Friday, May 2, 2008

تأملات روحانية للسيد-سيفى سيفى من خلال المنظور والمفاهيم البهائية

(1)
من معـاني قصـة
ناقـة النبي صالح(ع
(تطابق الديـن والعلـم)

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

(49 الذاريات)

من بين قصص الرسل والأنبياء الكرام العديدة، نتناول قصة النبي صالح(ع) التي ورد ذكرها كثيراً في القرآن الكريم، ونتأمل حياة هذا النبي الكريم وكيف عاش بين قوم ثمود وما لاقاه منهم من صدّ وعناد واعتراض، كما هو حال جميع الرسل والأنبياء الكرام، وبهذا كان لابد لنا من التطرّق الى ناقته ومحور قصته التي بجّلها وعظّمها سبحانه وتعالى كثيرا ورفع من شأنها ومقامها لدرجة أن مجرد الاعتداء عليها أو المساس بها كان السبب في موت وفناء قوم ثمود بمجملهم. ونستغرب لكل تلك الصفات وذلك الاهتمام الكبير الذي يصفها بها رب العباد وما حظيت به من مكانة سامية عنده وكيف أمر الناس بتركها لحريتها تفعل ما تشاء وترتع أينما تريد وعدم المساس بها، وهي ناقة وحيوان مثل غيرها! وبهذا يبزغ في أفق العقول مجموعة من الأسئلة: هل كانت هذه الناقة دابة مثل بقية النوق، وما هو الفرق بينها وبين غيرها؟ وكيف كان يميزها صغار القوم وكبارهم؟ ولماذا نالت كل هذا الدعم والاهتمام الرباني؟
يحاول هذا البحث بوريقاته القليلة الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها فقد يسلّط قبساً من النور على ما توارثناه عن أجدادنا من مفاهيمها
.
من الآيات الكريمة التي أشارت الى قصة سيدنا صالح(ع) وقوم ثمود وأمر الناقة وموضوعها، نجد باقة لطيفة منها، جاءت في مجموعة من السور المباركة، لذا سنحاول جمعها والاستهداء بهديها عسى أن نتمكن من توضيح بعض ما نستطيع من معانيها بعون الله وقدرته.
ورد في سورة الأعراف الآية رقم 73:ـ
* [وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا] أي أن النبي صالح(ع) كان من قوم ثمود وعاش بينهم، وبذلك فهو يتكلم ذات لغتهم.
[قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ] أي انه دعاهم الى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده وترك ما دونه.
فنتساءل: هل كان قوم ثمود يعبدون إلهاً آخر؟ أم أنهم سمعوا بفكرة التوحيد لأول مرة من النبي صالح(ع)؟ أم كانوا ملحدين لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون؟
* [قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ] هنا كان من الضروري البحث عن معنى كلمة (بَيِّنَةٌ)، لنتعرف على حجة النبي صالح(ع) أمام قومه، وخير مكان نبحث فيه، هو القرآن الكريم، لأن معنى هذه الكلمة يعتبر من أهم مفاتيح أسرار هذه القصة السماوية.
جاء في سورة البيّنة ما يشير الى بعض معانيها، قال تعالى (لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ . رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً . فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ . وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ)(1-4 البيّنة)، في هذه الآيات الكريمة يتضح بجلاء معنى البيّنة وهو (رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ)، وكذلك تعني: الكتب السماوية، (كُتُبٌ قَيِّمَةٌ).
إذن فالنبي صالح(ع) هو رسول مقدس جاء بكتاب سماوي لقوم ثمود، كما قال تعالى عنه
(فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا)(13 الشمس). إذن، هو يعلن عن نزول شريعة سماوية جديدة، لأن من مقومات الشريعة هما الرسول والكتاب.
أما إذا التفتنا الى معنى كلمة (جَاءَتْكُمْ)، وأخذناها بمفهوم الزمن الماضي، فقد تعني أنه قد سبق وظهر على قوم ثمود شريعة سماوية سابقة قبل ظهور النبي صالح(ع). وهذا ليس بأمر جديد على الله أن يظهر رسول بين أمة لها رسول سابق، فقد عاد وكرر ذلك بظهور السيد المسيح(ع) بين أمة اليهود. وفي هذه الحالة قد يكون قوم ثمود من أصحاب الكتاب السابقين، والنبي صالح(ع) هو رسول آخر يظهر بينهم. وأغلب الظن أنها فكرة صحيحة، بدليل كلمة (رَبِّكُمْ)، فلو كانوا لا يؤمنون بالله، لما استعملت هذه الكلمة، لأنهم في هذه الحالة يكونون ممن لا يعبدون أو لا يعرفون رباً لهم، وبهذا لا تصح طريقة المخاطبة.
لهذا سنحاول اكتشاف ما إذا كان قوم ثمود أصحاب كتاب سابق قبل ظهور النبي صالح(ع)، أم كانوا قوما ملحدين، وذلك من خلال تسلسل آيات هذه القصة القديمة
.
* [هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً] نلاحظ أن النبي صالح وبعد إعلانه عن نفسه بأنه رسول من عند الله وأن معه كتاب، عاد فقال (هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ)، وبهذا نتساءل: هل هي إشارة الى ناقته أم الى شريعته؟ وأغلب الظن إنها إشارة الى شريعته. فطالما ابتدأ الكلام في هذه الآيات المباركة بتعريف نفسه وشريعته وكتابه، لذا فمن الأرجح أنه يتكلم عن الشريعة والبيّنة وليس عن الناقة. أو قد يكون هذا مثالا يستعمله سبحانه وتعالى لتشابه الغايتين من الناقة والشريعة، فالناقة وسيلة لنقل الناس من مكان الى آخر، والشريعة وسيلة لنقل الناس من أرض دين الى أرض دين أخرى. والناقة تحقق أهدافا مادية، والشريعة تحقق أهدافا روحانية. ومع ذلك سيتضح فيما بعد أي المعنيين هو المقصود.
ثم نقف عند كلمة (آيَةً)، وهنا نجد لها معنيين أيضا، فقد تعني الآيات المكوَّنة من الكلمات والجمل والمنزلة في الكتب السماوية. وقد تعني معجزة خارقة لقوانين الطبيعة. فأي المعنيين أراد بها رب العباد؟

* [فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ](73 الأعراف)، هنا قد يبدو الكلام في أول وهلة عن الناقة باعتبار أن عملية الأكل خاصة بالمخلوقات. لكننا عندما نعلم أن لكلمة الطعام معنيين، الأول مادي والثاني روحاني، نحتار فيما أراده رب العباد، هل يتكلم عن الناقة أم عن البيّنة والشريعة؟
فإذا تذكرنا قوله تعالى
(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)(197 البقرة)، نلمح قبساً من المعنى الروحاني، فهنا استعملت كلمة الزاد على أنها طعام الأيمان والتقوى وليس الطعام المادي. وإذا تذكرنا قول سيدنا يوسف(ع) للسجينين في السجن معه في قوله تعالى (قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)(37 يوسف)، وعلمنا أن الأكل والطعام المادي لا يأول ولا يفسر، أدركنا أنه يتكلم عن الطعام الروحاني، أي الآيات الإلهية، بدليل أنه يقول (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي)، هذا بالاضافة الى أن هذه الآية الكريمة، تتكلم عن الأيمان والكفر والآخرة وليس عن غذاء البطون. أما إذا تذكرنا قوله الكريم على لسان سيدنا المسيح(ع) (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ)(114 المائدة)، فنجد ما يؤيد المعنى الروحاني، حيث قال (تَكُونُ لَنَا عِيدًا) ولم يقل: تكون لنا غذاء أو طعاما أو شبعاً. كما أنه قال (لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا) ولم يقل لنا أو لمجموعتنا. وهذا يعني من بداية أيمان الناس بدين المسيحية وتأسيسهم أمة النصارى، حتى زمن ظهور الرسول محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام، حينما سيختم رسالتي بظهور دينه الاسلام الآخر.
إذن قد يكون الكلام عن الطعام الروحاني وليس عن طعام اللحوم والخضروات. ومع ذلك لنستمر ونرى.
لكن ماذا عن معنى العبارة الكريمة (أَرْضِ اللَّهِ)، ألا تدل على أنها هذه الأرض الترابية؟ فنعود لنستدل بكتاب الله الكريم، فهو خير ما يستدل به. قال وقوله الحق في مجموعة من آياته الكريمة، نأتي عليها بالتسلسل
:
1- (قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ)(56 الأنبياء)، هذه شهادة أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم(ع)، فهو يشهد أنه قد رأى كيف فطر الله السماوات والأرض، وهذا أمر غير معقول حسب التسلسل الزماني، إذ أنه ولد وعاش بعد ذلك الحدث العظيم بقرون وأزمنة عديدة، وبذلك لا يمكن أن يكون من الشاهدين ولا يمكن ان تعقل شهادته. لذلك لابد ان تكون لشهادته معاني أخرى. فإذا أخذنا معنى كلمة الأرض على أنها أرض قلوب المؤمنين وأرض عقول العباد وأرض بصائرهم، هنا نجد بعض التطابق مع مفهوم الآية الكريمة ومع شهادته، فلقد شاهد سيدنا إبراهيم(ع) بالفعل وبالحق كيف فطر سبحانه وتعالى أراضي قلوب وعقول وبصائر الناس والعباد وبذر فيها بذور الأيمان ثم أنبت فيها أثمار الأعمال الصالحة وفواكه الايقان، وكيف رعاها بعين عنايته وبأيدي المؤمنين وبتوجيهات رسله وأنبيائه. والأكثر من ذلك، أن سيدنا إبراهيم(ع) كان قد ساهم بنفسه في هذا العمل الجليل المقدس مثلما ساهم غيره من بقية الأنبياء والمرسلين، وفطر سماء الشريعة السابقة لشريعته وكشط مفاهيمها العتيقة من سماوات عقول أتباعها، ومدَّ وبسط سماء دين جديد بدلها، ونثر فيها مختلف أشكال نجوم الأحكام والنواهي. وبهذه الطريقة وهذا المنظار، تصح شهادته الكريمة أمام الله وأمام الناس.
2- ومما يؤيد هذا المعنى أيضا، قوله تعالى (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)(51 الكهف)، فمن المؤكد أن الله سبحانه وتعالى لم يعط مثل هذه الفرصة لأحد من عباده حتى يرى خلق السماوات بنجومها وكواكبها أو خلق هذه الأرض الترابية، ولا حتى لسيدنا إبراهيم(ع)، ولم يسبق أن أشهد أحداً من الناس كيف تم خلقه وبعث الروح فيه. كما أنه ليس هناك حاجة لذكر وتأكيد هـذه المعلومة، فالكل يعرفها ومتأكد منها، إذ لم يسبق لأحد من البشر ان شاهد خلق السماوات ولا خلق الأرض ولا خلق نفسه.
لكن المقصد الكريم أن الله سبحانه وتعالى لم يشهد الكافرين ولا المضلين، بل ولم يمكِّنهم من مشاهدة كيفية خلق أراضي الأيمان في قلوب الناس وعقولهم، لأنهم لم يكونوا منهم ولم ينخرطوا بين صفوفهم، فمثل هذا الخلق الروحاني الرباني ، لا يسأل الكافرين أو المضلين عن رأيهم ولا تقبل مشاركتهم فيه، بل يستعان بأيدي وسواعد وأعضاد المؤمنين والصالحين، وتطلب مشاركة صفوف جيوش الموقنين والأتقياء في بناء سماوات أديان الله وأراضي الأيمان في قلوب العباد من خلال النشر والتبليغ وطرق التعامل الحسنة، فهم القائمون على تنفيذ هذا العمل الجليل المقدس وليس غيرهم
.
3- (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ)(30 الأنبياء)، من المستحيل على الكافرين أن يكونوا قد شاهدوا فتق السماوات والأرض أو رتقهما كما تقول به هذه الآية الكريمة، فهذا أمر محال سبق وشهد سبحانه وتعالى بذلك في الآية السابقة. فكيف يمكن التوفيق بين المعنيين؟ لكن المقصود أنه سبحانه وتعالى يشبّه شرائعه بالسماوات لسعتها وكبرها ولضمّها تحت سرادقها أعدادا كبيرة من أقوام خلقه المؤمنين، وأن سماوات هذه الشرائع الإلهية كانت لها على الدوام أرض أيمان وأرض إيقان في قلوب وعقول عباده المؤمنين، وكان سبحانه وتعالى في كل مرة عندما ينسخ شريعة سابقة ويأمر بنزول شريعة لاحقة، يفتق ويفرّق ويفصل بين سماء شريعتها وأرض أيمانها ويمسحها ويزيلها. وبهذا يكون الكافرون من الذين لا يؤمنون ولا يعلمون ولا يشاهدون هذا الحدث الروحاني العظيم. لذلك فهم عاجزون عن مشاهدة فصل أرض الأيمان عن سماء شريعتها في كل زمان ومكان.
4- وكذلك لنأخذ قوله الكريم (بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمْ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمْ الْغَالِبُونَ) (44 الأنبياء)، تقول هذه الآية الكريمة: أن الناس او الكافرين منهم، قد شاهدوا من قبل كيف ينقص سبحانه وتعالى الأرض ويقلل من مساحتها. والحال أن أحدا لم يشهد ذلك، فالأرض ثابتة الكتلة لا تتغير. لكن المعنى الروحاني الآخر، هو: أن الكافرون بالتأكيد قد شاهدوا وبأم أعينهم كيف تنقص أرض الأيمان في قلوبهم، وكيف تنقص وتتقلص مساحات أراضي أممهم، حالما يأمر سبحانه وتعالى بنسخ كتابهم وفتق سماء شريعتهم وكشطها.
5- (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)(25 لقمان)، وفي هذه الآية الكريمة نستغرب من وصف الكافرين بالجهل بعدما قدموا الجواب الصحيح! لكننا عندما نعلم أن السؤال كان عن سماوات الشرائع وعن أرض الأيمان، وليس عن هذه السماء الظاهرة وهذه الأرض الترابية. نفهم لماذا أخطأوا ولماذا هم لا يعلمون. فلقد ظنوا أن مغزى السؤال عن هذه السماوات وعن هذه الأرض وليس عن غيرها.
من هذا يتضح ان هناك معاني روحانية لكلمة الأرض في كتاب الله، مثلما لها معان مادية، منها: أرض القلوب وأرض البصائر وأرض الأيمان وأرض التقوى وأرض الشريعة.. وغير ذلك من المعاني الروحانية العجيبة. وكما نتفق جميعا أن لا حدود ولا نهاية لكلام الله، كما أكد على ذلك قوله الكريم (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(27 لقمان)، كذلك لابد أن نعلم أن لا حدود ولا نهاية لمعانيها في قرآنه الكريم.
وبهذا يكون من معاني بقية الآية الكريمة مورد البحث: أي فاتركوا ناقة شريعة الله تقتات من أراضي قلوب من يشاء الأيمان بها، ودعوها تنثر بذور الأيمان والايقان في أراضي قلوب العباد لتساعدهم على الانتقال من جحيم نار أرض الكفر الى جنة أرض الأيمان المباركة، حتى يخرج من أرجاء أرضها الخصبة أشجار الأعمال الصالحة وثمار العلوم المفيدة، ولا تعارضوا حكم الله ولا تحاربوا أتباعها، لأن من يفعل ذلك يستجلب غضب الله عليه.(استنباط-سيفى سيفى)
تابعونا كى نتعرف على مفهوم ناقة النبى صالح(ص)-فى مقالاتنا القادمة نستكملها معكم.......

2 comments:

Miss. Sosa said...

اللهم افتح لك بالخير وجزاكي عنا كل خير واثابك عن كل حرف كتبتيه

http://thedayunique.blogspot.com/ said...

Miss. Sosa عزيزتى
أشكرك على زيارتك ومرورك الكريم والأكثر على تعليقك ودعاءك الجميل-يشرفنى زيارتك دائماً فأهلاً بك ضيفه عزيزة-قمت بزيارة مدونتك ذات الدم الخفيف وأعجبت بها كثيراً لأسلوب سردك المرح-وفقك العلى القدير.
راندا

Powered By Blogger