداً بعد الآن. إنهم لا يثقون حتى بكتبهم المقدسة. لا عجب أن يقول المسيح عليه السلام:

ولكن متى جاء ابن الإنسان، ألعله يجد الإيمان على الأرض...... لوقا الاصحاح 18, آية: 8

إن الأدلة التي تزخر بها الآيات القرآنية بشأن مجيء الرسل والدين الجديد لهي مدعاة للحيرة والدهشة. إنها أكثر مما نتوقعه لإقناعنا. لقد كان الناس في جميع العصور مقلدين. إنهم يُفضِّلون إلى يومنا هذا أن يتَّبعوا رمزاً دينياً, وأن يسلكوا سبيله عوضاً من أن يصلوا إلى الجواهر الثمينة من المعرفة والحكمة المخزونة في القرآن الكريم بالتأمل في آياته.

لنتأمل الأدلة مرة أخرى, فالقرآن الكريم يعتبر سيدنا المسيح رسول مثله مثل سيدنا محمد عليه السلام. وقد وعد عيسى بأنه سوف يعود ثانيةً. إن القرآن الكريم يؤكد مصداقية هذا الوعد. ماذا نستخلص من الحقائق السابقة؟ أن رسولاً مثل محمد عليه السلام سوف يعود مرة أخرى. إنه الاستنتاج الوحيد الذي يتوافق مع الحقائق الموجودة في الإنجيل والقرآن. فلماذا إذاً يكون مجيء رسول على الأقل أو حتى رسل آخرين بعد سيدنا محمد صلى الله عيه وسلم مدعاةً للشك.

إن التشابه لعديد من آيات الإنجيل المقدس والقرآن الكريم جديرٌ بالملاحظة. لنقارن ونتأمل في التوافق بين الآيات التالية من الكتابين:

و متى جاء ابن الإنسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه. متى إصحاح 25, آية: 31

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً. سورة 78, آية: 38.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيميز بعضهم من بعض. متى إصحاح 25, آية: 32

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً. سورة 78, آية: 17

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و يجتمع أمامه جميع الشعوب. متى إصحاح 25, آية: 32

فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً. سورة 78, آية: 18

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيرسل ملائكته ببوق عظيم. متى إصحاح 24, آية: 31

يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ. سورة 78, آية: 18

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و قوات السماوات تتزعزع. متى إصحاح 24, آية: 29

يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً. سورة 52, آية: 9

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين. متى إصحاح 25, آية: 31

وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً. سورة 78, آية: 38.

فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ. سورة 14,آية: 47

هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ ... وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ. سورة 14, آية: 52

إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ. سورة 14, آية 22

إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ. سورة 6, آية 134

إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ. سورة 77, آية 7

فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُون. سورة 51, آية 60

اِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ. وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ. سورة 51, آية 5-6

(من كتاب-خاتم النبيين –د.محمد إبراهيم خان)

ونتابع في مقالنا القادم-الفرق بين النبي والرسول....... فتابعونا



* يوم الدين هو يوم القيامة أي يوم الحساب الذي يحاكم فيه الناس لمعرفة مدى استجابتهم للوعود الإلهية ومنها الإيمان بالدين الجديد.

* إن أكثر المسيحيين يعتقدون بأن الله تجسَّد في سيدنا المسيح. فمن الواضح إن هذا الاعتقاد خاطئ ومضلِّل. فالقرآن والإنجيل كلاهما استخدما كلمة "الرب" اختصاراً لكلمة "روح القدس". إن كلمة الرب لهي دلالة على روح القدس, وهذا المسمى إنما يطلق على الرسل الإلهية جميعاً. فالله سبحانه وتعالى منزه عن الشبهية والمثلية وإنما الرسل الإلهية كالمرآة يعكسون نور الله. وإن الشمس لا تنزل من علو مقامها لكنها ترسل نورها فقط .

No comments:

Powered By Blogger