Sunday, November 4, 2007

ليلة البعث


شيراز 23 مايو سنة 1844م
المشهد الأول


"حدث المشهد الأول من الفصل الافتتاحي من هذا الحدث العظيم في غرفه علوية من بيت متوسط الحال يسكنه تاجر أقمشة من شيراز ويقع في حي متواضع من أحياء المدينة 00 وكان الوقت قبيل غروب شمس اليوم الثاني والعشرين من شهر أيار 1844 بساعة 00 أما المشتركان فيه فكانا حضرة الباب وهو سيد في الخامسة والعشرين لا تشوب انتسابه إلى العتره الطاهرة شائبة وملا حسين الشاب أول من يؤمن به 0 والظاهر أن لقائهما من قبل ذلك كان وليد الصدفة البحتة أما اللقاء نفسه فقد طال حتى مطلع الفجر حيث بات صاحب البيت منفردا بضيفه في الغرفة العلوية, ولم تكن المدينة النائمة على علم قليل أو كثير بمضمون ما دار بينهما من حديث, ولم ينتقل للأجيال القادمة أى تسجيل لتلك الليلة الفريدة, اللهم إلا تلك الرواية التي صدرت عن شفتي الملا حسين جزئيه مهلهله وان كانت على قسط كبير من التنوير 0 ويحدثنا الملا حسين عن تلك الليلة ولقاءه مع حضرة الباب فيقول " جلست مسحورا بحديثه غافلا عن مضى الوقت وعن أولئك الذين كانوا في انتظاري وفجأة ايقظنى المؤذن من النشوة التي غرقت فيها وكان يؤذن لصلاة الفجر! وفى تلك الليلة يبدو اننى فزت بكل النعم والألطاف التي ذكرها العلى القدير في كتابه ( القران الكريم ) وأعدها لأهل الجنة حتى ظننت اننى كنت في بقعه يقال فيها بحق " لا يمسنا فيها نصب ولا ويمسنا فيها لغوب " " لا يسمعون فيها لغوا, ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما " "دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين " ولقد جافاني النوم في تلك الليلة وغمرتني موسيقى ذلك الصوت الذي كان يعلو حين ينزل آيات " قيوم الأسماء " ويهبط بنغمه حلوه أثيريه إذ يتلوا المناجاة التي ينزلها وعقب كل مناجاة كان يكرر هذه الايه " سبحان ربك رب العزة عما يصفون, وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " 0 ويمضى الملا حسين فى روايته فيقول "نزل على هذا الظهور فجأة نزول الصاعقة التي خيل إلى أنها عطلت حواسي وعقلي بعض الوقت 00 لقد اعمانى بهائه وفتنتني عن نفسي قوته الساحقة 00 وتحركت في أعماق روحي مشاعر كثيرة مختلطة من الهيجان والسرور والذهول والعجب وساد كل هذه المشاعر شعور غامر بالسعادة والقوه خيل إلى انه حولني تحويلا0 فكم كنت اشعر بالعجز والخور والجبن والذله من قبل بحيث لم أكن أستطيع أن اكتب أو أمشى فلقد شعرت بقوه وشجاعة خيل إلى معها اننى أستطيع أن أقف وحيدا لا أتزعزع في وجه العالم كله بكل شعوبه وحكامه وبدا لي الكون لا يزيد عن حفنه من التراب في يدي وحسبت اننى صوت جبريل المتجسد يهيب بالناس جميعا أن أفيقوا فان نور الصبح قد لاح 00 انهضوا فان أمره قد ظهر وفتح باب عنايته وفضله فادخلوا يا أهل الأرض لان موعودكم قد جاء 0 " وعندما اكتمل انضمام حروف الحي السبعة عشر فيما بعد " استدعاهم إلى محضره – قبل أن يتفرقوا – وألقى عليهم كلمة الوداع وعهد إلى كل منهم بمهمته الخاصة 00000 وأشار لهم من طرف خفي إلى سر يوم أعظم من يومه يوشك أن يجيء وأمرهم بأن يستعدوا للقاؤه 0000 والى الملا حسين عهد بمهمة أكثر خصوصية وأعظم مضمونا, وأكد أن ميثاقه معه قد ابرم, وأوصاه بان يكون لين الجانب مع من يقابلهم من رجال الدين, وأرشده إلى أن يتوجه إلى طهران, وبأشد العبارات إشراقا لوح بذلك السر المحجوب المودع في تلك المدينة, مؤكدا انه سر يفوق في بهائه النور الذي أشرق من أفق الحجاز وشيراز معا0

ليلة الميلاد الميمون

طهران 23مايو 1844
المشهد الثاني

لم تكن طهران في تلك الليلة بأفضل حالا من مدينة شيراز00 فما كاد الليل أن ينتصف حتى كانت المدينة تغط في سبات عميق وقد أسدل الليل الحالك السواد أستاره الثقيلة فوق شوارعها الملتوية الضيقة فغرقت في ظلام دامس عدا بضع مشاعل بترولية متناثرة هنا أو هناك عند بوابات الحارات أو فوق مداخل بيوت الأغنياء والموسرين بددت بأضوائها المرتعشة بعضا من ذلك الظلام المطبق ولم تعرف المدينة في تلك الليلة أي من الحوادث المؤسفة التي كانت دائمة الوقوع والتكرار كالاعتداءات الدموية أو أعمال السلب والنهب وسرقات منازل الأغنياء بل كانت ليله سأكنه هادئة تمام الهدوء 0
إلا أن أهل بيت واحد في تلك المدينة النائمة قدر لهم أيضا أن يظلوا ساهرين مستيقظين لا يعرف النوم طريقا إلى عيونهم حتى مطلع الفجر0
كان هذا البيت يقع في حي (دروازه شميران) القريب من احد بوابات مدينة طهران والمعروف ببوابة شميران تقطنه أسره كريمه نبيلة هم عائلة المرحوم ميرزا عباس برزك نورى نسبة إلى مقاطعة نور في ولاية مازندران في أقصى شمال إيران حيث كانت منطقة آبائه وأجداده0
" كان البيت يشغل مساحه واسعة من الأرض ويتكون من طابقين يحيط به سور مرتفع من الحجر له بوابه من الخشب السميك تفتح على ممشى عريض طويل بطول المنزل يزين مقدمته عقد على شكل قوس من الطوب الآجر, ويفصل الممشى التي فرشت أرضيته ببلاط مزخرف بين احد جوانب السور والواجهة الرئيسية للمنزل والتي تفضي إلى عدة غرف لاستقبال الضيوف والزوار ثم نجد في نهايته حديقة جميله زرعت بالورود والرياحين وغرست في أرجائها بعض أشجار البرتقال والليمون الحلو يفتح عليها باب أو بابان في الواجهة الخلفية للمنزل لاستعمال أهل البيت والمقيمين
كان البيت أشبه بقصر صغير فرشت غرفه الواسعة برياش ثمين فاخر وزينت جدرانه بزخارف جصيه دقيقة الصنع وعلقت فوق بعضها لوحات من الآيات بديعة التكوين كتبت بخط فارسي جميل كتب بعضا منها ميرزا عباس نفسه "0 (1)
"كان نهار ذلك اليوم مشرقا ودافئا وكانت الحديقة مليئة بالأزهار والورد0 وفى داخل البيت كان الخدم مشغولين في إعداد وليمه, والضيوف جالسين على كراسي مريحة يشربون عصير الليمون ويأكلون ما لذ وطاب من الحلويات 0 كان الجميع محل ترحاب في هذا اليوم0
وأخيرا انتهى اليوم, 00 وأتم أصحاب البيت واجباتهم وبدأوا في الدعاء ليشكروا ربهم على كل الأشياء الجميلة التي حدثت في ذلك اليوم0 ومع أخر خيوط الشمس الغاربة بدأت سيدة البيت النورى الشابة الجميلة آسيا خانم زوجة ميرزا حسين على والتي كان زوجها المحب يلقبها (نواب خانم ) تعانى الآم المخاض والتي بدأت علاماته بعد غروب ذلك اليوم0 فدبت في البيت حركة غير عاديه واضائت الشموع الكبيرة والمشاعل كل أرجاء المنزل وطرقاته0
ظل الجميع فيها ساهرا متيقظا يبتهلون إلى الله بقلوب دافقة بالأمل والرجاء أن يدخل هذا الميلاد السعادة والفرح والسرورعلى قلبي والديه وان يكون اسعد حظا من شقيقيه الذين سبقاه وطالت ساعات المخاض حتى كاد الليل أن ينصرم ويبزغ فجر اليوم الجديد 0
إلا انه ما أن ارتفعت أصوات المؤذنين فوق مآذن المساجد تدعوا إلى صلاة الفجر حتى علت صيحات الطفل الوليد فاختلطت بصيحات التهليل بالفرح والاستبشار في حين سارعت إحدى سيدات البيت تزف البشارة المنتظرة إلى بهاء الله والد الطفل وتهنئه بسلامة الأم ووليدها فأطلق عليه اسم جده الوزير( عباس أقا ) الذي كان يكن له كل محبه وإكبار وإعجاب".

(1) حاشية " هذا الوصف لمنزل حضرة بهاء الله هو وصف تخيلي مقتبس عن مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمنزل حضرة بهاء الله في طهران منشورة بكتاب النبيل ص83 وأقرر انه محض خيال ولا يؤخذ على انه وصف من مصدر معتمد "
مشهد الأنوار
على انه يجب أن نسجل هنا مشهدا ثالثا لمشاهد تلك الليلة " ليلة الليالي" خلدته للأجيال السيدة خديجة بيكم حرم حضرة الأعلى0 يضفى على أحداث تلك الليلة عبقا لا يضارع وضوءا ساطعا لن يخبو فتروى في ذكرياتها عن تلك الليلة فتقول:-
" وتتذكر خديجة بيكم بان حضرته ( حضرة الباب ) عاد إلى المنزل أصيل ذات يوم مبكرا على غير عادة واخبر بان أمرا هاما ينتظرة وطلب الإسراع بتهيئة وجبة العشاء 0 فأعدتها فضة ( الخادمة ) على عجل في حجرة والدة السيد على محمد حيث تناولتها الأسرة, وانسحب على الأثر إلى خلوتة ليلا0
وإذا تحدثنا عن وقائع تلك الليلة المشهودة, التي وقعت طبقا لسجل مذكرات عائلة الأفنان قبل إعلان الباب لأمره بقليل, تذكرها خديجة بيكم بكامل تفاصيلها وتروى: " بعد أن آوى أهل الدار جميعا إلى فراشهم وساد الصمت والهدوء المنزل ما يقرب من ساعة, إذ بحضرتة ينهض ويغادر الغرفة دون أن أعير ذلك اهمية0 ولما طال انتظاري بدأ القلق يساورني, فخرجت ابحث عنه في كل مكان دون أن اعثر له على اثر, وظننت انه ربما غادر الدار للعمل الهام الذي اخبرنا به0 ولكنني ارتعت عندما لاحظت الرتاج الداخلي لباب الدار موصدا كالعادة0
فهرعت إلى غرفته في الطابق العلوي, وشد نظري ضؤها الساطع 0 فتسائلت عما قد ألجأه - على غير عادته – في هذا الليل إلى هذه الغرفة التي لا يأوي إليها إلا تكريما لضيف0 ولما لم ينبئنا سلفا كعادته عن مقدم زائر في هذه الليلة, ثارت هواجسي وأخذت اصعد على أطراف أصابعي السلم المؤدى إلى الغرفة الشمالية, التي اخذ نورها يتضاعف في ناظري وعندما بلغت عتبتها رأيته واقفا ويداه مرفوعتان في تبتل وقنوت, مبتهلا مستغرقا في الترنم بالدعاء بصوت ولحن مليح رخيم, والدموع تنساب بغزارة على خديه وتبلل صفحة وجهة الوضاء الذي انبعث عنه نور عجيب بينما طلعته المهيبة تتوسط هالة من البهاء والجلال0 فأخذتني الخشية والرهبة وجمدت في مكاني عاجزة عن التقدم أو التراجع, وارتعدت فرائصي وفقدت التحكم في قواي وكدت اصرخ لولا أن تداركني حضرته وأشار في رفق بيديه المباركتين إلى بالانصراف0 تلك الحركة العطوفة ليديه ردت إلى بعض شجاعتي وتمكنت بكثير من الجهد أن أعود ادراجى والحق بحجرتي وفراشى0
وقضيت ليلتي مسهدة وأنا انتفض اضطرابا وحيرة0 وعندما غالبنى النعاس اخذ هذا المشهد العجيب الرهيب يطارد خيالي ويطرد الكرى عن جفوني 0 وفى لحظات الوعي المتناوبة كنت أتساءل عما سبب له الأسى العميق الذي استدر منه الدموع واستوجب استغراقه في التضرع والابتهال إلى هذا الحد0
" وإذا بعيني وتفكيري يعجزان عن اسعافى بتبرير أو تعليل يهدئ من روعي فيعز على المنام وأغوص في ذهولي فريسة لهواجسي إلى أن لاحت طلائع الفجر وارتفع صوت المؤذن للصلاة0
عند الشروق حملت فضة " السماور " وطاقم الشاي إلى حجرة حماتي, وتوجه حضرتة كالعادة إليها لتناول الشاي, وتبعته وأنا مبهورة مأخوذة0 وما أن وقع بصري على هيكله الجليل حتى عاودني مشهد الليلة الفائتة وتجسم امامى كاملا, فشحبت وهزت الرجفة كل كياني 0
في تلك اللحظة غادرت والدته الحجرة فيما كان حضرتة يتناول الشاي بكل هدوء, فرفع رأسه وتطلع إلى بنظرة ملؤها العطف والحنان ردت إلى هدوئي وسكينتى 0 ثم دعاني للجلوس وناولني ما تبقى من شاي في كأسه, فاحتسيته0 عندئذ سألني عما دهاني, فصارحته بشئ من شجاعة بأن التغيير الكلى الذي ألم به هو علة حيرتي ومصدر قلقي واضطرابي " وهمست انك لم تعد ذلك الشخص الذي عرفته منذ طفولتي, ومع إننا نشأنا معا ومضى عامان على زواجنا ونحن نعيش معا في بيت واحد, إلا اننى أراك وقد تبدلت تماما وصرت فجأة شخصا اخر0 هذا هو سبب اضطرابي وعلة حيرتي " فابتسم واجاب بأنه كان يتمنى أن لا أراه وأشاهده في تلك الصورة والحالة التي رأيت0 غير أن الله قدر غير ذلكثم عقب: " ولكن هكذا شاءت الإرادة والتقدير الالهى, أن تشاهديني بالكيفية التي فعلت في الليلة الماضية حتى لا يراودك أدنى شك من بعد0
وتوقني كل اليقين باني أنا ذلك المظهر الالهى والموعود0المنتظر منذ ألف سنة 0 وهذا النور الذي شاهدت وبهرك سطوعه كان ينبعث من كياني وكينونتي " بمجرد أن نطق بهذه الكلمات صدقت وآمنت فورا ووجدت نفسي ساجدة امامة وقد اطمأن قلبي وهدأ 0 منذ تلك اللحظة وهبت حياتي وأوقاتها لخدمته بكل تفان وخلوص ونسيت نفسي ووجودي وصرت محوا صرفا تلقاءه " 0
ويشهد جناب النبيل بسمو المقام الذي فازت به خديجة بيكم بإيمانها التلقائي الفذ هذا ويقول: " أما حرم حضرة الباب 000 فقد أدركت عظمة وجلال أمره الفريد منذ فجر ظهوره واشراقة, وأحست بجسامة قدرتة منذ اللحظات الأولى لبعثته0 وباستثناء الطاهرة, لم تنافسها وتبلغ مقامها امرأة من جيلها في الاستجابة التلقائية بمثل هذا الخلوص وحرارة الإيمان والعقيدة " وبشر حضرة بهاء الله في لوح الزيارة الذي انزله بعد صعود خديجة بيكم ويخاطبها بهذه العبارات: " أنت التي وجدت عرف قميص الرحمن قبل خلق الامكان وتشرفت بلقائه وفزت بوصاله وشربت رحيق القرب من يد عطائه " 0 (من كتاب خديجة بيكم تأليف حسن م 0 باليوزى )

صدفة الميلاد وليلة البعث
لم تكن ليلة ميلاد حضرة عبد البهاء مجرد حدث سعيد تصادف وقوعه ليلة بعث حضرة الأعلى فهي إن كانت قد حدثت على هذا النحو فهي بلا شك مصادفة سعيدة رائعة " وكيف لا وهو الذي صادف ميلاده الميمون تلك الليلة الخالدة التي بين فيها حضرة الباب طبيعة رسالته الفائقة لملا حسين أول من امن به " (40 بديع 291)
لكنها في الواقع لم تكن كذلك بل كانت تقديرا إلهيا سابقا تنبأ به العديد من الرسل والأنبياء السابقين كما وردت بعضها في التوراة0
"فهو يبنى هيكل الرب وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسية وتكون مشورة السلام بينهما كليهما " 0 ( زكريا 6 أية 13, 14 العهد القديم و اشعيا 9, 11 )
" ثم ولد ابنا وما بيده شئ كما خرج من بطن أمه عريانا يرجع ذاهبا كما جاء ولا يأخذ شيئا من تعبه فيذهب به في يده " سفر الجامعة إصحاح 5 إيه 14, 15 )
وفى القران الكريم نبوءات عديدة نجدها في سورة البلد
( لا اقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد )
كذلك تطالعنا في سورة الرحمن عروس القران أيضا
نبؤتان
(فيهما
عينان تجريان)00 (فيهما عينان نضاختان )
(الرحمن 50 - 34
وكان المقصـود بهاتين العـينان هو حضـرة عبد البـهاء عباس.
ويتفضل جناب أديب طاهر زاده في إحدى محاضراته قائلا : -
" أن حضرة بهاء الله عندما طلب الإذن من ساحة القدس الإلهي ليهب الخلق ماء الحياة الالهيه وطلب كشف النقاب عن حور المعاني وفك رحيق الوصال جاء النداء من مصدر الأمر الإلهي بأننا لا نشاهد خلقا لائقا وقابلا لهذا التجلي والإشراق وهنا صدر الأمر بالخلق الجديد والصنع البديع ليكون لائقا وقابلا لهذا التجلي والإشراق فكان هذا الخلق في ليلة المبعث 5 جمادى الأولى 1260 هـ وهى الليلة التي تم الإعلان فيها عن رسالة المبشر بالظهور الأعظم وتزامنت مع مولد حضرة عبد
البهاء 00 أنها الاراده الالهيه المطلقة المعلنة عن بداية الخلق الجديد والقابل لتلقى ماء الحياة الإلهية والقادر على أن يستوعب حور المعاني
ويستنشق رحيق الوصال0
ويضيف السيد كاظم الرشتى في كتابه ( شرح القصيدة ) بعدا جديدا لتلك الليلة فيقول:
( عندما اقترنت الباء ونقطتها ( ب ) بعالم الغيب برمز ( ا ) ظهر( با ) ونتج عن هذا الاقتران رمز العين ( عـ ) اشاره إلى التعين الأول (عـ با) وكان ذلك في سنة الستين ( س ) فظهر عباس الإمام برمز ( ع ) قائما ظاهرا أمام الناس0 (شرح القصيدة كاظم الرشتى)
إلا أن هذا التدبير الالهى الفائق الإمكانيات الذي حدث ليلة23مايو 1844
" شرع يعمل في نفس الليلة الخالدة التي أفضى فيها حضرة الباب

بهدف رسالته إلى الملا حسين في حي متواضع من أحياء مدينة شيراز" ( قرن بديع287 )
حيث يشير حضرة المولى شوقي افندى إلى كتاب قيوم الأسماء أول كتب حضرة الباب في إشارة واضحة ليلقى مزيدا من الضوء الباهر على أحداث تلك الليلة قائلا:
" على أن ضوءا اكبر دلاله يفيض على هذه القصة الخاصة بإعلان رسالة حضرة الباب إذا نحن تصفحنا ( أول وأعظم واكبر ) كتب الدورة البابيه وهو تفسير سورة يوسف الشهير الذي نزل فصله الأول كله على وجه التحقيق من قلم منزله الأعلى في تلك الليلة – ليلة اليالى " (قرن بديع ص17)
فيتفضل حضرة الأعلى بقوله الكريم في كتاب قيوم الأسماء (سورة الظهور)
( إنا نحن قد أنزلناك من منظر العرش في ليلة القدر إلى بطن الأم وانك في ذلك اليوم على العرش قد كنت لله العلى ساجدا وعلى الملك محمودا 000 000 إن هذا لهو اليوم في الفصل وهو اليوم في الجمع الذي قد كان بالحق ميقاتا ) (قيوم الأسماء – سورة الظهور)
وفى كتاب شئون خمسه كان حضرة الباب أول من أطلق لقب ( سر الله) فتفضل حضرته قائلا ( هل تعرفون سر الله أولا تعرفون ذلك هو أول من امن بمن يظهره الله فكيف لا تعرفون ؟ ) (حضرة الباب – كتاب شئون خمسة)
هذا اللقب " الذي شاء والده المحب المعصوم أن ينعم عليه بهذا اللقب العزيز, ألا وهو سر الله " (قرن بديع ص 293)






No comments:

Powered By Blogger