Saturday, May 3, 2014

رسالة السيد المسيح



رسالة السيد المسيح

جاء السيد المسيح المربّي السماوي، ليخلّص العالم من العصيان ويهيّئ البشر لمجيء ملكوت الله. قال السيد المسيح: "إنّه ينبغي لي أن أبشّر المدن الأخر أيضًا بملكوت الله لأنّي لهذا قد أرسلت" [إنجيل لوقا 4: 43]. إن السيد المسيح، مثل جميع الرسل والمظاهر الإلهية السابقة جاء بكلمة الله لتغيير حياة البشر ويؤهلهم بالتعاليم الإلهية مثل القداسة ومحبة الله، والطهارة، والحصول على الفضائل الانسانية، والغفران وخدمة العالم الإنساني، ومعاونة البشر على تطوير مدنيّة روحانيّة استعدادًا لمجئ ملكوت الله. لقد أتى اليوم  "يوم الله الموعود" الذي تنبأت به جميع الرسل والمظاهر الإلهية وتمنوا أن يشاهدوه، والذي وصف بـ "يوم الله" أو بـ "ملكوت الله على الأرض".

كان من المستحيل أن يأتى "يوم الله" أو "ملكوت الله على الأرض" دون تضحيّات من الرسل أو المظاهر الإلهية مثل حضرة ابراهيم وحضرة موسى وحضرة المسيح وحضرة محمد الذين أتوا بكلمة الله في عصور مختلفة تمهيداً لهذا اليوم الموعود. وهذا اليوم الموعود هو الذي اعلن عنه كلّ من حضرة الباب سنة 1844 وحضرة بهاءالله سنة 1863 بأنه هو الموعود، ان فضل وعظمة ظهور يوم الله وكمالاته تنعكس اليوم تدريجيّا ساطعةً على كل المخلوقات. 

بعض الآيات من التّوراة والإنجيل المقدّس بخصوص رسالة السيد المسيح:

إنجيل متّى 6: 9-10 – فصلّوا أنتم هكذا. أبانا الذي في السّموات. ليتقدّس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.
إنجيل لوقا 4: 43 – إنّه ينبغي لي أن أبشّر المدن الأخر أيضًا بملكوت الله لأنّي لهذا قد أرسلت.

إنجيل يوحنّا 18: 37 – فقال له بيلاطس أفأنت إذًا ملك. أجاب يسوع أنت تقول إنّي ملك. لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي.

إنجيل متّى 26: 28 – لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا.

إنجيل يوحنّا 11: 25-26 – قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكلّ من كان حيًّ وآمن بي فلن يموت إلى الأبد.

إنجيل يوحنّا 9: 39 – لدينونةٍ أتيت أنا إلى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون.

إنجيل متّى 10: 34 – لا تظنّوا أني جئت لألقي سلامًا على الأرض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفًا.

إنجيل لوقا 12: 51 – أتظنّون أنّي جئت لأعطي سلامًا على الأرض. كلاّ أقول لكم. بل انقسامًا.

بعض الآيات من القرآن الكريم بخصوص رسالة السيد المسيح:

سورة البقرة 2: 87 – وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس.

سورة المائدة 5: 75 – ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرّسل وأمّه صدّيقة كانا يأكلان الطعام...

سورة الصّف 61: 6 – وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدّقًا لما بين يديّ من التوراة ومبشّرًا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد.

سورة الزخرف 43: 63-64 – ولما جاء عيسى بالبيّنات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبيّن لكم بعض الذى تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم.

بعض الآيات من الآثار البهائية بخصوص رسالة السيد المسيح:

"... مع أن المقصود من كل ظهور التغيير والتبديل في أركان العالم سرًا وجهرًا، وظاهرًا وباطنًا. إذ إنه لو لم يتغير أمورات الارض بأي وجه من الوجوه فإن ظهور المظاهر الكلية يكون لغوًا وباطلاً. (بهاءالله،كتاب الإيقان، ص 193).

وقد جاء حضرة المسيح ليعلم اهل العالم المدنية السماوية لا المدنية الجسمانية فنفخ روحاً إلهياً في جسم عالم الامكان واسس مدنية نورانية. ومن جملة اسس المدنية الالهية الصلح الاكبر. ومن جملة اسس المدنية الروحانية وحدة العالم الانساني. ومن جملة اسس المدنية الروحانية فضائل العالم الانساني. ومن جملة اسس المدنية الالهية تحسين الاخلاق. (عبدالبهاء،خطب عبدالبهاء في اوروبا وامريكا، ص 242).

فحينما ظهر السيد المسيح ألّف بين الشعوب والفرق المختلفة فأحل الوئام بين اليونان والرومان والسريان والمصريين لأن العداوة والخلاف بين تلك الأقوام كانا مستفحلين إلى درجة يستحيل معهما حصول الألفة والوئام بينهما. لكن حضرة المسيح بقوة الهية جعل الجميع متحدين متفقين. (عبدالبهاء،خطب عبدالبهاء في اوروبا وامريكا، ص 245).

ولما انتشرت نفحات قدس حضرة المسيح وانوار تقديس النير الاعظم فالحقائق البشرية اعني النفوس التي توجهت إلى كلمة الله واستفاضت من فيوضاته تخلصت من ذلك التعلق والعصيان وفازت بالحياة الابدية وانطلقب من قيود التقليد واهتدت إلى عالم الحرية والاطلاق وبرئت من رذائل عالم الناسوت واستفاضت من فضائل عالم الملكوت، هذا هو معنى الآية القائلة "انفقت دمي لحياة العالم" [انجيل لوقا، 22: 20]. يعني اخترت جميع البلايا والمحن والرزايا حتى الشهادة الكبرى للحصول على هذا المقصد الاسمى ودفع الخطية بانقطاع الارواح عن عالم الناسوت وآثرت انجذابها إلى عالم اللاهوت حتى تبعث نفوس تكون جوهر الهدى ومظهر كمالات الملكوت الاعلى.( عبدالبهاء،من كتاب مفاوضات عبدالبهاء، ص 81).
فنسخ هذا الشخص الشاب أي السيد المسيح الشريعة الموسوية العتيقة بقوة خارقة للعادة وقام على تربية الاخلاق العمومية وأسس العزة الأبدية لبني اسرائيل مرة اخرى، ونشر تعاليم لم تكن مختصة باسرائيل، بل أسس السعادة الكلية للهيئة الاجتماعية البشرية. (عبدالبهاء،من كتاب مفاوضات عبدالبهاء، ص 23).
(وعد الله حق-د. نبيل حنا)

No comments:

Powered By Blogger