Monday, June 7, 2010

عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم وأنتم له كافرون وعنه معرضون-(8)



عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم وأنتم له كافرون وعنه معرضون-(8)

(خلاصة هذه الوقائع-واقعة مازندران،زنجان،تبريز)

واقعة مازندران:

ان الملا حسين بشروئى هو وأصحابه سافروا من خراسان قاصدين كربلاء ولحق بهم ميرزا محمد على الذى لقّبه الباب بالقدوس والملا صادق الخراسانى الملقب عند الشيعة بالمقدس واثنان من مشاهير العلماء فعقدوا أعلاماً سودًا ورحلوا فلما وصلوا إلى سارى القاعدة مازندران حكم الملا سعيد وهو أكبر عالم فى تلك المنطقة بوجوب محاربة البابيين وابادتهم، فالتجأ هؤلاء إلى مقبرة الشيخ طبرسى وحصنوها وقاموا للمدافعة وكان عددهم ثلثمائة وثلاثة عشر نفراً عدد من كان يوم بدر مع رسول الله(ص) وحدث بين الفريقين مناوشات فكان الفوز فيها دائماً للبابيين.

فاستنجدت حكومة تلك البلاد بالدولة فاصدرت أمراً لعباس قلى خان الاريجانى ومهدى قلي ميرزا لمحاربة البابيين بالمدافع والجنود المنظمة ودار القتال بينهما وقتل من العكس خلق كثير قتتابع المدد بالرجال والمدافع وآلات الحصار وقتل فى اثناء ذلك الملا حسين رئيس البابيين فى هذا الجمع واشتد على البابيين الجوع وبعد مداولات دارت بين البابيين وبين عباس قلي من جهة آخرى عقدوا صلحاً بينهما وكتبوه على المصحف وهو أنه إذا سلموا اسلحتهم يتركوا احراراً يذهبون حيثث يشاؤون وبعد أن سلموا أسلحتهم وجلسوا يتناولون الغذاء الذى احضر لهم أحاطت بهم العساكر وأبادوهم رمياً بالرصاص. أما الميرزا محمد على الملقب بالقدوس وبعض خواصة فارسلوا إلى الملا سعيد فقتلهم هو وطلبته بأيديهم واحرقوا جثثهم.

واقعة زنجان:

أما مدينة زنجان فقد اشتد الخصام بين البابيين وعلماء الشيعة وكان زعيم البابيين الحاج محمد على زنجانى أحد مشاهير العلماء.وكان والى زنجان أمير اصلان خان الملقب بمجد الدولة خال ناصر الدين شاه فباغراء العلماء أمر الوالي هذا بابادة البابيين فاشتبك القتال واشتد الأمر على الوالى فاستنجد بطهران وارسلت العساكر والمدافع وانتهت الحادثة بقتل زعيم البابيين الحاج محمد علي الزنجانى وافناء رجاله وما بقى منهم ارسلوا إلى طهران وقتلوا هناك.

واقعة نيريز (فارس):

أما فى نيريز فاشتبكت الحرب بين الفريقين وكان رئيس البابية هناك العلامة الشهير السيد يحيى الدرابى ابن السيد جعفر الكشفى صاحب المصنفات الكثيرة فكانت النتيجة ان قتل السيد يحيى ومن كان معه بعد تأمينهم على أنفسهم.وبعد انتهاء هذه الحوادث وانتصار الجيوش السلطانية فى كل مكان لم ير رئيس وزراء ناصر الدين شاه الامير نظام ميرزا تقى خان أن حركة البابية قد قهرت وشوكتها قد كسرت.وان اطاعة الأحباء(المؤمنين) المتفرقين لقاء رئيسهم المحبوب ضعفت ووجد أن أحسن وسيلة لتخليص مملكة ايران من العار الذى لحقها هو قتل الباب.

قتل الباب

فأرسل الأمير نظام أمرًا لحاكم أذر بايجان البرنس نواب حمزة ميرزا يأمر فيه بقتل الباب بعد استصدار فتوى من علماء تبريز بقتله فأبى الحاكم اجراء هذا الأمر وقال:

"أيأمرنى أن أذبح شخصاً بريئاً من سلالة رسول الله(ص) وهذا العمل لا يجريه إلا الأندال فلست أنا ابن سعد ولا ابن زياد".

فأحال الأمير نظام هذا الأمر إلى أخيه حسن خان وهذا بدوره أمر بالاتيان بالباب من القلعة وأنزله منزلاً يليق به ثم بعد ذلك أمر سام خان رئيس الفوج المسيحى الذى كان موكولاً إليه اعدام الباب بأخذ الباب إلى احدى غرف المعسكر ومراقبته وفى ذلك اليوم أخذ الاضطراب جميع أهل تبريز وقد كان ذلك اليوم يومًا عبوسًا قمطريرًا وقد كان الباب قبل أخذه إلى المعسكر بأربعين يوماً جمع أوراقه وألواحه التى معه ودواته واختامه ووضع الجميع بصندوق وسلمه إلى الملا باقر أحد حروف الحى(المؤمنين الأوائل بالباب وكان عددهم 18 يساوى كلمة حى بالأبجدية أى ح+ى=8+10=18) واعطاه خطاباً وأمره بتسليم الجميع إلى ميرزا أحمد ليسلمها إلى حضرة بهاءالله فلما استلم الميرزا أحمد الصندوق والخطاب فتح الصندوق بطلب من احدى الأحباء(أى المنتسبين إل حضرة الباب) الذين كانوا حاضرين بالمجلس اذ ذاك فوجدوا من بين الأشياء التى فيه ملفاً من الورق الأزرق الذى هو من أغلى أنواع النسيج وأرقها وقد دبج الباب به بخط يده البديع خطاً من نوع الشكسته (360) اشتقاقًا من كلمة "بهاءالله" فأعيد بعد ذلك الملف إلى الصندوق وتوجع به على الفور إلى طهران وسلمه إلى جناب البهاء وفى صباح الباكر من يوم الأحد فى الثامن والعشرين من شهر شعبان استصدر ميرزا حسن خان فتوى من بعض مجتهدى تبريز بإعدام الباب وسلمها إلى سام خان لتنفيذ الحكم على أن سام خان قد أثر فيه سلوك المسجون والمعاملة التى عومل بها فخاف من أن يكون عمله جالباً لغضب الله وقال للباب "أنا مسيحى ولا أحمل لك ضغينة فإذا كان أمرك حقاً فمكنى من عدم سفك دمك وتخليص نفسى".فقال له الباب "اتبع التعاليم التى اعطيت لك واذا كان مقصدك صادقاً فإن القدير يمكّنك أن تتخلص من اضطرابك" فأمر سام خان بدق المسامير بميدان القلعة وتعليق الباب وصاحبه السيد على محمد الذى طلب أن يكون مع سيده شهيداً فأصطف الفيلق ثلاثة صفوف كل صف مائتان وخمسون رجلاً واطلق الصف الأول الرصاص وتبعه الثانى ثم الثالث وما كاد ينقشع الدخان حتى دهش الجمهور لما رأوا أن رفيق الباب أمامهم منتصباً على الأرض ولم يصبه بأذى وأن الباب لا وجود له بالساحة غير أن الحبال قد تقطعت ارباً اربًا فعلت أصوات الجماهير بمختلف الأراء والأقوال ثم وجد الباب بنفس الغرفة التى كان فيها الليلة الماضية وكان يتحادث مع كاتب وحيه السيد حسين وكان يظهر على وجهه امارات الهدوء والسكينة ولم يصب بأذى وأما سام خان فقد صعق من هذه الحادثة وأمر رجاله أن يتركوا المعسكر فى الحال وأقسم أنه لا يتدخل فى هذا الأمر هو ولا فيلقه ولو حكم عليه بالاعدام فتقدم ضابط آخر يسمى أغا جان خمسه وتطوع لتنفيذ الأمر وعلق الباب وصاحبه كالمرة الآولى وأمر الفيلق باطلاق بنادقهم فنفذ القضاء وتمزقت الأجساد غير أنه لم يصب وجه الباب ولا وجه صاحبه أى أذى فحدث بتلك اللحظة زوبعة ترابية شديدة وحجبت نور الشمس وبقيت المدينة فى ظلام دامس إلى الليل.

فلما قتل الباب زاد اضطهاد اتباعه واشتهر من بعد رؤسائهم دعاوٍ مختلفة من قبيل النبوة والولاية والوصاية وغيرها واختلفت آراؤهم وسقط الكثير منهم فى الضلالات وانهمك بعضهم فى المنكرات وزاد الطين بله حدوث الحادث الذى فعله صادق التبريزى وهو رمى ناصر الدين شاه برش من مسدسه حين خروج جلالته من قصره الصيفى فى قرية نياوران سنة 1268 هجرية(حزناً منه على حضرة الباب والبابيين) فاشتد الأمر فى طهران وسائر البلاد الإيرانية على البابية وقبض على المتهم والبرئ والعاصى والمطيع وقتلوا كثيراً منهم بأشد أنواع القتل وأفظعها.

ع- بماذا جاء السيد على محمد الباب؟

س- جاء السيد على محمد الباب بشريعة جديدة وبالتبشير ببهاءالله فقد كان ينادى بقرب ظهوره العظيم كما كان ينادى يوحنا المعمدان بقرب ظهور المسيح عليه السلام وينادى بأن شمس الحقيقة تشرق قريباً وقرر اظهار عظمة من يظهره الله بأن يوم ظهوره لو يسمع شخص آية من آياته ويقرأها خير له من أن يقرأ البيان كله ألف مرة والبيان هو الكتاب المنزل عليه.

ع- ها نحن قد علمنا أولاً ملخص تاريخ الباب فلخص لنا تاريخ حضرة بهاءالله.

ولنا لقاء فى المرة القادمة والمقال القادم وتاريخ حضرة بهاءالله المظهر الإلهى للعقيدة والدين البهائى-فأنتظرونا................................ .


No comments:

Powered By Blogger