Monday, November 5, 2007

معانى وتفاسير

(المعجزات وخوارق العادات)
(سؤال)
هل تفسر المعجزات المنسوبة الى حضرة المسيح
بحسب المعاني الظاهرية للالفاظ او ان لها معان اخرى وقد ثبت علميا ان حقائق الاشياء لاتتغير
وان جميع الكائنات خاضعة لقانون ونظام كلي
لا تتخلف عنه ابدا ولهذا لايمكن خرق القانون الكلي0
(الجواب)

ان المظاهر المقدسة الالهية هم مصدر المعجزات ومظهر الاثار العجيبة فكل امر مشكل وغير ممكن يصير ممكنا وجائزا بالنسبة اليهم لانهم بقوة خارقة للعادة يظهر منهم خارق العادة وبقدرة ما وراء الطبيعة يؤثرون في عالم الطبيعة ومنهم جميعا قد صدرت عجائب الامور ولها في الكتب المقدسة اصطلاح خاص في حين ان المظاهر لا يعلقون على تلك المعجزات ولا تلك الاثار العجيبة اية اهمية حتى انهم لا يريدون ذكرها لاننا لو اعتبرناها اعظم برهان على صدقهم لكان ذلك حجة وبرهانا بالنسبة لمن كان موجودا وشهد المعجزات دون سواه فمثلا لو تروى معجزات حضرة موسى وحضرة المسيح لشخص طالب للحقيقة غير مؤمن بهما فانه ينكرها ويقول قد رويت ايضا عن الاصنام اثار عجيبة بشهادة خلق كثير ودونت في الكتب وقد كتب البراهمة كتابا دونوا فيه الاثار العجيبة التي صدرت من براهما فيقول الطالب ايضا ومن اين نعرف صدق اليهود والنصارى وكذب البراهمة فكلاهما رواية وكلاهما خبر متواتر وكلاهما مدون في الكتب وكلاهما يحتمل الصدق والكذب وبمثل هذا يقال فيما ترويه الملل الاخرى فان صدق احدها لزم صدق الاخرين وان قبل احدها وجب قبول الباقين فمن اجل هذا لا تكون المعجزات برهانا وان صح ان تكون برهانا للحاضرين فلا يصح ان تكون حجة على الغائبين0اما اهل البصيرة في يوم الظهور فهم يعتبرون جميع شئون مظهر الظهور معجزات لانها تمتاز عما سواها ومادامت ممتازة فهي خارقة للعادة0
فحضرة المسيح رفع العلم الالهي امام من على الارض وقاومهم جميعا فريدا وحيدا بدون ظهير ولا نصير ولم يكن له جند ولا جيوش بل كان مضطهدا مظلوما ومع هذا ففي النهاية غلب الجميع ولو انه صلب في الظاهر فهذه القضية معجزة محضة لايمكن انكارها ابدا فلا حاجة بعدئذ الى برهان اخر يثبت احقية حضرة المسيح وليس للمعجزات الظاهرية اهمية لدى اهل الحقيقة فمثلا لو صار الاعمى مبصرا فانه في النهاية سيفقد بصره ثانيا عندما يموت ويحرم من جميع الحواس والقوى فلا اهمية اذا لابصار الاعمى اذ ان هذه القوة مصيرها ان تزول0 وكذلك مافائدة احياء جسم ميت سيموت مرة اخرى0
اما الاهمية ففي اعطاء البصيرة والحياة الابدية اي الحياة الروحية الالهية لان هذه الحياة الجسمانية لا بقاء لها ووجودها عين العدم مثال ذلك ان حضرة المسيح يقول في جواب احد التلاميذ(دع الموتى يدفنون الموتى المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح فهو الروح) فلاحظوا ان تلك النفوس مع انها قد كانت احياء بالاجسام الا ان المسيح اعتبرها امواتا لان الحياة هي الحياة الابدية والوجود هو الوجود الحقيقي فمن اجل هذا لو ذكر احياء الموتى في الكتب المقدسة فالمقصود ان موتى الارواح يوفقون للحياة الابدية وكذلك لو ذكر ابصار العمي فالمقصود من هذا الابصار هي البصيرة الحقيقة وكذلك لو ذكر اسماع الصم فالمقصود حصول السمع الروحي والتوفق الى السمع الملكوتي وهذا ثابت بنص الانجيل حيث يقول حضرة المسيح (هؤلاء مثل الذين قال عنهم اشعياء (لهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها وانا شفيهم) وليس المقصود من هذا ان مظاهر الظهور عاجزون عن اجراء المعجزات بل هم قادرون ولكن المقبول والمهم لديهم هوالبصيرة الباطنية والسمع الروحاني والحياة الابدية فعلى هذا ما جاء في اي موضع من الكتب المقدسة من ان اعمى صار بصيرا معناه انه كان اعمى الباطن وفاز بالبصيرة الروحانية او كان جاهلا فصار عالما او كان غافلا فصار متنبها او كان ناسوتيا فصار ملكوتيا وحيث ان هذه البصيرة والسمع والحياة والشفاء كلها ابدية لهذا كانت ذات اهمية والا فما اهمية الحياة الحيوانية وقواها وقدرها وحيثيتها التي هي كالاوهام تنتهي في ايام معدودة مثلا: لو اضيئ سراج مطفأ فأنه لا شك ينطفأ مرة اخرى اما نور الشمس فمضيئ دائما وذو اهمية0

No comments:

Powered By Blogger