طلوع الشمس من مغربها
من علامات آخر الزمان طلوع الشمس من مغربها، قال ا أمير
المؤمنين على بن أبى طالب موضحًا ذلك: "إن الذى يصلى خلفه (أى المهدى) هو
الشمس الطالعة من مغربها".
ويعنى هذا كما في الحديث الشريف ما أخرجه
الطبرانى عن عمر بن على بن أبى طالب أنه قال: قال للنبى صلى الله عليه وسلم:
أمنَّا المهدى أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل منا يختم
الله الدين كما فتح بنا وبنا يستنقذون من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد
عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك.
ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: بدأ
الإسلام غريبًا ويعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء.
أى أنه بعد مغرب شمس الأمة الإسلامية التى
هى مغرب الدورة التى بدأت بآدم وانتهت بحضرة الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم
واكتمال زمن الانتهاء ستشرق شمس الرسالة الجديدة وهو رسول يصلى خلفه عيسى فى رسالة
متصلة تخصهما هما الاثنين.
وفى رأينا يقينًا لا مرية فيه ولا شبهة أن
المهدى الموعود هو السيد على محمد الباب وأن حضرة بهاء الله كان أحد البابيين أى
صلى خلفه واتبع شريعته ومشى على نهجه ومنواله وفى اكتمال الوعد الذى حدده الله
أعلن دعوته أنه هو عودة المسيح ابن مريم الموعود وأنه رب الجنود موعود اليهود وأنه
شاه بهرام موعود الزرادشتيين وأنه هو عودة بوذا الرابع لدى البوذيين وأعلن أنه هو
بقية الله المنتظر والمنظر الأكبر للبشر وبذلك تكون شمس الحقيقة السيد الباب قد
طلعت من مغرب الدورة السابقة باسم المهدى أو القائم وصلى خلفه حضرة بهاء الله
المسيح أى تبعه وعضده ونصره وأكمل دعوته وبدأت دورة جديدة من الله لتعلن قيام نظام
عالمى جديد لم تشهده وجه الأرض من قبل.
وفى الصحيحين من حديث إبراهيم بن بريد بن
شريك وعن أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرى أين تذهب هذه
الشمس إذا غربت؟ قلت لا أدرى، قال: إنها تنتهى فتسجد تحت العرش ثم تستأذن فيوشك أن
يقال ارجعى من حيث جئت وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت
فى إيمانها خير". رواه البخارى بنحوه فى كتاب بدء الخلق فى صفة الشمس والقمر
بحسبان، ومسلم مطولا فى كتاب الإيمان باب بيان الزمن الذى لا يقبل فيه الإيمان
1/96.
كتاب علامات يوم القيامة للحافظ بن كثير
الدمشقى المتوفى 794هـ ويقول: إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة
ضحى فآيتها ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا. ثم قال عبد الله وكان
يقرأ الكتب: وأظن أولاها خروجًا طلوع الشمس من مغربها وذلك أنه كلما غربت أتت تحت
العرش فسكنت واستأذنت فى الرجوع فلم يرد عليها شىء ثم تستأذن فى الرجوع فلا يرد
عليها شىء حتى إذا ما ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب وعرفت أنه وإن أذن لها فى
الرجوع لم تدرك المشرق قالت ربّ ما أبعد المشرق ومن لى بالناس حتى إذا صار الأفق
كأنه طوق استأذنت فى الرجوع فيقال لها ارجعى من مكانك فاطلعى فطلعت على الناس من
مغربها ثم تلا الآية: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّاأَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا
مُنْتَظِرُونَ [سورة الأنعام:158].
No comments:
Post a Comment