Wednesday, August 1, 2007

آدم وحواء

آدم وحواء، وحوا وآدم....... ويستمر السيناريو... وتستمر الحياة

خلق الله آدم أبو البشر ليكون خليفته فى الأرض، كان آدم يحس الوحدة.. ونام آدم يوما ما فلما استيقظ وجد عند رأسه امرأة تحدق في وجهه بعينين جميلتين ورحيمتين..

وربما دار بينهما هذا الحوار

قال آدم: لم تكوني هنا قبل أن أنام.

قالت: نعم.

قال: جئت أثناء نومي إذن؟

قالت: نعم

قال: من أين جئت…؟

قالت: جئت من نفسك.. خلقني الله منك وأنت نائم.. ألا تريد أن تستعيدني إليك وأنت مستيقظ؟

قال آدم: لماذا خلقك الله؟

قالت حواء: لتسكن إلي.

قال آدم: حمدا لله.. كنت أحس الوحدةسألته الملائكة عن اسمها.

قال إن اسمها حواء..

سألوه: لماذا سميتها حواء يا آدم؟

قال آدم: لأنها خلقت مني.. وأنا إنسان حي
لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا، ويستمعان لغناء الخلائق وتسبيح الأنهار، وموسيقى الوجود البكر، قبل أن يعرف الوجود معنى الأحزان والآلام. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة.

قال الله لهما قبل دخول الجنة

وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ

وفهم آدم وحواء أنهما ممنوعان من الأكل من هذه الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم

تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم.

ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الشجرة المحرمة
لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى أحس أن صدره ينقبض. أحس الألم والحزن والخجل. اكتشف أنه عار، وأن زوجته عارية. اكتشف أنه رجل وأنها امرأة. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.وهبط آدم وحواء إلى الأرض. خرجا من الجنة. كان آدم حزينا وكانت حواء لا تكف عن البكاء. وكانت توبتهما صادقة فتقبل الله منهما التوبة.. وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيها، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث هنا في الأرض كان عليه أن يواجه شقاء وصراعا لا ينتهي أحدهما إلا ليبدأ الآخر، وكان عليه أن يشقى ليأكل، كان عليه أن يحمي نفسه بالملابس والأسلحة، ويحميزوجته وأطفاله من الحيوانات والوحوش التي تعيش في الأرض. وكان عليه قبل هذا كله وبعده أن يستمر في صراعه مع روح الشرفهم آدم هذا كله مع الشقاء الذي بدأت به حياته على الأرض. الشيء الوحيد الذي كان يخفف حزنه. أنه قد جاء سلطانا عليها. وعليه أن يخضعها، ويستعمرها، ويزرعها ويبنيها ويعمرها، ينجب فيها نسلا يكبرون ويغيرون شكل الحياة ويجعلونها أفضل


لقد خلق الله حواء من ضلع من ضلوع آدم أبو البشر القريب من قلبه
وليس من رأسه لتكــــــون أعـــــــلاه
وليس من قدمــيه لتكــون أدنــاه
فقط من جنبه لتكــون شريكة متساويـــــــة
قريبة من ذراعيه لتكون محـميِّة
قريبة من قلبه لتكون محبوبة له

ولكن ماذا حدث لآدم اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وبعد أن كان هذا حوارهما !!!!
ما بين صراعهما(اليوم)- وحبهما(بالأمس)

قال آدم وقالت حواء

قال لها ألا تلاحظين أن الكـون ذكـراً ؟
فقالت له بلى لاحظت أن الكينونة أنثى!

قال لها ألم تدركي بأن النـور ذكـرا ً ؟
فقالت له بل أدركت أن الشمس أنثـى
!
قـال لهـا أوليـس الكـرم ذكــرا ً ؟
فقالت له نعم ولكـن الكرامـة أنثـى
!
قال لها ألا يعجبـك أن الشِعـر ذكـرا ً؟
فقالت له وأعجبني أكثر أن المشاعر أنثى
!
قال لها هل تعلميـن أن العلـم ذكـرا ً؟
فقالت له إنني أعرف أن المعرفة أنثـى
!
فأخذ نفسـا ً عميقـا ً
وهو مغمض عينيه ثم
عاد ونظر إليها بصمت
لـلــحــظــات
وبـعـد ذلك
.
قال لها سمعت أحدهم يقول أن الخيانة أنثى
.
فقالت له ورأيت أحدهم يكتب أن الغدر ذكراً
.
قال لها ولكنهم يقولون أن الخديعـة أنثـى
.
فقالت له بل هن يقلـن أن الكـذب ذكـراً ً
.
قال لها هناك من أكّد لـي أن الحماقـة أنثـى

فقالت له وهنا من أثبت لي أن الغباء ذكـراً

قـال لهـا أنـا أظـن أن الجريمـة أنـثـى

فقالـت لـه وأنـا أجـزم أن الإثـم ذكـرا ً

قـال لهـا أنـا تعلمـت أن البشاعـة أنثـى

فقالـت لـه وأنـا أدركـت أن القبـح ذكراً

تنحنح ثم أخذ كأس الماء
فشربه كله دفعة واحـدة
أما هـي فخافـت عنـد
إمساكه بالكأس وما أن رأته يشرب
ابتسمت
وعندما رآها تبتسم له

قال لها يبدو أنك محقة فالطبيعة أنثـى

فقالت له وأنت قد أصبت فالجمال ذكـراً

قـال لهـا لا بـل السـعـادة أنـثـى
فقالت له ربمـا ولـكن الحـب ذكـراً

قال لها وأنا أعترف بأن التضحية أنثـى

فقالت له وأنا أقر بأن الصفـح ذكـراً

قال لها ولكنني على ثقة بأن الدنيا أنثى

فقالت له وأنا على يقين بأن القلب ذكراً.


ولكن ماذا حدث للآدم وكيف أصبحت اليوم حوا!!!!!!!!
ولماذا نسى آدم وأنزل سطوته على المرأة وأسقط ذكورته على المجتمع وتحول المجتمع إلى مجتمع ذكورى، المرأة فيه مجرد طيف؟
هل غابت هذه المرأة وتحولت إلى نمط جديد وأصبحت المرأة المسترجلة لكى تثبت مساوتها بالرجل ولكى تهرب من نظراته الدونية؟

ولماذا
اصبحت النساء تشكو بمرارة كبيرة من نظرة الرجل السلبية إلى المرأة بصفتها جسد أنثى فحسب وليس بصفتها إنسان كما ينظر إلى أبناء جنسه من الرجال وهذه النظرة والتى تعتبرها المرأة نظرة دونية لا تليق بها ولا تستحقها بفضل العطاء اللامحدود الذي تقدمه لنظيرها الرجل لما تحتله من موقع في قلبه وما تلعبه من دور في حياته وخاصة الأم والزوجة .

وهل يستقيم الكون بدون تواجدهما جنباً إلى جنب؟؟؟؟؟؟؟
وأن يعودا سكنى كل منهما للآخر؟؟


انتظركم،وانتظرونى.....

6 comments:

شـريف الصيـفي said...

جميلة
الفكرة حلوة
رغم تقيدها بالنصوص الحافة على هامش الاصحاح الثاني من سفر التكوين

لكن الفكرة جديدة
والحوار بسيط وذكي

الصورة التي تعلو البلوج أكبر من اللازم علشان كدة يظهر النص محصورا على يسار الصفحة
يمكنك تغيير الشكل العام للمدونة ليتناسب مع حجم الصورة أو تصغيرها

تحياتي

http://thedayunique.blogspot.com/ said...

عزيزى أ. شريف
مرسيه كتير على كلمتك الحلوة، وتقدير كبير منى لثقافتك العالية. وفعلاً عندك حق فى أن الصورة كبيرة كتير وده كان رأئى وحاولت تصغيرها ولكن لو صغرت فلم تأخذ عرض الصفحة كما كانت الصورة السابقة وانا أجد أن الصورة حينما تأخذ العرض كاملاً تُظر شكل المدونة أجمل ولكن مع هذه الصورة كان العرض أوكى ولكن الإرتفاع للصورة غير مناسب، وتعبت معها ولأننى لم يكن عندى صورة آخرى بذات المدلول فتركت هذه ولكنى أود تعديلها أو تغييرها، فهل أجد عند الحل؟؟؟ أطلب مساعدتك ولك من كل الشكر.
مع العلم اننى حاولت فى اختيار اشكال آخرى لكى تناسب الصورة ولم أصل إلى الأنسب
تحياتى
راندا

احساس لسه حى said...

عزيزتى
انتى حكمتى خلاص ان الرجل أنزل سطوته
والمجتمع مجتمع ذكورى
اين هذا المجتمع الذكورى
المرأه يا أم يا اخت يا ابنة يا حبيبة فى حد من دول بيحس باهانة اهانه بصوره ملحوظه انتى تعرفى كام راجل نسبة كام فيهم يقدر يشخط فى امه الطيف
نسبة كام بيضرب مراته الطيف
نظرة الرجل للمرأه كجسد دى طبيعة جواه الرجل دائمن يحب جسد المراه اكثر من روحها والمراه تحب روح الرجل وكلامه
هل تقدر تغير المرأه من طبيعتها
لماذا المرأه لاتشبع ولا ترضى بمكانتها المميزه عن الرجل
لماذا تريد ان تتساوى فى الحقوق فقط وتنسى الواجبات المفروضه على الرجل
ولا تفرض على المراه
اسف اقول مهما هتوصل المراه من مكانه مش هتشبع يعنى المراه حالها دلوقتى بتتعلم وتشتغل وبرضوا مش راضيه مشكلتها تتساوى مع الرجل ويوم ما تقولها الرجل بيتفرض عليه واجب انتى متقدريش عليه
تهتم تاخد ايه مش مهم عندها هتدى ايه علشان اللى هتاخده
اهدئى ايتها المراه
فكثيرا من الرجال يحسدوا النساء على ما هم فيه
وكثيرا من النساء لا يهتموا بما تقولونه لانهم يتمنون رجل فقط يكون مسئول عنهم وانتم تحاربون هذه المسئولية
تحياتى
سلام

http://thedayunique.blogspot.com/ said...

زميلى الفاضل احساس لسه حى
لم يكن حكمى على أن الرجل أنزل سطوته على المجتمع وتحول المجتمع إلى مجتمع ذكورى من فراغ-ربما داخل عائلتى لم اعانى من هذه النظرة الدونية للرجل ولكن حينما أخرج إلى المجتمع أجد هذا واضح كالشمس، من مجرد نظرات الرجل نفسها والتى تحمل هذا التدنى، وأنا لا اُعمم هذا على كل الرجال ولكن القاعدة العريضة أصبحت هكذا ،نسوا أن لهم أخوات بنات ولهم زوجات سيدات ولهم بناتهم، فحينما يخرج الرجل من بيته يخلع عنه ثوب العفة والوقار ويلبس الثوب الدونى والذى منه أصبحت تعانى المرأة من مجرد النظرات الغير راقية، فما بالك بما هو أكثر من هذا، ألم تقرأ الصحف وترى ماذا يفعل آدم بحواء علناً فى الشوارع والأماكن العامة؟ ألم ترى القنوات وعليها كل هذه المشاكل؟ ألم تسمع بإغتصاب أب لإبنته وابن لأمه وأخ لاخته؟؟؟؟؟؟ نعم أنها حالات ربما ليست بالكثيرة بالمقارنة ولكنها موجودة ومجرد وجودها يضر ويؤلم المرأة ويؤذيها روحياً.
تقول أن نظرة الرجل للمرأة كجسد دى طبيعة جواه وأنه يحب جسدها أكثر من روحها!!!!!! من أين جئت بهذا المفهوم يا عزيزى؟؟؟؟ ألم تجد أن هذه نظرة دونية بحته، وأن الرجل والمرأة هما فى الأصل كائن روحانى أى ليسا جسدى أى افكارهما عالية لا تدنى فيها. وتقول أن المرأة تحب روح الرجل!!!! أى نظرتها راقية عالية كما خُلقت فى الأصل. فلماذا تدنى الرجل وبقت المرأة كما هى؟-وأرجو أن تعى تماماً اننى لا اُعمم هذه النظرة فهناك مازال الرجال الطيبون ذو الروح العالية.
المرأة لا تريد حقوقها وتنسى واجباتها بدليل أنها الأم الساهرة على أطفالها والحارسة لبيتها وأولادها وولا تستطيع أن تتحمل أى سوء لهم مهما حملها هذا من عطاء من صحتها ووقتها وعمرها، المرأة بطبيعتها العطاء لأولادها وزوجها وامها وابوها واخواتها، فهى لا تريد سوى أن تجد السُكنى الحقه مع زوجها والأمان فى اسرتها وعائلتها ومجتمعها.
فالعالم الإنساني أشبه بطير له جناحان أحدهما الرجال والآخر النساء ، وما لم يكن الجناحان قويين تؤيدهما قوة واحدة قوة الحب والعطاء فأن هذا الطير لا يمكن أن يطير نحو السماء.
المساواة بين الجنسين هي قانون عام من قوانين الوجود، حيث لا يوجد امتياز جوهريّ لجنس على آخر، لا على مستوى الحيوان، ولا على مستوى النّبات. فما بالك بالإنسان.
لا تفترق ملكات المرأة الرّوحانيّة وقدراتها الفكريّة والعقليّة، وهما جوهر الإنسان، عمّا أوتي الرّجل منهما. فالمرأة والرّجل سواء في كثير من الصّفات الإنسانيّة، وقد كان خَلْقُ البشر على صورة ومثال الخالق، لا فرق في ذلك بين امرأة ورجل. وليس التّماثل الكامل بين الجنسين في وظائفهما العضويّة شرطًا لتكافئهما، طالما أنّ علّة المساواة هي اشتراكهما في الخصائص الجوهريّة، لا الصّفات العرضيّة.
ولا دليل على أنّ الله يفرّق بين الرّجل والمرأة من حيث الإخلاص في عبوديّته والامتثال لأوامره؛ فإذا كانا متساويين في ثواب وعقاب الآخرة، فَلِمَ لا يتساويان في الحقوق والواجبات إزاء أمور الدّنيا؟
فالمرأة كما قلت هى الأم والأخت والابنه والزوجة—صدقنى حوا هى العطاء والحب وكذلك من الرجال أيضاً من هم رمز الحب والعطاء، ولكن مقالى هو استنكار لما أصبحه آدم اليوم تجاه حواء، أتمنى أن يعود وكذلك تعود حواء التى أصبحت غير حواء إلى أصلها وإلى كنهها لكى يستوى الكون والحياة وتعيش حواء مع آدم فى سلام ولكى نحقق السلام على الأرض يجب أولاً أن نعيش فى سلام مع أسرتنا الصغيرة ثم الكبيرة ثم العالم أجمع. هذا هو مقصدى.
تحياتى
راندا

Unknown said...

قرأته كاملا
كتابتك لقصة ادم وحواء بسيطة للغاية بدرجة جذبتني
احييك عليها

واحلى ما في الموضوع ان الرد على اسئلتك في الجزء الاخير منه ، نجده في تلك القصة .. قصة حواء ادم
لمرة اخرى .. تحية خاصة

http://thedayunique.blogspot.com/ said...

الزميل الفاضل elgarida
لك منى كل الشكر لتعليقك الكريم وتشجيعك لى وأرجو أن تشاركنا الأفكار فى هذا البوست(آدم وحواء) لأنه أصلنا وأصل البشرية، فإذا كان لديك وأكيد لديك معلومات آخرى فلتتفضل وتضيفها ونتشارك فيها فهذا الموضوع سوف يأخذ المساحة الأكبر لمدونتى، فلربما فى المراحل القادمة تجد لديك ما تود إضافته أو تشاركنا الحوار.
لك من كل الشكر والتقدير.
راندا

Powered By Blogger