Sunday, November 25, 2007

من لئالئ المعانى فى صدف الكلمات الإلهية والمفاهيم البهائية

(المعجزات وخوارق العادات)
(سؤال)
هل تفسر المعجزات المنسوبة الى حضرة المسيح
بحسب المعاني الظاهرية للالفاظ او ان لها معان اخرى وقد ثبت علميا ان حقائق الاشياء لاتتغير
وان جميع الكائنات خاضعة لقانون ونظام كلي
لا تتخلف عنه ابدا ولهذا لايمكن خرق القانون الكلي0
(الجواب)

ان المظاهر المقدسة الالهية هم مصدر المعجزات ومظهر الاثار العجيبة فكل امر مشكل وغير ممكن يصير ممكنا وجائزا بالنسبة اليهم لانهم بقوة خارقة للعادة يظهر منهم خارق العادة وبقدرة ما وراء الطبيعة يؤثرون في عالم الطبيعة ومنهم جميعا قد صدرت عجائب الامور ولها في الكتب المقدسة اصطلاح خاص في حين ان المظاهر لا يعلقون على تلك المعجزات ولا تلك الاثار العجيبة اية اهمية حتى انهم لا يريدون ذكرها لاننا لو اعتبرناها اعظم برهان على صدقهم لكان ذلك حجة وبرهانا بالنسبة لمن كان موجودا وشهد المعجزات دون سواه فمثلا لو تروى معجزات حضرة موسى وحضرة المسيح لشخص طالب للحقيقة غير مؤمن بهما فانه ينكرها ويقول قد رويت ايضا عن الاصنام اثار عجيبة بشهادة خلق كثير ودونت في الكتب وقد كتب البراهمة كتابا دونوا فيه الاثار العجيبة التي صدرت من براهما فيقول الطالب ايضا ومن اين نعرف صدق اليهود والنصارى وكذب البراهمة فكلاهما رواية وكلاهما خبر متواتر وكلاهما مدون في الكتب وكلاهما يحتمل الصدق والكذب وبمثل هذا يقال فيما ترويه الملل الاخرى فان صدق احدها لزم صدق الاخرين وان قبل احدها وجب قبول الباقين فمن اجل هذا لا تكون المعجزات برهانا وان صح ان تكون برهانا للحاضرين فلا يصح ان تكون حجة على الغائبين0اما اهل البصيرة في يوم الظهور فهم يعتبرون جميع شئون مظهر الظهور معجزات لانها تمتاز عما سواها ومادامت ممتازة فهي خارقة للعادة0
فحضرة المسيح رفع العلم الالهي امام من على الارض وقاومهم جميعا فريدا وحيدا بدون ظهير ولا نصير ولم يكن له جند ولا جيوش بل كان مضطهدا مظلوما ومع هذا ففي النهاية غلب الجميع ولو انه صلب في الظاهر فهذه القضية معجزة محضة لايمكن انكارها ابدا فلا حاجة بعدئذ الى برهان اخر يثبت احقية حضرة المسيح وليس للمعجزات الظاهرية اهمية لدى اهل الحقيقة فمثلا لو صار الاعمى مبصرا فانه في النهاية سيفقد بصره ثانيا عندما يموت ويحرم من جميع الحواس والقوى فلا اهمية اذا لابصار الاعمى اذ ان هذه القوة مصيرها ان تزول0 وكذلك مافائدة احياء جسم ميت
سيموت مرة اخرى0
اما الاهمية ففي اعطاء البصيرة والحياة الابدية اي الحياة الروحية الالهية لان هذه الحياة الجسمانية لا بقاء لها ووجودها عين العدم مثال ذلك ان حضرة المسيح يقول في جواب احد التلاميذ(دع الموتى يدفنون الموتى المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح فهو الروح) فلاحظوا ان تلك النفوس مع انها قد كانت احياء بالاجسام الا ان المسيح اعتبرها امواتا لان الحياة هي الحياة الابدية والوجود هو الوجود الحقيقي فمن اجل هذا لو ذكر احياء الموتى في الكتب المقدسة فالمقصود ان موتى الارواح يوفقون للحياة الابدية وكذلك لو ذكر ابصار العمي فالمقصود من هذا الابصار هي البصيرة الحقيقة وكذلك لو ذكر اسماع الصم فالمقصود حصول السمع الروحي والتوفق الى السمع الملكوتي وهذا ثابت بنص الانجيل حيث يقول حضرة المسيح (هؤلاء مثل الذين قال عنهم اشعياء (لهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها وانا شفيهم) وليس المقصود من هذا ان مظاهر الظهور عاجزون عن اجراء المعجزات بل هم قادرون ولكن المقبول والمهم لديهم هوالبصيرة الباطنية والسمع الروحاني والحياة الابدية فعلى هذا ما جاء في اي موضع من الكتب المقدسة من ان اعمى صار بصيرا معناه انه كان اعمى الباطن وفاز بالبصيرة الروحانية او كان جاهلا فصار عالما او كان غافلا فصار متنبها او كان ناسوتيا فصار ملكوتيا وحيث ان هذه البصيرة والسمع والحياة والشفاء كلها ابدية لهذا كانت ذات اهمية والا فما اهمية الحياة الحيوانية وقواها وقدرها وحيثيتها التي هي كالاوهام تنتهي في ايام معدودة مثلا: لو اضيئ سراج مطفأ فأنه لا شك ينطفأ مرة اخرى اما نور الشمس فمضيئ دائما وذو اهمية0

(السؤال عن قيام المسيح بعد ثلاثة ايام)
(سؤال)
ما معنى قيام المسيح بعد ثلاثة ايام
(الجواب)

ليس قيام المظاهر الالهية قياما جسديا فجميع شئونهم وحالاتهم واعمالهم وتأسيساتهم وتعاليمهم وتعبيرهم وتشبيههم وترتيبهم عبارة عن امور روحية معنوية لا تتعلق بالجسمانيات مثلا: مسالة مجئ المسيح من السماء هذا المطلب مصرح به في مواضع متعددة من الانجيل حيث يقول(جاء ابن الانسان من السماء وابن الانسان في السماء وسيذهب الى السماء) وكما يقول في الاصحاح السادس من انجيل يوحنا اية 38 (لاني قد نزلت من السماء ) وكذلك في الاية الثانية والاربعين منه( وقالوا اليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بابيه وامه فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء)وكذلك في انجيل يوحنا في الاصحاح الثالث في الاية الثالثة عشر يقول(وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل الى السماء ابن الانسان الذي هو في السماء) فلاحظوا انه يقول ابن الانسان في السماء والحال ان حضرته في ذلك الوقت كان على الارض وكذلك لاحظوا انه يقول صراحة (جاء المسيح من السماء) والحال انه اتى من رحم مريم وتولد جسم حضرته من العذراء: اذا اتضح ان المقصود من هذه العبارة التي يقول فيها جاء ابن الانسان من السماء امر معنوي لا ظاهري روحي لا جسماني 0 يعني وان كان حضرة المسيح تولد من رحم مريم ظاهرا ولكنه في الحقيقة قد اتى من سماء مركز شمس الحقيقة من العالم الالهي والملكوت الرحماني وحيث اتضح ان المسيح اتى من السماء الروحية والملكوت الالهي فالمقصود اذا من بقاء حضرته ثلاثة ايام في القبر ايضا امر معنوي لا ظاهري وكذلك قيام حضرته من بطن الارض ايضا امر معنوي وكيفيه روحانية لا جسمانية0وكذلك صعود المسيح ايضا الى السماء امر روحاني لا جسماني 0وفضلا عن هذا البيان فقد ثبت وتحقق علميا ان هذه السماء الظاهرة فضاء غير متناهي وفراغ خلاء تسبح فيه النجوم والكواكب التي لا عداد لها لهذا نقول ان قيام المسيح عبارة عن اضطراب الحواريين وحيرتهم بعد شهادة حضرته0 وقد خفيت واستترت حقيقة المسيح التي هي عبارة عن التعاليم والفيوضات والكمالات والقوة الروحية المسيحية مدة يومين او ثلاثة بعد استشهاد حضرته ولم يكن لها جلوة ولا ظهور بل كانت في حكم المفقود لان المؤمنين كانوا انفسا معدودة وكانوا ايضا مضطربين حائرين0فبقى امر حضرة روح الله كجسم لا روح فيه 0ولما رسخ حضرات الحواريين وثبتوا بعد ثلاثة ايام وقاموا على خدمة امر المسيح وصمموا على ترويج التعاليم الالهية واجراء وصايا المسيح والقايم على خدمة المسيح تجلت لهم حقيقة المسيح فظهرت فيوضاته وسرت روح الحياة في شريعته وظهرت تعاليمه واتضحت وصاياه يعني ان امر المسيح كان كجسم بلا روح فدخلته الحياة واحاط به فيض روح القدس هذا هو معنى قيام المسيح وقد كان قياما حقيقيا ولما لم يفهم القسس المعنى الانجيلي ولم يهتدوا الى رمزه قالوا ان الدين مخالف للعلم والعلم معارض للدين لان من جملة هذه المسائل مسألة صعود حضرة المسيح بجسمه العنصري الى هذه السماء الظاهرة وذلك مخالف للعلوم الرياضية 0 ولكن بعد ان تنكشف حقيقة هذه المسألة ويفسر هذا الرمز فانها لا تتعارض مع العلم باي وجه من الوجوه بل العلم والعقل يصدقانها ويؤيدانها.

(مسألة حلول روح القدس)
(السؤال)
مذكور في الانجيل ان روح القدس حلت في الحواريين فكيف كان ذلك وما معناه

(الجواب )
ان حلول روح القدس ليس كحلول الهواء في جوف الانسان بل هو تعبير وتشبيه لا تصوير وتحقيق0بل هو كحلول الشمس في المرآة يعني ظهور تجلي الشمس فيها فالحواريون بعد صعود حضرة المسيح اضطربوا واختلفت ارائهم وتشتت افكارهم ثم ثبتوا واتحدوا واجتمعوا في عيد العنصرة وانقطعوا وغضوا الطرف عن انفسهم وتركوا راحة هذا العالم ومسراته وفدوا باجسامهم وارواحهم في سبيل المحبوب وتركوا الاهل والاوطان واصبحوا بلا نلجأ ولا مأوى وذهدوا في كل شئ حتى نسوا ذواتهم فأتاهم التأييد الالهي وظهرت قوة روح القدس وغلبت روحانية المسيح واخذت محبة الله زمام انفسهم من ايديهم فتأيدوا في ذلك اليوم وتوجه كل واحد منهم الى جهة لتبليغ امر الله ونطق بالحجة والبرهان0اذا فحلول روح القدس عبارة عن انجذابهم بالروح المسيحي واستقامتهم وثباتهم حتى اكتسبوا من روح محبة الله حياة جديدة ورأوا حضرة المسيح حيا ومعينا وظهيرا اذ كانوا قطرات فصاروا بحورا وبغاثا فاضحوا عقاب السماء وضعافا فاصبحوا اقوياء فمثل هؤلاء كمثل المرايا قبالة الشمس فلا بد وان تسطع فيها انوارها واشعتها.
(سؤال)
(ماهو المقصود من روح القدس)
(الجواب)

المقصود من روح القدس هو الفيض الالهي والاشعة الساطعة من مظهر الظهور لان المسيح كان مركز اشعة شمس الحقيقة ومن هذا المركز الجليل اشرقت حقيقة المسيح بالفيض الالهي على سائر المرايا التي كانت حقائق الحواريين0والمقصود من حلول روح القدس على الحواريين هو ان ذلك الفيض الجليل الالهي تجلى وافاض على حقائق الحواريين والا فالدخول والخروج والنزول والحلول من خواص الاجسام لا الارواح0يعني ان الدخول والحلول للحقائق المحسة لا للطائف المعقولة فالحقائق المعقولة مثل العقل والحب والعلم والتصور والفكر ليس لها دخول ولا خروج ولا حلول بل هي عبارة عن العلاقة الروحية مثلا العلم الذي هو عبارة عن الصور الحاصلة لدى العقل هو امر معقول والدخول والخروج بالنسبة للعقل امر موهوم0 بل له تعلق حصولي كالصور المنطبعة في المرآة0وحيث ثبت بالبرهان انه ليس للحقائق المعقولة دخول ولا حلول فلاشك ان الصعود والنزول والدخول والخروج والمزج والحلول للروح القدس ممتنع محال0وغاية ماهنالك ان روح القدس كالشمس تجلت في المرآة وفي بعض مواضع من الكتب المقدسة تذكر الروح والمقصود منها الشخص كما هو مصطلح عليه في المخاطبات والمكالمات ان الشخص الفلاني روح مجسم وحمية ومروءة مشخصة فليس النظر في هذا المقام الى الزجاج بل الى السراج كما يقول في انجيل يوحنا عند ذكر الموعود بعد حضرة المسيح في الاية12من الاصحاح16(إن لي أمورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به)فانظروا بدقة في هذه العبارة(لانه لايتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به)تجدوا ان روح الحق هذا هو انسان مجسم له نفس واذن تسمع ولسان ينطق وكذلك يطلق روح الله على حضرة المسيح مثلما تقول سراج ومرادك السراج مع الزجاج0

No comments:

Powered By Blogger